غزة بين هدنة معلنة وعدوان مستمر .. حصيلة أربعون يوماً من الصمت الدولي ودم لا يتوقف
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
أربعون يوماً مرّت على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومع ذلك يبدو أن الهدوء الذي بشّر به الاتفاق لم يُكتب له أن يتحقق، فالمشهد الميداني يروي رواية مختلفة تماماً، رواية تقول إن النار لم تتوقف وإن الاتفاق لم يكن سوى هدنة هشة سرعان ما ابتلعتها الخروقات اليومية من قبل العدو الإسرائيلي، وبدلاً من أن يمنح الاتفاق الغزيين فرصة لالتقاط الأنفاس بعد عامين من العدوان الإسرائيلي الهمجي، تحوّل إلى مرحلة عنوانها الأبرز استمرار الانتهاكات واتساع نطاق الاستهداف المباشر للمدنيين.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
تؤكد الإحصاءات الحكومية أن الاحتلال ارتكب ما يقارب 400 خرق خلال أربعين يوماً فقط، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، في وقت يعاني فيه القطاع من انهيار شبه كامل للخدمات الصحية والإنسانية، وهنا تبرز أهمية هذا التقرير الذي يوثّق، بالأرقام والمعطيات، مدى تراجع التزام العدو الإسرائيلي بالاتفاق، وكيف ينعكس ذلك على حياة سكان غزة ومعيشتهم، وعلى مستقبل التهدئة الهشّة التي تبدو قابلة للانهيار في أي لحظة، كما يتناول التقرير سياسات الحصار ومنع المساعدات، وما يصفه مسؤولون في غزة بأنه هندسة ممنهجة للتجويع، وسط دعوات فلسطينية لتدخل دولي جاد يلجم الاعتداءات ويضمن حماية المدنيين.
خروقات مكثّفة .. وحصيلة ثقيلة من الضحايا
يوضح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال ارتكب 393 خرقاً موثّقاً منذ بدء سريان الاتفاق، معظمها استهدف المدنيين بشكل مباشر، وأسفرت هذه الهجمات عن استشهاد 279 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى 652 إصابة متفاوتة، فضلاً عن اختطاف 35 مواطناً خلال عمليات توغّل مفاجئة داخل أحياء سكنية في مناطق مختلفة من القطاع.
خريطة الانتهاكات .. إطلاق نار وقصف وتوغلات
توزعت خروقات العدو الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار على النحو التالي:
113 عملية إطلاق نار مباشر استهدفت مناطق مكتظة بالسكان.
174 عملية قصف جوي وبري طالت منازل وأحياء سكنية.
85 عملية نسف لمنازل ومنشآت مدنية، خلّفت دماراً واسعاً وتسببت بتهجير عشرات العائلات.
17 عملية توغّل للآليات العسكرية الإسرائيلية داخل مناطق مأهولة، رافقتها اعتقالات وتخريب للبنى التحتية.
هذه العمليات تأتي امتداداً لعدوان واسع استمر على مدار عامين، خلّف نحو 70 ألف شهيد وآلاف المفقودين، إلى جانب موجات نزوح متكررة قبل الوصول إلى الاتفاق الأخير، وهو ما أكدته وزارة الصحة في غزة في تقريرها الأخير.
قطاع صحي منهار .. وجرحى بلا علاج
بعد أربعين يوماً من الاتفاق، لا يزال القطاع الصحي في غزة في واحدة من أسوأ حالاته التاريخية، وكشفت الجهات الصحية أن أكثر من 80% من المستشفيات خارج الخدمة بالكامل، وأن المستشفيات المتبقية تعمل بأقل من 30% من طاقتها التشغيلية، وأقسام حيوية تعطّلت بسبب نقص الوقود والمعدات، ومنع سفر الجرحى والمرضى إلى الخارج لا يزال قائماً، مع استمرار منع دخول الإمدادات الطبية الطارئة.
