إجراءات عاجلة في إيران بعد تفشي إنفلونزا الطيور
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
طهران - الوكالات
أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان، اليوم الثلاثاء، أن السلطات الإيرانية أبلغت عن تسجيل حالة لتفشي إنفلونزا الطيور شديدة العدوى من سلالة (H5N1) بين الدواجن في شمال البلاد.
وأوضح التقرير أن التفشي أسفر عن نفوق 10 طيور من أصل مجموعة تضم 90 طائرًا، فيما قامت السلطات المختصة بذبح بقية الطيور في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.
ويأتي هذا التطور في ظل المخاوف المتزايدة عالميًا من انتشار إنفلونزا الطيور، التي تسببت خلال الأعوام الماضية في خسائر كبيرة بقطاع الدواجن، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلًا عن تنامي القلق من إمكانية انتقال العدوى إلى الإنسان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نيروبي.. رجل الطيور يحلّق بحلم التغيير
في قلب العاصمة الكينية، حيث يختلط صخب الباعة وضجيج السيارات، يلفت شاب في السابعة والعشرين الأنظار وهو يتجوّل محاطا بجوارح تحط على كتفيه ورأسه.
يهتف المارة: "بيردمان! بيردمان!" أي رجل الطيور، بينما يتسابق آخرون لالتقاط الصور. لكن خلف هذه المشاهد المدهشة تختبئ حكاية قاسية عن الفقدان والتشرّد، وحلم لم ينطفئ رغم قسوة الشوارع.
وُلد رودجرز أولو ماغوثا في مدينة ناكورو، حيث اعتاد التسلل إلى محمية البحيرة لمراقبة أسراب الفلامنغو والبجع. منذ صغره، كان يختلف عن أقرانه الذين يصطادون الطيور بالمقاليع، إذ كان يقنعهم بحمايتها.
غير أن وفاة والدته المفاجئة وهو في الثالثة عشرة دفعته إلى حياة التشرّد، متنقّلا بين مدن كينية عدة، قبل أن يستقر في شوارع نيروبي.
يصف ماغوثا حياة الشارع بأنها "ملاذ المضطرين"، حيث يلتقي الأيتام والناجون من العنف الأسري. هناك، وجد "عائلة بديلة" من أطفال وشباب مشرّدين، يتقاسم معهم الطعام والمأوى، ويحاول أن يزرع فيهم الأمل عبر تعليم الصغار القراءة والكتابة.
لكن نقطة التحوّل جاءت حين عثر على فرخ طائر "حدأة سوداء" جريحا. تبنّاه وأطلق عليه اسم "جونسون"، ليصبح رفيقه الدائم ورمزا للأمل في حياة يطغى عليها الحرمان.
ظل "رجل الطيور" شخصية هامشية حتى عام 2024، حين اندلعت احتجاجات واسعة ضد الغلاء والفساد. ظهر ماغوثا وسط المتظاهرين محاطا بطيوره، فانتشرت صوره على نطاق واسع، وأصبح رمزا غير متوقّع للاحتجاجات.
لكنه دفع ثمن ذلك، إذ أصيب برصاصة مطاطية في رأسه وتعرّض للضرب، بينما ظلّت طيوره متشبثة به وسط الفوضى.
إعلانورغم الشهرة المفاجئة، بقيت حياته اليومية على حالها: بحث عن الطعام، نوم في العراء، وتوتّر مع رفاق الشارع الذين ظنّوا أن شهرته ستجلب له المال.
اليوم يعيش ماغوثا في حي فقير بضواحي نيروبي، حيث يعمل في جمع البلاستيك من مكبّات النفايات ليؤمّن قوت طيوره. لكنه لا يتوقف عن الحلم: إنشاء مأوى يجمع بين البشر والطيور، ويوفّر للأطفال المشرّدين المأكل والتعليم، ويمنحهم فرصة لرعاية الطيور الجريحة والتعلّم من الطبيعة.
يقول بابتسامة: "الطيور جعلتنا مرئيين للناس. حلمي أن أجعل مجتمع الشارع مرئيا أيضا، وأن نُعامل كبشر لا كخطر".
حين يُسأل عن سر ترويضه للجوارح، يجيب ببساطة: "بالحب. عندما تمنحها الأمان، تردّ لك الحب".
بالنسبة له، هذه ليست قاعدة لتربية الطيور فقط، بل فلسفة حياة يودّ أن يزرعها في قلوب الأطفال الذين يشاركونه قسوة الشارع.