الحوثيون يقتحمون مقراً أممياً في صنعاء
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
اقتحمت عناصر من جماعة الحوثيين، أمس، مقراً تابعاً للأمم المتحدة في صنعاء، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية. وأفادت التقارير بأن الحوثيين احتجزوا عدداً من الموظفين الأمميين وصادروا هواتفهم، مضيفة أنهم يحققون مع موظفين من مكتب المبعوث الأممي لليمن.
وفي سياق متصل، أثار تصعيد لهجة جماعة الحوثي في اليمن ضد وكالات ومنظمات الأمم المتحدة واتهامها صراحة بالمشاركة في «أنشطة تجسسية وعدوانية» مخاوف وقلقاً بين اليمنيين ومنظمات إغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
ويواجه الملايين في اليمن أزمة جوع وارتفاعاً في أسعار الغذاء وتضخماً حاداً، بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب التي صنعت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تحذيرات دولية ومحلية من مجاعة قد تضرب البلاد خلال 2026.
ورفضت الأمم المتحدة في وقت سابق بشكل قاطع الاتهامات، مؤكدة أن هذه المزاعم «مقلقة للغاية»، و«تعرض حياة العاملين في القطاع الإنساني للخطر».
وأدان محللون يمنيون استمرار الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضد الشعب اليمني، واحتجاز الموظفين الأمميين، وتعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يُعد تهديداً مباشراً لمسار خريطة السلام في اليمن، مؤكدين أن الممارسات العدائية تعكس رغبة الجماعة الانقلابية في إفشال جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية.
وشدد المحلل السياسي اليمني، الدكتور فضل الربيعي، على أن الحوثيين يعيشون حالة من التقهقر والضعف الشديد في الوقت الراهن، بسبب صراعاتهم الداخلية وتورطهم في أجندات إقليمية معقدة، موضحاً أن جماعة الحوثي حاولت استغلال حرب غزة لتقدم نفسها باعتبارها مدافعاً عن القضايا العربية، بينما كانت تسعى لإقحام اليمن في صراعات لا تمت له بأي صلة. وقال الربيعي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن اتفاق وقف الحرب في غزة أربك حسابات الحوثيين، الذين يسعون باستمرار إلى خلق أعداء وهميين لتبرير هجماتهم، سواء ضد الدول العربية أو السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. وأضاف أن الجماعة الانقلابية تستخدم الهجمات على خطوط الملاحة الدولية كورقة ضغط سياسية وعسكرية، ولن تتراجع عن التصعيد إلا بموقف دولي حازم، لا سيما من مجلس الأمن، لافتاً إلى أن الحوثيين اعتادوا اختلاق الذرائع لاستمرار الحرب، ولن يتوقفوا عن ذلك ما لم يُواجهوا بصرامة وحزم من قبل المجتمع الدولي.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي اليمني، عيدروس باحشوان، أن استمرار جرائم وانتهاكات الحوثيين يأتي نتيجة تراخي التحالف الغربي، في توجيه ضربات حاسمة داخل عمق الجماعة الانقلابية، مما جعلها تتمادى في سياساتها العدائية والعدوانية، حتى شملت احتجاز الموظفين الأمميين العاملين في المنظمات الإنسانية داخل معتقلاتها، داعياً إلى تحرك دولي حازم لردع الانتهاكات الحوثية.
وذكر باحشوان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الضربات الأميركية والبريطانية الأخيرة استهدفت قيادات حوثية في صنعاء، لكنها لم تطل مستودعات التسليح التي تُستخدم في مهاجمة السفن، مطالباً بوقفة إقليمية ودولية جادة لمواجهة التهديدات الحوثية، سواء داخل اليمن أو خارجه، وذلك لحماية حركة الملاحة الدولية.
وشدد على ضرورة دعم قوات خفر السواحل اليمنية لتمكينها من حماية الشريط البحري الممتد من باب المندب حتى المهرة وسقطرى، مشيداً بإعلان بريطانيا في أغسطس الماضي عن تقديم دعم كبير ومهم لتعزيز قدرات خفر السواحل اليمنية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحوثي الحوثيين اليمن صنعاء الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
استعاد علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، تفاصيل حرب عام 1972 التي اندلعت بين جنوب وشمال اليمن حين كان رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع، قائلًا إن الجامعة العربية تدخلت عبر أمينها العام آنذاك محمود رياض، الذي أرسل وفدًا إلى صنعاء وعدن للوساطة، وبعد زيارة الوفد لصنعاء تلقى تأكيدًا منهم بأن الشمال مستعد لوقف الحرب إذا وافق الجنوب، وعند وصول الوفد إلى عدن في أكتوبر 1972، أعلن موافقته على وقف إطلاق النار.
وأضاف خلال لقاء مع الإعلامي سمير عمر، في برنامج «الجلسة سرية»، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «طلبوا مني الاتصال برئيس وزراء صنعاء محسن العيني، فاتصلت ووصلوني بالرئاسة، قلت له إن وفد الجامعة يقول إنكم موافقون على وقف إطلاق النار، فإذا كنتم موافقين نحن موافقين من الغد، واقترحت أن يكون اللقاء في صنعاء أو عدن، سألتُهم إن كان الوفد سيغادر أم ينتظر فقالوا ينتظر، ثم عادوا بعد ساعة ليبلغونا بالموافقة، وأن اللقاء سيكون في القاهرة، أوقفنا الحرب بالتليفون.. كنا أصحاب قرار».
وتابع أن الحرب توقفت بالفعل، ثم سافرت الوفود إلى القاهرة حيث تم توقيع اتفاقية القاهرة، أول اتفاقية للوحدة بين الشطرين، لكن الاتفاق لم يلقَ قبولًا لدى بعض الأطراف، ما أدى إلى خلافات واستقالة محسن العيني، كما واجه هو نفسه معارضة من داخل الجنوب، وقال: «كان هناك من يهتف ضدي، والجماهير تحمل البنادق، ولهذا لم تتحقق الوحدة في 1972».
اقرأ أيضاًعلي ناصر رئيس اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق يكشف تفاصيل جديدة بـ«الجلسة سرية»
علي ناصر يكشف عن إهدار الفرص السياسية وتفاصيل إجبار «ربيع» على الاستقالة
رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق يكشف تفاصيل وتداعيات اغتيال «الغشمي»