باتت زراعة فول الصويا، وسط تشابك جيوسياسي يمتد عبر 3 قارات، تهدد بالتهام أكبر السافانا الاستوائية في العالم، خصوصا مع شهية الصين الهائلة لهذا المنتج الزراعي الذي تحتاج إلى ملايين الأطنان منه سنويا، خاصة لزيت الطهي وأعلاف الماشية.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن هذا الطلب ألحق ضررا فادحا خلال السنوات الأخيرة بالغابات والأراضي العشبية في البرازيل، أكبر مورد للصين.

ومن المتوقع أن يزداد ذلك السوء خلال الأشهر المقبلة، لأن الصين توقفت عن شراء فول الصويا الأميركي، وهو ما أعطى المزارعين البرازيليين حوافز أكبر للتوسع في مناطق جديدة لزراعته.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دعوى ضد مجموعة "كازينو" الفرنسية بتهمة إزالة غابات بالأمازونlist 2 of 4البرازيل تعلق إجراء مهما لحماية غابات الأمازون المطيرةlist 3 of 4البرازيل تحقق مع شركات متهمة بإزالة غابات بالأمازونlist 4 of 4مستوى قياسي للحرائق وانبعاثات الكربون بغابات الأمازونend of list

وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت الحكومة في بكين تعريفة جمركية ضخمة على فول الصويا الأميركي انتقاما من التعريفات الجمركية الكبيرة على السلع الصينية، وكانت الولايات المتحدة ثاني أكبر مورد للصين.

ولم يبع المزارعون الأميركيون ولو كيلوغراما واحدا إلى الصين من حصاد هذا الخريف، بينما تأخرت الآمال في حزمة إغاثة من البيت الأبيض بسبب إغلاق الحكومة.

كما أن الأرجنتين، التي التقى رئيسها خافيير ميلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا، باعت "جبلا" من فول الصويا إلى الصين هذا العام، بعد توقف صادرات المزارعين الأميركيين إلى الصين.

وحسب الصحيفة، لا توجد دولة ستكسب بقدر البرازيل، أكبر مصدر لفول الصويا في العالم. وليس من المستغرب أن يدفع لوبي المزارع القوي لتفكيك أحد أهم التدابير على مستوى الصناعة، المعروفة باسم وقف الصويا، والمصممة للحد من إزالة الغابات في المناطق الأحيائية الأكثر شهرة في البرازيل، وهي الأمازون.

وتشير الصحيفة إلى أن ذلك سيكون محرجا بالنسبة للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي سيستضيف جولة مفاوضات المناخ الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني، في مدينة بيليم في غابات الأمازون المطيرة. وكانت إدارته قد تعهدت بالسيطرة على إزالة الغابات.

إعلان

وتقول كريستيان مازيتي، وهي ناشطة في الغابات في منظمة السلام الأخضر في البرازيل، في مقابلة مع نيويورك تايمز: "تواجه الحكومة وضعا صعبا للغاية.. هناك هجوم على واحدة من أهم الآليات الهادفة إلى (صفر إزالة الغابات)".

الأشجار في غابات الأمازون تجري إزالتها من أجل توسيع الزراعة وتربية الماشية والحصول على الأخشاب (رويترز)غابات تختفي

ويعد فول الصويا أكبر صادرات زراعية في البرازيل، وقد ارتفع إنتاجه بشكل مطرد على مدى العقود العديدة الماضية، لكنه تسارع خلال السنوات العشر الماضية. ومع تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، ذهبت الصين للبحث عن فول الصويا خارج الغرب الأوسط الأميركي.

وبحلول عام 2017، في بداية ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، تجاوزت البرازيل الولايات المتحدة باعتبارها أكبر منتج لفول الصويا في العالم.

ومع تراجع العلاقات بين بكين وواشنطن إلى مستوى منخفض جديد، سيفقد المزارعون الأميركيون أكبر عميل عالمي لهم. والعام الماضي، كانت الأسعار نحو 10 دولارات للبوشل (نحو 27 كيلوغراما) بانخفاض من 13 دولارا تقريبا.

ويقول لوكاس كوستا بيبر، نائب رئيس الرابطة البرازيلية لمنتجي فول الصويا، "لقد حققنا نموا قويا في السنوات الأخيرة، بدءا من تلك الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين، والآن -وعلى المدى الطويل- إذا استمر هذا الوضع، فستزداد فرص البرازيل".

وتغطي مزارع الصويا 40 مليون هكتار، أي نحو 14% من الأراضي الزراعية في البلاد، وفقا لمؤسسة "ماب بيوماس" (MapBiomas)، معظمها في منطقة سيرادو، وهي منطقة شاسعة من السافانا الاستوائية وممرات الغابات التي تعد أقل شهرة عالمية من الأمازون، ولكنها لا تزال نظاما بيئيا حاسما للبرازيل.

