اختتمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة الإعلامية، أعمال المؤتمر الدولي لحماية الصحفيين في النزاعات المسلحة، بإصدار "إعلان الدوحة"، الذي تضمن عدداً من التوصيات والأفكار، التي تسهم في تعزيز سلامة الصحفيين في مناطق النزاعات.

 

أكد الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، سلطان بن حسن الجمالي، في البيان الختامي للمؤتمر، أن المشاركين توافقوا على عدة توصيات جوهرية، أبرزها:

 

1- تفعيل الإرادة السياسية الدولية لضمان التنفيذ الفعال لقرارات مجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان المتعلقة بحماية الصحفيين.

2- إدراج سلامة الصحفيين كأولوية أممية وتبني استراتيجيات وطنية لحمايتهم.

3- إنشاء آلية دولية للرصد والإبلاغ عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد الصحفيين، وربطها بآليات المساءلة الدولية.

4- تطوير النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بما يجرم صراحة استهداف الصحفيين في النزاعات.

5- إلزام شركات التكنولوجيا بالامتناع عن تطوير أنظمة تستخدم في الترهيب والانتقام من الصحفيين.

6- إبرام صك دولي ملزم يضمن سلامة الصحفيين في النزاعات المسلحة.

7- إنشاء صناديق وطنية ودولية لتعويض ومساندة الصحفيين ضحايا الحروب وذويهم.

8- إصلاح الآليات والمحاكم الدولية لتشمل حماية الصحفيين ضمن ولاياتها.

9- إطلاق حملة عالمية دائمة للتوعية بحماية الصحفيين، وإنهاء الإفلات من العقاب، بالتزامن مع اليوم الدولي لإنهاء الجرائم ضد الصحفيين.

 

متابعة التوصيات

 

وقالت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان: "إن المؤتمر يأتي في ظل نهج اللجنة لمواكبة كافة المستجدات على الساحة الحقوقية عالمياً"، معربة عن شكرها وتقديرها لكل من شارك وساهم في إنجاح هذا الحدث المهم.

 

وأكدت على إنشاء لجنة لمتابعة التوصيات المهمة التي خرج بها المؤتمر، لافتة إلى أن مخرجات المؤتمر تعد نقطة مهمة في مسيرة حقوق الإنسان، تزداد أهميتها مع التزايد المتوقع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة.

وبينت أن هذه التوصيات تمثل ركيزة أساسية في دعم حقوق الإنسان بمختلف دول العالم، معربة عن تطلعها إلى أن يتم العمل على إنفاذها على نطاق عالمي، خاصة أنها جاءت معبرة عن حقوق الجميع في التمتع بتقنيات حديثة، تضمن كافة الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية.

 

توثيق الجرائم

 

قال سامي الحاج، رئيس مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان: إن شبكة الجزيرة الإعلامية "ليست ناقلاً للأخبار فحسب، بل صوت من لا صوت له"، مؤكداً أن المركز يتابع ويوثق جرائم القتل ضد الصحفيين حول العالم.

 

وأضاف: "الاعتداء على أي صحفي هو اعتداء على الحقيقة، وعلى حق العالم في المعرفة"، مشيراً إلى أن شبكة الجزيرة أحالت الجرائم المرتكبة بحق صحفييها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، تأكيداً على أن العدالة ممكنة، وأن الإفلات من العقاب لن يكون خياراً.

وأكد أن محاسبة المسؤولين ليست مجرد إجراء قانوني، بل هي حماية للصحفيين اليوم وللحقيقة غداً، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل؛لضمان سلامة الصحفيين وحماية حرية التعبير.

 

وأوضح أن الصحافة "ليست جريمة"، وأن الصحفيين في الميدان ليسوا أعداء بل شهود الحقيقة، مشدداًعلى استمرار الجزيرة وشركائها في العمل بإخلاص وشجاعة؛ لحماية الصحفيين وملاحقة من يستهدفهم.

 

شارك في المؤتمر، الذي استمر على مدار يومين، أكثر من 1200 من المسؤولين والمختصين والخبراء، حيث نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والوكالة الوطنية للأمن السيبراني، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وشركة هواوي، وغيرها من الجهات الدولية الفاعلة في مجال التقنيات والأدوات الرقمية.

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة الوطنیة لحقوق الإنسان سلامة الصحفیین حقوق الإنسان الصحفیین فی

إقرأ أيضاً:

المياسة الأنصاري: مؤتمر قيادة بالدوحة غيّر رؤيتي للهوية والقيادة

شاركت الطالبة الجامعية، المياسة الأنصاري، في مؤتمر "قيادة: تطلعات وتنمية الشباب المسلم في قطر"، بدافع البحث عن تطوير الذات وفهم أعمق لمكانة الشباب في بناء المجتمع.

مؤتمر "قيادة" الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة ونظمته مؤسسة قطر بالتعاون مع الدولي الإسلامي في سبتمبر/أيلول الماضي، جمع أكثر من ألف شاب وشابة من مختلف المؤسسات التعليمية في الدوحة، وتطرق إلى مسألة إحياء الهوية الإسلامية في المجتمعات المعاصرة، في ظل تحولات عالمية متسارعة تفرض تحديات جديدة على الشباب.

شارك في مؤتمر قيادة أكثر من ألف طالب وطالبة من الدوحة (الجزيرة)شغف القيادة

وفي حوار مع الجزيرة نت، قالت المياسة إن "حضوري جاء من شغفي بالقيادة والرغبة في الاستفادة من تجارب ملهمة، لكن ما وجدته تجاوز منصة الأفكار، لقد كانت التجربة مساحة حقيقية للتعلم والتحول الذاتي".

