«الخط الذي لا يقهر» هذه المقولة الذي وصف بها العدو الإسرائيلي خط بارليف الدفاعي واعتبره حصنا منيعا امتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، إلا أن أبطال الجيش المصري حطموا هذه الأسطورة في السادس من أكتوبر عام 1973، وكتبوا بدمائهم وتضحياتهم واحدة من أروع صفحات النضال العسكري في القرن العشرين محققين نصرا تاريخيا أعاد للأمة العربية كرامتها.

52 عاما على نصر أكتوبر المجيد

وبعد مرور اثنين وخمسين عاما على ذلك النصر، الذي حققته القوات المسلحة المصرية على العدو الإسرائيلي، ما زال يوم السادس من أكتوبر أحد أعظم الانتصارات التاريخية التي غيرت مفاهيم الفكر العسكري العالمي، وامتدت آثارها إلى العديد من مناطق الصراع حول العالم.

بداية حرب أكتوبر 1973

البداية كانت بعد هزيمة 1967 بعام تقريبًا، بعدما صدرت الأوامر من الرئيس جمال عبد الناصر بالبدء في التخطيط للعملية الهجومية لاقتحام قناة السويس وتحرير سيناء، وقبلها كانت حرب الاستنزاف التي استمرت قرابة ست سنوات، اكتسب خلالها الجيش المصري خبرات قتالية كبيرة، بينما قامت إسرائيل ببناء خط بارليف.

وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا من يوم السبت 6 أكتوبر 1973، انطلقت شرارة الحرب بأوامر من القيادة المصرية، لتبدأ عملية العبور العظيم التي شارك فيها أكثر من 200 ألف مقاتل مصري من مختلف الأسلحة.

تحطيم خط بارليف

وفي مشهد تاريخي، استطاع المهندسون العسكريون المصريون من فتح ثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف باستخدام مضخات المياه، وهي فكرة عبقرية قلبت موازين المعركة في ساعات قليلة، وخلال أقل من 6 ساعات فقط، كان أكثر من 80 ألف جندي مصري قد عبروا القناة، رافعين علم مصر على الضفة الشرقية لأول مرة منذ نكسة 1967.

وكان خط بارليف يعد من أقوى التحصينات العسكرية في العالم، امتد بطوله نحو 170 كيلومترًا على الضفة الشرقية للقناة، بارتفاع 20 مترًا، محصّنة بالخرسانة والأسلاك الشائكة.

أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالمي

وأكدت تقارير نشرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، على موقعها الرسمي، انكسار النظرية الأمنية الإسرائيلية القائمة على التفوق النوعي، وضعف القرار العربي، ما أحدث صدمة غير مسبوقة، كما تفككت القيادة السياسية والعسكرية، وسقطت أساطير إسرائيلية، وتوقفت عجلة الإنتاج الإسرائيلي جراء استدعاء الاحتياطي العام.

كما تم إنهاء التفوق العسكري والتقني الإسرائيلي الناتج عن الإمدادات الأمريكية، وكسر التفوق الاستراتيجي الناتج عن احتلال الحواجز الطبيعية «الجولان، قناة السويس».

اقرأ أيضاًفي ذكرى انتصارات أكتوبر.. «البحوث الإسلاميَّة»: ملحمةٌ خالدة تُجسِّد الوَحدة والإيمان بعدالة القضيَّة

الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري والقوات المسلحة بـ ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العدو الإسرائيلي العدوان الإسرائيلي انتصار أكتوبر المجيد تحرير سيناء قناة السويس نصر أكتوبر المجيد خط بارلیف

إقرأ أيضاً:

«أكتوبر انتصار غيّر التاريخ».. ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة احتفالًا بذكرى العبور المجيد

نظم المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس ندوة بعنوان «أكتوبر انتصار غيّر التاريخ»، احتفالًا بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة وفي إطار مبادرة «وفرحت مصر».

وأكد الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن مصر مرّت بمحطات فارقة تغيّرت فيها كل الموازين، لكن العقيدة الوطنية ظلت ثابتة وظل الجيش المصري نموذجًا للانضباط والإيمان بتحقيق النصر أو الشهادة، محوِّلاً الهزيمة إلى انتصار واليأس إلى أمل.

وقال: «إن فهم التاريخ هو الوسيلة لبناء المستقبل، فرغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية، فإن إرادة المصريين قادرة على عبور الأزمات بالوعي والعمل»، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية ليست ماضيًا يُروى، بل أمجاد متجددة ومسؤولية مستمرة، وبناء المستقبل يتطلب تحكيم العقل والعمل والإصرار، تمامًا كما فعل الأجداد العظام.

ومن جانبه، أكد اللواء علي حفظي المسؤول عن فرق الاستطلاع التي كانت تعمل خلف خطوط الجيش الإسرائيلي داخل عمق سيناء في حرب 1973، أن أكتوبر ملحمة تلاحمت فيها القيادة السياسية مع الشعب والجيش على قلب رجل واحد، وذكّر بأن الحرب ما هي إلا وسيلة من وسائل السياسة، يتم اللجوء إليها عندما تفشل السياسة في تحقيق الأهداف، مشدداً على أن الحدود المصرية لم تتغير على مر الزمان، وليس هناك أغلى من الأرض لدى كل المصريين.

وبدوره، استعرض اللواء محمود متولي أحد أبطال القوات البحرية الذين شاركوا في نصر أكتوبر، دور القوات البحرية الكبير في تلك المرحلة، حيث استطاعت إحباط الهجوم على ميناء بورسعيد وتأمين ميناء الإسكندرية وأسر 6 ضفادع بشرية، وإغراق غواصة إسرائيلية وإحباط هجومهم، مشيدا بدور الصاعقة البحرية بقيادة العميد إسلام توفيق ضمن المجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي، التي أذاقت العدو المرار بعمليات غير مسبوقة ساعدت على استعادة الثقة لدى أفراد الجيش المصري على وجه الخصوص، ولدى نفوس الشعب المصري بشكل عام.

اقرأ أيضاًالمجلس الأعلى للثقافة يعلن عن الدورة الثانية لبرنامج التدريب الصيفي للشباب

لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة تطلق مسابقة «مصر بعيون شبابها»

مقالات مشابهة

  • «أكتوبر انتصار غيّر التاريخ».. ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة احتفالًا بذكرى العبور المجيد
  • الرئيس التونسي يهنئ السيسي بالذكرى 52 لحرب أكتوبر
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى انتصار أكتوبر المجيد
  • تامر أمين: نصر أكتوبر ملحمة ومعجزة عسكرية شعبية نفذها الشعب المصري وجيشه (فيديو)
  • تامر أمين: 6 أكتوبر يوم ملحمة ومعجزة عسكرية
  • الأوقاف تحيي ذكرى نصر أكتوبر المجيد وتستلهم دروسه عبر منصتها الإلكترونية
  • حرب أكتوبر 1973.. ملحمة تاريخية غيرت الواقع وسطرت المستقبل
  • الفن والأدب.. سلاح الجبهة الداخلية في نصر أكتوبر المجيد
  • 52 عامًا على المعجزة.. قصة عبور أكتوبر التي حطمت بارليف وأعادت الكرامة والكبرياء