ميتا تُشدد الرقابة على روبوتاتها الذكية لحماية الأطفال من المحادثات غير اللائقة
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
في خطوة جديدة تعكس تصاعد القلق العالمي بشأن سلامة الأطفال في الفضاء الرقمي، كشفت تسريبات حديثة حصلت عليها منصة بيزنس إنسايدر عن تفاصيل إرشادات داخلية يُقال إن شركة ميتا تستخدمها حاليًا لتدريب روبوتات الدردشة الذكية الخاصة بها، في محاولة لضمان تعامل أكثر أمانًا ومسؤولية مع المستخدمين القُصّر ومنع أي استغلال أو محتوى غير مناسب لأعمارهم.
تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الانتقادات التي واجهتها الشركة خلال الأشهر الماضية، إذ أشارت تقارير إعلامية إلى أن سياسات ميتا السابقة كانت تسمح لروبوتات الدردشة التابعة لها بالمشاركة في محادثات رومانسية أو حسية مع الأطفال، وهي ادعاءات نفتها الشركة بشدة ووصفتها بأنها خاطئة ومتناقضة مع سياساتها، مؤكدة أنها سارعت إلى إزالة أي صياغة قد تُفسَّر بهذا الشكل، وأعلنت في أغسطس الماضي عن تحديث شامل لحواجز الحماية في منتجاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب الوثيقة التي استعرضها بيزنس إنسايدر، فقد وضعت ميتا قائمة واضحة تُصنف أنواع المحتوى إلى مقبول وغير مقبول، مع تشديد خاص على منع أي تفاعل أو محتوى يمكن أن يُشجع أو يُمكّن أو يُبرر الاعتداء الجنسي على الأطفال. كما تحظر الشركة صراحةً على روبوتاتها الدخول في أي تمثيل للأدوار الرومانسية إذا كان المستخدم قاصرًا أو إذا طُلب من الذكاء الاصطناعي تمثيل شخصية قاصر. وتشمل الإرشادات أيضًا منع تقديم أي نصائح تتعلق بالاتصال الجسدي أو الحميمي، أو المشاركة في محادثات قد تفتح المجال لمواضيع حساسة تتجاوز الحدود الأخلاقية أو القانونية.
وفي المقابل، تسمح السياسات الجديدة للروبوتات الذكية بمناقشة مواضيع مثل الإساءة أو التنمر أو الحماية الرقمية، شرط أن يتم تناولها بأسلوب توعوي وتعليمي، دون أي انخراط في حوار قد يُفسر على أنه تشجيع أو تبرير لسلوك غير قانوني أو غير أخلاقي.
يأتي هذا التوجه في وقت تتزايد فيه التحقيقات الرسمية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي الموجّه للأطفال والمراهقين. ففي أغسطس الماضي، أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) عن فتح تحقيق رسمي يشمل عدة شركات تقنية كبرى، من بينها ميتا وألفابت (الشركة الأم لجوجل) وسناب وأوبن إيه آي وإكس إيه آي التابعة لإيلون ماسك، وذلك بعد تصاعد المخاوف حول قدرة روبوتات الدردشة على التأثير في السلوك النفسي والاجتماعي للمستخدمين القُصّر.
ويقول خبراء إن الإرشادات الجديدة التي تتبعها ميتا تمثل محاولة استباقية لتجنب أي مساءلات قانونية مستقبلية، خصوصًا بعد أن أصبحت الحكومات الغربية أكثر تشددًا تجاه ممارسات شركات التكنولوجيا فيما يتعلق بحماية بيانات وسلوك الأطفال على الإنترنت. كما تأتي هذه الجهود في ظل سباق محموم بين الشركات العالمية لتطوير روبوتات دردشة قادرة على التفاعل الإنساني المتقدم، ما يضعها أمام تحدٍ مزدوج: الابتكار من جهة، وضمان الأمان والأخلاق الرقمية من جهة أخرى.
ورغم أن ميتا لم تُعلّق رسميًا على تفاصيل الوثيقة المسربة، إلا أن المتحدثين باسم الشركة أكدوا مرارًا أن حماية الأطفال من أخطار الإنترنت تمثل “أولوية مطلقة”، وأنها تواصل تطوير أدوات رقابية متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان التفاعل الآمن ضمن منصاتها مثل فيسبوك وإنستغرام وماسنجر.
