جهود مكثفة لتجنّب انهيار وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
غز ة (الاتحاد)
أكد مسؤول فلسطيني مقرب من محادثات وقف إطلاق النار إن وسطاء عرباً والولايات المتحدة يكثفون جهودهم لتثبيت الاتفاق بعد المساعدة في استعادة الهدوء في القطاع بعد يوم من القصف المكثف الذي أسفر عن مقتل 44 وفقاً للسلطات الصحية في القطاع.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اتفاق وقف النار في غزة لا يزال سارياً، وأن قيادة حماس «ربما لم تكن متورطة» بإطلاق النار في رفح على القوات الإسرائيلية، وذلك رداً على سؤال بشأن الغارات الإسرائيلية، الأحد الماضي، على القطاع، بعد مزاعم بتعرض قواتها لهجمات.
وأضاف ترامب، أنه من المهم ضمان أن يسود الهدوء مع «حماس»، لافتاً إلى أن حماس قامت ببعض عمليات إطلاق النار، وربما لم تكن القيادة متورطة، بل بعض المتمردين داخل الحركة، كما أكد أن الموقف سيتم التعامل معه كما ينبغي، وبشكل حازم. وعند سؤاله عمّا إذا كان وقف إطلاق النار لا يزال قائماً، قال ترمب: «نعم».
وحذر ترامب قبلها، من أن الولايات المتحدة قد تتدخل بشكل مباشر أو عبر إسرائيل لنزع سلاح «حماس» إذا لم تلتزم بتعهدها بالتخلي عن السلاح، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لن تنشر جنودها على الأرض في القطاع الفلسطيني.
ووصل المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر أمس إلى إسرائيل عشية وصول جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، في إطار جهود أميركية مكثّفة للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة ومنع انهياره، وذلك بعد يوم واحد من غارات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني، بعدما زعمت إسرائيل أن «حماس» قتلت جنديين إسرائيليين في هجوم، وهو ما نفته الحركة.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتمع مع المبعوثين الأميركيين، لبحث التطورات والمستجدات في المنطقة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة أن الزيارة تهدف إلى التحضير لوصول نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ومناقشة ملفات المرحلة التالية من الخطة الأميركية بالمنطقة.
في غضون، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الأهمية البالغة لالتزام طرفى اتفاق شرم الشيخ بنص الاتفاق الخاص بوقف الحرب فى غزة، مشددا خلال اتصالين هاتفيين مع نظيريه، الفرنسي جان نويل بارو، والدنماركي لارس لوكه راسموسن، على أن احترام الاتفاق يمثل خطوة أساسية نحو تثبيت التهدئة وإنهاء الحرب بشكل دائم، والحد من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي ألقى 153 طناً من القنابل على قطاع غزة، الأحد الماضي، رداً على ما قال إنه انتهاك «حماس» لوقف إطلاق النار.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، نقلاً عن مصادر طبية، بأن قوات إسرائيلية قتلت فلسطينيين اثنين بالرصاص، في منطقة الشعف بحي التفاح، شرق مدينة غزة. وذكرت مصادر طبية في وقت سابق، أن القوات الإسرائيلية قتلت 44 فلسطينياً، الأحد، بمناطق متفرقة من قطاع.
وتعتبر واقعة حي التفاح هي الأحدث على طول «الخط الأصفر» الذي يرسم حدود الانسحاب العسكري الإسرائيلي داخل القطاع من المناطق المأهولة الرئيسة، حيث أكد الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على مسلحين عبروا الخط الأصفر للقضاء على ما شكلوه من تهديد.
