لجريدة عمان:
2025-10-27@16:52:13 GMT

أنسنه الآثار واستنطاق النقوش والأحجار

تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT

أمضيت مدة يومين مستمعا لمحاضرات ثقافية وأوراق علمية غنية بالمعرفة والمعلومة عن المكتشفات الأثرية في الجزيرة العربية، خلال الندوة التي نظّمتها مجلة «أثيرت» التابعة لمركز حسن بن محمد للدراسات بالعاصمة القطرية الدوحة. 

تناولت أوراق العمل كافة مناطق الجزيرة العربية من العراق وبادية الشام شمالًا، إلى اليمن وعُمان جنوبًا، كما تناولت أيضا العصور الزمنية منذ العصر البرونزي حتى العصر التاريخي.

 

كشف المتحدثون عن العديد من الكشوفات الأثرية المتعلقة بالحيوانات، أهمها المصائد الصحراوية وأشكالها وطريقة بنائها في بطون الأودية، كما قدّم الباحثون تفاصيل مهمة عن الحيوانات في شبه الجزيرة العربية مثل الوعول والثيران والخيول في النقوش الصخرية. 

ونظرًا للمكانة الاقتصادية والدينية لتلك الحيوانات، وما مثلته من قيمة معنوية لدى مالكيها، فقد خُصّصت لها مدافن ومقابر خاصة بها، إذ كشفت العديد من الدراسات عن وجود مقابر للخيول والإبل في عدة مناطق من شبه الجزيرة. 

كما استعرضت بعض الأوراق المنشآت الحجرية في عدد من المواقع الأثرية، أهمها منطقة العلا في المملكة العربية السعودية، حيث تمتد الأشكال الحجرية إلى عشرات الكيلومترات. 

كدّرتنا بعض المداخلات التي أظهرت آثار الحروب والأزمات السياسية على الآثار، إذ أدّت الحروب في العراق واليمن إلى تحطيم بعض التماثيل، كما حدث عند دخول تنظيم داعش إلى الموصل وتحطيم متحف المدينة، إضافة إلى تهريب الآثار والحفر في المواقع الأثرية. فالحروب لا تؤذي البشر فحسب، بل الحجر أيضًا. 

قدّمت ورقة بعنوان «الحيوانات في ظفار: دراسة لغوية وأنثروبولوجية»، استعرضت فيها الحيوانات الأسطورية في الميثولوجيا مثل: فهدت، شِرك، جُوش، سِيلول، جِذوب، بعفيرور، إضافةً إلى ورود الحيوانات الناطقة في الحكايات القديمة، إذ سُردت القصص على ألسنة الحيوانات، أبرزها الثعالب والضباع والحمير والأرانب. 

كما عرضت بعض الأمثلة على أهمية الحيوانات في ظفار، وفي مقدمتها الإبل التي شكّلت العمود الفقري للنقل والحركة في ظفار. ونظرًا لتلك المكانة لدى أصحابها، فقد قُبرت الإبل في مناطق تُسمّى «بقور أييت» أي قبر الناقة، كما يُحتفظ بجماجمها في الكهوف. ولا تزال الإبل مؤثرة في الحياة الاجتماعية والثقافية في ظفار، والدليل على ذلك عادة الخطلة، التي تُمارس في جبال ظفار بداية كل موسم الصرب، إذ تنطلق قطعان الإبل من السهول إلى المراعي والغابات والمعاطن المتعارف عليها منذ القدم. 

أشرتُ قبل استعراض الورقة إلى وجود مكتشفات حديثة لحيوانات منقرضة في عُمان تعود إلى ملايين السنين، مثل عظم الفك المتحجّر الذي عُثر عليه في محافظة ظفار بمنطقة عيدم عام 2018، حيث يعود العظم إلى نوع من الفيلة البدائية الضخمة يُدعى (عُمانيثيريوم ظفارينسِس)، التي عاشت على أرض عُمان قبل حوالي 35 مليون عام. كانت هذه الفيلة من أوائل الثدييات ذات الخراطيم التي ظهرت على سطح الأرض، وهي قريبة الصلة بالماموث والماستودون. 

يُعرض الفك الحجري في متحف عُمان عبر الزمان، الذي يوجد به أيضا نسخة مطابقة لقبر جمل على شكل دائري، مما يدل على أن عادة قبر الجمال كانت موجودة في عُمان. 

إن ما يُميّز ندوات الآثار والنقوش القديمة أنها تحاول أنسنة الجماد والمناطق الأثرية، وإعادة الاعتبار للإنسان المثقف الذي لجأ إلى الفن لتسجيل قرابينه الطقسية ومعتقداته الدينية، تلك الآثار والشواهد التي تُغري بالمشاهدة والتفرج والاطلاع عليها، إضافةً إلى كونها مادة ثقافية يمكن استثمارها بطرق عدة. 

ونظرًا لوجود مكتشفات حديثة حول الحيوانات المنقرضة في سلطنة عمان، فإننا نأمل إبراز هذه المكتشفات عبر الندوات والمؤتمرات الدولية، واستضافة علماء الآثار والخبراء للاطلاع على المكتشفات العُمانية، لتُشكّل عناصر جذب سياحية وثقافية لسلطنة عمان. 

محمد الشحري كاتب وروائي عُماني 

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی ظفار

إقرأ أيضاً:

جيمي برايس يتوج ببطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي

صلالة - عادل البراكة -

توج البريطاني جيمي برايس بلقب بطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي 70.3، وذلك في ختام البطولة التي تأتي بدعم من بلدية ظفار وبتنظيم من شركة الشرق الأوسط للفعاليات الدولية، وتهدف إلى الترويج لمحافظة ظفار لأن تكون وجهة سياحية فريدة على مدار العام، وأقيم حفل ختام البطولة بمنتجع هوانا صلالة برعاية المهندس عمار بن عوبد غواص مدير دائرة الفعاليات والتوعية ببلدية ظفار بحضور عدد من المسؤولين والداعمين والمتابعين للبطولة التي شهدت هذا العام مشاركة أكثر من 60 جنسية من بينها سلطنة عُمان والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، تنافست فيما بينها في مختلف السباقات المدرجة ضمن البطولة كان أبرزها سباق الرجل الحديدي (70.3)، الذي اشتمل على 1.9 كيلومتر سباحة، و90 كيلومترًا دراجات هوائية، و21.1 كيلومتر جريًا، بالإضافة إلى سباق بطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي 70.3، وهو فعالية عائلية مخصصة للأطفال من سن 3 إلى 16 عامًا، وتهدف إلى إلهام الجيل القادم من الرياضيين من خلال المشاركة الممتعة والنشطة.

وقد تمكن المتسابق البريطاني جيمي برايس من التتويج بلقب الرجل الحديدي للمرة الثانية على التوالي، وجاء المتسابق البريطاني كريستوفر في المركز الثاني، فيما حل المتسابق أليكسي نيكوتين من دولة نييوي في المركز الثالث، وعلى مستوى النساء توجت المتسابقة البولندية إيميليا سانجيلينان بالمركز الأول، وحلت المتسابقة البولندية ميشيل تيجل في المركز الثاني، فيما حققت المتسابقة البريطانية إيما جينينز المركز الثالث.

تضمن حفل الختام استعراض أبرز لحظات السباق، وفقرة ترفيهية ثقافية، وعروضًا موسيقية وترفيهية متنوعة، وتكريم الجهات الراعية والداعمة والمساهمة في إنجاح البطولة، والفائزين في مختلف المستويات العمرية، كما تضمن استعراض أبرز لحظات السباق وعروضًا موسيقية وترفيهية متنوعة.

وحول البطولة قال المهندس عمار بن عوبد غواص مدير دائرة الفعاليات والتوعية ببلدية ظفار: إن بطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي 70.3 لهذا العام شهدت مشاركة واسعة من مختلف أقطار العالم مما يدل على أن البطولة أصبحت تتمتع بالعالمية، وهذا نتاج جهود بلدية ظفار في تسخير كافة متطلبات نجاح البطولة منذ انطلاقتها.

وأشار مدير دائرة الفعاليات والتوعية ببلدية ظفار إلى أن بلدية ظفار تولي هذه البطولة اهتمامًا كبيرًا، كون الهدف منها الترويج لجعل محافظة ظفار وجهة سياحية دائمة في مختلف المواسم، وهذا ما تحقق من خلال ما شاهدنا هذا العام من اهتمام عدد كبير من السياح الذين جاؤوا للمشاركة في مختلف سباقاتها.

من جانبه قال يوسف بن خلفان العبيداني مدير عمليات شركة الشرق الأوسط للفعاليات الدولية: بطولة بلدية ظفار تعد إحدى الفعاليات الكبيرة التي تُقام في محافظة ظفار وتهدف إلى الترويج وتعزيز الواقع السياحي للمحافظة، إلى جانب استقطاب أكبر عدد من السياح للترويج عن المقومات السياحية بمحافظة ظفار خارج موسم الخريف.

