رأي.. فيلم السادة الأفاضل.. حدوتة الكوميديا الأنيقة
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
هذا المقال بقلم سامية عايش، صحفية مستقلة تكتب عن السينما العربية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
لا أنكر أن ملصق الفيلم جذبني، وجود محمد ممدوح ومحمد شاهين بحد ذاته كان محفزاً لحضور الفيلم في أسبوعه الأول. جميعنا شاهدنا نجوم الفيلم على السجادة الحمراء لمهرجان الجونة السينمائي، واستوقفنا بالتحديد ذلك العملاق الأخضر الضخم، وبعث فينا كثيراً من التساؤلات حول دوره في الفيلم.
لكن، ما حدث كان أشد عمقاً، وأكثر غرابة. نحن أمام عمل سينمائي ذكرنا بالكوميديا "الأنيقة" في مصر، وأعاد إلى الواجهة فكرة "البطولة الجماعية"، وأثبت لنا أن الكتابة هي جوهر العمل كله.
يحكي فيلم "السادة الأفاضل" قصة "الحاج جلال" الذي يتوفى في الدقائق الأولى للفيلم، ونتعرف بعد وفاته ومن خلال جنازته وعزائه على "العائلة الكريمة": ابناه، وشقيقاه، وزوجته، وابنته، وبقية أفراد العائلة.
في المقابل، هناك قصة جانبية تحدث، وتستمد قوتها من أحداث القصة الرئيسية: ثلاثة شباب يخططون لسرقة مكتب البريد المحاذي لبيت "الحاج جلال"، ويستغلون بيت العزاء للتسلل، وإتمام مخططهم.
سنتوقف هنا عن السرد، حتى لا نحرق الأحداث، فلن تكون أي مقالة كافية بأن توفي الأحداث حقها في الشرح أو في التفصيل.
لنعد إلى بوستر الفيلم، الذي يقدم النجوم الذين شاركوا بالتمثيل، من محمد ممدوح، إلى محمد شاهين، إلى انتصار وبيومي فؤاد، إلى أشرف عبدالباقي وطه الدسوقي، وناهد السباعي، وعلي صبحي، وميشيل بيشاي (الذي أراه للمرة الأولى وكان مذهلاً في تقديم دوره).
ملصق هذا الفيلم، ومن قبله أفلام كريم الشناوي، أعاد إلى الواجهة ظاهرة البطولة الجماعية، التي افتقدتها الدراما والسينما المصرية لزمن طويل. في كل رمضان، وفي كل فيلم، لا نسمع إلا عن فيلم للمثل الفلاني، أو النجمة الفلانية. أصبحنا نجد الأفلام والمسلسلات تصمم وفقاً لهذا البطل أو البطلة، ومواصفاته ورغباته التمثيلية.
أما في حالة فيلم "السادة الأفاضل"، كل اسم من الأسماء التي ظهرت نال مساحة مساوية لغيره، بصرف النظر عن تاريخه الفني، أو خبرتها التمثيلية. برأيي أن هذا التوجه مهم جداً لإعطاء هذه الوجوه الشابة ما تستحقه من ظهور أمام الكاميرا، وتقرّب السينما إلى مفهومها الأصلي: العمل الجماعي، بدلاً من الفردية التي اتسمت بها لسنوات.
هذا يقودنا إلى الكتابة. الكتّاب مصطفى صقر، ومحمد عز الدين، وعبدالرحمن جاويش نجحوا في تقديم "حدوتة" ممتعة، حواراتها متوازنة، مواقفها الكوميدية أنيقة، وسير أحداثها منطقي برغم لا منطقية الواقع. هذا فيلم كُتِب في الأساس بطريقة ذكية، وقدم شخصيات تحترم عقول المشاهدين، واعتمد على كوميديا الموقف، بعيدا عن كوميديا "الايفيه" والحركات الساذجة غير المنطقية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أفلام سينما نجوم
إقرأ أيضاً:
مليون و200 ألف .. حصيلة إيرادات فيلم السادة الأفاضل بآخر ليلة
حقق فيلم السادة الأفاضل، في شباك التذاكر أمس، الثلاثاء، إيرادات بلغت 1,214,729 جنيه، ضمن الأعمال المنافسة في الموسم الحالي.
وتدور أحداث الفيلم حول عائلة أبو الفضل التي تتعرض حياتها للاضطراب بعد وفاة الأب جلال يجد الابن الأكبر طارق نفسه مكلفًا بتحمل مسؤولية الأسرة، بينما يعود حجازي من القاهرة ليكتشف أن التعامل مع مرضاه أسهل من مواجهة مشاكل أسرته. تتفاقم الأحداث مع ظهور الرجل الغامض سمير إيطاليا الذي يطالب العائلة بمبلغ مالي كبير، لتتحول محاولات الأخوين للإصلاح إلى سلسلة من الكوارث، في ظل ديون الأب وتحف أثرية مشبوهة.
الفيلم من بطولة: محمد ممدوح، أشرف عبد الباقي، طه دسوقي، دنيا ماهر، علي صبحي، حنان سليمان، ميشيل ميلاد بشاي، انتصار، وتأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين، وإخراج كريم الشناوي.