في تطور مفاجئ قلب المشهد الدبلوماسي رأساً على عقب، كشفت مصادر غربية مطلعة عن خطة سلام جديدة دفعت بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن تنازلاً مثيراً للجدل ( تخلي كييف عن منطقة دونباس وتقليص قدراتها العسكرية، مقابل حصولها على ضمانات أمنية أمريكية واسعة النطاق )

وتأتي هذه المبادرة ضمن وثيقة سرية تضم 28 بنداً عُرضت بالفعل على ترامب، وتشكل أحدث محاولة من البيت الأبيض لفتح مسار تفاوضي مع موسكو.

الرجل الثاني بالدعم السريع.. الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على عبد الرحيم دقلوانفجار جبهة الأبيض.. الجيش السوداني يكتسح غرب المدينة .. والدعم السريع يفر نحو دارفور

وبحسب المصدر، فإن الخطة المطروحة تعيد إحياء مقترحات سبق أن رفضتها أوكرانيا، إذ تتضمن تقديم تنازلات إقليمية في مناطق لا تزال تحت سيطرة كييف، وهو ما يثير مخاوف من ردود فعل سياسية وعسكرية داخل أوكرانيا، رغم أن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون أن اللحظة قد تكون مناسبة لإعادة فتح الحوار مع روسيا.

وحتى الآن، لا تزال الخطة في طورها الأولي ولم تُحسم بنودها بالكامل، بينما أكدت شبكة CNN أنها لم تطلع على الوثيقة.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وصف المقترح بأنه مجرد قائمة أفكار محتملة مشدداً على أن إنهاء حرب معقدة ودموية كتلك الدائرة في أوكرانيا يتطلب أفكاراً واقعية وتنازلات صعبة من كلا الطرفين وتتضمن الخطة في شكلها الحالي تجميد خطوط القتال في خرسون وزابوريجيا، رغم مطالبة موسكو بتسليم المنطقتين بالكامل.

كما تنص على تقليص الجيش الأوكراني وتقييد قدراته الهجومية، بما فيها الأسلحة الثقيلة التي حصلت عليها كييف خلال الحرب، إضافة إلى طرح ملفات حساسة مثل وضع اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية بعد انتهاء النزاع .

في مقابل ذلك، تقدم واشنطن ضمانات أمنية تهدف لمنع روسيا من توسيع عملياتها أو تهديد أوروبا مستقبلاً، في تكرار لمطالب روسية ظهرت خلال محادثات إسطنبول عام 2022.

التسريب أثار عاصفة داخل الأوساط الأوروبية دبلوماسيون أكدوا أن العديد من هذه البنود سبق طرحها ورفضها، ووصف أحدهم المقترح بأنه عودة إلى نقطة الصفر محذراً من أن التنازل عن دونباس سيكون انتحاراً سياسياً وعسكرياً لأي قيادة أوكرانية.

كما سادت حالة من الارتباك داخل وزارات الخارجية الأوروبية، بعدما تواصلت مع واشنطن طلباً للإيضاحات لتفاجأ بأن مسؤولين أمريكيين كبار لم يكونوا على علم بالخطة قبل تسريبها.

وفي أول تعليق رسمي، شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي
' كايا كالاس ' على أن أي خطة سلام يجب أن تعتمد على موافقة أوكرانيا وأوروبا.

فيما أكد وزير الخارجية البولندي ' رادوسواف سيكورسكي ' ضرورة أن يضمن أي اتفاق بقاء كييف قادرة على الدفاع عن نفسها.

ويواصل المبعوث الخاص لترامب 'ستيف ويتكوف' قيادة هذه الجهود، في وقت زارت فيه بعثة من البنتاغون كييف هذا الأسبوع للقاء الرئيس ' فولوديمير زيلينسكي ' وبحث فرص استئناف المفاوضات ..

طباعة شارك خطة سلام جديدة كايا كالاس الاتحاد الأوروبي دونباس إسطنبول

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطة سلام جديدة كايا كالاس الاتحاد الأوروبي دونباس إسطنبول

إقرأ أيضاً:

قفزة في إنفاق الدفاع الأوروبي على البحث والتطوير مع حرب أوكرانيا: أي بلد بالاتحاد الأوروبي ينفق أكثر؟

ارتفع **الإنفاق على البحث والتطوير الدفاعي** في الاتحاد الأوروبي بنسبة 90 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، ويربط خبراء هذه الزيادة بغزو روسيا لأوكرانيا.