ويرى محللون أن هذه السياسة الجديدة قد تُعيد رسم حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المحادثات الرقمية خلال السنوات المقبلة، خصوصًا مع ازدياد انتشار روبوتات الدردشة في تطبيقات التواصل الاجتماعي. ومع استمرار الجدل حول مسؤولية الشركات التكنولوجية في حماية الفئات الضعيفة من المستخدمين، يبدو أن ميتا اختارت المضي في نهج أكثر حذرًا هذه المرة، محاولةً الموازنة بين الابتكار والالتزام الأخلاقي في زمن لم يعد فيه الخط الفاصل بين الإنسان والآلة واضحًا كما كان من قبل
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روبوتات الدردشة
إقرأ أيضاً:
انطلاق المرحلة الثانية لورش الدليل المعياري لحماية الأطفال بأسيوط
شهدت محافظة أسيوط انطلاق فعاليات المرحلة الثانية لورش عمل الدليل المعياري الموحد لحماية الأطفال، بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة برئاسة الدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس ضمن خطة برنامج المبادرة الوطنية لتمكين الطفل "بكرة بينا"، والتي تُطبق في 4 محافظات، وتأتي أسيوط ضمن المحافظات الرائدة في مجال حماية الطفل، في إطار جهود الدولة لتعزيز منظومة الحماية ودعم قدرات العاملين في لجان الحماية على مستوى المحافظة.
ويشار إلى أن ورشة العمل، الممتدة على مدار 4 أيام بقاعة مركز تدريب النيل، تشهد مشاركة أعضاء الوحدة العامة للحماية برئاسة ولاء مسعود مدير الوحدة، و75 عضوًا من لجان الحماية الفرعية بالمراكز والأحياء.
وتأتي هذه الورش تحت إشراف الدكتور سمير أبو ريا مدير المبادرة الوطنية لتمكين الطفل واستشاري المجلس القومي للأمومة والطفولة، وبحضور مدربي المجلس وأعضاء الفريق الاستشاري المسؤول عن إعداد الدليل التدريبي، إضافة إلى حسني رجب الطويل، مشرف فرع المجلس بأسيوط.
وأوضح الدكتور سمير أبو ريا مدير المبادرة الوطنية لتمكين الطفل واستشاري المجلس القومي للأمومة والطفولة، أن المرحلة الثانية انطلقت اليوم الموافق 13 وتستمر حتي 16 ديسمبر الجاري، ضمن الخطة الرامية إلى رفع كفاءة أعضاء لجان الحماية وتعزيز آليات التدخل السريع للتعامل مع حالات الأطفال المعرضين للخطر وفق المعايير الوطنية، بما يضمن حماية متكاملة للأطفال من كافة أشكال العنف والإهمال والاستغلال، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تحقيق أثر عملي على أرض الواقع.
ومن جانبها أشارت ولاء مسعود مدير الوحدة العامة لحماية الطفل بالمحافظة، إلي أن تلك الورش تأتي في ٱطار التوجيهات المستمرة من اللواء دكتورر هشام ابوالنصر محافظ أسيوط، بتوفير كافة سبل الحماية للأطفال ورفع كفاءة المتعاملين معهم والقائمين علي لجان الحماية بالمراكز والقرى ، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الورشة السابقة والحالية.
فيما أكد اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، على حرص المحافظة على تقديم الدعم الكامل وتذليل العقبات أمام تنفيذ التدريبات وورش العمل، بهدف تمكين العاملين في وحدات حماية الطفل العامة والفرعية من التعامل مع مختلف الحالات وتقديم أفضل الخدمات للمجتمع، خصوصًا في القرى والنجوع، مع توحيد المفاهيم المتعلقة بحماية الطفل وتعزيز توافق العاملين على المعايير الأساسية، وترسيخ حقوق الأطفال والنساء وفقًا للقانون، بما يعزز كفاءة الاستجابة والتزام أفضل الممارسات في حماية الطفولة.
وفي ختام كلمته، أشاد المحافظ بالتعاون المثمر بين المحافظة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، مشيدًا بدورهم الهام في حماية الأطفال من كافة أشكال العنف والخطر وتقديم الخدمات بشكل لائق، موجّهًا الشكر لفرق العمل المشاركة.