وأضافت "كان لي شرف أن أكون الطالبة الوحيدة التي ألقت كلمة في حفل افتتاح المؤتمر، وكان هذا الموقف تجربة غنية ألهمتني بعمق. خلال حديثي، شعرت بعمق اهتمام الحضور وتفاعلهم، ورأيت في أعينهم شغفهم واستعدادهم للاستماع".

وتؤمن المياسة أن مثل هذه اللقاءات تكشف عن قوة التنوع في مواجهة التحديات، إذ تعتبره مصدرا للإبداع، خصوصا عندما يلتقي شباب من خلفيات وتجارب متعددة ويحملون هَما مشتركا حول دورهم وهويتهم.

وترى المياسة أنّ تحديات الشباب المسلم اليوم تبدأ من الحاجة لإيجاد توازن دائم بين ما يرثونه من قيم إسلامية ثابتة ومتطلبات عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

وأشارت إلى أن "العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي أوجدت فرصا وتحديات في آن واحد، تمنحنا آفاقا واسعة لكنها تفرض اختبارات متكررة على تمسكنا بجذورنا".

رغم ذلك، ترفض المياسة فكرة الصراع الداخلي وتعتبر أن الوعي بالهوية واستخدام الأدوات العصرية بإدراك يمكنان الشاب من النجاح دون أن يفقد أصالته.

إعلان

وبحسب قولها، تغيرت رؤيتها لدور القائد خلال مشاركتها في المؤتمر، وباتت تعتقد أن القيادة ليست قوة أو سيطرة بل مسؤولية أخلاقية قبل كل شيء، وتتجسد في القدوة، والصدق، والعدل، والأمانة، والصبر، والعمل الجماعي والتعاون.

وأضافت "تعلمت أن القائد الحقيقي يصنع الأثر بالفعل وليس بالقول، ويبدأ بتغيير نفسه ليصبح مصدر إلهام في بيئته".

القيم الإنسانية

وذكرت أن كلمات المتحدثين شكّلت محطات فارقة في وعيها، حيث أكدوا أن القيادة الحقة لا تكتفي برفع الشعارات بل ترتبط بالقيم الإنسانية والرؤية الواضحة، وأن "الإيمان والعمل هما جناحا التغيير الحقيقي في المجتمعات".

وتشيد المياسة بتجربة إلقائها كلمة ضمن فعاليات المؤتمر، التي مثلت لها اختبارا فعليا لمعنى القيادة، إذ وجدت صدى حديثها في تفاعل الكثيرين الذين تبادلوا معها الرؤى والأسئلة حول معنى الهوية والقيادة.

وعن الدعائم التي ترسخ الهوية الإسلامية في الحياة الشخصية قالت المياسة إن الممارسات اليومية مثل المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، تعيد ربط الفرد بجذوره وقِيَمه في عالم متغير.

وتميز المؤتمر بورش عمل ونقاشات حول دور الأسرة في بناء القيم، والحوار الأخلاقي، وأثر الإعلام والتقنيات الحديثة على وعي الشباب.

كما كانت الدعوة مركزية لأن يكون الإيمان بالله بوصلة في حياة الشباب، وأن يعملوا على تحويل الحيرة والتساؤلات إلى رحلة بحث ونضج، وأن يرسموا أثرهم بإيجابية في كل دوائر حياتهم.

وترى المياسة أن ما خرجت به من المؤتمر ليس مجرد أفكار، بل كان التزاما عمليا بأن تكون جزءا من حل جماعي، يحمل هويته بثقة، وينفتح على العالم بعين ناقدة، ويؤمن أن كل خطوة صغيرة بالاتجاه الصحيح تبني حاضرا أفضل ومستقبلا أكثر إشراقا لجيل الشباب المسلم.

الجدير بالذكر أن المؤتمر كان منصة جمعت قادة وعلماء ومؤثرين وشبابا قطريين، فتحوا حوارا عميقا حول مفهوم الهوية، وأهمية ترسيخها والتمسك بمصادرها، لا سيما القرآن الكريم والسنة النبوية، مع التأكيد على ضرورة مواكبة العصر وتفادي الانغلاق.

وشهدت الفعاليات جلسات وورش عمل متخصصة ركزت على تطوير المهارات، وتعزيز الوعي الفكري، وتبادل الخبرات حول تحديات العولمة وتأثير وسائل الإعلام.

مقالات مشابهة

  • "حقوق جامعة السلطان قابوس" الأولى في "المحكمة الصورية لحقوق الإنسان"
  • عربية الصحفيين تنظم لقاءً تضامنيًا حول العقوبات الأمريكية على حقوقيين فلسطينيين
  • هيئة دولية تدعو إلى خطة شاملة للتعافي والإعمار ومحاسبة العدو الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة
  • تأبين صنع الله إبراهيم في نقابة الصحفيين بحضور أسرته
  • «المرصد السوداني لحقوق الإنسان» يدين حكم الإعدام بحق محامي و يطالب بإلغائه
  • المياسة الأنصاري: مؤتمر قيادة بالدوحة غيّر رؤيتي للهوية والقيادة
  • القومي لحقوق الإنسان يشارك في اجتماعات مكافحة الاتجار بالبشر بفيينا
  • اللجنة الاقتصادية بـ"القومي لحقوق الإنسان" تعقد ورشة عمل حوّل تعزيز السلوك المسئول للشركات
  • المركز الوطني لحقوق الإنسان يثمن توجيه رئيس الوزراء