الهجرة العكسية.. أكثر من 80 ألف غادروا إسرائيل في عام واحد
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
كشف تقرير جديد أعده مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست (MMM)، قبيل جلسة لجنة الهجرة والاستيعاب المقررة اليوم الاثنين، عن صورة مقلقة بشأن تزايد ظاهرة هجرة الإسرائيليين إلى الخارج خلال العامين الأخيرين بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ تسجّل إسرائيل توازنًا سلبيا في حركة الهجرة، وسط غياب أي خطة حكومية واضحة لاحتواء الظاهرة أو معالجة أسبابها.
وبحسب التقرير، الذي نشرت نتائجه صحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"معاريف"، فإن عدد الإسرائيليين الذين يغادرون البلاد على الأمد الطويل (الهجرة العكسية) ارتفع ارتفاعا حادا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليصل إلى مستويات لم تشهدها إسرائيل منذ سنوات.
وتشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء (CBS) التي استند إليها تقرير الكنيست، إلى أنه بين عامي 2009 و2021، غادر نحو 36 ألف شخص إسرائيل سنويا، لكن في عام 2022 ارتفع العدد إلى 55 ألفا و300 مغادر، بزيادة بلغت 44% عن العام السابق، في حين شهد عام 2023 قفزة إضافية بلغت 33%، إذ غادر البلاد 82 ألفا و700 شخص.
زيادة متسارعةويُظهر التقرير أن هذه الزيادة تسارعت، خاصة بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي مثل نقطة تحول اجتماعية واقتصادية ونفسية داخل إسرائيل.
فمع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الأمنية والسياسية، ازداد عدد الإسرائيليين الذين قرروا مغادرة البلاد لفترات طويلة، خصوصًا في ظل شعور متزايد بانعدام الأمان وضعف الثقة في مؤسسات الدولة.
في المقابل، تراجع عدد الإسرائيليين العائدين بعد إقامة طويلة في الخارج. فبينما عاد في عام 2022 نحو 29 ألفا و600 شخص، انخفض العدد في عام 2023 إلى 24 ألفا و200 شخص، واستمر التراجع خلال عام 2024، إذ عاد فقط 12 ألفا و100 شخص بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب، مقارنة بـ15 ألفا و600 شخص خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبذلك، تضاعفت الفجوة بين أعداد المغادرين والعائدين لتصل إلى نحو 58 ألفا و600 شخص، في اتجاه يعكس خللا ديموغرافيا متناميا.
إعلانويشير التقرير إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر مغادرة، إذ يشكل من تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاما نحو 40% من المغادرين و38% من العائدين، وهي نسبة أعلى بكثير من حصتهم في إجمالي السكان (27%).
ويرى التقرير أن مغادرة هذه الفئة، التي توصف بأنها الأكثر إنتاجا وكفاءة في سوق العمل، قد تترك آثارا اقتصادية سلبية طويلة الأمد على إسرائيل، خصوصا في قطاعات التكنولوجيا والتعليم والطب.
كما يوضح التقرير أن نصف المغادرين تقريبًا في عام 2022 كانوا من المهاجرين الجدد السابقين، أي الذين استقروا في إسرائيل في السنوات الماضية ثم قرروا مغادرتها من جديد. ويبلغ عدد هؤلاء نحو 27 ألفا و500 شخص، ما يعكس فشل سياسات الهجرة التي استند إليها المشروع الصهيوني الذي يستند إلى الاستيعاب والاندماج في إسرائيل.
كما يكشف التقرير أن الغالبية من الذين يغادرون هم الأكثر تعليما من متوسط السكان وتشير التفاصيل إلى أن 54% منهم لديهم 13 عاما من التعليم أو أكثر، مقارنة بـ44% من عامة السكان، و26% حاصلون على تعليم أكاديمي كامل.
ويرى خبراء إسرائيليون أن هذه الأرقام تعبّر عن تغير مهم في المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تتزايد مشاعر الإحباط من الأوضاع الأمنية والسياسية، إلى جانب ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الثقة في القيادة.
ويضيف التقرير أن غياب خطة وطنية شاملة لمواجهة هجرة العقول والكفاءات يجعل من الصعب على إسرائيل وقف هذا النزف الديمغرافي، الذي يُتوقع أن يتواصل ما لم تتغير الظروف السياسية والاقتصادية خلال الأعوام المقبلة.
وبذلك، يبدو أن إسرائيل تواجه اليوم أزمة هجرة غير مسبوقة، تعكس فقدان الإحساس بالاستقرار في الداخل، وتطرح أسئلة جادة عن مستقبل البلاد إذا استمر نزف الكفاءات الشابة باتجاه الخارج دون عودة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات التقریر أن فی عام
إقرأ أيضاً:
بما يعكس ثراءها وتنوعها الطبيعي.. رصد آلاف الطيور المائية في محمية جزر فرسان خلال التعداد الشتوي 2025
بما يعكس ثراءها، وتنوعها الطبيعي، وقدرتها على توفير بيئات آمنة وغنية بالغذاء للطيور خلال فترات الهجرة، سواء مناطق عبور أو استراحة أو تغذية، رصد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أكثر من (10) آلاف طائر مائي مهاجر في محمية جزر فرسان، وصلت إلى “45” نوعًا، وذلك ضمن نتائج التعداد الشتوي للطيور المائية الذي نفذ مطلع عام 2025، التي أكدت مكانة المحمية بوصفها إحدى أبرز محطات الهجرة في البحر الأحمر وعلى مسارات الهجرة الدولية.
وبيّن أن هذه النتائج تأتي ضمن برنامج المراقبة البيئية الذي ينفذه المركز لرفع كفاءة الإدارة البيئية، ودعم استدامة الحياة الفطرية، مشيرًا إلى أن محمية جزر فرسان تُعد من أهم المواقع البيئية في المملكة لما تحتويه من موائل بحرية وساحلية تستقطب أعدادًا كبيرة من الأنواع المهاجرة وتدعم التوازن البيئي في البحر الأحمر.
يذكر أن محمية جزر فرسان أدرجت مؤخرًا ضمن قائمة “رامسار” للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، لتكون أول موقع سعودي ينضم إلى القائمة، وهو اعتراف دولي يعكس جودة إدارتها البيئية واستيفاءها منهجيات التخطيط والممارسات العلمية الحديثة، وسُجلت المحمية في عام 2021 ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي “MAB” التابع لليونسكو، بما يعزز قيمتها البيئية ويسهم في دعم التنمية المستدامة وجودة الحياة.