هدى الطنيجي (أبوظبي)

كشف الدكتور حمد عبدالله الشامسي، المدير التنفيذي لمنصة «سكينة للصحة النفسية»، عن أن أعداد المستفيدين من خدمات المنصة في أبوظبي، خلال النصف الأول من عام 2025، بلغت 63 ألف مستفيد، مما يعكس توسعاً كبيراً في الوصول المجتمعي، وتقديم الرعاية النفسية المتكاملة. وقال  في حوار مع «الاتحاد»: إن «سكينة» تسهم في تعزيز الصحة النفسية الإيجابية، من خلال تقديم نموذج رعاية متكامل يركز على الوقاية، التدخل المبكر، والتعافي، مع ضمان الوصول العادل إلى خدمات نفسية عالية الجودة تشمل جميع الفئات العمرية، وتغطي مختلف الاضطرابات النفسية، ضمن بيئة رحيمة ومحترفة.



أخبار ذات صلة «الاتحاد».. 56 عاماً من المسؤولية والطموح غرفة أبوظبي تعزّز حضور الشركات الوطنية في «أبوظبي للأغذية»

وتابع الدكتور الشامسي: إن «سكينة» تقدم طيفاً واسعاً من خدمات الصحة النفسية، تشمل العيادات الخارجية، وحدات التنويم، برامج الاستشفاء الجزئي، الدعم المجتمعي، الصحة النفسية الرقمية، خدمات متخصصة للأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى برامج للتنوع العصبي واضطرابات الأكل، ضمن نموذج رعاية متكامل وشامل، موضحاً أن «سكينة» تقدم علاجات مبتكرة، تشمل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، وعلاج الإسكيتامين للاكتئاب المقاوم، والعلاج السلوكي المعرفي الرقمي، إضافة إلى برامج العافية الرقمية لعلاج الإدمان الرقمي، مما يعكس التزامها بتقديم رعاية نفسية متقدمة قائمة على أحدث الأدلة العلمية.

الرعاية المنزلية
حول أبرز خدمات الرعاية المنزلية في «سكينة» المقدمة للدعم النفسي والاجتماعي، قال: إنها تشمل إدارة الأدوية، التدخل في الأزمات، المتابعة بعد الخروج من المستشفى، وتقديم برامج إعادة التأهيل، وذلك ضمن بيئة آمنة تضمن استمرارية التعافي وجودة الحياة. ولفت الدكتور الشامسي إلى أن «سكينة» تقدم خدمات رعاية ثانوية وثالثية للفئات المعرضة لمستويات خطر عالية، مثل مرضى الفصام، اضطرابات المزاج الشديدة، الإدمان الرقمي، واضطرابات الأكل، وتشمل هذه الخدمات وحدات التنويم، الاستشفاء الجزئي، العيادات المتخصصة، والرعاية السكنية طويلة الأمد، ضمن نموذج متدرج يضمن التدخل المبكر، الاستقرار، وإعادة الدمج المجتمعي.

رعاية الأطفال
أشار الدكتور الشامسي إلى أن «سكينة» تقدم للأطفال المصابين بالتوحد خدمات شاملة تشمل: الفحص، التقييم، تحليل السلوك التطبيقي، العلاج الوظيفي، النطق واللغة، والدعم الأسري. كما توفر برامج تدريبية متخصصة لأولياء الأمور والمعلمين والمهنيين الصحيين، تشمل: ورش عمل، استشارات، وتدريباً على منهج TEACCH؛ بهدف تعزيز التفاعل والدعم الفعال للأطفال داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع.

