المرأة العُمانية.. ذاكرة الوطن وصانعة الغد
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
نور المعشنية
في السابع عشر من أكتوبر من كل عام، تحتفل عُمان بيومٍ وطنيّ مُميّز خُصِّص لتكريم المرأة العُمانية والاحتفاء بإنجازاتها، في مبادرة حكيمة أكدت عمق النظرة الرشيدة لقيادتنا تجاه دور المرأة في المجتمع. إنّه يوم المرأة العُمانية؛ اليوم الذي لا يكتفي بالتصفيق لإنجازات النساء، بل يُرسّخ مكانتهن في ذاكرة الوطن ويؤكد أن التنمية الشاملة لا تكتمل إلا بمشاركتهن.
منذ بزوغ فجر النهضة الحديثة، لم تكن المرأة العُمانية غائبة عن المشهد. فقد فتحت المدارس أبوابها لها جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل، لتنهل من العلم وتضع خطواتها الأولى في مسيرة البناء. واليوم، نجدها تقف شامخة في كل موقع؛ وزيرةً ترسم سياسات، وسفيرةً تُمثّل عُمان في المحافل الدولية، وقاضيةً تُنصف المظلوم، وأكاديميةً تصنع الأجيال، وطبيبةً تداوي المرضى، ومهندسةً تشيّد المشاريع، ورياديةً تبتكر فرص العمل وتنافس في سوق الاقتصاد.
غير أنّ إنجازاتها لا تتوقف عند حدود الوظائف الرسمية والمناصب العامة؛ فالمرأة العُمانية في بيتها أمٌّ ومربية، تُغرس القيم في أطفالها وتبني إنسان الغد، وفي مجتمعها متطوّعة تسهم بوقتها وجهدها في المبادرات الخيرية والتنموية، وفي الحقول والمزارع تواصل العمل جنبًا إلى جنب مع الرجل لتبقى الأرض عامرة بالعطاء.
لقد أثبتت المرأة العُمانية قدرتها على موازنة الأدوار بين البيت والعمل، بين الطموح والمسؤولية، بين الحلم والواجب. فبرغم التحديات التي قد تعترض طريقها، استطاعت أن تتحول إلى أيقونة للصبر والإصرار والنجاح، وأن ترسم صورة مشرقة لعُمان في وجدان من يلتقيها داخل البلاد وخارجها.
ويوم المرأة العُمانية ليس مجرد مناسبة رمزية؛ بل هو اعتراف رسمي ومجتمعي بأن المرأة شريك أصيل في صناعة التنمية. إنه يوم لتجديد الالتزام بتمكينها، وتوفير البيئة التي تتيح لها الإبداع، ومساندتها لتواصل مسيرتها بثقة. إن تمكين المرأة العُمانية يعني تمكين الأسرة كلها، ويعني بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على مواجهة المستقبل.
وإذا تأملنا في تاريخ عُمان، سنجد أن المرأة لم تكن يومًا على الهامش. فقد حملت مسؤوليات جسامًا في غياب الرجل في البحر أو في ساحات التجارة، وأدارت شؤون البيت والأرض بحكمة واقتدار. واليوم، وهي تكتب فصلًا جديدًا في قصة النهضة، فإنها لا تُضيف فقط إلى صفحات الحاضر؛ بل تواصل إرثًا عريقًا من الكفاح والعطاء.
إنَّ الاحتفاء بالمرأة العُمانية هو احتفاء بالقيم التي تحملها: العطاء بلا حدود، التضحية من أجل الأسرة والمجتمع، الطموح الذي لا يعرف سقفًا، والإيمان بأن المستقبل يمكن أن يكون أجمل متى ما تضافرت الجهود. وهو أيضًا رسالة لكل فتاة عُمانية بأن أبواب النجاح مشرعة أمامها، وأن وطنها يثق بقدراتها ويمنحها المساحة لتبدع وتتميز.
فلنرفع في هذا اليوم صوت الشكر والامتنان لكل امرأة عُمانية، ولنجعل من يوم المرأة العُمانية مناسبة للتأمل في ما تحقق، والانطلاق نحو آفاق أوسع من التمكين والإبداع. فالمرأة العُمانية لم تكن يومًا متفرجة على صناعة التاريخ؛ بل كانت وما زالت ركيزة النهضة، وذاكرة الوطن، وصانعة الغد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أسباب الاحتفال بيوم المرأة العُمانية
يوم المرأة العُمانية مناسبة وطنية مميزة تحتفي بعطاء المرأة ودورها الريادي في بناء المجتمع العُماني، ويأتي هذا اليوم تقديرًا لمساهماتها في مختلف المجالات، وتأكيدًا على الدعم الذي توليه القيادة العُمانية لتعزيز مكانتها وتمكينها في جميع مناحي الحياة.
إنه يوم يُجسّد فخر الوطن بإنجازات المرأة العُمانية وإيمانًا بقدرتها على الإبداع والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية المستدامة.
يُقام الاحتفال بيوم المرأة العُمانية تأكيدًا على المكانة المرموقة التي تحظى بها المرأة في المجتمع، وتقديرًا لدورها كشريك أساسي في مسيرة التنمية الوطنية. ويهدف هذا اليوم إلى إبراز إنجازاتها المتنوعة، وتسليط الضوء على حقوقها وجهودها في تعزيز قيم المساواة بين الجنسين.
أسباب الاحتفال بيوم المرأة العُمانيةوفيما يلي أبرز الاسباب التي تجسّد مساهمة المرأة العُمانية في نهضة البلاد:
التعليم والبحث العلمي:
حققت المرأة العُمانية تميزًا واضحًا في ميدان التعليم، إذ تشغل مكانة بارزة في الجامعات ومراكز البحث العلمي، وتسهم بفاعلية في مجالات الابتكار والمعرفة.
الاقتصاد وريادة الأعمال:
أثبتت النساء العُمانيات جدارتهن في عالم الأعمال من خلال تأسيس وإدارة مشاريع ناجحة في مختلف القطاعات، ما يعكس روح الريادة والابتكار لديهن.
السياسة والإدارة العامة:
تؤدي المرأة دورًا مؤثرًا في صنع القرار، حيث تشارك في العمل السياسي وتتولى مناصب قيادية في الحكومة والمؤسسات العامة، تأكيدًا على الثقة بقدراتها وكفاءتها.
العمل التطوعي والمجتمعي:
تسهم المرأة العُمانية بجهود كبيرة في دعم المجتمع عبر مشاركتها في المبادرات الاجتماعية والخيرية، سواء على المستوى الفردي أو من خلال الجمعيات والمنظمات المدنية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن