لماذا يهدد الجوع 40 مليون أميركي بأكبر اقتصاد عالمي؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
واشنطن- "لم تتم إضافة مبلغ 314 دولارا لبطاقتي أول نوفمبر/تشرين الثاني مثل أول كل شهر على مدار السنوات القليلة الماضية، وبالطبع سيؤثر ذلك على إطعام عائلتي المكونة من زوجتي وطفلين".
بهذه الكلمات تحدث مواطن أميركي يقطن في مدينة نيويورك -للجزيرة نت- عما سيعنيه توقف تمويل البرنامج الحكومي الاتحادي المعني بتوفير مساعدات غذائية تكميلية، والمعرف باسم سناب (SNAP) لما يقرب من 42 مليون مواطن بسبب استمرار الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني إثر الخلافات الحادة بين الديمقراطيين والجمهوريين على تمرير مشروع الميزانية الاتحادية.
                
      
				
بمقتضى برنامج سناب، تضيف الحكومة شهريا قيمة مالية لبطاقات مخصصة لشراء أساسيات الطعام والشراب للمواطنين من ذوي الدخول المنخفضة، وذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء بين قدامى المحاربين وكبار السن، ويتم تحميل قيمة الدعم شهريا للبطاقة التي تعمل مثل بطاقة الخصم، ويمكن استخدامها في معظم متاجر البقالة.
وبينما تدير وكالات الولايات البرنامج، تعتمد أهلية الحصول على المساعدة على حدود الدخل الاتحادية، وتختلف المتطلبات حسب الولاية.
ويعمل هذا المواطن -الذي فضل عدم ذكر أسمه- سائق تاكسي بتطبيق أوبر منذ سنوات عقب فقدانه وظيفة مكتبية في مجال التأمينات.
ويقول للجزيرة نت "هذا المبلغ، وإن بدا محدودا، كان يغطي لنا كل استهلاك الشهر من الخبز والألبان والبيض والعصائر والفواكه، والآن زاد سلم أولويات بعبء إضافي يتمثل في توفير هذه المواد الأساسية في ظل ارتفاع كبير للأسعار، وذلك لأسباب سياسية لا شأن لي بها بين ترامب وقيادة الحزب الديمقراطي".
وبادرت العديد من الجمعيات الأهلية، والمنظمات الدينية، ومساجد وكنائس ومعابد، وبنوك الطعام في مختلف المدن الأميركية بالإعلان عن توفير وجبات طعام للجوعى والمحتاجين ممن توقفوا عن تلقي إعانات الغذاء الفدرالية.
إعلانويضيف المواطن "أتصور أن أحد أسباب جاذبية خطاب المرشح لمنصب عمدة المدينة زهران ممداني نابعة بالأساس من وعوده لفتح محلات بقالة ضخمة في مختلف أحياء المدينة توفر أطعمة مدعمة للفقراء والمحتاجين من أمثالنا".
استبق عدة قضاة اتحاديين توقف برنامج سناب بإصدار أمر لوزارة الزراعة يوجب استخدام أموال الطوارئ لديها للحفاظ على استمرار برنامج سناب يوم الجمعة الماضي، وأمروا بتحديث قرارهم الاثنين، ولا يزال من غير الواضح كيف سترد إدارة دونالد ترامب عمليا على هذا القرار.
ومن جانبه، قال الرئيس ردا على أحكام القضاة بالقول على منصة تروث سوشيال "لقد أصدرت تعليمات لمحامينا بأن يطلبوا من المحكمة توضيح كيف يمكننا تمويل برنامج سناب بشكل قانوني في أقرب وقت ممكن".
وأضاف "لا يعتقد محامو حكومتنا أن لدينا السلطة القانونية لدفع برنامج سناب ببعض الأموال المتاحة لدينا. لا أريد أن يجوع الأميركيون لمجرد أن الديمقراطيين الراديكاليين يرفضون فعل الشيء الصحيح وإعادة فتح الحكومة".
وسبق أن تدخل ترامب من أجل ضمان حصول أفراد القوات المسلحة، وأجهزة إنفاذ القانون على مرتباتهم رغم توقف جميع الموظفين الحكوميين عن تلقي رواتبهم بسبب الإغلاق، ولم يبادر ترامب بفعل نفس الشيء مع فقراء أميركا.
