إلهام أبو الفتح تكتب.. إنها مصر
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
استعرض برنامج «صباح البلد» تقديم الإعلامي أحمد دياب على قناة صدى البلد، مقال للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة الأخبار ورئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد»، المنشور في صحيفة «الأخبار» تحت عنوان: «إنها مصر».
وقالت إلهام أبو الفتح: غدًا الاثنين تنعقد قمة شرم الشيخ لتتوج جهود مصر في إحلال السلام ووقف الحرب في غزة،
منذ اللحظة الأولى، كان موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحًا لا يتغيّر: رفض الضغوط بكافة اشكالها، رفض الذهاب إلى أمريكا مرتين رغم الدعوات والإصرار، مؤكدًا أن القضية ليست زيارة بروتوكولية، بل موقف مبدئي.
أصرّ على أن الحل يجب أن يُصنع على أرض المنطقة، وبأيدي أهلها، لا في مكاتب واشنطن أو عواصم الغرب.
ولذلك جاءت قمة شرم الشيخ لتثبت أن مصر لا تُدار بالضغوط، بل بالإرادة، وأنها قادرة على جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة بعد شهورٍ من الدم والدمار.
العالم كله اصبح يستمع إلى صوت القاهرة صوت السلام الذي أوقف النار في غزة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الأمل، بوساطة مصرية وإدارة هادئة من الرئيس السيسي وأجهزة الدولة.
وفي الوقت نفسه، كانت مصر تُفرح قلوب أبنائها بصعود منتخبها الوطني إلى المونديال، لحظة فرح خالصة أعادت للمصريين ذكريات النصر والوحدة،
ثم جاء فيضان النيل هذا العام بخيره الوفير، ملأ الترع والحقول وأعاد البهجة إلى وجوه الفلاحين.
كان النيل كأنه يبتسم لمصر ويشاركها أفراحها، ليذكّرنا أن علاقتنا به ليست مجرد ماء يجري، بل روح تمتد فينا منذ آلاف السنين.
وفي مشهد آخر ، رفعت مصر اسمها عاليًا بفوز الدكتور خالد العناني برئاسة منظمة اليونسكو، لتؤكد أن قوتها الناعمة لا تقل أهمية عن قوتها السياسية، وأنها ما زالت تُصدر للعالم فكرها وثقافتها مثلما تُصدر رسائل السلام.
أكتوبر هذا العام لم يكن مجرد ذكرى النصرٍ العظيم في السادس من اكتوبر ٧٣، بل نصرٌ جديد نصر في السياسة حين تصنع مصر السلام،
ونصر في الرياضة حين تتوحّد الأعلام وتعالي صرخات الفرح من المشجعين في المدرجات فرحا بصعود منتخبنا الي المونديال
ونصر في الطبيعة حين يفيض النيل بالعطاء،
ونصر في الثقافة حين تُرفع راية مصر بين الأمم.
أكتوبر 2025 اكد للعالم
إن مصر لا تُغيّر مبادئها مهما تغيّرت الظروف، ولا تنحني أمام أي ضغط، لأنها تعرف طريقها، وتعرف أن السلام الحقيقي لا يصنعه الضعفاء.
وغدًا من شرم الشيخ، سيري العالم كله أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تصنع السلام بإرادتها، وتفرض احترامها بثباتها، وتؤكد أن من يملك القرار المستقل يملك دائمًا مفاتيح المستقبل.
إنها مصر…
التي لا تُهزم، لا تخضع، ولا تتردد.
بل تمضي دائمًا إلى الأمام، تصنع التاريخ بيدٍ من سلام ويدٍ من عزيمة
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شرم الشيخ غزة السيسي إلهام أبو الفتح إلهام أبو الفتح شرم الشیخ إنها مصر
إقرأ أيضاً:
د. آية الهنداوي تكتب: سلام على الورق وعداء في الميدان ..كيف يرانا اليهود حقاً ؟
منذ فجر التاريخ واليهود لا يرون في غيرهم إلا أدوات لخدمتهم أو أعداء يجب سحقهم. هذه ليست مبالغة ولا إنفعالًا عاطفيًا، بل حقيقة راسخة في نصوصهم المقدسة وفي وجدانهم الجمعي الذي تشكل على أساس "شعب الله المختار" و"الأمم النجسة" التي لا تستحق الحياة.
