إرث يتجدّد بالعزيمة
الأستاذ الدكتور #أمجد_الفاهوم
في #مسيرة_الأمم تُخلَّد أسماء #الرجال الذين جعلوا من حياتهم مشروعًا للعلم والعمل وخدمة الوطن، رجال لم يتوقفوا عند حدود الإمكانات، بل تجاوزوها بالإصرار والعزيمة، فصاروا قدوة للأجيال من بعدهم. ومن بين هؤلاء يبرز اسم الدكتور رؤوف أبو جابر، الذي وُلد في السلط عام 1925، ليكون شاهدًا على مراحل بناء الدولة الأردنية ومشاركًا فاعلًا في صياغة هويتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وحين نتأمل امتداد هذا الإرث نجد أن الرسالة لم تتوقف عند جيل المؤسس، بل تجسدت في ابنه زياد أبو جابر، الذي اختار أن يحمل الراية في ميدان الاقتصاد والاستثمار. برز اسمه في قطاعي التأمين والسياحة، حيث قاد الشركة المتحدة للتأمين وسط تحديات السوق وحقق نتائج لافتة، وتولى رئاسة شركات استثمارية أسهمت في مشاريع وطنية وسياحية، مثبتًا أن النجاح في عالم الأعمال ليس صدفة، بل ثمرة لثقافة الانضباط والتخطيط والعمل الجاد. لكنه لم يقف عند حدود المال والأرقام، بل أدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في خدمة الناس، فانخرط في العمل الاجتماعي والتبرعات ودعم الجمعيات الإنسانية، مؤكدًا أن المسؤولية المجتمعية جزء لا يتجزأ من أي نجاح اقتصادي، وأن القيم التي غرسها والده في البيت لا بد أن تُترجم إلى فعل في الميدان. لقد كان حضوره في المبادرات الإنسانية انعكاسًا طبيعيًا لإرث عائلة رأت في خدمة الوطن واجبًا لا يقل عن السعي للنجاح الفردي.
هذه السيرة المزدوجة، سيرة أبٍ مؤرخٍ واقتصادي حمل القلم والفكر، وسيرة ابنٍ حمل روح العمل والاقتصاد، تشكل معًا لوحة ملهمة لجيل الشباب الأردني الذي يقف اليوم أمام تحديات البطالة والتحولات الاقتصادية ومتغيرات العصر. فهي تقول لهم بلسان الحال إن النجاح لا يولد في يوم واحد، بل يتشكل عبر سنوات من الجد والاجتهاد والالتزام، وإن العائلة التي تؤمن بالعلم والعمل قادرة على أن تصنع فارقًا في المجتمع. لقد كان رؤوف أبو جابر مثالًا للرجل الذي لم يرضَ أن يكون متفرجًا على أحداث عصره، بل اختار أن يكون شاهدًا ومشاركًا، فيما أثبت زياد أن الاستمرارية والقدرة على التكيف مع متغيرات الاقتصاد هما السبيل للحفاظ على مكانة مرموقة. وهنا تلتقي رسالة الأب مع الابن في أن المجد الحقيقي هو ذلك الذي يبقى أثره في الناس والوطن.
مقالات ذات صلةاليوم، والشباب الأردني يواجه سؤال المستقبل، تصبح قصة آل أبو جابر دليلًا على أن الجد والاجتهاد قادران على صنع المستحيل. فمن السلط خرجت سنديانة راسخة حملت القيم والمعرفة، ومن جذورها نبتت أغصان جديدة تمسك بزمام الاقتصاد وتشارك في التنمية. وكما قال الحكماء العرب: “من جدّ وجد، ومن زرع حصد”، فإن ما زرعه رؤوف في حياته حصدته الأجيال، وما يبنيه زياد اليوم سيظل رصيدًا للأردن ومستقبلًا لأبنائه. ليست هذه مجرد حكاية عائلة، بل هي دعوة صادقة للشباب أن يؤمنوا بأن الاجتهاد والإخلاص والانتماء للوطن طريق لا يضل، وأن من يسير فيه لا بد أن يترك أثرًا خالدًا، وأن من يربط بين الفكر والعمل يجعل من المستحيل ممكنًا، ومن الحلم واقعًا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مسيرة الأمم الرجال أبو جابر
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف تُطلق الأسبوع الثقافي بـ27 مسجدًا على مستوى الجمهورية
أطلقت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الثقافي بعدد 27 مسجدًا بمختلف المديريات، بهدف ترسيخ القيم الدينية والوطنية، ورفع الوعي لدى المواطنين، خاصة النشء والشباب.
وتناول موضوع اليوم الأول، الذي عُقد عقب صلاة المغرب، عنوان "من دروس انتصار أكتوبر.. بالعلم والعمل والتضحية تُبنى الأمم"، حيث ناقش المشاركون أهمية العلم والعمل والإخلاص في بناء الأوطان، مستعرضين ما قدمه أبناء مصر الأوفياء من بطولات وتضحيات خالدة في سبيل رفعة وطنهم.
وأكد الأئمة المشاركون أن انتصارات الأمم لا تتحقق إلا بالصبر والتضحية والعمل الجاد، وأن ما حققه أبناء الوطن في نصر أكتوبر سيظل مثالًا يُحتذى في الإيمان والولاء والانتماء، داعين الشباب إلى استلهام هذه القيم في حياتهم العملية والعلمية لخدمة وطنهم ورفعته.
وتُنفذ فعاليات الأسبوع الثقافي بمشاركة نخبة من الأئمة والعلماء، في إطار خطة دعوية تجمع بين البناء العلمي والتربوي، وتستمر حتى الثلاثاء 7 أكتوبر، عقب صلاة المغرب يوميًّا.
وزارة الأوقاف تنفذ برنامجًا تدريبيًّا بعنوان "مهارات المديرين الفاعلين" للعاملين بديوانها العاموعلى صعيد اخر، نفذت وزارة الأوقاف بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، فعاليات برنامج تدريبي بعنوان "مهارات المديرين الفاعلين"، بمقر الهيئة بالقاهرة، وبمشاركة (60) متدربًا من العاملين بديوان عام الوزارة، في إطار حرص وزارة الأوقاف على تنمية قدرات كوادرها الإدارية والارتقاء بمهاراتهم القيادية.
ويهدف البرنامج إلى إعداد قيادات إدارية قادرة على إدارة فرق العمل بكفاءة، وتعزيز مهارات التخطيط الاستراتيجي، واتخاذ القرار، والتواصل الفعّال، فضلًا عن تنمية مهارات التحفيز والمتابعة والقدرة على حل المشكلات.
وقد تميز البرنامج بتنوع محاوره التدريبية واتباع أساليب تفاعلية حديثة تجمع بين الجانبين النظري والعملي، بما يضمن تحقيق أكبر استفادة للمشاركين، ويسهم في رفع مستوى الأداء المؤسسي بالوزارة.
تأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي تنفذها وزارة الأوقاف بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، في إطار خطتها المستمرة لبناء كوادر بشرية مؤهلة، قادرة على مواكبة متطلبات العمل الإداري الحديث، ودعم جهود الدولة في تعزيز كفاءة الجهاز الإداري وتحقيق التنمية المستدامة.