واشنطن تعود للساحل.. جولة أميركية في بوركينا فاسو وسط هواجس أمنية
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
في مؤشر على تحوّل في السياسة الأميركية تجاه منطقة الساحل، زار وفد من الكونغرس الأميركي العاصمة البوركينابية واغادوغو الشهر الماضي، في أول دخول لهم إلى البلاد منذ الانقلابات العسكرية التي شهدتها، وذلك في إطار ما تصفه إدارة الرئيس دونالد ترامب بـ"النهج البراغماتي" للتعامل مع أنظمة ما بعد الانقلاب، وفق ما أوردته مجلة أفريكا ريبورت.
بعد أن حالت الاضطرابات الأمنية والسياسية دون زيارتهم في مناسبتين سابقتين، تمكن 3 من أعضاء الكونغرس، بينهم الجمهوري أوستن سكوت والديمقراطيان جيمي بانيتا وسالود كاربخال، من قضاء نحو 4 ساعات في واغادوغو، بدعم من وزارة الخارجية وقيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).
لم يلتقِ الوفد قائد المرحلة الانتقالية، إبراهيم تراوري، لكنه اجتمع برئيس البرلمان الانتقالي عثمان بوغوما، وشددوا على ضرورة العودة إلى المسار الديمقراطي كشرط لاستئناف التعاون الكامل، بحسب أفريكا ريبورت.
مصالح مشتركة وأجندة أمنية
قال النائب سكوت للمجلة إن "الأمن شرط للتجارة، وإذا غاب الأمن، فلن تكون هناك تجارة"، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تفرض التعاون مع هذه الدول رغم الخلافات.
أما بانيتا، فأشار إلى أن رفع القيود الأميركية، المفروضة بموجب المادة 7008 من مخصصات المساعدات الخارجية، يتطلب خطوات ملموسة من جانب سلطات الساحل، وفي مقدمتها تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
انفتاح على تحالف دول الساحلتأتي الزيارة بعد جولات لمسؤولين كبار في إدارة ترامب إلى بوركينا فاسو ومالي والنيجر، في ظل بحث واشنطن رفع القيود عن "تحالف دول الساحل".
ووفق أفريكا ريبورت، ركزت هذه التحركات على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب استكشاف فرص الاستثمار الأميركي في ظل سعي الإدارة للحصول على المعادن الإستراتيجية.
تبقى العلاقات العسكرية محورا حساسا، خاصة بعد طرد القوات الأميركية من قاعدة أغاديز في النيجر العام الماضي.
إعلانوكان الجنرال مايكل لانغلي، القائد السابق لأفريكوم، قد أثار جدلا حين اتهم تراوري بتحويل احتياطات الذهب، المقدرة بـ4 مليارات دولار، لدفع أجور مرتزقة روس، في حين تبنى خلفه الجنرال داغفين أندرسون لهجة أكثر تصالحية، معتبرا أن "الوقت المناسب" قد يتيح عودة التعاون.
فرصة أميركية ضائعةيرى ميلفن فوت، رئيس منظمة "الكونغرس من أجل أفريقيا"، أن واشنطن أضاعت فرصة ذهبية لملء الفراغ الذي خلفه تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل، تاركة المجال لروسيا لتقديم خدمات أمنية مقابل الموارد المعدنية.
ويضيف للمجلة أن الوقت قد حان لتغيير الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.
بين القيم والمصالحورغم دعم إعادة الانخراط، فإن بانيتا وديمقراطيين آخرين يحذرون من اختزال السياسة الأميركية في "صفقات معادن"، مشددين على ضرورة منع تحول الساحل إلى "ثقب أسود" للجماعات المتطرفة، لما لذلك من تداعيات على غرب أفريقيا والولايات المتحدة نفسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوان
كشفت وثيقة أميركية بالغة السرية، سُرِّبت تفاصيلها إلى وسائل الإعلام، عن رؤية قاتمة لمستقبل ميزان القوى في غرب المحيط الهادي، إذ تحذر من أن صواريخ بكين فرط الصوتية "قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية في غضون دقائق".
