تخوف إسرائيلي: الترتيبات الجارية لغزة ستحصد حماس ثمارها وندفع ثمنها باهظا
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
رغم الزخم الدعائي الأمريكي حول ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، بما في ذلك تشكيل حكومة تكنوقراط ونشر قوة عربية دولية على الحدود، واستبدال عناصر حماس بضباط شرطة فلسطينيين، فإن القناعة السائدة داخل "إسرائيل" هي أن أحدا لن يتمكن من تفكيك ما تُعرف بـ"مدينة الأنفاق المرعبة" في القطاع.
وقال المستشرق الإسرائيلي حاييم غولوفنيتسيتس، وهو محلل في شؤون الشرق الأوسط، إنه "لا شكك في صدق نوايا الولايات المتحدة والتزام رئيسها دونالد ترامب بحل قضية غزة، رغم أن الاعتبارات التجارية الأمريكية العالمية تلعب أيضا دورا في ذلك، ومع ذلك، فإن المسودة التي قدمتها الولايات المتحدة لمجلس الأمن تشبه مخططاً هرميا، يعرف أن كل طرف فيه لا يتبع سوى الأوهام".
وأوضح في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، أن "التفاصيل الواردة في الاقتراح الأمريكي تمنح واشنطن وحلفاءها تفويضا واسعا لإدارة غزة، عبر إنشاء قوة إنفاذ تعمل تحت إشراف مجلس السلام، تتولى تأمين الحدود بين الاحتلال ومصر، وتدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة، ونزع سلاح حماس، وتدمير بنيتها التحتية، ومنع إعادة بنائها، إلى جانب دعم لجنة تكنوقراط غير سياسية في غزة، على أن تنقل صلاحياتها لاحقاً إلى السلطة الفلسطينية بعد إتمام الإصلاحات المطلوبة منها للتنفيذ".
وبين أن "الخطة الأمريكية محكمة الإعداد وفق أفضل التقاليد، لكنها تفتقر إلى إمكانية التنفيذ الواقعي.
وقد تحدثت خطة ترامب التي حلت محل المبادرة المصرية السعودية عن إدخال قوات دولية وعربية لإدارة القطاع والحفاظ على السلام، غير أن المسودة الجديدة تُظهر تبني الموقف العربي الفلسطيني كما تبلور خلال الاجتماعات التنسيقية الأخيرة في القاهرة وأنقرة، والتي خلصت إلى موقف موحد بعدم دخول أي قوة أجنبية، حتى لو كانت عربية، إلى داخل القطاع، واقتصار الوجود الخارجي على حفظ الأمن عند الحدود فقط".
وأشار إلى أن "القوة العربية المتوقعة، والتي ستضم مشاركين من مصر وإندونيسيا وقطر وتركيا، أكدت أن جنودها لن يواجهوا حماس بالقوة، ولن يعملوا على تحييد أنفاقها أو نزع سلاحها، وقد يتم التوصل إلى اتفاق "مخادع" يفترض أن تسلم الحركة أسلحتها الثقيلة إلى الأشقاء".
وأضاف أن "وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية كشفوا في مؤتمر إسطنبول عن الحقيقة الواضحة، وهي أن أحداً لا ينوي مواجهة حماس، بل العكس هو الصحيح؛ فالغالبية العظمى تسعى لبقائها قوة عسكرية، مستخدمة السلطة الفلسطينية كواجهة مؤقتة، بينما تواصل حماس إدارة المشهد من خلف الكواليس".
وأكد أن "مؤتمر التكنوقراط المفترض أنه غير سياسي يُعدّ استمراراً للخدعة الترامبية، إذ قدم مسؤولو حماس للوسطاء قائمة تضم 45 مرشحا غير سياسي نيابة عنها، وسارعوا لدعم ترشيح أمجد الشوا من غزة، وقدموا إياه على أنه شخصية محايدة، رغم أنه معروف بقربه من الحركة، ودوره البارز في حملة التجويع التي نظمتها ضد الاحتلال".
وأضاف أن "حماس ما زالت تسيطر على 50 بالمئة من القطاع، باستثناء جيوب محدودة، وهي من ستحدد في النهاية من يدير القطاع عسكرياً ومدنيا.
ورغم أن الأمريكيين معروفون بدقة تخطيطهم وتفاصيلهم العملية، إلا أنهم يفتقرون إلى فهم المزاج العربي والفلسطيني العام، إذ تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن 70 بالمئة من سكان غزة والضفة يعارضون نزع سلاح المقاومة مهما كان الثمن، ويرفضون أي سيطرة أجنبية على غزة، بما في ذلك السيطرة العربية".
