يمنيون يحصدون مقاعد حكومية في الولايات المتحدة.. ومرشح مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
وفي حدث لافت، فاز مرشح مسلم بمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في تاريخ المدينة، وسط ترحيب واسع من أبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين اعتبروا هذا الفوز «انتصاراً للتنوع والمواطنة المتساوية» في الولايات المتحدة.
وتداول ناشطون يمنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع من احتفالات الجالية بالفوز، مؤكدين أن هذه النجاحات تمثل مصدر فخر لليمنيين في المهجر، ودافعاً لمواصلة المشاركة السياسية الفاعلة في المجتمع الأمريكي.
وتأتي هذه النتائج في إطار موجة جديدة من التمثيل المتزايد للعرب والمسلمين في المؤسسات الأمريكية، بما يعزز حضورهم في مواقع صنع القرار المحلي والولائي والفدرالي.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أول مسلم في هذا المنصب.. من هو زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد؟
في تحول لافت في المشهد السياسي الأمريكي، يستعد زهران ممداني، السياسي الشاب البالغ من العمر 34 عامًا، لتولي منصب عمدة مدينة نيويورك بعد فوزه التاريخي في الانتخابات العامة، ليصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك، واضعًا حدًا لهيمنة التيار الوسطي التقليدي في واحدة من أكثر المدن تأثيرًا في العالم.
ويُنظر إلى ممداني، المنتمي إلى التيار الاشتراكي الديمقراطي، باعتباره صوت الطبقة العاملة والمهاجرين الذين شكلوا العمود الفقري لتحالفه الانتخابي.
وُلد ممداني في أوغندا لعائلة مسلمة ونشأ في كيب تاون بجنوب إفريقيا قبل أن ينتقل إلى نيويورك في سن السابعة.
وينحدر من عائلة فكرية وثقافية بارزة؛ فوالده هو الأكاديمي المعروف محمود ممداني، ووالدته المخرجة الهندية ميرا ناير، صاحبة أفلام "ميسيسيبي ماسالا" و"زفاف مونسون".
وتلقى تعليمه في مدرسة "برونكس للعلوم" المرموقة، وتخرج من كلية بودوين بدرجة البكالوريوس في الآداب.
قبل دخوله معترك السياسة، عمل ممداني مستشارًا إسكانيًا، كما خاض تجربة قصيرة في موسيقى الراب تحت اسم "السيد كارداموم"، وهي تجربة استغلها خصومه للسخرية منه خلال حملته، لكنها تحولت إلى نقطة قوة أظهرت شخصيته العفوية وقدرته على التواصل مع الناس بصدق وتواضع.
حملة غير تقليدية.. و"راب الحلال" عنوان التواصل الشعبيقاد ممداني واحدة من أكثر الحملات الانتخابية تميزًا في تاريخ المدينة، معتمدًا على التواصل المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستخدمًا لغات متعددة بينها الأردية والإسبانية والبنغالية والعربية.
واستطاع بفضل ذلك بناء قاعدة دعم واسعة بين فئات المهاجرين والعمال والشباب.
أحد أشهر مقاطع حملته كان بعنوان "تضخم أسعار الحلال"، حيث تحدث إلى بائعي الطعام في شوارع نيويورك عن ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على تراخيص العمل.
وقد ساهم هذا المقطع في ترسيخ صورته كمرشح قريب من الناس يفهم معاناتهم اليومية.
معركة مع النخبة الماليةواجه ممداني معارضة شرسة من قادة قطاعي العقارات والأعمال في نيويورك الذين دعموا منافسه المدعوم من المؤسسات التقليدية، أندرو كومو، متهمين ممداني بتبني سياسات تهدد الأثرياء وتعيق الاستثمار في المدينة.
لكن المرشح الشاب حوّل هذه الهجمات إلى ورقة رابحة، مصورًا معركته على أنها "صراع بين المليارديرات والطبقة العاملة"، وهو شعار لاقى صدى واسعًا بين الناخبين الذين ضاقوا ذرعًا بارتفاع تكاليف المعيشة وعدم المساواة الاقتصادية.
فوز غير مسبوق ورسالة جريئة للمستقبلمع اقتراب موعد الانتخابات، تفوق ممداني في استطلاعات الرأي، وتمكن من تحقيق فوز كبير في الانتخابات التمهيدية، ما أثار دهشة الأوساط السياسية في نيويورك وواشنطن على حد سواء.
ووصف براد لاندر، مراقب المدينة، فوز ممداني بأنه "نصر للأفكار الجريئة والشجاعة السياسية"، مشيرًا إلى أنه يمثل "جيلًا جديدًا من القادة الذين لا يخشون مواجهة المنظومة".
بهذا الفوز، يدخل زهران ممداني التاريخ كأول عمدة من أصل أفريقي آسيوي وأول اشتراكي ديمقراطي يتولى قيادة مدينة نيويورك منذ عقود، في خطوة تعيد رسم ملامح السياسة المحلية الأمريكية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة تُعيد تعريف العلاقة بين القيادة السياسية والناس العاديين.
ومن جانبه، قال أستاذ القانون، الدكتور محمد مهران، إن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك حدثًا مفصليًا في التاريخ السياسي الأمريكي المعاصر، ليس فقط لكونه أول مسلم يتولى هذا المنصب، بل لأنه يمثل تحولًا في البنية الانتخابية لمدينة تُعدّ مركز الثقل المالي والإعلامي في الولايات المتحدة.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه من الزاوية القانونية، يعكس هذا الفوز مدى قدرة النظام الديمقراطي الأمريكي على استيعاب التنوع الثقافي والديني، وهو ما يُعيد التأكيد على أن مبادئ الدستور الأمريكي لا تقتصر على الحريات الفردية، بل تمتد لتكفل المساواة في التمثيل السياسي بصرف النظر عن الانتماء العرقي أو الديني.
كما يُبرز هذا الحدث تصاعد الدور السياسي للأقليات، وخاصة الجاليات المسلمة والآسيوية والأفريقية، التي وجدت في ممداني نموذجًا يمثل طموحاتها ويعبّر عن قضاياها من داخل المؤسسات وليس من خارجها.
ويكشف نجاح ممداني أيضًا عن خللٍ بنيوي في العلاقة بين رأس المال والسياسة داخل المدن الكبرى، إذ أثبتت تجربته أن الخطاب القائم على العدالة الاجتماعية ومحاربة الفجوة الاقتصادية أصبح أكثر قبولًا من الخطابات التقليدية المرتبطة بالنخب المالية.