براك يمنح بيروت مهلة قصيرة.. تل أبيب تلوح بالحرب على لبنان
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
البلاد (بيروت)
تتزايد مؤشرات التصعيد في الجنوب اللبناني وسط توتر متصاعد بين إسرائيل وحزب الله، مع تحذيرات أمريكية واضحة من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية وشيكة، في حال فشل السلطات اللبنانية في كبح نشاطات الحزب، وإعادة ضبط الحدود الجنوبية.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية تقارير وصفت بـ”الخطيرة”، تشير إلى أن حزب الله يواصل إعادة تسليح نفسه، وترميم بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان، عبر تهريب صواريخ قصيرة المدى من سوريا، وإعادة بناء مواقع ميدانية داخل القرى الحدودية.
ونقلت القناة الإسرائيلية الثالثة عشرة عن مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال محتملة تمتد لعدة أيام، وسط تصاعد التهديدات بشنّ هجمات تستهدف مواقع الحزب في الجنوب، في حال فشلت الجهود السياسية في نزع سلاحه.
وأوضحت القناة أن المبعوث الأمريكي إلى بيروت، توم براك، منح الجيش اللبناني مهلة تنتهي نهاية نوفمبر الجاري لاتخاذ”خطوات ملموسة” في ملف سلاح حزب الله، محذرًا من أن إسرائيل ستكون “حرة في الرد” بعد انقضاء المهلة، وأن واشنطن “ستتفهم” أي عملية عسكرية إسرائيلية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن واشنطن طلبت من تل أبيب تأجيل أي عمل عسكري حتى نهاية الشهر، في محاولة لمنح الدبلوماسية فرصة لتفادي الانفجار.
في المقابل، كشفت صحيفة هآرتس عن تقديرات استخباراتية غربية تفيد بأن الحزب تمكّن جزئياً من إعادة بناء شبكته اللوجستية وتلقّى شحنات أسلحة جديدة من إيران عبر الأراضي العراقية والسورية. كما أكدت الاستخبارات الإسرائيلية رصد نشاط مكثف للحزب شمال نهر الليطاني بهدف تعزيز قدراته العسكرية.
وحذّرت هيئة البث الإسرائيلية من أن “لا مكان محصناً في لبنان” إذا استمر الحزب في إعادة تسليحه، مشيرة إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية باتت شبه يومية، وإن كانت حتى الآن لا ترقى إلى مستوى الحرب الشاملة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
WP: ترامب يمنح تركيا دورا محوريا في خطة غزة.. وإسرائيل تعتبره تهديدا أمنيا
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى في تركيا لاعبا مركزيا في تنفيذ خطة السلام الأمريكية الجديدة في قطاع غزة، وذلك بعد نجاح أنقرة في إقناع حركة حماس بقبول اتفاق الهدنة، في وقت يعتبر فيه الاحتلال الإسرائيلي هذا الدور “تهديدا أمنيا مباشرا” نظرا لعلاقات تركيا الوثيقة بالحركة.
وتشير الصحيفة إلى أن واشنطن تسعى لإشراك تركيا في عملية إعادة إعمار غزة وضمن قوة دولية لتثبيت الاستقرار، في حين يكثف الاحتلال جهوده لإفشال أي وجود تركي ميداني، وسط صراع إقليمي متجدد على النفوذ في مرحلة ما بعد الحرب.
أنقرة تعود إلى الواجهة بعد تهميش مؤقت
بعد استبعادها عن الجهود الدبلوماسية الأولى، استعادت تركيا حضورها بقوة عقب نجاحها في إقناع حماس بطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وهو بند محوري في اتفاق الهدنة٬ والموافقة على خطة ترامب.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن بلاده تتحمل “مسؤولية أساسية” في إعادة إعمار غزة، معلنا استعداد أنقرة لتقديم المساعدات الإنسانية والمشاركة في بعثة دولية لحفظ الاستقرار.
ويرى محللون أن مشاركة تركيا في الخطة الأمريكية ستعزز موقعها في واشنطن وتمنح أردوغان رصيدا سياسيا داخليا جديدا بوصفه “زعيم العالم الإسلامي”.
لكن هذا الدور أثار قلقا واسعا في تل أبيب٬ حيث قال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق لشعبة الشؤون الفلسطينية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: “فكرة دخول الأتراك إلى غزة تصيب الإسرائيليين بالجنون... تركيا ليست عدوا رسميا، لكنها بالتأكيد ليست شريكا لإسرائيل”.