زادت نفقات البحث والتطوير (R&D) في مجال الدفاع داخل الاتحاد الأوروبي بأكثر من الضعف خلال السنوات الخمس الماضية؛ إذ ارتفعت من تسعة مليارات يورو في 2020 إلى 17 مليار يورو متوقعة في 2025، بحسب وكالة الدفاع الأوروبية. وتُظهر بيانات يوروستات أرقاما أدنى بسبب اختلاف المنهجيات، لكنها تظل تشير إلى زيادة تتجاوز 25 في المئة بين 2018 و2023، وهي أحدث فترة متاحة. ويؤكد خبراء أن غزو روسيا لأوكرانيا كان محركا أساسيا لهذه الطفرة. ووفقا لبيانات وكالة الدفاع الأوروبية المقدمة إلى Euronews Next، بلغ إنفاق البحث والتطوير الدفاعي في الاتحاد الأوروبي سبعة مليارات و900 مليون يورو في 2005 بأسعار ثابتة لعام 2024 (ما يعكس قيمة إنفاق 2005 بعد تعديلها إلى مستويات أسعار 2024)، ثم ارتفع بشكل ملحوظ في 2024 ليصل إلى 13,2 مليار يورو، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 17 مليار يورو في 2025 بحسب تقديرات الوكالة.

غزو روسيا لأوكرانيا هو العامل المحرّك

قال الباحث كالي هاكانسون في وكالة البحوث الدفاعية السويدية لـ Euronews Next: "لقد كان الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا العامل الرئيسي وراء ارتفاع الإنفاق الدفاعي، وبالتالي إنفاق البحث والتطوير (R&D)، في أنحاء أوروبا". وأضاف: "على الرغم من أن الاستثمارات الدفاعية في أوروبا كانت ترتفع بالفعل على مدى العقد الماضي، فإن الحرب في أوكرانيا شكّلت نقطة تحول كبيرة"، مشيرا إلى أن الهدف الجديد لحلف شمال الأطلسي المتمثل في 3,5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي سيُسهم أكثر في رفع الاستثمار في البحث والتطوير داخل القطاع. ورفضت وكالة الدفاع الأوروبية تقديم أرقام على مستوى الدول "لأسباب تتعلق بالتصنيف". وتنشر يوروستات بيانات على مستوى الدول، لكنها أقل بكثير من أرقام الوكالة، علما أنها تستند إلى بيانات 2023؛ فقد سجّلت يوروستات أربعة مليارات و70 مليون يورو في 2023، فيما قدّرت وكالة الدفاع الأوروبية الرقم بـ 11 مليار يورو. ومع ذلك، تظل بيانات يوروستات تشير إلى الجهات الأعلى إنفاقا.

فرنسا وألمانيا تمثلان ثلاثة أرباع إنفاق الاتحاد الأوروبي

تتصدر فرنسا إنفاق البحث والتطوير الدفاعي في الاتحاد الأوروبي؛ إذ استثمرت مليار و600 مليون يورو في 2023 في البحث والتطوير لصناعتها الدفاعية. وتلتها ألمانيا بمليار و400 مليون يورو. وأنفقت الدولتان معا أكثر قليلا من ثلاثة مليارات يورو (ثلاثة مليارات و14 مليون يورو). وتمثل فرنسا وألمانيا معا نحو ثلاثة أرباع إنفاق الاتحاد الأوروبي على البحث والتطوير الدفاعي (74 في المئة). وتأتي إسبانيا في المرتبة الثالثة بـ 378 مليون يورو، أي ما يعادل 9,3 في المئة من إجمالي الاتحاد. ومع ذلك، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير راض عن إسبانيا؛ إذ قال في أكتوبر 2025: "إنهم الدولة الوحيدة التي لم ترفع رقمها إلى خمسة في المئة...". وفي خطاب آخر، قال: "ربما عليكم إخراجهم من الناتو، بصراحة". وقد دعا ترامب مرارا دول حلف شمال الأطلسي إلى تعزيز إنفاقها الدفاعي، وكانت إسبانيا الدولة الوحيدة من بين 32 عضواً لم تتعهد برفع الإنفاق العسكري إلى خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

هولندا والسويد معا نحو تسعة في المئة

تستكمل هولندا والسويد قائمة الخمسة الأوائل؛ فقد أنفقت هولندا 200 مليون يورو على البحث والتطوير الدفاعي، وجاءت السويد خلفها مباشرة بـ 176 مليون يورو. معا، شكّلتا 9,2 في المئة من إجمالي الاتحاد في 2023. ولم تدخل إيطاليا، إحدى اقتصادات "الكبار الأربعة" في الاتحاد، ضمن الخمسة الأوائل؛ إذ حلّت في المرتبة السابعة بـ 73 مليون يورو، خلف النرويج التي سجّلت 136 مليون يورو.

