بي بي البريطانية للنفط تتجاوز التوقعات بأرباح قوية في الربع الثالث
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
أعلنت شركة النفط البريطانية العملاقة بي بي (BP) عن تحقيق أرباح فصلية أقوى من المتوقع خلال الربع الثالث من العام الحالي، مدعومة بمبادرات خفض التكاليف المستمرة وعمليات بيع الأصول الناجحة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم /الثلاثاء/، أن صافي أرباح الشركة المعدل على أساس تكلفة الإحلال - وهو مقياس رئيسي للأداء التشغيلي - بلغ نحو 2.
                
      
				
وسجلت الشركة صافي ربح قدره 2.3 مليار دولار في الربع ذاته من العام الماضي، مقابل 2.35 مليار دولار في الربع الثاني من 2025، وأكد الرئيس التنفيذي للشركة "موراي أوشنكلوس" - في بيانٍ رسمي - أن "بي بي" واصلت تحقيق أداء قوي في مختلف قطاعات أعمالها، مشيرا إلى أن الشركة تعتزم تسريع تنفيذ خططها الاستراتيجية، بما يشمل مراجعة شاملة لمحفظة أصولها بهدف تبسيطها وتعزيز كفاءة التكاليف.
وفي إطار التزامها المستمر تجاه المساهمين، أعلنت "بي بي" عن برنامج جديد لإعادة شراء أسهم بقيمة 750 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.. وبلغ صافي ديون الشركة 26.05 مليار دولار، وهو مستوى شبه مستقر مقارنة بالربع السابق، لكنه أعلى من 24.27 مليار دولار المسجلة قبل عام.
وتأتي هذه النتائج بعد نحو 8 أشهر من إطلاق الشركة مراجعة استراتيجية كبرى أعادت تركيزها نحو أنشطة النفط والغاز التقليدية، في ظل تكهنات حول عمليات استحواذ محتملة وسعي متواصل لاستعادة ثقة المستثمرين من خلال خفض الإنفاق على مشاريع الطاقة المتجددة.
ويبدو أن هذا التحول قد لاقى ترحيبا واسعا بين المستثمرين، إذ ارتفعت أسهم الشركة البريطانية بأكثر من 13% منذ بداية العام، مدفوعة بتحسينات تشغيلية وتغييرات في هيكل القيادة وسلسلة من الاكتشافات النفطية الناجحة.
وفي تطور حديث، أعلنت الشركة عن بيع حصص أقلية في أصول خطوط أنابيبها البرية بالولايات المتحدة، الواقعة في منطقتي بيرميان وإيغل فورد، إلى شركة الاستثمار الخاصة Sixth Street مقابل 1.5 مليار دولار، ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى تحقيق تصفية أصول بقيمة 20 مليار دولار بحلول عام 2027.
يأتي تحسن أداء "بي بي" المالي في أعقاب نتائج قوية مماثلة لشركة شل (Shell) التي أعلنت بدورها عن أرباح فصلية مرتفعة، مدعومة بالأداء التشغيلي المتين وزيادة مساهمات أنشطة التداول.
 
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بي بي النفط بريطانيا ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
أرامكو السعودية تسجل تراجعا في أرباح الربع الثالث رغم زيادة الإنتاج
أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو، الثلاثاء، عن انخفاض أرباحها في الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 2.3 بالمئة، متأثرة بتراجع أسعار النفط الخام والمنتجات البترولية، في حين شهدت تحسنا في أدائها مقارنة بالربع السابق بفضل زيادة الإنتاج وارتفاع الإيرادات.
 
 وقالت الشركة، في بيان رسمي، إن صافي أرباحها بلغ 101.02 مليار ريال (26.94 مليار دولار) خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 أيلول/سبتمبر الماضي، مقارنة بـ103.4 مليارات ريال (27.56 مليار دولار) في الفترة نفسها من العام الماضي. 
 
 ورغم الانخفاض السنوي، فقد ارتفع صافي الأرباح بنحو 19 بالمئة على أساس ربعي نتيجة زيادة إنتاج النفط الخام والبتروكيماويات وتحسن أسعار المنتجات المكررة.
 
 وفي أعقاب إعلان النتائج، ارتفع سهم أرامكو بنسبة 1.1 بالمئة إلى 25.88 ريالا (نحو 6.9 دولارات) عند الساعة الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش، ليعكس تفاؤلا حذرا في السوق بشأن تحسن الأداء المالي للشركة العملاقة.
 
 زيادة في الإنتاج رغم تقلبات الأسعار
 ووفق البيان، بلغ إجمالي إنتاج الشركة من الهيدروكربونات 13.27 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا خلال الربع الثالث، ارتفاعا من 12.8 مليون برميل في الربع السابق، مدفوعًا بتخفيف تحالف "أوبك بلس" للقيود الطوعية المفروضة على الإنتاج.
 
