في ذكرى وفاته.. معلومات لا تعرفها عن الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
سلط مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الضوء على الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق، في ذكرى وفاته التي توافق التاسع من سبتمبر.
وقدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تعريفًا بسيرة العلامة المقرئ المتقن الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف رحمه الله تعالى، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق، الذي ولد في القاهرة بمنطقة الدمرداش عام 1936م.
وأرسله والداه وعمره أربع سنوات إلى مكتب المحمدي بمنطقة الدمرداش، ليقرأ القرآن على الشيخ إمام عبده حلاوة، وأخوه الشيخ عبد الله عبده حلاوة، حتى أتم حفظ القرآن الكريم وعمره نحو 12 أو 13 سنة.
والتحق الشيخ عبد الحكيم بالمعهد الديني الابتدائي بالأزهر، وبعد أن انتظم في الدراسة أصر والده على أن ينتقل إلى معهد القراءات بالأزهر، سنة 1950م.
كما أتم المرحلة الأولى وهي إجازة التجويد بحفص بعد أن حضر دروس العلم بين يدي الشيخ محمود علي بِسَّة، الذي حببه في المذهب الحنبلي، وانتقل إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة عالية القراءات، والتي تتضمن دراسة متني الشاطبية والدرة، وغير ذلك من التفسير والرسم والفواصل والنحو والصرف والفقه.
وقد تتلمذ فيها على عدة مشايخ منهم: الشيخ محمد عيد عابدين، والشيخ أحمد مصطفى أبو حسن، والشيخ أحمد علي مرعي، والشيخ متولي الفقاعي، وغيرهم.
ثم انتقل إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التخصص، وتتلمذ فيها على يد الشيخ عامر السيد عثمان، شيخ المقارئ المصرية، والشيخ حسن المرِّي، والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، وغيرهم.
ثم تلقى القراءات بالسند المتصل عن مشايخ آخرين، فأول من تتلمذ عليه وحفظ عليه الشاطبية والدرة: الشيخ محمد مصطفى الْمَلَّواني، حيث قرأ عليه الفاتحة والبقرة وآل عمران إلى قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ} [آل عمران: 153]، ثم قرأ على الشيخ مصطفى منصور الباجوري شيخ مقرأة مسجد سيدنا الإمام الحسين ختمة لحفص مع التحفة والجزرية شرحًا وتطبيقًا، ثم قرأ عليه بالشاطبية والدرة إفرادًا وجمعًا، من أول القرآن الكريم إلى قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [القصص: 88].
ومن كبار شيوخه أيضًا الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنُّودي، وكان حضر له في المعهد، وقرأ على الشيخ عامر السيد مراد ثلاثة أجزاء لورش بالجامع الأزهر، وقرأ على الشيخ أحمد هاني شيخ مقرأة السيدة نفيسة مرارًا بالقراءات، وكان يطوف على المقارئ يقرأ على المشايخ.
وبعد أن تخرج الشيخ في معهد القراءات عمل بالتدريس في مراحل التعليم الأزهري المختلفة، أولها التعليم الابتدائي في الإسكندرية، ثم التعليم الابتدائي بالقاهرة، ثم المعهد الإعدادي والثانوي بالفيوم، ثم انتقل إلى التعليم بمعهد القراءات بالقاهرة، ثم عمل بالتفتيش بالمعاهد الأزهرية، ثم أحيل إلى التقاعد سنة 1997م، وتتلمذ عليه كثيرون من أهل القرآن في مصر والعالم كله.
▪️عين شيخًا لعدة مقارئ منها: مقرأة مسجد الهجيني بشبرا، ومقرأة مسجد عين الحياة، ومقرأة مسجد الشعراني، ومقرأة مسجد السيدة نفيسة، ومقرأة مسجد السيدة سكينة، ومقرأة الجامع الأزهر الشريف.
