بوابة الوفد:
2025-10-20@19:37:31 GMT

اوعد يارب اوعد

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

على رصيف مجلس حكومة بلدنا «كفر الجميز»، وقفت العرافة «نتاشة الهتاشة» تُنادى وتُصيح: «أبين زين أبين وأوشوش الودع».
وبينما كانت الخالة «نتاشة» مُنهمكة فى الصياح، حضر فى التو واللحظة، كبير عظماء مجلس حكومة بلدنا «فصيح خُف الريح» وهبط من سيارته الفارهة، واتجه نحوها بخطوات متسارعة، حيث جلس على الرصيف أمامها فى وضع القرفصاء، يطالع حظه اليوم مع وشوشة الودع!
> فصيح: شوفيلى يا خالة بختى، وقوليلى ع المستخبى!
ـ نتاشة: قُدامك سكة سفر، وطريق اقتصادى مُتضخم، مليان أرقام وحُفر!
> فصيح: قوليلى يا خالة إيه الطريق الدائرى اللى الودع مخبيه؟!
ـ نتاشة: على يمينك هتلاقى بنزينه.

. وعلى شمالك هتلاقى الأسعار مولعة القيمة.. وطوالى هتلاقى طوابير الناس الغلابة ع الرصيف واقفة من الغلا حزينة!
> فصيح (بنبرة مرتعشة): حزينة على إيه يا خالة؟!
- نتاشة: حزينة على حالها واللى جرى لها، بعد رفع سعر الغاز والبنزين والسولار، اللى ولع كل الأسعار!
> فصيح: ده مكنش بإيدى يا خالة، أجى ع الغلابة!
ـ نتاشة: الودع قُدامى بيحذرك من دعوات الناس الغلابة، اللى آخرتها ندم وكآبة!
> فصيح: خلاااااص، متكمليش قراية الودع يا خالة!
ـ نتاشة (مُتعجبة): حصل إيه يا سعادة البيه؟!
> فصيح: علشان إتشائمت النهاردة، لما روحت أزور مقام ستنا «أم العواجز» لقيت صندوق النذور فاضى من الفلوس، ومليان احتجاجات وغضب من كل النفوس!
ـ نتاشة (محذرةً): يعنى يا كبيرنا، مش عارف كويس إن «الصندوق» مش هيدى فلوس، من غير ما تتذل نفوس؟!
> فصيح (بنبرة حزينة): سامحينى يا خالة، مكنش قُدامى غير أضحى بالناس الغلابة!
ـ نتاشة (بغضب): الناس الغلابة اللى فى «كفر الجميز»، هما عندك الحيطة المايلة؟! 
> فصيح (بابتسامة خجل): معلهش يا خالة، الصندوق كان اشتغالة! 
ـ نتاشة: سيبك من كلام الودع، وخليك فى الكلام الزين الجدع!
> فصيح: كلامكِ سامعه كويس يا خالة، وأنا قُدامك أهوه بوشوش الودع!
ـ نتاشة: ملكش فى القلب حبايب.. غير اتنين.. واحد منهم قُرّيب جائر.. والتانى بعيد حائر!
> فصيح: وإيه كمان بـ «يحذرنى» الودع؟!
ـ نتاشة: عن قريب، فى إتنين هيغدروا بيك.. واحد منهم عينه دايمًا على كُرسيكِ!
> فصيح: وإيه كمان يا خالة، بيحذرنى الودع؟!
- نتاشة: خُد بالك من اليوم، غدر الزمان ملهوش أمان!
> فصيح (بشغف): وإيه كمان يا خالة؟!
- نتاشة: رحيلك قرَّيب.. بعد نقطة أو نقطتين.. يا ريتك تستعد للرحيل فى ظرف يومين!
> فصيح (بعصبية): فزى قُومى يا خالة، ولمِى كل الودع، علشان جالى فى التو واللحظة شؤم الخبر، ورحيلى من كرسى حكومة بلدنا «كفر الجميز»، حصل وحصل!

شَوْكَشَة الأسبوع
من أغانى أوبريت اليوم: الليلة الكبيرة يا عمى، والأسعار طالعة كتيرة، دا الغلابة ماليين الشوارع يابا والبنادر، فتح عينك تاخد دولار، فينك فينك تاخد ريال، ههههههاه سعيدة يا بو حصانة برلمانية جديدة، أوعد يا رب أوعد!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد زكى

إقرأ أيضاً:

خارج الصندوق

 

 

عائض الأحمد

في لحظاتٍ مُعيّنة تظنّ أنَّ فئةً من البشر قد انقرضت وتلاشت، ولم يعد لها أثر، وفجأة يطلّون أمامك كأنّك تعود إلى زمنٍ غابر. في الماضي، كان أهل المشرق يمرّرون ما يشاؤون لبُعد المسافة وضعف المتابعة وقلّة وسائل التواصل، وكان ذلك أمرًا مفهومًا في زمنٍ كنّا نتقصّى فيه أخبار حيّنا والأحياء المجاورة وكأنّنا ننشد المستحيل.