وفي سيرادو، تقع منابع أكبر أحواض الأنهار في البلاد. ورغم انخفاض إزالة الغابات في العام الماضي نسبيا، فإن ما يقرب من نصف النباتات المحلية في سيرادو اختفت، مما أفسح المجال لرعي الماشية ومزارع الصويا.

وقالت لوسيانا غاتي، الباحثة في مجال تغير المناخ في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل، إن "سيرادو تختفي.. سيكون الضغط لإنتاج فول الصويا للتصدير إلى الصين أكبر".

وعام 2023 وحده، تم حصاد الصويا من أكثر من 460 ألف هكتار من الأراضي (460 كيلومتر مربع) التي أزيلت الغابات مؤخرا في سيرادو، وفقا لمؤسسة "فورست تريس"، وهي مجموعة غير ربحية تتعقب إزالة الغابات في سلاسل التوريد الزراعية.

وبموجب ميثاق الصناعة هذا، الذي ينطبق فقط على منطقة الأمازون، وافق تجار السلع الأساسية الرئيسيون في العالم بشكل مشترك على عدم شراء أو تمويل فول الصويا الذي يتم إنتاجه على الأراضي التي أزيلت منها الغابات بعد عام 2008.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تغي ر المناخ غابات الأمازون إزالة الغابات فی البرازیل فول الصویا الغابات فی فی العالم إلى الصین

إقرأ أيضاً:

الدنمارك تدفع 40.000 يورو لكل غرينلاندية أعطيت وسائل منع الحمل قسرا

يقدر أن نحو 4.500 امرأة قد يحق لهن الحصول على تعويض.

توصلت الدنمارك إلى اتفاق لتعويض آلاف النساء والفتيات من السكان الأصليين في غرينلاند، على خلفية حالات منع حمل قسري نفذتها السلطات الصحية على مدى عقود بدءا من ستينيات القرن الماضي.

قالت وزارة الصحة الدنماركية، الأربعاء، إن النساء اللواتي أُعطين وسائل منع الحمل من دون علمهن أو موافقتهن بين عامَي 1960 و1991، يمكنهن التقدّم لنيل تعويضات فردية بقيمة 300.000 كرونة دنماركية (نحو 40.200 يورو)، وذلك اعتبارا من أبريل المقبل.

ومن المقدّر أن تكون 4.500 امرأة مؤهلات للحصول على التعويض في غرينلاند، وهي إقليم يتمتع بحكم ذاتي تابع للدنمارك.

وقد جرى تزويد نساء من شعب الإنويت، وكانت كثيرات منهنّ مراهقات آنذاك، بأجهزة منع الحمل داخل الرحم المعروفة بـ "IUD" أو باللولب، أو أُعطين حقنة هرمونية لمنع الحمل، من دون أن يطّلعن على التفاصيل أو يقدّمن موافقتهن.

وقالت وزيرة الصحة صوفي لوده في بيان: "قضية اللولب فصل مظلم في تاريخنا المشترك. لقد ترتبت عليها عواقب كبيرة على النساء الغرينلنديات اللواتي تعرضن لأذى جسدي ونفسي".

وأضافت: "للأسف لا يمكننا إزالة الألم عن النساء، لكن التعويض يساعد في الإقرار والاعتذار عمّا مررن به".

ويمكن للنساء طلب التعويض حتى يونيو 2028.

ووجد تحقيق مستقل نُشر في سبتمبر أن أكثر من 350 امرأة وفتاة من السكان الأصليين في غرينلاند، من بينهن من يبلغن نحو 12 عاما وأصغر سنا، أبلغن أن السلطات الصحية قدّمت لهن وسائل منع الحمل قسرا.

وفي المجمل، يُعتقد أن أكثر من 4.000 امرأة وفتاة قد تأثرن.

وفي أغسطس، قدّمت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن اعتذارا علنياعن الأحداث، قائلة إنه رغم أن الماضي لا يمكن تغييره، "يمكننا تحمّل المسؤولية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • لمكافحة حرائق الغابات باللاذقية.. السعودية تسلّم سيارات إطفاء لسوريا
  • كارثة سومطرة الإندونيسية .. آلاف الأشجار تبتلع مسجدا وتمنع دخول المصلين
  • البرازيل.. انقطاع بالكهرباء وإلغاء مئات الرحلات الجوية
  • مصر تواجه منتخب البرازيل قبل كأس العالم
  • لقاء بين عيسى الخوري وسفير البرازيل بحث في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين
  • حرب غزة تدفع بأمريكا لمضاعفة مساعدتها العسكرية للاحتلال لـ 32 مليار دولار
  • أول فيديو لاحتجاز ناقلة نفط قرب فنزويلا.. وأميركا "تبرر"
  • الدنمارك تدفع 40.000 يورو لكل غرينلاندية أعطيت وسائل منع الحمل قسرا
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأميركا ستبحثان إعادة الإعمار بعد الحرب
  • جلسة برلمانية محتدمة في البرازيل: مشروع قانون يخفف سجن بولسونارو إلى سنتين