وحذر يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي من مغبة عدم مغادرة أي مسلحين من حماس على الفور للمناطق من القطاع التي ما زالت تخضع لسيطرة إسرائيل وقال إن أي فرد منهم يبقى خلف الخط الأصفر سيستهدف من دون سابق إنذار. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة حرب غزة فلسطين الرئيس الأميركي الحرب في غزة إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب غزة وقف إطلاق النار النار فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
رغم وقف إطلاق النار.. جرحى غزة يواجهون موتا بطيئا على يد إسرائيل
عندما خرج جهاد شلوف من خيمته قبل 4 شهور بحثا عن حزمة حطب، لم يكن يعلم أنه سيكون هدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقت عليه الرصاص فأصابت قدمه إصابة بالغة.
ومنذ 16 يونيو/حزيران الماضي، يحتاج شلوف جراحة في الساق لمعالجة كسر حاد وأخرى لاستخراج شظايا لم يتم استخراجها منذ إصابته.
وبسبب عدم قدرة مستشفيات القطاع على تقديم العلاج اللازم، كونت الإصابة سموما في ساق شلوف، وهو ما يتطلب تسفيره للخارج لتلقي العلاج.
وإلى جانب الحصول على العلاج المطلوب، يحلم الشاب الفلسطيني برؤية الشارع الذي حرم منه بسبب ملازمته الفراش، وحمل طفلتيه التوأم، اللتين لم يعد قادرا على حملهما، كما قال في مقابلة مع الجزيرة.
ولم يكن شلوف الوحيد الذي لم يجد علاجا في غزة، فقد أكدت مسنة فلسطينية أن الأطباء اضطروا لبتر أصبع ابنها بسبب عدم قدرتهم على مداواته ثم اضطروا لبتر قدمه، وهو لا يزال طريح الفراش بسبب نفاد الأدوية.
واشتكت المسنة من عدم قدرتها على توفير العلاج لابنها، حتى إنها لا تستطيع توفير سرير أو كرسي متحرك له، فضلا عن الهزال الشديد الذي أصابها، وسقوطها أرضا مرات عدة بسبب الجوع.
ولم يكن أحمد أكثر حظا من الشابين السابقين، فقد كان يخرج للحصول على مساعدات تسد رمق عائلته يوما بيوم، وانتهى به الأمر مصابا بشلل نصفي بعدما أصيب بطلق في رأسه.
وبسبب خطورة حالته، رفض الصليب الأحمر التعامل معه وحوَّله إلى مستشفى ناصر الطبي الذي لا يستطيع توفير ما يلزم له من رعاية، حسب ما أكدته والدته.
وتمثل هذه الحالات غيضا من فيض الحالات التي تعج بها مستشفيات القطاع العاجزة عن تقديم أي شيء بسبب عدم إيصال الأدوية والمستلزمات رغم وقف إطلاق النار.
عشرات آلاف الجرحى بلا علاجوقالت منظمات صحية فلسطينية إن أكثر من 17 ألف مريض وجريح، بينهم 5 آلاف و500 طفل، بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي الفوري من القطاع مع انهيار المنظومة الصحية بعد عامين من الحرب وإغلاق المعابر، في حين تواصل إسرائيل عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
إعلانوفي وقت سابق اليوم السبت، أعلن مكتب الإعلام الحكومي استشهاد 38 فلسطينيا وإصابة 143 بجراح متفاوتة، جرّاء خروقات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة.
وحمل المكتب الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، ودعا الأمم المتحدة والجهات الضامنة للاتفاق إلى التدخل العاجل لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه المستمر، وحماية السكان المدنيين العزل في قطاع غزة.
كما قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة الدكتور محمد أبو عفش، إن وضع القطاع الصحي لم يتغير منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل نحو 10 أيام.
ولم يسمح الاحتلال حتى الآن بإدخال أي من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية المتراكمة على الجانب المصري من معبر رفح البري، حسب أبو عفش، بينما ترفض إسرائيل إعادة تشغيل المعبر.
يذكر أنه يوجد نحو 170 ألف مصاب يحتاجون لعمليات داخل القطاع، وفق أبو عفش، الذي أكد عدم وجود إمكانيات لإجراء هذه العمليات، فضلا عن غياب الأدوية اللازمة لمرضى السرطان والأمراض المزمنة.