رئيس «أبل» يزور الصين.. وبكين تدعو إلى «حوار متكافئ» مع واشنطن
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
دعت الصين إلى إقامة حوار متكافئ مع الولايات المتحدة، بالتزامن مع زيارة الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» تيم كوك إلى بكين، في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين بعد تبادل فرض القيود والرسوم الجمركية.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن كوك التقى وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو، الذي أكد أن بلاده ترحب بتوسيع استثمارات «أبل» في السوق الصينية، مشدداً على ضرورة حل الخلافات بين بكين وواشنطن عبر الحوار والتشاور القائم على المساواة.
وتأتي الزيارة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتباراً من مطلع نوفمبر المقبل، رداً على القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة. ويُتوقع أن يلتقي ترمب نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال الأسابيع المقبلة لبحث تهدئة الأزمة.
كما التقى كوك نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ، كبير المفاوضين التجاريين في البلاد، الذي أكد استعداد الصين لتعزيز التعاون الاقتصادي القائم على المنفعة المتبادلة. وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي العلاقات بين بكين وواشنطن بأنها «الأهم في العالم اليوم»، مؤكداً أن فك الارتباط بين البلدين «ليس خياراً واقعياً أو عقلانياً».
وتعد الصين سوقاً رئيسية لشركة «أبل» ومركزاً أساسياً لتصنيع منتجاتها، فيما تأتي زيارة كوك في إطار جهود الشركة للحفاظ على علاقاتها مع بكين وسط تصاعد الضغوط السياسية والتجارية بين الجانبين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس أبل الصين الولايات المتحدة تيم كوك
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.
وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of listواستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".
الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصاديةأحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.
وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.
وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.
أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.
إعلانوتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.
تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة
وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".
ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.
ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.
لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.
وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.
وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.