أستاذ بالأزهر يوضح سبب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وتأثيره على حياة المريض
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
تحدث الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، عن طبيعة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، المعروف علميًا باسم Bipolar Disorder، موضحًا أنه من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، إذ يجمع بين حالتين متناقضتين تمامًا من المشاعر والسلوك الإنساني، هما نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس، بحيث يعيش المريض بين قطبين متباعدين من الحزن العميق إلى النشاط المفرط والفرح غير المبرر.
وأوضح الدكتور المهدي، خلال لقاء تلفزيوني ، مساء الأربعاء، أن هذا الاضطراب لا يسير على نمط واحد عند جميع المرضى، فقد تظهر على بعضهم نوبات اكتئابية متكررة قبل أن يعقبها طور من الهوس، بينما يعاني آخرون من العكس، حيث تبدأ الحالة بنشاط زائد وطاقة مفرطة يليها انهيار نفسي واكتئاب حاد، مشيرًا إلى أن هذا التباين هو ما يجعل التشخيص صعبًا أحيانًا ويحتاج إلى متابعة دقيقة من الأطباء المتخصصين.
وبيّن أستاذ الطب النفسي أن غالبية الحالات تبدأ في مرحلة العشرينيات، وهي سن مليئة بالحيوية والطموح، مما يجعل ظهور المرض في هذا العمر تحديًا كبيرًا للمريض ولأسرته على حد سواء، إذ تؤدي نوبات الاضطراب إلى تقلبات حادة في المشاعر والسلوك، فيتحول الشخص من قمة الحماس إلى أقصى درجات الإحباط دون سبب واضح.
وأضاف أن الجانب المثير للاهتمام في هذا المرض هو ارتباطه في بعض الحالات بملكات خاصة لدى المصابين به، مثل الحس الفني العالي، والقدرة على الإبداع والتعبير عن المشاعر بطرق غير مألوفة، موضحًا أن هذه الطاقات تنبع من التناقض الوجداني الذي يعيش فيه المريض، فيجمع بين عمق الحزن وحرارة الحماس في وقت متقارب، وهو ما ينعكس في نتاجه الفكري أو الفني.
وأشار الدكتور المهدي إلى أن المعاناة لا تقتصر على المريض وحده، بل تمتد لتشمل أسرته والمقربين منه، خاصة عندما يغيب العلاج أو تقل المتابعة الطبية، إذ تتبدل الأحوال النفسية والسلوكية للمريض بشكل سريع ومفاجئ، مما يشبه حركة “قطار الملاهي” الذي يصعد ويهبط دون استقرار، فيُرهق الجميع من حوله.
ومع ذلك، شدّد على أن العلاج الدوائي والنفسي المنتظم كفيل بإعادة التوازن للمريض، وتمكينه من أن يعيش حياة طبيعية مستقرة ومنتجة.
وأوضح أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو انعكاس رمزي للطبيعة الثنائية في الوجود نفسه، مثل تعاقب الليل والنهار أو الفرح والحزن، غير أن المريض يفتقد القدرة على تحقيق التوازن بين القطبين، فيعيش حالة وجدانية متطرفة، لا تعرف الاعتدال أو الثبات.
كما أشار إلى أن نوبات الاكتئاب في هذا الاضطراب تتسم بعدة أعراض واضحة، منها فقدان الشغف بكل ما كان يسعد المريض في السابق، واضطراب النوم والشهية، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق، وضعف التركيز، وتدنّي تقدير الذات.