اليهودي – وفقًا للعقيدة التلمودية – لا يرى في العربي أو المسلم إنسانًا كاملًا، بل كائنًا أدنى خُلق لخدمة الإسرائيلي.
وفي تلمودهم يرد بوضوح هذا النص : "إن أرواح غير اليهود هي أرواح حيوانية في أجساد بشرية"، وهذه العبارة اختصرت كيف يرى اليهود الآخر بأنه لا قيمة له إلا بقدر ما يقدم لإسرائيل من مصلحة أو مال أو حماية.
هذه العقلية المتعالية هي التي صنعت كل حروبهم وكل خياناتهم وكل تحالفاتهم القذرة مع قوى الاستعمار والمال.
هم لا يعيشون إلا على تمزيق غيرهم ولا يقيمون دولتهم إلا على أنقاض الآخرين.
من بابل إلى روما، ومن الأندلس إلى القدس، ومن سايكس–بيكو إلى غزة كان اليهود دومًا في صف النار يصنعون الفتن ثم يبكون على رمادها.
فهم يرون في العربي تهديدًا أبديًا وفي المسلم عدوًا وجوديًا وفي الأمة العربية جثة يجب أن تُنهب لا تُبعث.
فالإعلام الإسرائيلي والمناهج الإسرائيلية وحتى خطاب الحاخامات في الكنيس كلها تكرّس صورة العربي "المتوحش"، "الكاذب"، "البدائي" الذي لا يفهم إلا لغة القوة. ولهذا لا يتحدثون معنا إلا بالصواريخ ولا يفاوضون إلا على دمائنا.
إسرائيل التي تتغنى بالديمقراطية ترى في الفلسطيني إرهابيًا حتى وهو يحمل مفتاح بيته وتصف الطفل الذي يرشق حجارة على دبابة بأنه خطر وجودي على "دولة الأمن".
إنهم يكرهوننا لأننا نذكرهم بما حاولوا محوه بأننا أصحاب الأرض، وأنهم مجرد عابرين لصوص في التاريخ.
كما أن العداء اليهودي للعرب ليس وليد السياسة الحديثة، بل هو متجذر في اللاهوت العبري نفسه. ففي سفر التثنية نجد هذا النص التوراتي: "وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تُبقِ منها نسمة حية، بل حرمها تحريمًا" (تثنية 20:16). هذا النص الدموي هو الأساس الذي يبرر كل مذبحة، من دير ياسين إلى جنين، ومن قانا إلى غزة.
فهم يعتقدون أن الله منحهم الأرض ومنحنا نحن الموت. لهذا لا يترددون في القتل لأنهم يرونه تنفيذًا لوصية إلهية، لا جريمة حرب.
في كل مرة تشتعل فيها الحرب على أرض فلسطين تتجلى الحقيقة التي يحاول العالم الغربي تغطيتها بابتسامات الدبلوماسية وبيانات “السلام” إسرائيل لا ترى في العرب شركاء، بل خصومًا أزليين.
ومهما تحدّث قادتها عن “التعايش” و“الإتفاقات التاريخية”، فإن نظرتهم إلى المجتمع العربي لا تزال أسيرة الغطرسة القديمة نفسها — نظرة من يعتبر نفسه “الأعلى” حضاريًا وعرقيًا ودينيًا، ومن يرى في العربي مجرد خطر أمني أو رقم على هامش الخريطة.
من يتتبع الخطاب الإعلامي والسياسي في تل أبيب اليوم يدرك أن “السلام” الذي يتغنون به ليس أكثر من قناع سياسي يُستخدم حين تكون البنادق صامتة. أما حين تبدأ الصواريخ في غزة أو الخليل فإن الخطاب ذاته يكشف وجهه الحقيقي من دعوات للإنتقام وتحقير للفلسطيني وشيطنة للعربي، وتجريد كامل من الإنسانية لكل من يقف في صف المظلوم.
والأدهى من ذلك أن العقل الغربي الذي يدّعي الحضارة يصفق لهم ، بينما نحن نُدان حين ندافع عن أنفسنا.
ومن خلال هذا السياق أؤكد وبشدة أن إسرائيل ليست دولة طبيعية، بل مشروع كراهية منظم يربّي أبناءه على أن العرب "أدنى"، والمسلم "عدو"، والمسيحي "كافر"، وكل ما سوى اليهود "وسيلة لا غاية".
لذلك، حين تبتسم لنا تل أبيب في إتفاق تطبيع فإنها لا ترى فينا سوى فرصة جديدة للإبتزاز لا شريكًا في السلام.
من يعرف كيف يرانا اليهود يدرك أن الصراع معهم ليس على أرض فقط، بل على الوجود نفسه.
نحن بالنسبة لهم خطيئة يجب محوها من التاريخ، وهم بالنسبة لنا سرطان يجب أن يُستأصل من الجسد العربي.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن تُقال بوضوح لا سلام مع من يري فيك عبداً
ولا أمان مع من يعتبر دمك قربانًا لطموحاته الدينية والسياسية.
ومن يراقب الخطاب اليهودي في السنوات الأخيرة سواء في الإعلام العبري أو في تصريحات قادتهم يدرك بوضوح أن نظرتهم إلى العرب لم تتغيّر رغم كل ما يرفعونه من شعارات عن“السلام”و”التعايش”.
فخلف الوجوه المبتسمة والدعوات الزائفة إلى السلام تختبئ عقلية توراتية قديمة لا ترى في العربي سوى عدوٍّ ينبغي إخضاعه أو محوه من الوجود.
اليهود اليوم لا ينظرون إلى المجتمع العربي كشريك في الإنسانية، بل كأداة يجب السيطرة عليها، وكجغرافيا ينبغي إعادة تشكيلها لتخدم المشروع الإسرائيلي، وكل حديثهم عن “السلام” ما هو إلا مسرحية سياسية متقنة الإخراج هدفها كسب الوقت وتهدئة الرأي العام العالمي، وإستكمال بناء دولتهم العنصرية على أنقاض الشعب الفلسطيني.
إنهم يتحدثون عن السلام بألسنتهم بينما تفضحهم أفعالهم في غزة والقدس، في الضفة والجنوب اللبناني. سلامهم لا يعني إنهاء الحروب، بل تثبيت الإحتلال وشرعنة القتل، وفرض الهيمنة باسم "الأمن الإسرائيلي".
في أعينهم، العربي ليس إنسانًا مساوياً في الكرامة أو الحقوق، بل خطرٌ يجب ترويضه، ووجودٌ يجب تحجيمه.
حتى دعاة السلام منهم لا يتحدثون عن المساواة، بل عن “تطبيعٍ” يكرّس التفوق اليهودي ويُبقي العربي تابعًا، خانعًا، مسلوب الإرادة.
إنهم يقدّمون أنفسهم للعالم كضحايا دائمين، بينما يمارسون كل أشكال القهر والتوسع ضد من حولهم. ومن يرفض الخضوع لمنطقهم يُصنّفونه إرهابيًّا وعدوًّا للسلام!
وأؤكد أيضاً أن من يقرأ التاريخ بعينٍ صادقة لا يخدعه بريق الشعارات ولا يخدّره حديث "السلام" المنمّق.
فاليهود منذ القدم وحتى يومنا هذا لم يعرفوا معنى السلام إلا إذا كان غطاءً لمطامعهم، وستارًا يخدعون به العالم ليواصلوا سرقة الأرض وسفك الدماء باسم “الحق الإلهي”.
إنّ ما يحدث اليوم في فلسطين ليس حربًا دفاعية كما يزعمون، بل إستكمالٌ لحربٍ قديمة ضدّ كل ما هو عربيٍّ ومسلم.
حربٍ يشنّها فكرٌ توراتيٌّ مغلّف بالدبلوماسية الزائفة. فبينما تُمدّ لهم الأيدي بالسلام، يُشهرون الخناجر في الظهور، وبينما يرفعون شعارات التعايش يُجهّزون الدبابات والطائرات لدفن التعايش تحت الركام.
وختاماً ، لقد آن للعرب أن يدركوا أنّ “السلام الإسرائيلي” ليس سوى هدنة مؤقتة بانتظار فرصة جديدة للإنقضاض.
فاليهود لا يرون فينا شركاءَ في إنسانيةٍ واحدة، بل عوائقَ في طريق "الوعد الإلهي" المزعوم.
ومن لا يقرأ النوايا من بين سطور التاريخ سيظلّ ضحيةً للسلام الكاذب الذي تُخفي وراءه إسرائيل خنجرها المسموم.