تحولات إقليمية تمهد لصعود أنقرة
تلفت واشنطن بوست إلى أن التحولات الكبرى في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، بما في ذلك سقوط نظام بشار الأسد وسلسلة الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحزب الله، أضعفت النفوذ الإيراني وفتحت المجال أمام عودة تركيا لاعبا إقليميا قويا.
كما نجح أردوغان في بناء علاقة شخصية “براغماتية” مع ترامب، رغم التوترات السابقة بين البلدين.
ويحذر السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن مايكل أورين من هذا التحول قائلا: “إذا تخلصنا من إيران وحزب الله لنجد بدلا منهما تركيا وقطر والإخوان المسلمين داخل غزة، فستكون تلك كارثة أمنية”.
اعتراضات إسرائيلية متصاعدة
بحسب الصحيفة، كثف القادة الإسرائيليون تحركاتهم لإحباط أي خطة تمنح تركيا موطئ قدم في غزة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي: “إسرائيل ستقرر بنفسها أي القوات غير مقبولة، وهذا أمر متفق عليه مع أصدقائنا الأمريكيين”.
في المقابل، صرح نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل بأن واشنطن “لن تفرض على أصدقائنا الإسرائيليين قوات أجنبية”، لكنه أكد أن “للأتراك دورا بناء في العملية السلمية”، مضيفا: “الطريق إلى السلام يمر بالتركيز على المستقبل، لا على الماضي”.
توضح واشنطن بوست أن أنقرة احتضنت خلال السنوات الماضية عشرات من قادة وأعضاء حركة حماس، بينهم عبد الناصر عيسى، أحد مؤسسي جناحها العسكري.
كما تشير بيانات وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن نحو 500 مليون دولار من أصول الحركة موزعة على شركات في تركيا وأربع دول عربية.
لكن الباحثة التركية أصلي أيدنتاشباش من معهد بروكينغز تؤكد أن أنقرة لم تسمح لحماس ببناء بنية عسكرية أو مالية يمكن استخدامها ضد الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن تركيا تفصل بين الدعم السياسي للحركة والعمل العسكري.
غير أن الاحتلال يرفض هذا التمييز، ويعتبر أن أي دعم لحماس يصب في خدمة جناحها العسكري. وقبيل هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تشهد تحسنا اقتصاديا ودبلوماسيا، لكن الحرب قلبت المعادلة رأسا على عقب.
ومنذ اندلاع الحرب، برز أردوغان كأحد أشد المنتقدين للاحتلال الإسرائيلي، واصفا حماس بأنها “حركة تحرر وطنية”، كما انضمت تركيا إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية ضد الاحتلال.
إعادة الإعمار.. فرصة اقتصادية وسياسية
ترى الصحيفة أن دور تركيا في إعادة إعمار غزة يحمل بعدا اقتصاديا جذابا، إذ تمتلك الشركات التركية خبرة طويلة في مشاريع البنية التحتية وإزالة الأنقاض، ما يؤهلها للمشاركة في مشاريع تقدر عشرات المليارات من الدولارات.
في المقابل، يرى محللون إسرائيليون أن المنظمات التركية، وعلى رأسها هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH)، تمارس “تثبيتا رمزيا للحضور التركي في غزة”.
نفت الهيئة هذه المزاعم، وقال نائب مديرها مصطفى أوزبك إن “الاتهامات الإسرائيلية بدأت منذ حادثة سفينة مرمرة عام 2010، عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية قافلة المساعدات التركية، ما فجر أزمة دبلوماسية كبرى بين البلدين”.
توازن هش بين الطموح والمخاوف
بحسب واشنطن بوست، ترى تركيا في دورها الجديد فرصة تاريخية لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط وتعزيز مكانتها لدى واشنطن، بينما يعتبر الاحتلال هذا الدور تهديدا استراتيجيا مباشرا يفتح الباب أمام تمدد نفوذ الإخوان المسلمين على حدودها.
وفيما يحاول دونالد ترامب إعادة هندسة النظام الإقليمي ليجعل من أنقرة شريكا في “السلام”، تبدو المعادلة شديدة الهشاشة بين الطموح التركي، والمخاوف الإسرائيلية، والمصالح الأمريكية.