أما اليوم، وقد صار العالم قريةً صغيرةً، تصل الكلمة من أقصى الأرض إلى أدناها في لحظة، ومع ذلك لا يزال هناك من يختلق ويُدلّس، كأنّه يعتاش على وهمٍ قديم؛ يغمض عينيه ويرى ما لم يره الناس، يتغذّى على الوهم حتى يُصدّق نفسه، ويستشهد بأقوال من رحلوا، ويحلف لك أنّه شاهد عصرٍ، فيما هو غارق في ظلامٍ دامس لا يبصر فيه حتى أرنبة أنفه. ومع ذلك يحشر نفسه في كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، لا لشيء سوى أن يُظهر حقده على من خالفه رأيًا أو توجّهًا أو أسلوبَ حياة.

ابتُلينا ببعض الإعلاميين الذين جعلوا المنابر بوقًا للتعصّب؛ يتلوّنون بحسب المصالح، ويُزيّنون الباطل بثوب الحق، يصفّقون اليوم لمن يُهاجمونه غدًا. كأنَّ رسالتهم خُلقت للهدم لا للبناء، وللتحريض لا للتنوير. كم من مرة شاهدنا قناة أو حسابًا على وسائل التواصل يروّج لمعلومة غير صحيحة، ليُحدث ضجة بين الناس، ويثير التعصب بين مختلف الأطراف، وكل ذلك تحت شعار "نقل الحقيقة".

وهناك من يعتقد أنّ الحقيقة حصرية، وأنه وحده من له الحق في امتلاكها، فيغلق أبواب النقاش ويُقيّد العقول بسلطته الوهمية.

ومع ذلك، ما زال هناك إعلاميون وكتّاب صادقون ينقلون الحقيقة بشجاعة، ويغرسون في الناس قيمة الصدق قبل الشهرة أو المكسب. فهناك من يثبت أنّ المنبر قد يكون أداة للتنوير، فمقالاتهم وتقاريرهم تكشف الحقائق، وتُسهم في توعية المجتمع، وتُعزز قيم الصدق والشفافية. فكن أنت المثال؛ وإن صعُب عليك قول الحق، فثق أنّ رسالتك ستصل قبل أن تحتاج إلى تصفيق أو اعتراض.

وإن كان لك منبر، أو منحك الله قدرةً، فاجعلها رسالةَ خيرٍ ومحبةٍ، واسعَ جاهدًا في جمع الناس حولك ما استطعت، وإن كانت المشقّة عظيمة. فلكلٍّ منّا ميولٌ واهتمامات، ولن يتفق معك الجميع؛ لكن اجعل غايتك أن يحترموك قبل أن يوافقوك، ولا تُرغمهم على الخضوع لسطوة منبرك. فهل تظن أنّ العدل أن تخاطب انتماءهم وتتسلّق أهواءهم وتقصي الآخرين لما وقر في نفسك من حقدٍ تخفيه عن الناس؟

فالكلمة أمانة، والمنبر عهد؛ وما يخرج منك قد يحيي قلبًا أو يُميته. فاختر أن تكون شاهد خيرٍ لا شاهد زور، وبانيًا للجسور لا هادمًا لها. لتكن كلمتك نورًا في عتمة، لا صرخةً في فراغ، ولكل فعل نية صافية تبقى بعد أن يزول كل ضجيج.

لها: سعادتك ليست في شقاء الآخرين، وإيمانك لن يُجبر عثراتهم أيضًا.

شيء من ذاته: ثلاث تورث ثلاثًا: الحديث في السياسة يزرع النفاق، والحديث في الدين يُثير الفتنة، والحديث في الرياضة يُوقظ التعصب.

نقد: أو لم تسمع أنّ الأمة لا تجتمع على باطل؟

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بابا اللي اختارهالي.. أول تعليق من ماس محمد رحيم عن أغنيتها الأولى "ضيعتني"
  • هشام جمال عن زواجه من ليلى أحمد زاهر لـ صاحبة السعادة: الناس بيوصونى عليها
  • السيسي: دعم الوقود بالسلف.. والجنيه اللى بنحطه بيترد جنيه بفوائد وأقساط
  • ماس رحيم تطلق أولى أغنيات ألبومها الجديد ضيعتنى
  • الرئيس السيسي: سنعاني من أجل تغيير وضعنا الاقتصادي واللي احنا فيه حيتغير بإذن الله
  • الرئيس السيسي عن نصر أكتوبر: دا فضل ربنا علينا وكل الشكر والحمد ليك يارب
  • خارج الصندوق
  • مينا ماهر: يارب الكونفدرالية يا زمالك
  • آخر إيرادات فيلم روكي الغلابة في دور العرض