وأكد في ختام حديثه أن التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج والمتابعة المنتظمة مع الطبيب النفسي هي الركائز الأساسية لتحقيق التعافي واستعادة الاتزان النفسي الكامل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ثنائي القطب الطب النفسي العلاج النفسي
إقرأ أيضاً:
كيفية التعامل مع القلق النفسي
القلق النفسي شعور طبيعي يمر به كل إنسان في بعض مراحل حياته، وهو بمثابة إشارة من العقل والجسم على وجود تهديد أو ضغط يحتاج إلى الانتباه. ومع ذلك، إذا أصبح القلق والتوتر مستمرًا أو مفرطًا، فقد يؤثر على التفكير، النوم، والعلاقات اليومية، التعامل معه بوعي واتباع استراتيجيات فعّالة يمكن أن يساعد على السيطرة عليه وتحويله من شعور مرهق إلى فرصة لفهم الذات وتنمية القدرة على مواجهة التحديات بثقة وهدوء، نستعرض فيما يلي طرق ونصائح للتعامل مع القلق النفسي:
اقرأ ايضاً1. التعرف على القلق وفهمه
أول خطوة للتعامل مع القلق هي فهمه بكل دقة، حاول تحديد ما الذي يثير قلقك، سواء كان العمل، العلاقات، أو المستقبل. معرفة السبب تساعدك على مواجهته بوعي، تذكّر أن القلق والتوتر شعور مؤقت، وليس مؤشرًا على ضعف شخصيتك، بل طريقة جسدك للتنبيه لمواقف تحتاج اهتمامك.
2. ممارسة الاسترخاء وتنظيم التنفس
تساعد تمارين التنفس العميق والاسترخاء على تهدئة العقل والجسم. جرب شهيقًا طويلًا ببطء، احبس النفس لثوانٍ قليلة، ثم ازفر ببطء، وكرر العملية عدة مرات. يمكنك أيضًا تجربة التأمل أو اليوغا لتخفيف التوتر الجسدي والعقلي، أو استخدام تقنية الاسترخاء التدريجي للعضلات لتخفيف الشد النفسي.
3. إعادة التفكير في الأفكار
لاحظ أفكارك السلبية وحاول تحدّيها بموضوعية. اسأل نفسك: هل هذا القلق واقعي؟ ما الأدلة التي تدعمه أو تنفيه؟ كتابة الأفكار على الورق تساعدك على إخراجها من رأسك، مما يقلل الضغط النفسي ويمنحك وضوحًا أكبر للتعامل معها.
4. تبني عادات يومية داعمة
تؤثر العادات اليومية بشكل كبير على مستوى القلق. احرص على النوم الكافي وتجنب السهر أو استخدام الأجهزة قبل النوم، ممارسة الرياضة، حتى لو كانت مجرد مشي نصف ساعة يوميًا، تساعد على تخفيف التوتر، وكما أن التغذية المتوازنة والابتعاد عن الكافيين أو السكريات العالية تعزز شعورك بالهدوء والسيطرة.
5. ضبط الوقت ووضع حدود
لا تدع القلق والتوتر يسيطر على يومك بالكامل. خصص وقتًا محددًا للتفكير في المشاكل، ثم انتقل لممارسة نشاط آخر يلهيك ويمنحك راحة ذهنية. تعلم قول "لا" للأمور التي تزيد من ضغوطك، فإدارة الوقت والالتزامات تساعد على تقليل الشعور بالارتباك والتوتر النفسي.
6. الاستعانة بأخصائي نفسي عند الحاجة
إذا أصبح القلق شديدًا أو متكررًا ويؤثر على حياتك اليومية، من الضروري استشارة أخصائي نفسي أو معالج سلوكي معرفي (CBT). العلاج النفسي يزوّدك بأدوات عملية للتحكم بالقلق بشكل دائم، ويمنحك استراتيجيات للتعامل مع المواقف الصعبة بثقة أكبر.
7. اللجوء إلى الدعم الاجتماعي
حاول التحدث مع صديق موثوق أو أحد أفراد العائلة عن مشاعرك يمكن أن يكون مفيدًا جدًا، مشاركة القلق مع شخص يفهمك تقلل من شعورك بالوحدة وتمنحك دعمًا نفسيًا، ما يساعد على التخفيف من التوتر وتحسين شعورك العام.
كلمات دالة:كيفية التعامل مع القلق النفسيالقلق النفسي تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن