بوابة الوفد:
2025-10-08@02:07:59 GMT

بيانات مفتوحة

تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT

اعتماد المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى برئاسة وزير الاتصالات لسياسة البيانات المفتوحة يمثل نقطة تحول مهمة فى رحلة التحول الرقمى المصرى، فهذه المرة لا نتحدث عن مشروع تجريبى أو مبادرة محدودة، بل عن أول إطار وطنى شامل يضع قاعدة واضحة: البيانات العامة غير الحساسة ملك للجميع.
السياسة الجديدة تمنح مصر فرصة ذهبية لتأسيس اقتصاد قائم على المعرفة، فعندما تصبح البيانات متاحة أمام الباحثين ورواد الأعمال والشركات الناشئة، فإن الباب يُفتح لابتكار تطبيقات جديدة وخدمات حكومية أكثر كفاءة، التجارب الدولية أثبتت أن الانفتاح على البيانات هو وقود أساسى لاقتصاد رقمى نابض بالحياة، يجذب استثمارات ويحفز المنافسة.


لكن القيمة لا تتوقف عند الاقتصاد وحده، فالبيانات المفتوحة تعنى أيضًا شفافية ومساءلة، المواطن والباحث والصحفى حين يحصلون على بيانات دقيقة ومحدثة من مصادر رسمية، يصبح بإمكانهم تقييم أداء الحكومة بموضوعية، وفهم أولويات السياسات العامة، والمشاركة فى النقاش العام على أساس معلومات لا انطباعات، هذه هى الطريقة الأنجع لبناء الثقة بين المواطن والدولة.
مع ذلك، يبقى التحدى الأكبر هو التطبيق، كثير من الجهات الحكومية قد تتردد فى نشر بياناتها، إما بدعوى السرية أو نتيجة ثقافة إدارية معتادة على الاحتفاظ بالمعلومات، هنا يبرز دور المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى، فى فرض الالتزام وتوحيد المعايير وضمان أن تصبح إتاحة البيانات القاعدة لا الاستثناء.
كما أن نجاح هذه السياسة يعتمد على جودة البيانات نفسها، فليس المطلوب مجرد جداول منشورة، بل بيانات موثوقة، محدثة، مصحوبة بتوصيف واضح يسهل استخدامها، لهذا يصبح إشراك المجتمع المدنى والقطاع الخاص أمرًا أساسيًا، إذ يوفران تغذية راجعة ترفع من جودة المحتوى وتعزز تفاعل المنظومة.
إن سياسة البيانات المفتوحة ليست غاية فى حد ذاتها، بل وسيلة لإطلاق طاقات الابتكار، وتحسين الخدمات العامة، وترسيخ مبادئ الشفافية، فإذا نُفذت بجدية وبتنسيق مؤسسى صارم، فإن مصر ستقترب خطوة كبيرة من بناء اقتصاد معرفى متكامل، وحكومة أكثر كفاءة، ومجتمع أكثر انفتاحًا على المستقبل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أون لاين بيانات مفتوحة المجلس الوطنى للذكاء الإصطناعى وزير الاتصالات

إقرأ أيضاً:

بين قمم النار وقمم البيانات.. العرب خارج المعادلات

 

 