وحول اختيار مسارات السباق أوضح العبيداني أنه تم اختيار مسارات السباق لتحقيق عدة أهداف، منها تناسبها مع مختلف شرائح المجتمع والأسرة، كون المحافظة تزخر بالعديد من المقومات السياحية المتعددة، بالإضافة إلى تعريف المشاركين بتلك المقومات في مختلف ولايات المحافظة وما تحويه من موروث ثقافي وتاريخي وبيئي.

وأشار إلى أن البطولة لها أهمية كبيرة للمشاركين، كونها أصبحت بطولة عالمية وأصبحت محطة للتأهل لبطولة العالم وفرصة للأسر لقضاء فترة سياحية بعد موسم الصيف في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى كونها ختام السباقات التي تُقام في المنطقة بعد فترة الصيف.

وأكد البريطاني جيمي برايس المتوج بلقب بطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي 70.3 أن السباق هذا العام شهد مشاركة كبيرة من المشاركين من مختلف دول العالم، مما أوجد التنافس خلال مراحل السباق الذي كان في غاية الصعوبة من خلال مساراته المختلفة، وسعيد بتحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي في هذا السباق الذي يُقام في محافظة ظفار التي تتمتع بمقومات سياحية فريدة.

وقالت أحلام بنت محمد الحراصية المديرة العامة لشركة الشرق الأوسط للفعاليات الدولية: تعد بطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي 70.3 إحدى أبرز الفعاليات الرياضية الدولية التي تستضيفها محافظة ظفار، وهي محطة ترويجية مهمة تُبرز المقومات السياحية والبيئية الفريدة للمحافظة؛ فالحدث يجمع بين الرياضة والسياحة والروح المجتمعية في مشهد يجسد رؤية سلطنة عُمان في جعل الرياضة وسيلة لتعزيز نمط الحياة الصحي، وتنشيط الاقتصاد المحلي، والتعريف بجماليات المحافظة أمام العالم.

وأشارت إلى أن البطولة أصبحت محطة عالمية بارزة في روزنامة سباقات الرجل الحديدي، تستقطب نخبة من الرياضيين من مختلف دول العالم، مما يعزز مكانة سلطنة عُمان على خارطة الرياضة الدولية ويؤكد قدرتها على استضافة بطولات ذات طابع عالمي بكفاءة واقتدار.

ومن الناحية الإدارية والتنظيمية قالت: تمثل شركة الشرق الأوسط للفعاليات الدولية الجهة المسؤولة عن تنفيذ وإدارة هذا الحدث الدولي وفق منهج إداري احترافي يرتكز على التخطيط الدقيق والتكامل بين فرق العمل. وتحرص الشركة من خلال إدارتها العامة على تطبيق أعلى معايير الجودة في الإدارة والتشغيل، وضمان التنسيق الفعّال بين جميع الشركاء من القطاعين العام والخاص لتحقيق أفضل مخرجات تنظيمية وتشغيلية، ويأتي هذا النهج انعكاسًا لالتزام الشركة بتعزيز مكانة سلطنة عُمان على الساحة الرياضية العالمية، عبر تطوير الفعاليات الرياضية ذات الأثر السياحي والاقتصادي والاجتماعي المستدام.

وأوضحت أن هذا الحدث لا يمثل مجرد سباق رياضي، بل هو رسالة وطنية وحضارية تُظهر ما تمتلكه محافظة ظفار من إمكانات طبيعية وبشرية وتنظيمية، وتترجم التزامنا في الشركة المنظمة بتقديم نسخة متميزة ترتقي باسم سلطنة عمان وتدعم أهدافها في تطوير السياحة الرياضية المستدامة، لتظل عُمان وجهة مضيئة على خارطة الرياضة العالمية.

مقالات مشابهة

  • قصة الموسم الذهبي في ظفار
  • 20 فعالية وبرنامجا للرياضة المدرسية بتعليمية ظفار
  • حكم دخول غير المسلمين المساجد الأثرية.. عالم أزهري يكشف عن الضوابط
  • جيمي برايس يتوج ببطولة بلدية ظفار للرجل الحديدي
  • جامعة كفر الشيخ تنظم ندوة علمية حول فيروسات الجدري في الحيوانات والطيور
  • ما هي مساحة المتحف المصري وعدد القطع الأثرية الكبيرة؟
  • القاهرة الإخبارية: بعض السودانيين أكلوا علف الحيوانات وجلودها بسبب تدهور الأوضاع
  • الأوضاع في السودان تزداد سوءا.. والبعض يلجأ لأكل علف الحيوانات
  • أسرار “سحر الربط” المروع.. جرائم وحشية بحق الحيوانات في تركيا تثير الرعب (صور)