الأوروبيون يرفضون خطة أمريكية للسلام ستفرض تنازلات على أوكرانيا
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
عواصم " وكالات ": اعترضت دول أوروبية اليوم الخميس على خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة لأوكرانيا، وقالت مصادر إنها تتطلب من كييف التخلي عن مزيد من الأراضي ونزع السلاح جزئيا، وهي شروط طالما اعتبرها حلفاء أوكرانيا بمثابة استسلام، وشدد الاتحاد الأوروبي اليوم على أن إشراكه وكييف ضروري لإنجاح أي خطة للسلام مع روسيا
قال مصدران مطلعان إن واشنطن أبلغت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن على كييف قبول إطار العمل الذي صاغته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب والذي يتضمن تنازلات عن أراض وقيودا على القوات المسلحة الأوكرانية.
ويأتي هذا التسارع في الجهود الدبلوماسية الأمريكية في منعطف حرج لكييف، إذ إن قواتها في موقف دفاعي على خط المواجهة في ظل تأثير فضيحة فساد على حكومة زيلينسكي. وأقال البرلمان وزيرين من الحكومة أمس بسبب الفضيحة.
من جهته، اكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بأن موسكو مستعدة للتفاوض بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن توقف عملية التفاوض بشأن أوكرانيا كان بسبب كييف.
وقال بيسكوف للصحفيين إن "موسكو منفتحة على مواصلة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، بيد أن كييف هي المسؤولة عن توقف المفاوضات بشأن أوكرانيا"، وتابع قائلا: "في الواقع، يعود هذا التوقف إلى عدم رغبة نظام كييف في مواصلة هذا الحوار"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأوضح بيسكوف أن من الممكن ترتيب محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، فورا إذا لزم الأمر، مشيرا إلى أن العمل اللازم لعقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي، لم يستكمل بعد.
وفي وقت سابق من، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن روسيا لا تزال مستعدة لمواصلة عملية التفاوض بشأن أوكرانيا.
الاوربيون: سنتصدى للمطالب بتنازل كييف عن ارضها
من جهتهم، حرص وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل على عدم التعليق بكثير من التفاصيل على خطة السلام الأمريكية التي لم يعلن عنها بالكامل، لكنهم قالوا إنهم سيتصدون للمطالب بتنازل كييف عن أراض كعقاب لها، وقالوا إن أي اتفاق يجب ألا يحرم أوكرانيا من القدرة على الدفاع عن نفسها.
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن أي اتفاق يجب أن يكون الأوروبيون وأوكرانيا نفسها طرفا فيه.
ولم يعلق البيت الأبيض على المقترحات المذكورة. وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في العاشر من نوفمبر إن واشنطن "ستواصل تطوير قائمة بالأفكار المحتملة لإنهاء هذه الحرب بناء على مدخلات من طرفي هذا الصراع".
من جانبه، اكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو " أن الأوكرانيون يسعون الى السلام، بل يريدون سلاما عادلا يحترم سيادة الجميع، سلاما دائما لا يمكن التشكيك فيه بسبب عدوان مستقبلي... لكن السلام لا يمكن أن يكون استسلاما".
فيما أعرب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي اليوم الخميس عن معارضته لخطة سلام جديدة بشأن أوكرانيا، يتردد أن مسؤولين أمريكيين هم من اقترحوها، في حين وصفها مسؤول ألماني بارز بأنها " غير مقبولة".
ويتردد أن الخطة، التي نشرتها صحيفة فايننشال تايمز، تتضمن تنازلات واسعة النطاق لموسكو، وتطالب أوكرانيا بخفض عدد أفراد جيشها بواقع النصف والتنازل عن الأقاليم الواقعة في غرب البلاد التي تسيطر عليها روسيا، وتشمل دونيتسك ولوهانسك.
ويتردد أنه تم إطلاع كييف على الخطة الجديدة، في حين قالت مصادر في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي لم يطلع عليها بعد.
