اتّخذت إيران اليوم نبرة تهديدية وأكثر حدّة عقب اغتيال القيادي في حزب الله هيثم علي الطبطبائي بالضاحية الجنوبية لبيروت، في ضربة إسرائيلية اعتُبرت الأخطر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ أكتوبر 2024.

أدان الحرس الثوري الإيراني اغتيال الطبطبائي، معتبرًا في بيان أن إسرائيل ارتكبت "جريمة اغتيال صهيونية" بحق القيادي في حزب الله.

وجاء في البيان أن هذا الاغتيال يشكّل دليلاً على "ضعف وعجز عدو وصل إلى طريق مسدود أمام إرادة شعوب المنطقة وحركة المقاومة".

وأضاف الحرس الثوري أن "حق محور المقاومة وحزب الله في الثأر محفوظ"، متوعداً بأن يواجه المعتدي "رداً ساحقاً في الوقت المناسب". وجاء في البيان أن "حركة المقاومة حيّة ودماء الشهداء تُشعل جذوة الأمل والعزيمة في قلوب أحرار العالم والمجاهدين في ساحات المقاومة".

كما عبّر الحرس الثوري عن أسفه لـ"استمرار صمت وتقاعس المنظمات والمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان تجاه جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية المدعومة أمريكيا"، وفق ما جاء في البيان.

مقاتلون من حزب الله يحملون نعش القائد العسكري هيثم الطباطبائي الذي قُتل مع عدد من عناصر الحزب في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، في 24 نوفمبر 2025. Hussein Malla/AP مواقف إيرانية موازية

على منصة "إكس"، قدّم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني التعازي بمقتل الطبطبائي وعدد من رفاقه. وقال إن "الشهداء حققوا أهدافهم"، لكنه اعتبر أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مغامراته، ليفهم الجميع أنه لا سبيل إلا لمواجهة هذا الكيان غير الشرعي"، وفق تعبيره.

كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الاغتيال، ووصفت الضربة بأنها "انتهاك فاضح" لوقف إطلاق النار و"هجوم وحشي" على سيادة لبنان. وشددت على ضرورة محاسبة القادة الإسرائيليين على "الأعمال الإرهابية وجرائم الحرب".

ويُذكر أن الطبطبائي قُتل إثر غارة جوية إسرائيلية مدمّرة على الضاحية الجنوبيةيوم الأحد، في أول اغتيال من نوعه منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، وبعدما كانت معظم الانتهاكات الإسرائيلية تتركز على جنوب لبنان، وقد جاء الاغتيال محمّلًا بثقل رمزية الشخص المستهدف وطبيعة الموقع، وبالظروف السياسية والأمنية التي أحاطت به.

Related اغتيال الطبطبائي: رسالة "لا تخص لبنان وحده".. فما خيارات حزب الله في الرد؟التصعيد يتسارع: إسرائيل توسّع ضرباتها في لبنان.. وتستهدف "شخصية عسكرية بارزة" في غزةفي ذكرى استقلال لبنان.. الرئيس عون يجدد استعداده للتفاوض ويؤكد جاهزية الجيش لتسلّم النقاط المحتلّة مشهد دموي وتصعيد مستمر

أظهرت المقاطع المصوّرة من موقع الضربة حجم الدمار الذي خلّفته الغارة، وانعكاسه في حالة الصدمة والخوف بين المواطنين، فيما بدا عدد من السكان مغطّين بالدماء. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين.

وأكد حزب الله مقتل الطبطبائي بعد ساعات من عملية الاغتيال، معلناً أنه "القائد الجهادي الكبير الذي ارتقى فداءً للبنان وشعبه في اعتداء إسرائيلي على منطقة حارة حريك". وأشاد الحزب بدوره، مؤكداً أن مقتله سيُلهم المقاتلين "أملاً وعزماً متجدّدين"، ومتعهدًا بمواصلة القتال ضد "العدو الصهيوني وراعيه، أمريكا".

وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله خسر خلال العامين الماضيين عدداً من قادته البارزين بضربات إسرائيلية، بينما وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في جبهات أخرى، في وقت تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية داخل البلاد رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الصحة حزب الله جمهورية السودان حركة حماس قوات الدعم السريع السودان إسرائيل الصحة حزب الله جمهورية السودان حركة حماس قوات الدعم السريع السودان الحرس الثوري الإيراني إيران إسرائيل بنيامين نتنياهو حزب الله لبنان إسرائيل الصحة حزب الله جمهورية السودان حركة حماس قوات الدعم السريع السودان أوكرانيا دونالد ترامب غزة دراسة عبد الفتاح البرهان فولوديمير زيلينسكي الحرس الثوری إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

من هو رحمن الله لكنوال المشتبه به في إطلاق النار قرب البيت الأبيض؟

أفاد تقرير إخباري بأن السلطات الأميركية تعرفت على هوية المشتبه به في إطلاق النار على اثنين من عناصر الحرس الوطني بالقرب من البيت الأبيض بعد ظهر الأربعاء بتوقيت العاصمة واشنطن.