رعاية نفسية مبتكرة
وتابع: ستعمل «بيورهيلث» شراكات مع هيئات عامة ومؤسسات خاصة، لرفع مستوى الوعي واستحداث خدمات رعاية نفسية مبتكرة. وتشمل تلك الخدمات برامج الصحة النفسية في المدارس، وقنوات الاتصال عبر الهاتف للمساعدة خلال الأزمات، وحملات الرعاية النفسية في مكان العمل. «بيورهيلث» تعمل على رفع الوعي من خلال برامج الصحة النفسية المدرسية، خطوط الدعم الهاتفي للأزمات، وحملات الصحة النفسية في بيئة العمل، إلى جانب تطوير تطبيق «بيورا» الذي يدمج الذكاء الاصطناعي في تتبع وتحسين الصحة النفسية.
وأضاف: إن «سكينة» تتبنى مبادرات شاملة لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية، تشمل إنشاء مراكز التنوع العصبي في أبوظبي والعين، وتقديم برامج تقييم وتدخل مبكر، وتحليل السلوك التطبيقي، والدعم الأسري. كما توفر ورش عمل وتدريباً متخصصاً للأسر والمعلمين والمجتمع؛ بهدف رفع الوعي، تعزيز الدمج، وبناء مجتمع أكثر شمولاً وتكافلاً. 
وقال: «سكينة» تمتلك حلولاً استشارية متكاملة، تشمل جلسات نفسية فردية وجماعية، استشارات أسرية، دعم ما بعد الصدمة، وخدمات الصحة النفسية الرقمية عبر تطبيق «بيورا»، مما يضمن تكافؤ الرعاية النفسية مع البدنية من خلال نموذج علاجي شامل يدمج بين الوقاية، التشخيص، والعلاج المستمر. 
وأكد أن «سكينة» تسهم في ترسيخ ثقافة نمط الحياة الصحي، من خلال برامج التوعية المجتمعية، الفحص المبكر، دعم الصحة النفسية الرقمية، والتكامل بين العلاج النفسي والبدني. كما تطور علم إطالة العمر والسعادة عبر مبادرات تشمل تحسين النوم، التغذية، النشاط البدني، والعافية الذهنية، ضمن نموذج شامل يهدف إلى تعزيز جودة الحياة والاستدامة الصحية.

34 عيادة فرعية
توفِّر «سكينة» 34 عيادة فرعية، ومركزين للصحة النفسية، ومركزين متخصصين للتباين العصبي، وتسع عيادات متكاملة. مع أكثر من 500 متخصصاً من الأطباء والعاملين والممرضات، إضافة إلى 77 موظفاً للدعم الإداري. وتتبنى «سكينة» نهج رعاية متدرجاً، مع التركيز على الأطفال تحت 10 أعوام، والمراهقين من 10 إلى 18 عاماً، والبالغين وكبار السن لجميع أعراض الصحة النفسية.

العلاج النفسي
تؤدي شركة «صحة»، التابعة لمجموعة «بيورهيلث»، دوراً حيوياً في تعزيز هذه الجهود من خلال تحويل العلاج النفسي في المرافق المتخصصة إلى مراكز الرعاية المجتمعية والأولية، مما يعزز الوصول المبكر، ويقلل من وصمة المرض النفسي، ويوفر رعاية مستدامة وشاملة لجميع فئات المجتمع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصحة النفسية أبوظبي الرعاية النفسية الاكتئاب إعادة التأهيل الصحة النفسیة من خلال

إقرأ أيضاً:

OpenAI تؤسس مجلسًا استشاريًا للصحة النفسية لحماية المستخدمين

أعلنت شركة OpenAI عن تشكيل مجلس استشاري جديد مختص بالصحة النفسية والعاطفية لمستخدميها، في وقت تتزايد فيه المخاوف من الآثار النفسية والاجتماعية لاستخدام روبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT.

المجلس الجديد، الذي يضم ثمانية باحثين وخبراء في مجالات الصحة النفسية والذكاء الاصطناعي، سيعمل على تقديم المشورة للشركة حول كيفية تطوير تقنيات أكثر أمانًا تراعي الجوانب الإنسانية للمستخدمين، خصوصًا المراهقين وصغار السن.

 ويُذكر أن بعض أعضاء المجلس سبق أن تعاونوا مع OpenAI خلال مرحلة تطوير أدوات الرقابة الأبوية، ما يعكس رغبة الشركة في الاستفادة من خبراتهم السابقة لضمان بيئة استخدام أكثر توازنًا ومسؤولية.

تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من القضايا المثيرة للجدل التي واجهتها شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها OpenAI، عقب اتهامات بارتباط منتجاتها بحالات انتحار بين مراهقين تفاعلوا مع روبوتات الدردشة. فقد سلطت تلك الحوادث الضوء على الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم دون رقابة أو وعي كافٍ، الأمر الذي دفع المؤسسات التقنية الكبرى إلى مراجعة سياساتها الخاصة بالسلامة الرقمية.

وترى OpenAI أن المجلس الجديد سيمثل منصة لتبادل الرؤى حول كيفية تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تراعي الصحة النفسية للمستخدمين، وتحد من المخاطر الناتجة عن التفاعل الطويل أو المفرط مع الروبوتات الذكية. إلا أن الشركة أوضحت بوضوح أن المجلس سيقتصر دوره على تقديم المشورة فقط، دون امتلاك سلطة مباشرة لاتخاذ قرارات أو فرض سياسات على إدارة الشركة.