ورأى أن "السيناريو الأرجح يتمثل في عقد مؤتمر تكنوقراطي باسم حماس، مع تدويل للقضية في مجلس الأمن، ونشر قوة عربية فقط على الحدود الإسرائيلية المصرية، بينما يحل ضباط شرطة فلسطينيون، معظمهم من مؤيدي حماس، محل عناصر الحركة، دون أن تفكك الأنفاق أو تزال الأسلحة، مع استمرار الدعم الخليجي المالي لهذه الترتيبات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة فلسطينيين إسرائيل ترامب إسرائيل فلسطين غزة أخبار ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كيف وصفت مراسلة أجنبية زيارتها لغزة وماذا قالت عن الخط الأصفر؟
"أرض قاحلة.. مجرد أكوام من الأنقاض"، بهذا الوصف اختزلت مراسلة قناة فرانس 24 نوغا تارنوبولسكي مشاهداتها في قطاع غزة، عقب المشاركة في جولة صحفية نظمها الجيش الإسرائيلي لـ20 صحفيا أجنبيا ووُصفت بأنها "محدودة للغاية".
وتحظر إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، رغم المطالبات العالمية المتواصلة بذلك، وظل الحظر مفروضا حتى بعد سريان وقف إطلاق النار، حيث أجّلت المحكمة الإسرائيلية العليا جلسات النظر في إمكانية دخول الصحفيين 7 مرّات.
ويقوم جيش الاحتلال بتنظيم جولات محدودة لبعض الصحفيين الأجانب لمواقع يختارها وتقع تحت سيطرته في القطاع.
وأشارت المراسلة تارنوبولسكي إلى أن الصحفيين دخلوا القطاع أمس الأربعاء من خلال السياج الذي عبره مقاتلو كتائب القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم اقتيدوا إلى قاعدة للجيش الإسرائيلي أنشئت مؤخرا في إحدى ضواحي مدينة غزة.
وسُمح للصحفيين بالصعود على نوع من الكثبان الرملية التي تحيط بالمعسكر الإسرائيلي ورؤية الدمار في المكان، وفق المراسلة.
وقالت "أحد الأشياء التي أثرت فيّ حقا هو الغبار في الهواء، جودة الهواء مختلفة هناك، والسبب ليس فقط الدمار الشامل. لم يتبق أي مبان تحجب الرياح، أنت تقف هناك وسط سحابة من الغبار".
وأكدت تارنوبولسكي أن الصحفيين لم يتمكنوا من رؤية أو التحدث إلى أي من السكان الفلسطينيين، ولفتت إلى أن أحد الاستنتاجات من الزيارة صعوبة تحديد موقع ما يسمى بـ"الخط الأصفر" الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن "من المستحيل تقريبا تحديد مكانه".
إعلانوتوقعت أن يزداد زخم الحديث عن وقوع شهداء فلسطينيين مدنيين جراء عبور "الخط الأصفر" غير المرئي عن طريق الخطأ، مؤكدة عدم وضوح الخط حتى للجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة في القطاع.
ووصفت لجنة حماية الصحفيين المرافقين الإسرائيليين للصحفيين المشاركين في الجولات داخل القطاع بأنهم أدوات للدعاية ويخضعون لرقابة مشدّدة من الجيش الإسرائيلي، وأكدت أن الصحفيين لا يُسمح لهم بالبقاء في غزة إلا لبضع ساعات، حيث يُوجّهون إلى مواقع محددة ولا يتاح لهم التواصل بحرية مع الفلسطينيين، وقالت إن ذلك لا يتوافق مع الممارسات المقبولة دوليا.
وقال موقع واي نت التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن إسرائيل تستعد لـ"حرب دعاية" قبل دخول الصحافة الأجنبية إلى القطاع، حيث تخطط لجولات ميدانية للصحفيين بإشراف الجيش الإسرائيلي لعرض شواهد مزعومة تبرر حرب الإبادة الجماعية على القطاع.
وذكر الموقع الإسرائيلي، أن مسؤولين إسرائيليين يستعدون لما يصفونه بموجة مرتقبة من التقارير الإنسانية في غزة، مما سيؤجج الانتقادات العالمية لإسرائيل ويعزز من اتهامها بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان أنّ استمرار حظر دخول الصحافة الأجنبية إلى القطاع يشكّل جزءا من سياسة متسقة ومترابطة تُمارسها السلطات الإسرائيلية بأذرعها التنفيذية والأمنية والقضائية، لإبقاء الجرائم خارج نطاق الرصد الدولي وإعاقة أي مساءلة أو تحقيق مستقلّ في الانتهاكات الجسيمة.
ونبّه إلى أن أي تأخير دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة سيمنح إسرائيل مزيدا من الوقت لاستكمال محو الأدلة والشواهد المادية وتدمير ذاكرة الجريمة.