من دون تحضيرات مطوّلة، ولا مؤتمرات تمهيدية، ولا دعوات رسمية، تنطلق طائرات العدو لتصبّ حممها في قلب المدن العربية، من غزة إلى بيروت، ومن دمشق إلى صنعاء، وصولاً إلى الدوحة. ويُعلن قادة الاحتلال أن العدوان رسالة موجهة إلى كل الشرق الأوسط.
ومن دون جلسات ولا بيانات، تقرر حكومة “تل أبيب” تحريك دباباتها لغزو أراضٍ عربية في غزة ولبنان والضفة الغربية والجنوب السوري، بلا أدنى اعتبار لسيادة الدول أو حرمة الحدود.
ومن دون خطابات رنانة أو إدانات مكرورة، تُعلن حكومة الاحتلال توسيع الاستيطان، وضم الأراضي، وطرد السكان من بيوتهم، وحصار النساء والأطفال، وتجويع شعب بأكمله، من دون اكتراث بالقانون الدولي أو مواثيق حقوق الإنسان أو موقف المجتمع الدولي.
يقيم الكيان الإسرائيلي قمم النار والدمار في العواصم العربية والإسلامية، من دون أن يخشى أحداً أو ينتظر رداً، فيما يغرق النظام الرسمي العربي والإسلامي في مفاهيم جامدة، كجمود القمم العربية التي فقدت فعاليتها منذ زمن بعيد.
يتبنى العرب سياسات واستراتيجيات تجاوزها الواقع، ونسفتها تطورات الميدان والمتغيرات الدولية والإقليمية. أما الخطاب السياسي فلا يزال يردد عبارات مستهلكة من قبيل: “مبادرة السلام”، و”السلام العادل والشامل”، و”حل الدولتين”، و”الخيار الاستراتيجي للسلام”، مع الإصرار على الرهان على واشنطن، ومناشدة المجتمع الدولي بأن يخرج عن صمته، بينما تُمنع الشعوب عن تنظيم تظاهرة واحدة تعبّر فيها عن رأيها.
هذا الجمود المفاهيمي الذي يسيطر على العقل الرسمي العربي والإسلامي لم يُدرك حتى الآن أن “إسرائيل” لم تعد تنتظر شيئاً من أنظمة لم تعد تملك أوراق قوة، ولا جيوشاً تقاتل، ولا موقعاً اقتصادياً أو جيوسياسياً مؤثراً، ولا حتى رهانات على شعوبها كقوة ضغط أو تهديد. لم تحتضن هذه الأنظمة مقاومةً، ولم تدعمها لتكون بديلاً للجيوش الرسمية، بل على العكس، عملت ليلاً ونهاراً على حصارها، وتضييق الخناق عليها، والتآمر على تصفيتها.
أما اتفاقيات الدفاع المشترك والتنسيق الدبلوماسي والسياسي والإعلامي، فقد استُبدلت بمشاريع تزرع الفرقة والعداء بين الدول العربية ذاتها.
لم تُراعِ هذه المنظومة أبسط قواعد التفاوض، وعملت على التفريط في عناصر القوة، وأهدرت كل مكامن الاقتدار، ما أدى في نهاية المطاف إلى فقدانها كامل الأوراق التي كان يمكن التفاوض عليها.
ترى “إسرائيل” اليوم أن “السلام”، الذي ما تزال المنظومة العربية والإسلامية تعتبره أغلى ما يمكن أن تقدمه، لم يعد ذا قيمة. ففي المفهوم الإسرائيلي الجديد، الفرصة سانحة لفرض كل شيء وكسب كل شيء، بالاعتماد على الدعم الأمريكي المطلق، والحماية التامة من واشنطن، التي كرّست “إسرائيل” كذراع تنفيذية لها في المنطقة، مزوّدة بكل عناصر القوة الأمريكية من سلاح وتكنولوجيا.
وبالتالي، باتت “إسرائيل” على قناعة بأنها لم تعد بحاجة إلى أي مقايضة مع المنظومة العربية والإسلامية، التي اعتمدت منذ سبعينيات القرن الماضي خيار “التسوية” كاستراتيجية دائمة. حينها، ظنّ العرب أن “إسرائيل” بحاجة إلى السلام، وأن بإمكانهم مقايضته بما عُرف لاحقًا بـ”حل الدولتين”، أي إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال، من دون تحديد واضح لطبيعة هذه الدولة وحدودها أو صلاحياتها، وهي تفاصيل بقيت مجهولة وغامضة حتى اليوم.
لكن هذه الاستراتيجية تلاشت اليوم بالكامل، وتبددت على أرض الواقع. فـ “إسرائيل”، التي بدأت منذ التسعينيات بسياسات ممنهجة لنسف أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، اعتمدت خطة توسّع استيطاني مدروسة، وقامت بعملية قضم تدريجي للأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس، بل وحتى في الجولان، إلى درجة أنها لم تعد ترى أي ضرورة للتفاوض على أراضٍ تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من كيانها.
وعلى مدى أكثر من ثلاثين عامًا، عملت “إسرائيل” على خلق بيئة استراتيجية تُمكّنها من الاستغناء التام عن العرب، فساهمت في إضعاف العراق وإغراقه في صراعات طائفية وعرقية، وسعت إلى تحويل سوريا إلى دولة منهكة تدور في فلك الحروب والمواجهات، كما عملت على شيطنة حركات المقاومة في غزة ولبنان واليمن، سياسيًا وإعلاميًا، ودفعت بعدد من الدول إلى حافة التفكك والصراعات، كما هو الحال في ليبيا والسودان والصومال.
