أكبر جزيرة في العالم تتحرك ببطء نحو الشمال.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
في ظاهرة علمية أثارت دهشة الباحثين، كشفت الدراسات الحديثة عن تحولات مذهلة تشهدها جزيرة جرينلاند، أكبر جزيرة في العالم. إذ يظهر من الأبحاث أن الجزيرة تتحرك ببطء نحو الشمال الغربي وتتقلص تدريجياً في الحجم.
هذه الاكتشافات جاءت بعد تحليل دقيق لبيانات تمت دراستها على مدار عقود، مما يبرز التفاعل المعقد بين ذوبان الجليد العميق وحركة القشرة الأرضية.
يرى العلماء أن جرينلاند لا تتحرك فقط، بل تتغير شكلها أيضاً بفعل التحولات في الضغط الناتج عن الجليد وارتداد الأرض تحتها.
هذا الاكتشاف الجديد يعكس لغزاً جيولوجياً ظل خفياً لآلاف السنين، ويفتح الباب لفهم أعمق لتأثير التغيرات المناخية على ملامح كوكبنا.
تشهد جرينلاند تحولات جيولوجية جذرية، حيث تتقلص مساحتها بمعدل يقارب سنتيمترين سنوياً على مدار العقدين الماضيين. هذه التغيرات ليست سطحية فقط، بل تعكس تفاعلاً معقداً بين ذوبان الجليد وتبدّل القشرة الأرضية التي تحمل الجزيرة.
تأثير العصر الجليديمنذ ذروة العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 20 ألف عام، أدى ذوبان الصفائح الجليدية الضخمة إلى تخفيف الضغط على سطح الجزيرة.
هذا الانخفاض في الضغط أدى إلى ارتداد القاعدة الصخرية للجزيرة وتشوه صفيحتها التكتونية. وقد أدت هذه العمليات إلى انكماش بعض أجزاء غرينلاند بينما ارتفعت أخرى.
وفقاً للباحث دانجال لونجفورس بيرج، فإن جرينلاند قد تبدو أصغر في الوقت الحالي، ولكن هذا الاتجاه قد يتغير مستقبلاً مع تسارع ذوبان الجليد. فقد أدت تأثيرات ذوبان الجليد الحديثة إلى ارتفاع أجزاء من الجزيرة، ولكن آثار ذوبان الجليد القديم لا تزال تؤثر في مناطق أخرى وتجعلها تتقلص.
النظام الجيولوجي لجزيرة جرينلاندتمتد جرينلاند على مساحة تقارب 2.1 مليون كيلومتر مربع، وتقع على الصفيحة التكتونية لأمريكا الشمالية، متصلة بنظام جيولوجي أوسع يتحرك ببطء فوق وشاح الأرض. هذا التفاعل العميق بين الجليد والصخور والوشاح يفسر سبب استمرار الجزيرة في التغير حتى يومنا هذا.
اعتمد فريق الباحثين على بيانات دقيقة تم جمعها من 58 محطة GPS موزعة في أنحاء الجزيرة، والتي تتبع التغيرات في موقعها وارتفاعها وتشوه قاعدتها الصخرية على مدى عشرين عاماً. بعد دمج هذه البيانات في نموذج جيولوجي يغطي 26 ألف سنة من التاريخ الأرضي، اكتشف العلماء أن الحركة ليست موحدة كما كان يُعتقد سابقاً.
بينما ترتفع بعض المناطق بفعل تخفيف الضغط الناتج عن ذوبان الجليد الحديث، تنكمش مناطق أخرى بفعل توازن القوى العميقة بين القشرة والوشاح. تُظهر هذه النتائج أن جرينلاند ليست مجرد جزيرة مغطاة بالجليد، بل هي نظام جيولوجي حي يتفاعل مع تغييرات الأرض والمناخ عبر العصور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جرينلاند جزيرة جرينلاند جزیرة جرینلاند ذوبان الجلید جزیرة فی
إقرأ أيضاً:
ابتكار روسي.. “جلد ذكي” للطائرات يحارب الجليد بنفسه دون تدخل الطيار
الثورة نت /..
طور العلماء في جامعة بيرم الروسية للتقنيات طلاء يعرف باسم “جلد ذكي” للطائرات، قادر على تحديد تكون الجليد على جسم الطائرة وأجزائها المختلفة بشكل مستقل، ثم إزالته ومراقبة النتائج.
أفادت وكالة تاس الروسية نقلا عن الناطق الرسمي باسم جامعة بيرم للتقنيات أن العلماء طوروا طلاء ذكيا للطائرات قادرا على كشف تكوّن الجليد وإزالته تلقائيا ومراقبة العملية.
وقال الناطق الرسمي:”النطاق الحراري من صفر إلى 10 درجات تحت الصفر هو الأخطر، ففي هذه الظروف يتكوّن جليد شفاف ومتين على شكل الزجاج لا يمكن رؤيته بالعين المجردة تقريبا”.
وأوضح أن الطلاء الذكي يعتمد على مكون اهتزازي نشط (كهروضغطي)، وهو طبقة ذات بنية خاصة لترتيب الأقطاب الكهربائية، ما يتيح خلق اهتزازات قوية للتخلص من الغطاء الجليدي. وأضاف أن التقنيات الكلاسيكية مثل الهواء الساخن من المحركات أو السخانات الكهربائية أو التركيبات الكيميائية، تستهلك الكثير من الطاقة وتتطلب مراقبة مستمرة من قبل الطيارين دون ضمان عمل مستقر طوال الرحلة.
آليات مكافحة الجليد الأكثر حداثة
تستخدم الأنظمة الحديثة عناصر كهروضغطية، أي مواد تبدأ في الاهتزاز تحت تأثير التيار الكهربائي، ويمكنها تدمير الغطاء الجليدي بسمك من 1 إلى 4 ملم عبر تعزيز الاهتزازات والانتقال إلى وضع الرنين. لكن الأنظمة السابقة التي تعتمد على أقطاب كهربائية بسيطة أو شبكية تولّد مجالا كهربائيا ضعيفا وغير متساو، مما يؤدي إلى اهتزازات محلية غير كافية لتدمير الجليد القوي أو تراكمات كبيرة على الأجنحة.
التكنولوجيا الجديدة
أوضح د. أندريه بانكوف، أستاذ قسم ميكانيكا المواد والهياكل المركبة في الجامعة، أن جوهر الطريقة المطوّرة يكمن في استبدال الترتيب الكلاسيكي للأقطاب الكهربائية بنظامين فرعيين متفاعلين من أقطاب IDE على شكل “مشطين”، حيث توضع الأسنان الكهربائية لأحدهما بين أسنان الآخر، أو على شكل لولب مزدوج مسطح أو أسطواني للأقطاب الكهربائية.
وحصل ابتكار علماء جامعة بيرم على براءة اختراع، وقد تم تطوير البحث في إطار برنامج الزعامة الاستراتيجية الأكاديمية، ويُتوقع أن يسهم هذا الابتكار في زيادة السلامة الجوية وتحسين كفاءة الطائرات في الطقس البارد والجليدي.