ومن جانبه، أشاد السيناتور تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ من ولاية نيويورك بقرار القضاء، وقال في تغريدة على منصة إكس "قرار ترامب قطع برنامج سناب انتقامي وعديم الرحمة، لقد كان يحاول اختلاق أزمة جوع حتى لا يضطر إلى إصلاح الرعاية الصحية. لم يقم أي رئيس في التاريخ الأميركي بقطع إعانات الطعام أثناء الإغلاق الحكومي، بما في ذلك ترامب نفسه خلال فترة ولايته الأولى".
ومن جانبها تلقي إدارة ترامب باللوم على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لاستمرار الإغلاق، نظرا لرفضهم التصويت لصالح مشروع قانون تمويل قصير الأجل اقترحه الجمهوريون بمجلس النواب، ولا يتضمن تمديدا لدعم قانون الرعاية الميسرة الذي يصر عليه الديمقراطيون.
نسخة أميركية للفقر والجوعقبل 3 سنوات، ومنتصف عام 2022، وبسبب تزايد معدلات الفقر نتيجة الضربات التي تعرض لها الاقتصاد الأميركي إثر تفشى وانتشار فيروس كورونا، بادر الرئيس السابق جو بايدن بعقد مؤتمر هدفه "إنهاء الجوع وانعدام الأمن الغذائي" في الولايات المتحدة خلال 8 سنوات.
وكانت خطوة بايدن هي الأولى منذ طرح الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1969 مؤتمرا عن السياسة الغذائية، وهو ما أدى إلى إنشاء برامج الدعم الغذائية السارية حتى اليوم، وأوقفها الإغلاق الحكومي.
وتتصدر أميركا دول العالم من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي المتوقع أن يتخطى هذا العام 29 تريليون دولار، ومع ذلك يعرف الفقر والجوع طريقهما إلى ملايين الأميركيين.
وفي الوقت الذي وصل نصيب الفرد من الناتج المحلي هذا العام أكثر من 69 ألف دولار سنويا، وهو ما يضعها ضمن فئة أعلى الدخول في العالم، تهتز حياة ملايين العائلات بسبب توقف إعانات الغذاء التي لا تتعدى بضع مئات من الدولارات شهريا.
إعلانوفي الوقت ذاته، تعتمد الكثير من العائلات على توفير وجبة الطعام الرئيسية من خلال ما توفره المدارس الحكومية من وجبات غذائية مجانية أثناء اليوم الدراسي.
الفقر في أميركا يتم تصنيف الفقر بالمعايير الأميركية لأسرة مكونة من 4 أشخاص إذا قل دخلهم السنوي عن 33 ألفا و148 دولارا. في حين يقل الرقم إلى نحو 20 ألفا لأسرة مكونة من 3 أشخاص، ولأسرة من شخصين 16 ألفا و247 دولارا يصبح الشخص فقيرا إذا قل دخله السنوي عن 12 ألفا و784 دولارا. يقع في هذه الفئة 12.3% من الأميركيين أو ما يقرب من 41.7 مليون شخص، إضافة لما يقترب من 600 ألف من المشردين (من دون مسكن).المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات برنامج سناب
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تخفض المساعدات الغذائية لـ42 مليون أمريكي
أبلغت إدارة ترامب قاضيًا فيدراليًا أن حوالي 42 مليون أمريكي ممن يتلقون كوبونات الطعام سيحصلون على دفعات جزئية فقط من الحكومة الفيدرالية هذا الشهر.
وأكدت الإدارة الأمريكية أنها لن تستخدم أموالًا إضافية لتمويل الدفعات الكاملة في نوفمبر، وهو الشهر الثاني من الإغلاق الحكومي، بحسب ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز.
في الوقت نفسه، حصل برنامج منفصل للمساعدات الغذائية للنساء والأطفال ذوي الدخل المنخفض على تمويل مؤقت إضافي.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، صرّح وزير النقل الأمريكي شون دافي بأن إدارة ترامب ستُغلق المجال الجوي الأمريكي إذا رأى أن الإغلاق الحكومي المستمر يجعل السفر محفوفًا بالمخاطر.
وحذر دافي من أن آثار السفر من المرجح أن تزداد حدة، موضحا في تصريحات لشبكة ABC News خلال عطلة نهاية الأسبوع: "سنؤجل، وسنلغي، أي نوع من الرحلات الجوية عبر المجال الجوي الوطني لضمان سلامة الناس".
وأضاف: "إذا لم تفتح الحكومة أبوابها خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، فسنتذكر أن هذه كانت أيامًا جيدة، وليست أيامًا سيئة".