الصحافي الجزائري سعد بوعقبة.. لماذا أُوقف وما الذي أثارته تصريحاته حول كنز الجبهة؟
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
شكّل توقيف الصحافي الجزائري سعد بوعقبة صدمة واسعة في الأوساط الإعلامية والحقوقية، بعدما أثارت قضيته أسئلة حول حدود النقاش التاريخي ومساحة حرية التعبير في الجزائر.
في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وُضع بوعقبة، البالغ 79 عامًا، رهن الحبس المؤقت إثر جلسة محاكمة فورية، عقب شكوى تقدّمت بها مهدية بن بلة، ابنة أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة، اتهمته فيها بـ"الإساءة إلى رموز الثورة" وبـ"نشر معلومات كاذبة وخاطئة ومشينة تمس برموز الدولة ورموز ثورة التحرير الوطني".
جاءت القضية على خلفية ظهور بوعقبة قبل أيام في برنامج يبث عبر منصة يوتيوب، حيث استعاد قضية "خزينة جبهة التحرير الوطني" أو "كنز الجبهة"، وهو ملف يعود إلى فترة الثورة التحريرية بين 1954 و1962، ومتعلق بالأموال المودعة في مصارف سويسرية لدعم الثورة.
اعتمد بوعقبة في حديثه على ما أورده الكاتب الفرنسي الراحل بيار بيان في كتابه "المتطرف: فرانسوا جونو، من هتلر إلى كارلوس" (1996)، الذي يوثق دور المصرفي السويسري جونو في إدارة أموال الجبهة، وما أثارته تلك الأموال من صراع سياسي بعد الاستقلال وحتى الثمانينيات بين كبار المسؤولين وبعض شخصيات المعارضة التاريخية المنفية.
Related إيداع الصحافي الجزائري سعد بوعقبة الحبس الإحتياطي بعد شكوى من عائلة الرئيس الأسبق بن بلةمحامي الصحفي كريستوف غليز المحتجز في الجزائر يتطلع إلى "نتيجة إيجابية" للاستئنافالجزائر.. محكمة الاستئناف تؤيّد حكمًا بالسجن سبع سنوات بحقّ الصحافي الفرنسي كريستوف غليزورغم عدم توجيهه اتهامًا صريحًا لبن بلة بالاستيلاء على الأموال، إلا أن ابنته رأت أن طرح الموضوع يشكل "اعتداءً على مكانة والدها، أحد رموز الدولة الجزائرية".
وأقدمت الشرطة، إضافة إلى توقيف بوعقبة، على إغلاق مقر القناة التي ظهر فيها بالشمع الأحمر، واعتقلت مديرها بالتهمة ذاتها قبل أن تُخلي سبيله.
ومن المنتظر أن تبدأ محاكمة بوعقبة في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، في وقت يتصاعد فيه الجدل حول مساحة التعبير المسموح بها، وحول كيفية التعامل مع ملفات تاريخية خلافية ما زالت تشكل جزءًا حساسًا من السردية الوطنية.
مسيرة طويلة.. ونزاعات متكررة مع القضاءيُعدّ بوعقبة أحد أقدم الصحافيين الجزائريين وأبرز المعلّقين السياسيين منذ سبعينيات القرن الماضي، واشتهر بكتاباته في الصحف الناطقة بالعربية وبزاوياته التي أثارت جدلًا مستمرًا في المشهد الإعلامي.
بدأ مسيرته المهنية في الصحافة الحكومية قبل انتقاله إلى صحف خاصة مثل "الخبر" و"الشروق"، وظلّ حاضرًا في النقاش العام عبر مقالاته التي تمزج بين النقد السياسي واستعادة الذاكرة التاريخية. ويُعرف بوعقبة أيضًا بظهوره في برامج الرأي والمقابلات، حيث غالبًا ما يقدّم قراءات تحليلية.
وسبق أن تعرض بوعقبة للاعتقال في 1992 بعد انتقاده اعتقال عشرات الإسلاميين في بدايات عهد الرئيس محمد بوضياف الذي اغتيل بعد نحو ستة أشهر من توليه السلطة. ومرّ أيضًا بتجارب ملاحقة وسجن عام 1996. كما حُكم عليه في 2023 بالسجن ستة أشهر نافذة إثر مقال ساخر عن منطقة يصوّت سكانها بكثافة رغم عدم تحسّن أوضاعهم الاقتصادية، إضافة إلى سحب جواز سفره.
وخلال سلسلة المقابلات التي أجراها مؤخرًا على القناة التي أُغلقت لاحقًا، استعاد بوعقبة مسيرته الطويلة في الصحافة، وعلاقاته بمسؤولين وشخصيات من حقبة الاستقلال، وكذلك نزاعاته المتكررة مع القضاء.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل روسيا حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل روسيا حركة حماس حرية الصحافة حكم السجن الجزائر حرية التعبير حقوق الإنسان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل روسيا حركة حماس دونالد ترامب دراسة الاحتباس الحراري تكنولوجيا غزة أوروبا
إقرأ أيضاً:
على هامش معرض “عُمان أغروفود” 2025.. منتدى رجال الأعمال الجزائري–العُماني لتعزيز التعاون الاقتصادي
نُظّم اليوم الثلاثاء، منتدى رجال الأعمال الجزائري-العُماني، وذلك بمبادرة من وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات وبالتنسيق مع سفارة الجزائر بمسقط وغرفة التجارة والصناعة العُمانية.
ويأتي هذا على هامش معرض عُمان الدولي للزراعة والثروة السمكية والأغذية “عُمان أغروفود”.
وشهد المنتدى حضورًا ممثلين عن وزارات التجارة الخارجية وترقية الصادرات، الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، إلى جانب العارضين الجزائريين والمؤسسات الاقتصادية العُمانية المشاركة في فعاليات المعرض.
وخلال هذا اللقاء، قدّم مدير تطوير المبادلات التجارية السيد زهير موساوي ممثل وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات مداخلة محورية استعرض فيها واقع المبادلات التجارية بين البلدين، مؤكدًا على ضرورة استغلال الإمكانيات الكبيرة المتاحة في مجالات المنتجات الفلاحية، والصناعات الغذائية، والأدوية البيطرية، وغيرها من القطاعات الواعدة التي تمثل فرصًا حقيقية لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي.
كما شكّل المنتدى منصة عملية لبرمجة لقاءات ثنائية (B2B) بين رجال الأعمال الجزائريين والعُمانيين، بهدف خلق قنوات اتصال مباشرة وتطوير شراكات تجارية واستثمارية مشتركة، بما يسمح بتجسيد طموحات البلدين في الارتقاء بحجم المبادلات التجارية إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة التي تجمع الجزائر وسلطنة عُمان.
وفي سياق متصل، يواصل الجناح الجزائري، لليوم الثاني على التوالي، استقطاب عدد كبير من الزوار الذين أبدوا اهتمامًا لافتًا بالمنتجات الجزائرية المعروفة بجودتها وتميّزها، خاصة في مجالات المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية، مما يعكس المكانة المتزايدة للصناعة الوطنية في الأسواق الإقليمية.