وقبل لقائه مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي في بروكسل، انتقد سيكورسكي الخطة، قائلا إنه لا يجب إضعاف قدرة الضحية على الدفاع عن نفسها، ولكن قدرة المعتدي على الهجوم.
وأوضح أنه على الرغم من أن بولندا تؤيد أي جهود لإنهاء القتال في أوكرانيا، فإن الأمن الأوروبي يعتمد بقوة على نتائج أي اتفاق سلام.
وأضاف أنه لذلك تطالب وارسو بمشاركة أوروبية في عملية السلام.
وقد انتقد رئيس ديوان المستشارية في برلين، تورستن فراي، خطة سلام أمريكية مزعومة بشأن أوكرانيا.
وقال فراي في تصريحات لمحطة "آر تي إل/إن تي في": "يبدو أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قد يحقق عبر ذلك أهدافا حربية لم يتمكن من تحقيقها في ساحة المعركة، وهذا سيكون بالتأكيد نتيجة غير مقبولة
الى ذلك، وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول أن "كل المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار، وكذلك أي تطورات سلمية أخرى في أوكرانيا، لا يمكن مناقشتها والتفاوض عليها إلا مع أوكرانيا، ويجب إشراك أوروبا".
ورأى مسؤول أوكراني كبير طلب عدم نشر عدم اسمه في تصريح لوكالة فرانس برس أن الخطة الأمريكية الجديدة تلحظ الشروط التي سبق أن طرحتها روسيا، وهي مطالب اعتبرتها السلطات الأوكرانية بمثابة استسلام.
وأوضح مصدر آخر أن مسودة الاقتراح تنص على "الاعتراف بشبه جزيرة القرم ومناطق أخرى سيطرت عليها روسيا" و"خفض عديد الجيش إلى 400 ألف جندي".
وأُبلغت السلطات الأوكرانية بهذه الخطة الأمريكية، لكنها لم تكن تعلم ما إذا كانت مدعومة من الرئيس دونالد ترامب أم أنها صادرة عن القريبين منه.
وأشار مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي طلب عدم الإفصاح عن هويته، إلى أن هذه الخطة تستعيد خصوصا السردية الروسية. ورأى أن موسكو تحاول صرف الانتباه في وقت بدأت العقوبات وخصوصا الأميركية على صادراتها النفطية تُؤتي ثمارها.
اقتراب الشتاء الرابع منذ بداية الحرب
من جهة ثانية، ومع اقتراب فصل الشتاء الرابع من الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ ثمانية عقود، تتقدم القوات الروسية ببطء إلى الأمام وتستعد أخيرا للسيطرة على أول مدينة كبيرة منذ ما يقرب من عامين، وهي بوكروفسك مركز السكك الحديدية التي تحولت إلى أنقاض في شرق البلاد.
وتسيطر روسيا على خُمس مساحة أوكرانيا تقريبا، وتقول إنها لن تنهي الحرب ما لم تتنازل أوكرانيا عن أراض إضافية وتقبل بالحياد الدائم وتخفض عدد قواتها المسلحة.
وتقول أوكرانيا إن ذلك سيكون استسلاما وسيتركها دون حماية إذا هاجمتها روسيا مرة أخرى.
في الاثناء، قال مسؤولون أوكرانيون ووسائل إعلام روسية رسمية اليوم الخميس إن أوكرانيا وروسيا نفذتا عملية تبادل جديدة لجثث جنود قتلى.
وقالت أوكرانيا إنها تسلمت ألف جثة، ونقلت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء عن مصدر لم تكشف عنه القول إن موسكو استعادت 30 جثة.
وقال مركز تنسيق شؤون أسرى الحرب في أوكرانيا على تيليجرام "سيجري محققون من أجهزة إنفاذ القانون بالتعاون مع خبراء وزارة الداخلية جميع الفحوصات اللازمة قريبا وسيحددون هويات أصحاب الجثث المعادة".
