شقردي يغلق أبوابه نهائيًا بعد 7 ملايين طلب
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
في خطوة مفاجئة وصادمة لقطاع توصيل الطلبات في المملكة العربية السعودية، أعلن تطبيق شقردي، أحد أبرز تطبيقات التوصيل المحلية، عن توقفه النهائي عن العمل، بعد سنوات من النشاط وخدمة ملايين المستخدمين في مختلف أنحاء المملكة.
وأرجع التطبيق قراره الصعب إلى ما وصفه بـ"إغراق الأسعار" والمنافسة الشديدة التي جعلت من استمرار العمليات أمرًا غير قابل للاستدامة اقتصاديًا.
ينتمي تطبيق "شقردي" إلى شركة سفاري للتجارة والتسويق، وهي شركة مساهمة مقفلة مقرها مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية.
انطلقت الشركة في عام 2020، مستفيدة من الزخم الكبير الذي شهده قطاع توصيل الطلبات خلال جائحة كورونا، حيث ازداد اعتماد المستهلكين على التطبيقات الرقمية لتلبية احتياجاتهم اليومية من المطاعم والمتاجر.
ورغم البداية القوية والاستقبال الإيجابي من العملاء، فإن مسيرة التطبيق انتهت بعد خمس سنوات من العمل، ليغلق أبوابه رسميًا عقب تحقيقه أكثر من سبعة ملايين طلب، وخدمة ما يزيد عن ثلاثة ملايين عميل في 35 محافظة ومدينة داخل المملكة.
منذ انطلاقه، تبنّى "شقردي" استراتيجية توسّع تعتمد على الانتشار في المدن المتوسطة والصغيرة، إلى جانب المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، ركز التطبيق على تقديم تجربة محلية تناسب احتياجات السوق السعودية من حيث اللغة، والدفع عند الاستلام، وسرعة التوصيل.
لكن مع دخول عدد كبير من الشركات المحلية والعالمية إلى السوق، شهد القطاع منافسة شرسة انعكست على الأسعار والعروض الترويجية. هذا الوضع دفع كثيرًا من التطبيقات الصغيرة والمتوسطة إلى مواجهة صعوبات مالية بسبب انخفاض هوامش الربح وارتفاع تكاليف التشغيل والتسويق.
في بيان نشره فريق التطبيق، أشار القائمون على "شقردي" إلى أن قرار الإغلاق جاء بعد دراسة طويلة للظروف السوقية، موضحين أن ما وصفوه بـ"إغراق الأسعار" من قبل المنافسين جعل الاستمرار غير ممكن.
وأشار البيان إلى أن التطبيق حاول خلال الفترة الماضية تعديل نموذج العمل وتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض النفقات، لكن ارتفاع تكلفة السائقين والعمولات إلى جانب حرق الأسعار في السوق حال دون تحقيق التوازن المالي المطلوب.
ويُفهم من مصطلح "إغراق الأسعار" أن بعض الشركات الكبيرة تقدم خدماتها بأسعار منخفضة جدًا لفترات طويلة بهدف الاستحواذ على السوق، وهي ممارسة تؤثر سلبًا على استدامة الشركات الصغيرة.
في أواخر عام 2021، كانت شركة سفاري المالكة لتطبيق شقردي قد أعلنت عن تعيين شركة "وثيق كابيتال" كمستشار مالي بهدف رفع رأس المال والاستعداد للإدراج في السوق الموازية.
كان الهدف من تلك الخطوة تأمين تمويل إضافي لدعم التوسع واستمرارية التشغيل في ظل المنافسة المحتدمة، غير أن الظروف السوقية وتباطؤ العوائد حالا دون تحقيق الطموحات المرجوة، ما أدى في النهاية إلى توقف المشروع.
يُعد خروج شقردي من المنافسة إشارة إلى حجم التحديات التي تواجهها الشركات المحلية الناشئة في سوق توصيل الطلبات بالمملكة، وهو قطاع يشهد معدلات نمو متسارعة لكن بهامش ربح ضئيل للغاية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية السعودية تطبيقات التوصيل توصيل الطلبات كورونا
إقرأ أيضاً:
اسعار الأسمنت في السوق المحلي بعد ارتفاع يصل إلى 200 جنيه للطن
استقرت أسعار الأسمنت في السوق المحلية عقب الزيادة الأخيرة التي تراوحت بين 50 و200 جنيه للطن باختلاف الشركات والمنتجات، وفقًا لتصريحات أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالاتحاد العام للغرف التجارية، الذي أشار إلى توقعات بارتفاع طفيف في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الزيني أن متوسط سعر الطن حاليًا يبلغ نحو 3820 جنيهًا تسليم أرض المصنع، ليصل إلى حوالي 4000 جنيه للمستهلك، مؤكدًا أن وفرة المعروض في الأسواق ساهمت في استقرار الأسعار لدى الموزعين بعد موجة من الزيادات المتتالية خلال الأسابيع الماضية.
وأكد رئيس الشعبة أن الأسمنت يمثل عنصرًا أساسيًا في قطاع مواد البناء، ولا غنى عنه في تنفيذ المشروعات القومية والخاصة، موضحًا أن الأسعار الحالية تعكس التغيرات التدريجية في حركة السوق مؤخرًا.
وأشار الزيني إلى أن صادرات الأسمنت المصرية واصلت نموها خلال الأعوام الأخيرة، إذ ارتفعت من 465 مليون دولار في عام 2021 إلى 670 مليون دولار في 2022 بنسبة زيادة 44%، ثم إلى 770 مليون دولار في 2023 بارتفاع 14%، وصولًا إلى 780 مليون دولار خلال أول عشرة أشهر من 2024 بنسبة نمو 12%، مشيرًا إلى أن 95 دولة حول العالم تستورد الأسمنت المصري، تتصدرها الدول الإفريقية.
كما كشفت بيانات البنك المركزي المصري عن ارتفاع إنتاج الأسمنت المحلي إلى 25.39 مليون طن خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2024، مقابل 23.3 مليون طن في الفترة نفسها من 2023، بزيادة بلغت 2.09 مليون طن، ما يعكس قوة الصناعة المحلية وقدرتها على تلبية احتياجات السوق الداخلية.