ومن أهم مؤلفاته: إكمال كتاب الكوكب الدري الذي لم يكمله الشيخ قمحاوي، وشرح منظومة قراءة الكسائي للشيخ الضباع، والذي سماه: حديقة الرائي.
وللشيخ عديد من التسجيلات بصوته الندي منها: ختمتين لحفص، إحداهما بقصر المنفصل، وختمة لشعبة، وشرع في ختمة مصورة لأبي جعفر بلغ فيها إلى قوله سبحانه: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ} [مريم: 22]، وله في إذاعة القرآن الكريم بمصر: برنامج (اقرؤوا القرآن) في التجويد العلمي والتطبيقي، وشرع في تسجيل متن الشاطبية، وشرح حديث: أنزل القرآن على سبعة أحرف، وقدَّم لختمتي قالون والدوري عن أبي عمرو لفضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري.
وزار الشيخ بلادًا عديدة تاليًا للقرآن، وإمامًا في الصلوات، ومعلمًا للقراءات، ومُحكّمًا في المسابقات، في البلاد العربية مثل: السعوديه والكويت، والبلاد الأجنبية مثل: دول شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
توفي الشيخ مساء يوم الجمعة الموافق السابع من ذي الحجة سنة 1437 هـ، 9 سبتمبر 2016م، عن عمر ناهز 80 عامًا، وأقيمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة ظهر يوم التروية الموافق السبت 10 سبتمبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المقارئ المصرية شيخ المقارئ المصرية مركز الأزهر العالمي للفتوى السيرة الذاتية القرآن الكريم القراءات المقارئ المصریة القرآن الکریم ومقرأة مسجد الشیخ أحمد على الشیخ
إقرأ أيضاً:
أحمد عبد اللطيف.. بطل « سلاح الإشارة » يروي كيف سطّر المصريون ملحمة أكتوبر
تحل اليوم، الإثنين، الذكرى الـ 52 لأعظم معركة في التاريخ الحديث، والتي انتصرت فيها قواتنا المسلحة، واستعادت روح العزة والكرامة باسترداد أرض سيناء الحبيبة، والتي سيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
تلك الحرب المجيدة، التي كانت ولا زالت بمثابة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، والتي أظهرت شجاعة و بسالة الجندي المصري في الدفاع عن أرضه.
تفاصيل مثيرة يحكيها لنا الآباء والأجداد ممن خاضوا هذه الحرب أو عاشوا وقتها، فلم تنكسر أحلام المصريين المشروعة على صخرة هزيمة يونيو 1967 ، وإنما كان التفكير دائمًا نحو البناء من جديد، إذ أصر الشعب والجيش على الثأر من العدو الإسرائيلى، واستطاع بحق قلب موازين القوى العالمية آنذاك.
حيث أنه في إحدى ليالي أكتوبر المجيدة عام 1973م، جلس الجندي أحمد عبد اللطيف حسن يوسف، المقيم بقرية الجهاد 4 بمركز العدوة، محافظة المنيا، يحكي قصته بصوتٍ يملؤه الفخر والعزة، يستعيد تفاصيل الأيام التي خطّ فيها هو ورفاقه أعظم صفحات البطولة في تاريخ مصر.
و يروي " عبد اللطيف " أحد أبطال حرب أكتوبر ذكرياته التي لا تُنسى عن لحظة العبور، حين دوّى نداء النصر في أرجاء الجبهة، واشتعلت السماء بأصوات المدافع وهتافات الجنود، قائلا:" إن تلك اللحظات كانت مزيجًا من الخوف والإصرار، لكن حب الوطن كان أقوى من كل شيء، متحدثا بفخر عن زملائه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن ترفرف راية مصر عاليا فوق أرض سيناء، مؤكدًا أن نصر أكتوبر لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل كان ملحمة إيمان وصبر وإرادة لا تنكسر.
