تشهد منطقة مساكن عثمان بمدينة قنا حالة من القلق والاستياء المتصاعد بين سكانها، بعد تكرار وقائع السرقة في الفترة الأخيرة بشكل لافت للنظر، الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين الطلاب والطالبات المغتربين المقيمين بالمنطقة، وأعاد إلى الواجهة مطالب الأهالي بضرورة تشديد التواجد الأمني وتعزيز الدوريات الليلية لحماية أبنائهم وممتلكاتهم.

تقع مساكن عثمان في نطاق حيوي يحيط بجامعة جنوب الوادي، ما جعلها من أكثر المناطق جذبا للطلاب المغتربين، سواء من أبناء محافظة قنا أو المحافظات المجاورة، لما تتسم به من قرب جغرافي وأسعار مناسبة للوحدات السكنية، بالإضافة إلى توافر الخدمات الأساسية.

غير أن هذه المزايا سرعان ما تحولت إلى مخاوف متزايدة بعد أن شهدت المنطقة خلال الفترات الماضية حوادث سرقة متعددة استهدفت شقق الطلبة ومنازل المواطنين، إلى جانب سرقة دراجات نارية وهواتف محمولة ومقتنيات شخصية من داخل العقارات.

ويقول عدد من سكان المنطقة إن السرقات تتكرر بصورة شبه أسبوعية، في ظل غياب واضح للدوريات الأمنية، ما جعل اللصوص يستغلون تلك الظروف للتسلل إلى الوحدات السكنية دون رصد أو ملاحقة.

وأكد الأهالي أن بعض وقائع السرقة تحدث أثناء وجود الطلاب داخل مساكنهم، مما ضاعف من شعورهم بالخوف وعدم الأمان، خصوصا بين الطالبات المقيمات بمفردهن.

ويشير السكان إلى أن مناطق محددة داخل مساكن عثمان تحولت إلى بؤر خطرة خلال فترات المساء، في ظل عدم مرور سيارات الشرطة أو الحملات التفتيشية، وهو ما ساهم في تزايد الجرائم الصغيرة التي تهدد حياة وممتلكات الطلاب والمواطنين على حد سواء.

وأعرب الأهالي عن استغرابهم من تكرار هذه الحوادث رغم قرب المنطقة من جامعة جنوب الوادي، وهي منشأة تعليمية كبرى تضم آلاف الطلبة، ما يفترض معه أن تكون المنطقة من أكثر الأماكن تأمينا في المدينة.

ولم تتوقف الأزمة عند حدود السرقات فقط، بل امتدت - وفق شهادات بعض السكان - إلى ظهور أعمال بلطجة من قِبل بعض الخارجين عن القانون، حيث يقوم بعض العناصر المشبوهة بتهديد الطلاب والمغتربين في حال تقديمهم بلاغات أو شكاوى بشأن السرقات أو المضايقات التي يتعرضون لها.

وأشار عدد من الطلاب إلى أن هؤلاء الخارجين يستغلون عدم التواجد الأمني، لفرض نوع من الترهيب والابتزاز، ما جعل كثيرين يترددون في الإبلاغ خوفا من الانتقام، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات الأمنية لضبط تلك العناصر وإعادة الانضباط للمنطقة.

من جهتهم، أولياء أمور الطلاب المغتربين أعربوا عن قلقهم البالغ، مؤكدين أن أبناءهم يعيشون حالة من التوتر الدائم خوفًا من التعرض للسرقة أو الاعتداء.

وطالبوا مديرية أمن قنا بتكثيف التواجد الأمني داخل مساكن عثمان، وضرورة تشديد الدوريات خلال فترات الليل، إلى جانب سرعة التعامل مع البلاغات المقدمة من الأهالي والطلاب بشأن الوقائع المتكررة.

كما دعا بعض السكان إلى تزويد مداخل العمارات والشوارع الجانبية بكاميرات مراقبة وتفعيل نقاط تفتيش ثابتة، معتبرين أن ذلك من شأنه أن يردع الجناة ويعيد الانضباط إلى المنطقة.

وأكد عدد من المواطنين أن تجاهل الظاهرة قد يؤدي إلى كارثة أمنية حقيقية في ظل زيادة أعداد المغتربين المقيمين بالمنطقة خلال العام الدراسي الجديد.