ونقلت مجلة نيوزويك في تقريرها عن عدة وسائل إعلام أن مسؤولي إنفاذ القانون كشفوا أن المشتبه به هو رحمن الله رحمن الله لكنوال، البالغ من العمر 29 عاما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: 50 جامعة بريطانية على شفا الإفلاسlist 2 of 2واشنطن بوست: هذه الدول تتلقى ملايين من ترامب مقابل استقبال المرحّلينend of list

وكانت العاصمة الأميركية قد شهدت أمس حادثا خطيرا قرب البيت الأبيض بعد إطلاق النار على اثنين من عناصر الحرس الوطني لولاية فرجينيا الغربية، في هجوم وصفه المسؤولون بأنه كان "كمينا" يستهدف هدفا محددا.

وقد أدى ذلك إلى رفع حالة التأهب الأمني إلى المستوى الأحمر قبل تخفيضها لاحقا، وإلى فرض إغلاقات أمنية مؤقتة في محيط البيت الأبيض ومقر وزارة الخزانة، إضافة إلى وقف مؤقت للرحلات الجوية في مطار رونالد ريغان لإفساح المجال لمهام الإجلاء الطبي الجوي.

وجاء في تقرير المجلة أن رحمن الله لكنوال مواطن أفغاني دخل الولايات المتحدة عام 2021 ضمن برنامج الإجلاء الطارئ الذي أطلقته إدارة الرئيس السابق جو بايدن عقب سقوط العاصمة الأفغانية كابل.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن لكنوال تجاوز مدة تأشيرته ووضعه حاليا غير قانوني، بينما أفاد أحد أقربائه بأنه خدم لمدة 10 سنوات في الجيش الأفغاني بالتعاون مع قوات العمليات الخاصة الأميركية، وأنه هرب من تهديد حركة طالبان ولديه زوجة و5 أبناء.

ولا تزال دوافع الهجوم غير معروفة، لكن مكتب التحقيقات الفدرالي أكد أن الحادث كان موجها ضد عناصر الحرس الوطني. وأُصيب المشتبه به بطلق ناري خلال عملية توقيفه، ويخضع للعلاج في المستشفى. أما الجنديان، فتم تحويلهما إلى مستشفيات المنطقة بحالة حرجة.

وأشارت نيوزويك إلى أن الحادث أثار نقاشا حادا في الدوائر السياسية، إذ بادر الرئيس دونالد ترامب إلى نشر مدونة على منصته الخاصة (تروث سوشيال) اتسمت بلهجة صارمة وصف فيها المشتبه به بـ"الحيوان"، وتعهد بأن يجعله "يدفع ثمنا باهظا"، داعيا إلى مراجعة شاملة لجميع المهاجرين الأفغان الذين دخلوا الولايات المتحدة خلال ولاية بايدن.

إعلان

كذلك جدد ترامب تحذيراته مما وصفه بـ"تهديد أمني كبير" ناجم عن وصول "ملايين الأجانب غير المعروفين" إلى البلاد، وحثّ الأميركيين على الصلاة من أجل الجنديين المصابين.

وقال الرئيس إن "هذا الهجوم يبرز (أن البلاد) تواجه أكبر تهديد للأمن القومي"، مضيفا أن "الإدارة السابقة سمحت بدخول 20 مليون أجنبي مجهول وغير خاضع للرقابة من جميع أنحاء العالم، من أماكن لا يعرفها أحد. لا يمكن لأي بلد تحمل مثل هذا الخطر".

ويأتي الحادث في ظل انتشار واسع لعناصر الحرس الوطني في العاصمة منذ أوائل العام بناء على أوامر رئاسية، مما دفع وزير الحرب بيت هغسيث إلى الإعلان عن نشر 500 عنصر إضافي في ضوء التطورات الأمنية الأخيرة.

ويعيد هذا الهجوم تسليط الضوء على برنامج إعادة توطين الأفغان، إذ أحضرت الولايات المتحدة أكثر من 70 ألف أفغاني عام 2021، بينما يواجه ما بين 9 آلاف و11 ألفا منهم خطر فقدان وضع الحماية المؤقتة بعد قرار إدارة ترامب إنهاءه في مايو/أيار الماضي.

ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد الدوافع والخلفيات المحتملة، وسط دعوات واسعة من مسؤولين فدراليين وولايات للصلاة من أجل عناصر الحرس الوطني المصابين وضمان محاسبة المتورطين.

مقالات مشابهة

  • لبنان سنة ثانية لوقف النار: غارات على الجنوب هي الأوسع منذ اغتيال الطبطبائي
  • من هو رحمن الله لكنوال المشتبه به في إطلاق النار قرب البيت الأبيض؟
  • رصد إسرائيلي للآثار الإستراتيجية المتوقعة من اغتيال الطبطبائي
  • ما حدود رد الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل بعد اغتيال الطبطبائي؟
  • اغتيال الطبطبائي: هل يدفع المسار السياسي أو يعرقله؟
  • ترجيح تريث حزب الله في الرد على اغتيال إسرائيل الطبطبائي
  • لبنان أمام منعطفٍ خطير.. ما بعد اغتيال الجهادي الكبير هيثم الطبطبائي؟
  • الشورى يدين جريمة اغتيال “الطبطبائي” ويؤكد تضامن اليمن مع لبنان في الرد
  • مجلس الشورى يُدّين جريمة اغتيال القائد الجهادي الشهيد هيثم الطبطبائي
  • الحرس الثوري الإيراني يعد برد ساحق بـ«الموعد المحدد» على اغتيال طبطبائي