نفذ الجانبان سلسلة من عمليات تبادل الجثث بالإضافة إلى تبادل أسرى أحياء منذ بدء الحرب، غير أن محادثات السلام لا تزال متعثرة ولم يلتق مفاوضو الجانبين وجها لوجه منذ لقاء في 23 يوليو في إسطنبول لم يتحدثوا فيه سوى 40 دقيقة.
وسبق أن اتهمت أوكرانيا روسيا بإعادة الجثث بطريقة غير منظمة، وأحيانا بإرسال جثث جنود روس. وتنفي موسكو ذلك.
وبذلك تكون أوكرانيا تسلمت من روسيا أكثر من 15 ألف جثمان منذ مطلع العام. في المقابل، أعادت أوكرانيا إلى روسيا مئات الجثامين خلال الفترة ذاتها.
وعمليات تبادل جثامين الجنود وأسرى الحرب هي النتيجة الوحيدة للمفاوضات التي جرت بين الطرفين منذ بداية الحرب قبل قرابة اربع سنوات.
زيلينسكي: البحث عن 22 مفقودا بعد الهجمات الروسية على ترنوبل
وفي شأن آخر، اشار زيلينسكي اليوم الخميس أن 22 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين بعد يوم على ضربة روسية على مدينة تيرنوبيل في غرب البلاد، أوقعت 26 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال وأكثر من 90 جريحا.
أصاب صاروخ مجمعا سكنيا في تيرنوبيل الأربعاء، متسببا بإحدى الضربات الأعلى حصيلة في غرب أوكرانيا منذ بدء الحرب في بلاده، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين بين الركام.
وقال زيلينسكي عبر مواقع التواصل "عملت فرق الإنقاذ طوال الليل في تيرنوبيل ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية، ما زال 22 شخصا مفقودين".
وأفاد عن نشر أكثر من 230 عنصر إنقاذ في المدينة.
وأكدت أجهزة الطوارئ لوكالة فرانس برس أن أكثر من عشرين شخصا لم يعرف مصيرهم بعد.
وقال المتحدث باسمها أولكسندر خورونجي "الاتصال مقطوع حاليا مع ما يزيد عن عشرين شخصا".
وأضاف "أولويتنا هي إزالة الركام، وقبل أي شيء رصد الناجين أو انتشال الجثث، بحسب الحالات".
ونشرت أجهزة الطوارئ ليل الأربعاء مشاهد تظهر عناصر إنقاذ ينشطون وسط الظلام بين الركام بمساعدة رافعات للوصول إلى أعلى المبنى الضخم الذي لحق به دمار واسع.
واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير لشبكة تلفزيونية أمريكية أن بلاده خسرت حوالى 46 ألف جندي في الحرب، وهو عدد يعتبره محللون أدنى من الأرقام الحقيقية، فيما فقد "عشرات الآلاف" أو أسرهم الجيش الروسي.
ويبدو أن القوات الروسية تستعد الآن للاستيلاء على بوكروفسك، التي كان يسكنها 60 ألف شخص، وهي أول غنيمة كبيرة لها منذ أوائل 2024.
وتقول موسكو إن ذلك سيؤدي إلى تحقيق مزيد من المكاسب في ساحة المعركة، مما لا يعطيها أي سبب لوقف القتال دون تنازلات كبيرة.
وتقول كييف إن الأهمية الاستراتيجية للتقدم الروسي محدودة لكنها تفتقر إلى القدرة على وقفه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی بشأن أوکرانیا وزیر الخارجیة الیوم الخمیس لا تزال إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تطالب أوكرانيا بالموافقة على إطار لإنهاء الحرب مع روسيا
صراحة نيوز- كشف مصدران مطلعان أن الولايات المتحدة أبلغت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضرورة الموافقة على إطار عمل صاغته واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، يتضمن تنازلات من أوكرانيا بشأن بعض الأراضي والأسلحة.
وأضاف المصدران، اللذان فضّلا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع، أن المقترحات تشمل أيضًا خفض حجم القوات المسلحة الأوكرانية.
وأوضح المصدران أن واشنطن تسعى إلى موافقة كييف على النقاط الرئيسية ضمن هذا الإطار.