وفي بيان رسمي، أكدت OpenAI أن "الشركة تظل مسؤولة عن قراراتها النهائية، لكنها ملتزمة بالتعلم من خبرات هذا المجلس، ومن شبكة الأطباء وخبراء السياسات وصناع القرار حول العالم، بهدف بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تدعم رفاهية الإنسان بدلاً من تهديدها".

لكن رغم الطابع الإيجابي للمبادرة، يشكك بعض المراقبين في مدى جدية OpenAI في تنفيذ توصيات المجلس. إذ يشير خبراء في أخلاقيات التكنولوجيا إلى أن عدداً من شركات التقنية الكبرى سبق وأن أنشأت مجالس استشارية مماثلة، لكنها لم تمنحها تأثيراً حقيقياً على قراراتها التشغيلية. ويستشهد هؤلاء بتجارب شركات مثل Meta التي أنشأت لجانًا للرقابة والاستشارات ثم تجاهلت توصياتها لاحقًا، ما أثار انتقادات واسعة بشأن جدوى مثل هذه الكيانات الاستشارية.

ويرى محللون أن اختبار مصداقية OpenAI الحقيقي سيظهر عندما تتعارض توصيات المجلس مع مصالحها التجارية أو خططها التطويرية. فإذا التزمت الشركة بالأخذ بآراء الخبراء، فسيكون ذلك مؤشرًا على نيتها الجادة في الحد من المخاطر النفسية والسلوكية التي قد يسببها التفاعل المستمر مع الذكاء الاصطناعي. أما إذا تجاهلت تلك التوصيات، فسيُنظر إلى المجلس باعتباره محاولة شكلية لتحسين الصورة العامة للشركة بعد الانتقادات التي واجهتها مؤخرًا.

ومن المقرر أن يبدأ المجلس أعماله رسميًا خلال الأسابيع المقبلة، حيث سيقدم تقاريره الأولية إلى إدارة OpenAI حول كيفية دمج مبادئ السلامة النفسية ضمن تصميمات النماذج اللغوية المستقبلية. كما سيعمل على تطوير إرشادات عملية للمستخدمين تساعدهم على التفاعل الآمن مع روبوتات الدردشة دون التأثير على صحتهم العقلية.

الجدير بالذكر أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من التحركات التي اتخذتها OpenAI مؤخرًا لتعزيز ثقة الجمهور، من بينها تطوير أدوات للتحقق من العمر، وإضافة إشعارات تنبيهية لتشجيع المستخدمين على أخذ فترات راحة أثناء التفاعل مع ChatGPT، بعد حوادث متكررة أثارت القلق بشأن الإدمان الرقمي والعزلة الاجتماعية.

وبينما يرحب الخبراء بهذه الخطوة كإشارة إيجابية من OpenAI نحو تحمل مسؤوليتها الأخلاقية، تبقى الأنظار موجهة إلى مدى التزام الشركة بتطبيق التوصيات على أرض الواقع. فالمجلس الاستشاري الجديد قد يكون خطوة محورية نحو إعادة تعريف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وصحة الإنسان، لكنه في الوقت نفسه يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى استعداد شركات التقنية الكبرى لتجاوز الشعارات والتعامل بجدية مع الجانب الإنساني لتقنياتها.

مقالات مشابهة

  • "أكت فاينانشال" تعتزم تقييم 6 وحدات إدارية مزمع شراؤها
  • خلال أسبوعين.. وفاة وإصابة 170 شخصا جراء الحوادث المرورية بالمحافظات المحررة
  • متحف ركن الفاروق يحتفل مع طلاب المدارس بـ اليوم العالمي للصحة النفسية
  • حوادث السير تودي بحياة 29 شخصاً خلال النصف الأول من أكتوبر
  • الصحة تشارك في المؤتمر الدولي «الصحة والتهاب الكبد لدى متعاطي المخدرات» بجنوب إفريقيا
  • الصحة: «الصحة النفسية» تستعرض جهود مصر في الحد من أضرار المواد المخدرة
  • عبدالغفار: الأمانة العامة للصحة النفسية تستعرض جهود مصر في الحد من أضرار المواد المخدرة
  • OpenAI تؤسس مجلسًا استشاريًا للصحة النفسية لحماية المستخدمين
  • إنهاء تكليف المدير التنفيذي لمحلية تندلتي بالنيل الابيض وتكليف اخر