وطالب الأهالي جامعة جنوب الوادي بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية والأمنية في وضع آلية تنسيقية لحماية الطلاب المغتربين، من خلال إنشاء سجل خاص بمساكنهم، وتحديد نقاط اتصال مباشرة بين إدارة الجامعة ومديرية الأمن، لضمان سرعة التعامل مع أي واقعة طارئة.

كما شددوا على ضرورة التحرك الميداني السريع من قبل رجال المباحث لضبط الجناة، مؤكدين أن الأمن هو الركيزة الأساسية لاستقرار أي مجتمع جامعي أو سكني.

وفي ختام المشهد، تبقى مساكن عثمان في مدينة قنا مثالًا واضحًا على التناقض بين الحياة الجامعية الهادئة التي يسعى إليها الطلاب، والواقع الأمني المقلق الذي يواجهونه يوميًا، وسط نداءات متكررة من الأهالي والطلاب تنتظر تدخلًا حاسمًا يعيد الأمان إلى تلك المنطقة الحيوية التي تمثل القلب النابض لمحيط جامعة جنوب الوادي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مدينة قنا مساكن عثمان تزايد السرقات مساکن عثمان جنوب الوادی

إقرأ أيضاً:

وزير مصري يثير تفاعلا بتصريحات عن منافسة السعودية

أثارت تصريحات وزير الصناعة والنقل المصري، كامل الوزير، حول التنافس مع المملكة العربية السعودية في إنتاج الحديد والصلب تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

ويقول الوزير في الفيديو المتداول خلال أعمال المؤتمر السعودي الدولي الثالث للحديد والصلب في الرياض: “السعودية هي الأولى في إنتاج الحديد، ونتمنى أن تتوسع سوقنا لنكون الأول مكرر، وليس الأول حتى لا ننافس المملكة العربية السعودية، منقدرش ننافسهم..”.

ونالت كلمات الوزير المصري استحسانا وتفاعلا واسعا، خاصة بين السعوديين، وقالت إحدى المدونات: “كامل الوزير نائب رئيس وزراء مصر: لا أحد يستطيع منافسة السعودية”.

وتم تداول فيديو تصريحات كامل الوزير على نطاق واسع، والتي أطلقها خلال جلسة وزارية ضمن فعاليات المؤتمر وإلى جواره وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف.

وفي أثناء حديثه، عن تنمية صناعة الحديد في مصر التفت إلى الوزير السعودي بجواره، وقال مازحا: “نريد أن نكون الأول مكرر، وليس الأولى حتى لا ننافس السعودية”.

وأشار مدونون آخرون إلى “اجتزاء” كلام الوزير المصري، الذي تحدث خلال اللقاء عن أنه “لا توجد منافسة بين الأشقاء.. بل تكامل”، وفي فيديو آخر يظهر استطراد الوزير في حديثه، يقول: “لا نريد أن ننافس السعودية، منقدرش ننافسهم لأن الأشقاء لا ينافسوا بعضهم ولكن الأشقاء يكملوا بعض، وأتفق مع شقيقي بندر بأن نكمل بعضنا ومنها صناعة الحديد”.

وفي حديثه أكد أن الحكومة المصرية ترى أن التعاون مع السعودية في قطاع الصلب يمكن أن يكون نموذجا للتعاون الاقليمي الناجح، موضحا أن صناعة الحديد والصلب تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، ومحورا رئيسيا في تنفيذ خطط التنمية الصناعية والعمرانية للدولة، فهي صناعة استراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقا بمشروعات البنية التحتية الكبرى، والإسكان والنقل والطاقة.

المصدر: RT

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قبل سرقة المجوهرات الإمبراطورية.. محطات في تاريخ السرقات التي هزّت متحف اللوفر
  • تعليم قنا: لا تهاون في إثبات حضور المتغيبين بالمدارس
  • مستوطن يغلق طريق الزويدين شرق يطا ويعيق حركة الأهالي
  • بعد هلع أولياء الأمور.. الطب الشرعي يبرئ حضانة من التعدي على طفلة بقنا
  • حريق نشب فى سيارة ميكروباص بقنا
  • وزير مصري يثير تفاعلا بتصريحات عن منافسة السعودية
  • بالفيديو.. جهود صندوق مكافحة الإدمان في أسبوع من 10 وحتى 16 أكتوبر

  • ارتفاع أسعار المواصلات يثير استياء المواطنين بالإسماعيلية
  • شيكابالا يثير الجدل بشأن طارق حامد.. اعرف السبب