 ويأتي ذلك بعد أن انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي للشهر الثالث على التوالي، حيث تراجعت الأسعار بأكثر من 2 بالمئة لتصل إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر، وسط مخاوف من فائض في المعروض وتوترات اقتصادية ناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية.
 
 وأشارت الشركة إلى أن الربح المعدل الذي لا يشمل البنود غير المتكررة  بلغ 28 مليار دولار خلال الربع الثالث، متجاوزا تقديرات المحللين التي كانت عند 26.5 مليار دولار، بحسب البيانات المالية التي نشرتها أرامكو.
 
تركيز استراتيجي على الغاز
وفي خطوة تؤكد توجهها نحو تنويع مصادر الطاقة، أعلنت أرامكو رفع مستهدف نمو الطاقة الإنتاجية لغاز البيع بحلول عام 2030 إلى نحو 80 بالمئة فوق مستويات عام 2021، مقارنة بالهدف السابق البالغ أكثر من 60 بالمئة.
وقالت الشركة إن هذا التوسع سيؤدي إلى رفع إجمالي إنتاج الغاز والسوائل المصاحبة إلى نحو 6 ملايين برميل من المكافئ النفطي يوميا.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر أن جزءا كبيرا من هذه الزيادة سيأتي من توسعة مشروع الجافورة للغاز غير التقليدي، الذي وصفه بأنه محور رئيسي في طموحات المملكة لتصبح لاعبا عالميا في سوق الغاز الطبيعي.
وأضاف الناصر أن المشروع استقطب اهتماما كبيرا من المستثمرين الدوليين، لافتا إلى أن الشركة استكملت الأسبوع الماضي اتفاقية استثمار بقيمة 11 مليار دولار بنظام التأجير وإعادة التأجير لمرافق معالجة غاز الجافورة مع تحالف من المستثمرين، من بينهم شركة "جي آي بي" التابعة لـ"بلاك روك" الأمريكية.
أرباح للمساهمين ومصدر دخل للمملكة
وأكدت أرامكو توزيع أرباح إجمالية قدرها 21.3 مليار دولار عن الربع الثالث، تم تحديدها مسبقا، من بينها نحو 200 مليون دولار مرتبطة بالأداء.
وتعد هذه الأرباح مصدر دخل رئيسي للحكومة السعودية التي تمتلك 81.5 بالمئة من أسهم أرامكو بشكل مباشر، إضافة إلى 16 بالمئة أخرى عبر صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي للمملكة).
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن النفط شكل نحو 62 بالمئة من إيرادات الحكومة السعودية العام الماضي، وأن المملكة تحتاج إلى أسعار نفط تتجاوز 90 دولارا للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانية عام 2025.
ارتفاع الدين وتمويل المشاريع
من ناحية أخرى، أشارت بيانات وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقريرها الصادر في آب/أغسطس الماضي إلى أن الشركات السعودية، بما فيها أرامكو، شكلت نحو 18.9 بالمئة من إجمالي ديون الأسواق الناشئة المقومة بالدولار والبالغة 250 مليار دولار في النصف الأول من العام، مدفوعة بطلب قوي من المستثمرين العالميين.
وجمعت أرامكو 5 مليارات دولار من إصدار سندات في أيار/مايو الماضي و3 مليارات دولار أخرى من بيع صكوك في أيلول/سبتمبر، ليصل إجمالي الاقتراض إلى 95.1 مليار دولار في 30 أيلول/سبتمبر الماضي، مقارنة بـ80.9 مليار دولار في العام السابق.
كما ارتفع معدل المديونية إلى 6.3 بالمئة، صعودا من 1.9 بالمئة في نهاية أيلول/سبتمبر 2024، وهو ما يعكس توسع الشركة في تمويل مشاريعها المستقبلية، خصوصا في مجالات الغاز والطاقة النظيفة.
ويأتي هذا الأداء في وقت تواجه فيه أرامكو – أكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة السوقية – ضغوطا متزايدة بسبب تقلبات أسعار النفط العالمية وتباطؤ الطلب في الأسواق الآسيوية، بالتزامن مع مساعي السعودية لتقليل اعتماد اقتصادها على النفط الخام ضمن رؤية 2030.
ورغم التحديات، تؤكد الشركة أن استراتيجيتها طويلة الأمد تستند إلى زيادة مرونة عملياتها وتنويع مصادر دخلها، مع التركيز على الطاقة النظيفة والغاز الطبيعي والبتروكيميائيات، بما يضمن لها الاستمرار كأحد أبرز الفاعلين في سوق الطاقة العالمي.