وسجّلت ست دول في الاتحاد الأوروبي إنفاقا صفريا على البحث والتطوير الدفاعي، فيما أنفقت ست دول أخرى أقل من عشرة ملايين يورو.

تباين أولويات الحكومات

أشار رافائيل لوس، الزميل في السياسات بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، إلى أنه بينما شكّلت فرنسا وألمانيا معا في 2023 نسبة 43 في المئة من الإنفاق الدفاعي للاتحاد الأوروبي، فإنهما تمثلان 75 في المئة من إنفاق الاتحاد على البحث والتطوير الدفاعي. وقال: "يعكس ذلك إلى حد كبير اختلاف أولويات الحكومات في كيفية إنفاق اليورو المخصص للدفاع؛ فبحسب تقديرات حلف شمال الأطلسي، على سبيل المثال، تقتطع إيطاليا وإسبانيا حصصا أكبر من إنفاقهما الدفاعي لبند الأفراد مقارنة بأي حليف آخر". وشدّد لوس على أن استفادة البحث والتطوير الدفاعي من منظومة الابتكار المدنية، والعكس صحيح، تجعل ألمانيا وفرنسا، بفضل أنظمتهما الواسعة للتعليم العالي والتمويل العام الموجّه له، في موقع جيد للحفاظ على قطاعات بحث وتطوير دفاعية متنوعة ومبتكرة وتعمل بكفاءة نسبية. ولفت هاكانسون إلى أن الكثير من الصناعة الدفاعية الأكثر تقدما في أوروبا يتركز في ست دول: فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، إسبانيا والسويد، "وبالتالي تنطلق الأنشطة الأكثر كثافة في البحث والتطوير غالبا من هذه الدول". وبحسب تصنيف وكالة الدفاع الأوروبية، بلغ إجمالي الإنفاق الدفاعي في 2024 لدى الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد 343 مليار يورو، بزيادة 19 في المئة عن 2023، ما رفع الإنفاق الدفاعي إلى 1,9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وفي 2023، وصل إنفاق الحكومات العامة للدول الأوروبية على الدفاع إلى 227 مليار يورو، أو 1,3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا ليوروستات. وتؤكد وكالة الدفاع الأوروبية في تقرير "بيانات الدفاع 2024-2025" أن المنحنى التصاعدي "يسلط الضوء على تركيز الدول الأعضاء على تعزيز القدرات العسكرية استجابة للبيئة الأمنية المتغيرة". وتشير الوكالة إلى أن ارتفاع الإنفاق الدفاعي، مقترنا باستمرار انخفاض حصة المشاريع التعاونية بين الدول الأعضاء، يخلق "فرصة فريدة لاستغلال فرص التعاون بالكامل، والاستفادة من إمكانات التمويل الأوروبي وتحسين كفاءة الإنفاق وقابلية التشغيل البيني لمنظومات الأسلحة عبر الدول الأوروبية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الاوروبي يرفض تجاوز كييف: إشراكنا ضروري لإنجاح أي خطة سلام
  • الاتحاد الأوروبي يطالب بإشراكه وكييف لإنهاء أزمة أوكرانيا
  • بولندا تعارض خطة سلام أميركية بشأن أوكرانيا
  • وزير الجيش الأمريكي إلى كييف بأوامر من ترامب.. هل تحسم الخطة الجديدة حرب أوكرانيا؟
  • وسائل إعلام: خطة ترامب الجديدة بشأن أوكرانيا تتوافق مع مقترحات بوتين
  • خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا تلزم كييف بتنازلات كبرى
  • مسئول سابق في الناتو: الاتحاد الأوروبي يشكك في توسع أوكرانيا رغم تبني رؤية 2029
  • قفزة في إنفاق الدفاع الأوروبي على البحث والتطوير مع حرب أوكرانيا: أي بلد بالاتحاد الأوروبي ينفق أكثر؟
  • مستوحاة من خطة غزة.. واشنطن تعد خطة لإنهاء حرب أوكرانيا