ويرى مختصون أن استمرار إغلاق المعابر وتعطيل الحركة العلاجية يمثل تهديداً مباشراً لحياة آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
هندسة التجويع .. مساعدات لا تتجاوز 30% من المتفق عليه
لا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بالخروقات العسكرية، بل يواصل تشديد الحصار على القطاع عبر منع دخول المواد الغذائية الأساسية وتقليص المساعدات الإنسانية، ووفق مصادر حكومية في غزة، لم يتم إدخال سوى 30% من الكميات المتفق عليها ضمن بروتوكول المساعدات المرتبط بالاتفاق، ويشير مراقبون إلى أن هذا النهج يدخل ضمن سياسة هندسة التجويع، التي تهدف إلى الضغط على السكان وإرهاقهم، في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية ونفاد المخزون الغذائي والدوائي في العديد من المناطق.
اتفاق على المحك .. ومطالب بتدخل دولي عاجل
مع استمرار الخروقات وتراجع التزام العدو الإسرائيلي ببنود الاتفاق، تبدو فرص الحفاظ على الاستقرار في غزة ضئيلة، فالاتفاق الذي كان من المفترض أن يوقف نزيف الدم ويضع حداً لدوامة التهجير والجرائم الصهيونية المتكررة ، يبدو اليوم مهدداً بالانهيار في أي لحظة.
وتطالب الجهات الفلسطينية بضرورة تدخل دولي فاعل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي، بوقف اعتداءاته، وحماية المدنيين، وضمان احترام الاتفاق وبروتوكولاته الإنسانية، بما يحول دون انزلاق الوضع نحو مرحلة أكثر خطورة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
إرتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 13 شهيداً
لبنان|يمانيون|وكالاتأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان صحفي ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي الغاشم على مخيم عين الحلوة بمحيط مدينة صيدا أسفرت، وفق حصيلة محدثة، إلى 13شهيدًا وإصابة آخرين.
وجاء الاستهداف بإطلاق طائرات إسرائيلية صواريخ في محيط مسجد خالد بن الوليد بالشارع التحتاني داخل المخيم، وادى الاستهداف إلى اندلاع حرائق في المكان.
ولاحقًا، زعم جيش العدو أن الغارة استهدفت مجمّع تدريبات تابع لحركة حماس في منطقة عين الحلوة بجنوب لبنان.
وشوهدت الطائرات المسيّرة وهي تحلّق على علو منخفض من الزهراني وصولًا إلى موقع الاستهداف في صيدا.
واصدرت حركة حماس بيانا جاء فيه: تعقيباً على العدوان الصهيوني الذي استهدف مخيّم عين الحلوة، وارتكابه مجزرة مروّعة ارتقى جرّاؤها عددٌ من الشهداء المدنيين، وإصابة عددٍ آخر من الجرحى، فإننا نؤكّد على ما يلي:
ندين ونرفض العدوان الصهيوني الذي استهدف مكاناً مكتظّاً بالمدنيين وقريباً من أحد المساجد، ونعدّه اعتداءً وحشياً على شعبنا الفلسطيني الأعزل وعلى السيادة اللبنانية.
إنّ هذا العدوان الإرهابي على مخيّم عين الحلوة هو استمرار للاعتداءات الصهيونية الإرهابية على شعبنا في غزة والضفة، والاعتداءات المتواصلة على لبنان.
إنّ ادعاءات ومزاعم جيش الاحتلال الصهيوني بأنّ المكان المستهدف هو “مجمع للتدريب تابع للحركة” محضُ افتراءٍ وكذب، يهدف إلى تبرير عدوانه الإجرامي، والتحريض على المخيّمات وشعبنا الفلسطيني، فلا توجد منشآت عسكرية في المخيّمات الفلسطينية في لبنان.
نؤكّد في حركة حماس أنّ ما تم استهدافه هو ملعب رياضي مفتوح يرتاده الفتيان من أبناء المخيم، وهو معروف لعموم أهالي المخيم، وأنّ من تم استهدافهم هم مجموعة من الفتية كانوا متواجدين في الملعب لحظة الاستهداف.
يتحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء بحق شعبنا الفلسطيني وبحق الدولة اللبنانية الشقيقة.
نترحّم على شهداء شعبنا الأبرار، ونسأل الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.”