7 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت الحكومة العراقية عن حزمة استثمارية طموحة بقيمة 450 مليار دولار، بهدف تنشيط الاقتصاد وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.

ويأتي هذا الإعلان في سياق اقتصادي معقد، حيث يعاني العراق من هشاشة هيكلية في بنيته التحتية وتذبذب في أسعار النفط، المصدر الرئيسي للدخل الوطني.

وتهدف الحزمة، بحسب البيانات الرسمية، إلى تنويع مصادر الاقتصاد عبر مشاريع في الطاقة والصناعة والبنية التحتية.

لكن حجم الرقم المعلن يثير تساؤلات حول جدوى التنفيذ في ظل تحديات إدارية وسياسية مزمنة.

ويعيق الواقع الداخلي العراقي انطلاقة هذه الحزمة الاستثمارية فيما تظل البيروقراطية وغياب الشفافية وانتشار الفساد من العوائق الرئيسية أمام جذب الاستثمارات الأجنبية.

ويضاف إلى ذلك الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق، والذي يقلل من جاذبية العراق كوجهة استثمارية.

و تعتمد الحزمة على إقرار تشريعات جديدة، مثل قانون الشركات، لكن البرلمان، المنشغل بالحملات الانتخابية، يعاني من شلل وظيفي يعرقل إتمام الإجراءات التشريعية اللازمة.

التوقيت السياسي: إعلان انتخابي؟

وشكك مختصون في التوقيت السياسي للإعلان، معتبرين أن الرقم المعلن قد يكون مبالغا فيه لخدمة أغراض انتخابية.

ويرى محللون أن الحكومة تسعى لاستعادة ثقة المواطنين عبر استعراض خطط طموحة، في وقت تواجه فيه انتقادات حادة بسبب ضعف الخدمات العامة.

ويعزز هذا الشك غياب تفاصيل دقيقة حول مصادر التمويل وآليات التنفيذ، مما يجعل الحزمة تبدو كشعار تسويقي أكثر منها خطة منهجية.

ويؤثر الوضع الإقليمي على فرص نجاح هذه الحزمة. تشهد المنطقة توترات جيوسياسية وصراعات تقلل من شهية المستثمرين الأجانب.

وفي الوقت ذاته، يمكن أن يشكل الاستثمار في العراق فرصة لدول الجوار لتعزيز النفوذ الاقتصادي، لكن ذلك يتطلب استقرارا سياسيا وأمنيا يصعب تحقيقه في المدى القريب.

وأكد الباحث في الشأن الاقتصادي العراقي حيدر الشيخ أن الإعلان عن هذا العدد الكبير من الفرص الاستثمارية دفعة واحدة هو بمثابة “بداية لإعلان الحملة الانتخابية”، ويأتي في ظل إطلاق رئيس الوزراء الحالي تسمية “تحالف الإعمار والتنمية” على قائمته الانتخابية.

وقال حيدر الشيخ إن الحديث عن أرقام بهذا الحجم كفرص استثمارية في مجالات مختلفة هو “رقم مبالغ به وغير واقعي وعبارة عن تخمين للفرص”، مشيرا إلى أنه لا يمكن استثمار 160 مشروعا في مجالات مختلفة خلال يوم أو شهر أو سنة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مجلس السلام

8 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة:

ليث شبر

ما إن انتهيت من متابعة المؤتمر الصحفي ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «مجلس السلام» لإدارة غزة وإعادة إعمارها، حتى تهافتت ردود الفعل الدولية مرحِّبة ومؤيدة، وكأن العواصم الكبرى كانت تنتظر نافذة تُخرجها من مأزق الحرب الطويلة.

واشنطن تبنّت المشروع رسميًا وترامب رئيسه، وأوروبا باركته، وعواصم عربية مؤثرة سارعت إلى إبداء الاستعداد للدعم والمشاركة. وبدا الأمر وكأنه اصطفاف دولي نادر حول فكرة واحدة: أن تُدار غزة بآلية جديدة تحمل اسم السلام لكنها محملة بأثقال السياسة والاستثمار والتوازنات.

في الظاهر، يُفترض أن يحقق المجلس أهدافًا إنسانية: أولها وقف الحرب، وإعادة الرهائن، ثم فتح الممرات الآمنة، وضمان تدفق المساعدات. أما في العمق، فالمجلس هو محاولة لإعادة صياغة معادلات المنطقة تحت سقف أميركي مباشر، وبشراكة إسرائيلية واضحة، ومساهمة إقليمية محسوبة. نعم إنه مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بدأت ملامحه تتضح أكثر فأكثر، مشروع السلام الذي يختلط فيه الإعمار بالسيادة، والإنقاذ بالأمن، والحاضر بالمستقبل.

غير أن أكثر ما يؤلم هو أن العراق لم يُذكر. فلم يظهر اسمه لا كعضو فاعل ولا كطرف ضامن ولا حتى كشريك رمزي. وهذه ليست غفلة بروتوكولية، بل مؤشر خطير على تراجع دور العراق في القضايا المصيرية للمنطقة.

إن بلدا مثل العراق، بتاريخ حضارته وثقله الجغرافي والسياسي، ينبغي أن يكون في قلب أي مشروع يُراد له أن يُعيد تشكيل الشرق الأوسط. وغيابه عن «مجلس السلام» يوجّه رسالة بالغة القسوة: أن الآخرين يعيدون ترتيب خرائط النفوذ ونحن متفرجون.

ومن هنا تأتي أهمية مشروعنا الوطني فهو لا يقف على الضفة الأخرى من هذه المبادرات الدولية ولا يعاديها، بل يتموضع في صميمها. فالدولة الذكية السيادية النابضة التي نطرحها ليست فكرة محلية معزولة، بل رؤية تتناغم مع التحولات الكبرى التي يُعاد عبرها رسم الشرق الأوسط الجديد.

إن ما نطمح إليه هو أن يكون العراق شريكًا أصيلًا في هذا النظام الإقليمي، بل قائدًا له، بما يمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي، وثقل حضاري، وإمكانات بشرية هائلة. فالعراق لا يجب أن يكتفي بكرسي على طاولة الآخرين، بل أن يُعيد صياغة الطاولة نفسها، ليجعل من الشرق الأوسط فضاءً للتوازن والعدل والنهضة المشتركة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مجلس السلام
  • بدء العمل على خطة استثمارية خمسية لقطاع الثروة السمكية
  • العبادي: هناك شراء للأصوات الانتخابية بشكل غير مسبوق
  • الخطيب: نتوقع وصول الاستثمار الأجنبي المباشرة في مصر لـ 12 مليار دولار بنهاية 2025
  • نائب:السوداني أغرق العراق بالديون التي وصلت إلى (122) مليار دولار
  • أمانة بغداد ترصد المئات من المخالفات بالدعاية الانتخابية وغراماتها تستقطع من الكيان السياسي
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الملتقى التحضيري لقمة الاستثمار العربي الأفريقي والتعاون الدولي تحت شعار “معا نستطيع”
  • لافتات الوهم.. العراق يغرق في سباق انتخابي يبيع الأحلام بالدولار قبل نوفمبر
  • سياسي كردي:صراع انتخابي بين حزبي بارزاني وطالباني