وفي حين تستعد واشنطن وبكين لسيناريوهات غير مسبوقة حول تايوان، تشير الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة قد تكون على عتبة فقدان ما تصفه بـ"التفوق الساحق".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اتهامات لبنك فرنسا المركزي بالتواطؤ في إبادة التوتسي في روانداlist 2 of 2صحف عالمية: غزة تتعرض لوصاية استعمارية غير قانونية بقيادة ترامبend of listونقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن الوثيقة المعروفة باسم "موجز التفوق" تأكيدها بأن قدرات الصين الصاروخية والتكنولوجية، مقترنة بإنتاجها الضخم منخفض التكلفة، قد تجعل من أي مواجهة عسكرية حول الجزيرة نهاية موجعة للهيمنة العسكرية الأميركية في المنطقة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أشارت إلى أن مسؤولا في الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أُصيب بالذعر عندما أدرك مدى ما تملكه بكين من "طبقات فوق طبقات من البدائل" في مواجهة "كل حيلة تملكها الولايات المتحدة".
وأفاد بنديكت سميث مراسل تلغراف في واشنطن، بأن الوثيقة السرية تضمنت تحذيرا صادما مفاده أن الصين تتمتع الآن بميزة عسكرية حاسمة لدرجة أنها قد تهزم الجيش الأميركي في أي صراع محتمل حول تايوان.
ويُرجع موجز التفوق هذا الخطر إلى تباين جوهري في الإستراتيجيات العسكرية، فبينما تعتمد الولايات المتحدة على تطوير ونشر أسلحة متطورة وباهظة الثمن ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة، تتفوق الصين في القدرة على الإنتاج الضخم لأنظمة أرخص وأكثر عددا بكثير، مما يمنحها تفوقا كميا ساحقا.
وتؤكد نتائج المناورات الحربية التي تجريها وزارة الحرب (البنتاغون) هذا السيناريو القاتم، حيث غالبا ما تتكبد الولايات المتحدة أثناءها خسائر فادحة تشمل عشرات السفن، وغواصات، وحاملات طائرات، إضافة إلى أكثر من مئة طائرة من الجيل الخامس، مثل (إف-35).
إعلانومن بين تلك الخسائر -بحسب تقرير تلغراف- أن حاملة الطائرات المتقدمة "يو إس إس جيرالد آر فورد" غالبا ما قد تتعرض خلال المناورات العسكرية المذكورة في الموجز.
وطبقا للصحيفة البريطانية، فإن هذه النتائج تأتي في وقت تشهد فيه الترسانة الصينية من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى توسعا غير مسبوق، مقابل فشل الولايات المتحدة في نشر أي صاروخ فرط صوتي حتى الآن رغم الإنفاق الهائل.
وتمتلك بكين ترسانة ضخمة تضم نحو 600 صاروخ فرط صوتي يمكنها السفر بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت، وقد تصل سرعة بعض صواريخها المدمرة للسفن من طراز "واي جي-17" إلى 8 أضعاف سرعة الصوت، مما يهدد بإغراق حاملات الطائرات في غضون دقائق، وفقا لبيت هيغسيث وزير الحرب (البنتاغون).
وتشير الوثيقة المسرّبة كذلك إلى إشكاليات بنيوية في الصناعات الدفاعية الأميركية، إذ تسيطر 5 شركات كبرى فقط على السوق، وتواصل بيع الأسلحة ذاتها بنسخ أحدث وأغلى، في حين ثبت خلال النزاعات الحديثة -مثل حرب أوكرانيا– أن الأسلحة الرخيصة مثل المسيّرات هي الأكثر فاعلية.
ولهذا خصص الكونغرس مليار دولار لإنتاج 340 ألف مسيّرة صغيرة، بينما كلّف الرئيس دونالد ترامب قائد القوات المسلحة دان دريسكول، بملف الطائرات المسيّرة بهدف تحديث التكنولوجيا القديمة ومواجهة القدرات المسيّرة لأعداء بلاده.
ومع ذلك، ما تزال الولايات المتحدة متأخرة عن خصومها، مثل الصين، من حيث الإنتاج والتكلفة.
كما تواجه أميركا تحديات لوجستية خطيرة، فقد حذر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، من نفاد الذخائر الأساسية بسرعة، في حين أن مجموعة القرصنة الصينية المدعومة من الدولة "فولت تايفون" زرعت برامج ضارة في شبكات البنية التحتية الحيوية للقواعد العسكرية الأميركية، مما قد يشل قدرة الجيش على الحركة والاتصال.
ورغم أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يؤمن بأن السيطرة على تايوان "حتمية تاريخية"، وطالب جيشه بأن يكون على أهبة الاستعداد بحلول عام 2027، فإنه لن يتحرك لغزوها -بحسب التقديرات- ما لم يضمن تفوقا عسكريا مطلقا.
وتخلص صحيفة تلغراف إلى أنه في حين يلتزم ترامب بسياسة "الغموض الإستراتيجي"، تبقى تايوان محور صراع متصاعد يُنذر بتحوّل جذري في ميزان القوى العالمي.