تجمع الأحزاب الليبية يصدر بياناً حول «الحوار المهيكل»
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أصدر تجمع الأحزاب الليبية بيانه رقم 2 بشأن الحوار المهيكل، مؤكدًا التزامه الوطني المطلق بعدم أن يكون أداة أو تابعًا لأي قوى أجنبية تسعى لفرض سردياتها على ليبيا تحت أي ذريعة أو مسمى.
وذكر التجمع في بيان تلقت شبكة “عين ليبيا” نسخة منه، أن أي ادعاءات من هذه القوى بالشرعية أو النوايا الحسنة تبقى محل شك، ولن يُعتمد عليها إلا بعد إثبات إخلاصها الكامل لمصالح الشعب الليبي واستقلال قراره الوطني.
وأضاف البيان أن موقف التجمع لا يقوم على الرفض السلبي، بل على موقف وطني إيجابي يمارس حقه في رسم سرديته السياسية الحرة، البعيدة عن التبعية والإملاءات.
وأكد التجمع أن الإطار الذي يتموضع داخله هو الدفاع عن مصلحة البلاد وشعبها، مع تقدير مواقف الدول الصديقة الداعمة للسيادة الليبية الحقيقية.
وأشار البيان إلى أن السردية الوطنية التي يعرضها التجمع تنبع من عمق المعاناة الوطنية منذ عام 2011، وهي سردية وطنية خالصة، بعيدة عن التأثيرات والتدخلات الأجنبية.
ولفت إلى أن التدخلات الخارجية كانت سببًا رئيسيًا في تدهور الوضع الليبي، حتى وصول القوات الأجنبية والمرتزقة إلى الأراضي الليبية، وهو ما أقره المجتمع الدولي في بياناته ومواقفه المتكررة.
وأكد البيان رفض التجمع القاطع لـ”السردية الأجنبية” أو ما يسمى بـ”سردية بعثة الوصاية”، والتي تستمر في دورة مميتة من: حرب أهلية → حوار خارجي إشرافي → حكومة محاصصة → حرب أهلية جديدة.
وأكد التجمع التزامه بسرديته الوطنية المستقلة والدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة.
وشدد البيان على أن رفض المشاركة في الحوار المهيكل لا يعني رفض الحوار، بل رفض منهجية الحوار التي تخلط الأولويات، حيث يتم مناقشة موضوعات الحوكمة، الاقتصاد، المصالحة، والأمن قبل تحقيق السلام واستعادة الدولة، مع وجود شكوك حول نزاهة اختيار المشاركين.
كما عرض التجمع “السردية الوطنية الفاعلة” المبنية على ثلاثة أركان مترابطة:
1️⃣ الركن الأول: الاستفتاء الدستوري – منح الشعب الليبي حق تقرير مصيره واختيار المسار الدستوري للدولة عبر استفتاء شعبي شامل.
2️⃣ الركن الثاني: التسوية السياسية الشاملة – عقد مؤتمر وطني جامع وتشكيل حكومة تسوية وطنية لإنهاء تضارب المصالح وتوحيد المؤسسة العسكرية وحل الانقسام الإداري، بما يمهّد لاستعادة الدولة لهيبتها وسيادتها الكاملة.
3️⃣ الركن الثالث: الانتخابات العامة – تُجرى الانتخابات الشاملة بعد استكمال جميع مراحل التسوية واستعادة مؤسسات الدولة الرسمية لوحدتها وسيادتها، وبذلك تُغلق صفحة الفوضى ويبدأ عهد الدولة المدنية المستقلة.
واختتم البيان بالتأكيد على أن الحل في ليبيا لن يأتي من الخارج، ولا من صيغ مفروضة أو حوارات مرسومة في عواصم أخرى، بل من إرادة الليبيين أنفسهم، ومن إيمانهم بأن الوطن يُبنى بالسيادة لا بالوصاية.
وأكد التجمع أن ليبيا وطن حرّ، سيظل أبناؤها أوفياء لدماء شهدائها، مدافعين عن وحدتها واستقلالها حتى استعادة مكانتها بين الأمم.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: تجمع الأحزاب السياسية تجمع الأحزاب الليبية حزب صوت الشعب حكومة الوحدة الوطنية طرابلس
إقرأ أيضاً:
اليسير: ليبيا رهينة الميليشيات والبعثة تعيد تدوير الأطراف نفسها
اليسير: الجدل حول مخرجات الحوار المهيكل لا يغيّر جوهر الأزمة الليبية
ليبيا – رأى رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام السابق، عبد المنعم اليسير، أن الجدل الدائر بشأن عدم إلزامية مخرجات الحوار المهيكل لا يمس جوهر الأزمة الليبية ولا يعالج أسبابها الحقيقية.
تحديات جوهرية تعيق الحل السياسي
اليسير أوضح في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الأزمة الليبية أعمق من النقاشات الإجرائية، مشيرًا إلى أن غياب الإرادة السياسية هو التحدي الأكبر أمام أي عملية تسوية. وعدّد من بين الأسباب الجوهرية فشل تنفيذ الترتيبات الأمنية، وعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، والتأخير المتعمد في إجراء انتخابات شاملة وشفافة تمثل جميع الليبيين.
هيمنة الميليشيات وتدوير نفس الأطراف
واتفق اليسير مع تيار يرى أن تحركات البعثة الأممية تسير نحو إعادة تدوير نفس الأطراف المتصارعة على المناصب دون تحقيق نتائج ملموسة، مما يجعل ليبيا، بحسب قوله، “رهينة لسلطة الميليشيات التي تتقاسم النفوذ والموارد تحت غطاء سياسي هش”.
دعوة إلى مبادرة سلام شاملة برقابة دولية
وأكد اليسير أن الأزمة تجاوزت الجدل حول مدى إلزامية الحوار أو حدوده، محمّلاً جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي مسؤولية جزئية عن استمرار الفوضى بسبب غياب موقف موحد تجاه ليبيا.
وشدد على ضرورة إطلاق مسار واضح لتنفيذ الاستحقاقات الأمنية والانتخابية تحت إشراف دولي وعربي جاد، داعيًا إلى مبادرة سلام ووفاق وطني تشمل جميع الأطراف السياسية منذ عام 2011، وتقوم على المصالحة وتوحيد المؤسسات ضمن إطار داخلي برقابة دولية غير متدخلة.