كل ذلك مهّد الطريق أمام التغلغل الأمني الإسرائيلي في العالم العربي، فيما تحولت الجهود السياسية والإعلامية والمالية للدول النفطية نحو التركيز على “عدو مصطنع” اسمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكل هذا يجري بينما يعيش النظام العربي في غفلة وسُبات عميقين، إذ فقد العرب وزنهم وتأثيرهم، ونفدت أوراقهم ومصادر قوتهم، ما أتاح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فرصة ذهبية لتحقيق طموحاته.
وضع نتنياهو خريطة “إسرائيل الكبرى” أمامه، والتي تضم أجزاءً من دول عربية عدة، فيما علّق رئيس الكنيست بأن “ضرب الدوحة هو رسالة إلى كل الشرق الأوسط”، وقال مندوب “إسرائيل” في الأمم المتحدة إن على قطر أن تطرد حركة حماس، وإن لم تفعل، فـ”إسرائيل” ستتولى الأمر.
كما أطلقت “إسرائيل” عملية “جدعون” في مدينة غزة، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة.
كل ذلك يعني أن “إسرائيل” لم تعد تريد شيئًا من العرب: لا سلامهم، ولا تطبيعهم، ولا علاقات اقتصادية معهم، بل ولا حتى التطبيع معهم.
تُكثِر “إسرائيل” اليوم من التصريحات التي تعكس بوضوح أنها انتقلت إلى مرحلة جديدة: مرحلة فرض الهيمنة، وفرض الشروط، وبسط السيطرة الكاملة على المنطقة. وليس مستبعدًا أن تبدأ “تل أبيب” في المستقبل القريب بإصدار أوامر مباشرة لعواصم عربية لتنفيذ سياسات أو مواقف محددة، من دون أن تملك هذه الدول حتى حق الاعتراض.
لقد باتت “إسرائيل” في مكان آخر تمامًا، بينما لا يزال العرب عالقين في الماضي.
ومع أن الواقع القائم اليوم مظلم ومأزوم، إلا أن ذلك لا يعني انعدام الخيارات. هناك طريق ممكن، وكلما كانت الصحوة مبكرة، كانت الكلفة أقل. فخطوات بسيطة اليوم، قد تكون مدخلًا لتحوّل استراتيجي حقيقي.
والبداية تكون من تحالف عربي-إسلامي جاد يجمع العواصم الأربع: القاهرة، الرياض، أنقرة، وطهران. تحالف كهذا يعني بداية نهاية الصراعات البينية الممتدة من اليمن ولبنان وسوريا، وصولًا إلى ليبيا والسودان.
ومن الخطوات العملية التي يمكن للدول العربية اتخاذها:
1. فتح العواصم العربية أمام قيادات المقاومة، بحيث لا تبقى هذه الاستضافة حكرًا على الدوحة وطهران، بل تمتد مكاتب حركات المقاومة، كحماس وغيرها، من الرباط إلى جاكرتا.
2. السماح للشعوب بالتعبير عن رأيها بحرية، في شوارع القاهرة والرياض والرباط وغيرها، لتخرج الملايين رفضًا للغطرسة الإسرائيلية، وتأكيدًا على دعم القضية الفلسطينية.
3. إحداث تحول جذري في الأداء الإعلامي العربي والإسلامي، الرسمي وغير الرسمي، يُعيد تعريف “إسرائيل” كعدو، ويُعيد تقديم المقاومة كرمز للعزة والكرامة.
4. تنويع التحالفات الدولية والخيارات الاقتصادية بين الشرق والغرب، وبناء علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية، بعيدًا عن الارتهان لقطب واحد.
5. اتخاذ موقف عربي موحد تجاه واشنطن، يجعلها تدرك أنها لم تعد تُعتبر صديقًا موثوقًا، وأنها شريكة في كل ما يحدث من عدوان وظلم في المنطقة.
هذه المواقف لا تُقارب الحرب، ولا تعني الذهاب إلى المواجهة المباشرة، لكنها تمثل خطوات باتجاه امتلاك أوراق قوة حقيقية. فليس صحيحًا أن الخيار الوحيد المطروح أمام العرب هو بين الحرب والسلام. هناك مسافة كبيرة بينهما، يمكن من خلالها إعادة صياغة بيئة استراتيجية جديدة لا تكون فيها “إسرائيل” الحاكم المطلق للمنطقة.
لقد انتهى مفعول ثنائية “دول الاعتدال” و”دول التطرف”، ولم تعد “إسرائيل” تميز بين هذه وتلك، بل تنظر إلى كل الدول العربية على أنها كتلة واحدة. فمتى ينظر العرب إلى أنفسهم على أنهم كتلة واحدة؟
إعلامية لبنانية

مقالات مشابهة

  • بين قمم النار وقمم البيانات.. العرب خارج المعادلات
  • توتر تجاري يجمّد توسع مراكز البيانات الأمريكية في الهند
  • عامان على طوفان الأقصى... الشرق الأوسط بين حرب مفتوحة وتحولات عميقة
  • بنك قطر الوطني يمكّن اللولو هايبرماركت من أن يصبح أول سلسلة تجزئة في قطر تقبل مدفوعات واجهة الدفع الموحدة الهندية
  • تفاصيل برنامج المحلي الثالث بميداني الشحانية ولبصير
  • المنظمات المدنية تقاطع مبادرة رئيس مدغشقر للحوار
  • الحدود الشمالية تنفذ أكثر من 11 ألف عمل صيانة خلال أغسطس 2025
  • منصة الشهادات العامة 2025-2026.. خطوات استلام بيانات كويرو وإنشاء البريد
  • كوريا الجنوبية.. أكثر من 7 آلاف حالة انتحار خلال 6 أشهر
  • نيكتين يصبح أول رياضي روسي يقطع مسافة نصف الماراثون في أقل من ساعة