وعلى الرغم من أنه كان جنديًا مجندًا في سلاح الإشارة، فإن اجتهاده وانضباطه في أداء مهامه جعلاه محط تقدير قادته، ليُرقّى آنذاك إلى حكمدار الطقم التابع له، بعد أن تلقى تدريبًا مكثفًا على أجهزة الإشارة الروسية واجتاز الاختبارات بنجاح، ليصبح أحد العناصر المسؤولة عن تأمين الاتصالات بين الوحدات خلال لحظات الحرب الفاصلة.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلته مع البطولة الحقيقية، حيث كان يقضي ليالي طويلة وسط أصوات الانفجارات وصفير القذائف، محافظًا على تواصل الوحدات بدقة متناهية رغم الخطر المحدق.
و يسرد" عبد اللطيف" حديثه قائلا:" أنه لم يكن يعرف للخوف طريق ، بل كان يشعر أن كل رسالة يرسلها قد تُنقذ حياة جندي أو تحسم معركة، وبرغم قسوة الظروف، ظل الإصرار يملأ قلبه، مؤمنًا بأن النصر قادم لا محالة، وأن تضحياتهم ستُكتب بحروف من نور في تاريخ الوطن.
وعلى حد وصف جندي شارك فعلياً في "نصر أكتوبر "، الأستاذ أحمد عبداللطيف، والذي كان مجنداً أثناء الحرب ويحاول في كل تجمع أسري أو اجتماعي أن يفتح نقاشاً "لا لسرد بطولات الحرب فقط، لكن للربط بين ما جرى قبل 52 عاماً وما يجري اليوم وما سيجري غداً ، سرد لنا تفاصيل خدمته بالجيش المصري قائلا: "خدمت قرابة خمس سنوات في صفوف الجيش المصري، بدأت مجندًا في سلاح الإشارة، ثم تمت ترقيتي إلى حكمدار الطقم بعد أن اجتزت تدريبًا مكثفًا على أجهزة الإشارة الروسية، و كنا نعيش أيامًا صعبة، ولكنها مليئة بالعزيمة والإصرار، لم نكن نفكر في أنفسنا بقدر ما كنا نفكر في الوطن، وكيف نستعيد أرضنا وكرامتنا، كانت لحظة العبور أشبه بالحلم الذي انتظرناه طويلاً، رأينا فيها زملاءنا يسطرون أروع ملاحم البطولة، بعضهم عاد يحمل وسام النصر، وآخرون ارتقوا شهداء في سبيل الله والوطن.
و أنهى الأستاذ أحمد عبد اللطيف خدمته العكسرية عام 1975 م ، بعد حياة حافلة مليئة بالعطاء، متوجها بالشكر والتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي نجح فى تحويل التحديات التي واجهت الدولة المصرية إلى فرص تنموية لبناء “ الجمهورية الجديدة “، متمنيا لسيادته التوفيق والسداد لما فيه الخير لوطننا الحبيب مصر”.
كما وجه أحمد عبد اللطيف ، تحية إعزاز وتقدير وإجلال، لصاحب قرار الحرب وبطل السلام، الرئيس محمد أنور السادات، طيب الله ثراه، والشعب المصري العظيم صانع الابطال.
موجها التحية أيضا لشهداء القوات المسلحة الباسلة وأسرهم وذويهم، الذين كتبوا بدمائهم الذكية هذه الملحمة الخالدة، فضربوا باخلاصهم وعزيمتهم ، ووطنيتهم أروع الأمثلة في التضحية والفداء وكتبوا أنصع الصفحات في تاريخ الوطنية المصرية.
واختتم " عبد اللطيف"حديثه قائلا:" أرجو من الله عز وجل أن يديم نعمتي الأمن والأمان على مصر وشعبها، وأن يحفظها من كل مكروه وسوء، وأن يحفظ وطننا من كيد الكائدين، لاستكمال مسيرة التقدم والبناء، وأن يعُم الأمن والسلام على العالم أجمع".