توقيع رواية (أصل الحكاية.. حكاية حب) للكاتبة جهينة شبوع في حمص
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
حمص-سانا
احتضن المركز الثقافي العربي في حمص اليوم حفل توقيع رواية أصل “الحكاية.. حكاية” حب للكاتبة جهينة شبوع، حيث تدور أحداثها حول شاب وشابة جمعهما القدر في محل لبيع الزهور وتعاهدا على الحب مدى الحياة، لكن غيث اضطر لمغادرة البلاد بحثاً عن عمل يعيل أسرته، ويتمكن من الزواج بورد التي انتظرته طويلا بقلبها المحب.
الكاتبة جهينة شبوع قالت في تصريح لمراسلة سانا: “أحببت الكتابة منذ الصغر وروايتي ماهي إلا حلم صغير من باقة أحلامي”، مضيفة: “أصل الحكاية التي تفوح من طياتها رائحة الأم والياسمين والوطن هي قصة حب وحكاية معطرة بالحزن، لكنها متوجة بالمحبة المعطاءة التي تجعل الإنسان يحصل على السعادة وهو في طريقه للبحث عنها”.
الروائي والناقد السينمائي عماد نداف لفت إلى أن الكاتبة لم تغامر بوصف وحشية الحرب، بل طرقت الباب بهدوء ودعتنا لنسمع حكاية عاشقين بنوع خاص حطت رحالها عند بائع الأزهار الذي فتح باب الحكاية على مصراعيه.
الأديب الدكتور نزيه بدور أشار إلى أن الكاتبة قدمت روايتها بأسلوب رائد، حيث جاءت على ألسنة متعددة مع مراعاة الرمزية في اختيار الأسماء، لافتاً إلى أن النص قصيدة حب مفعمة بالقيم النبيلة.
الناقد محمد الرستم رأى أن النص وضعنا أمام نمط جديد من الفن القصصي الأقرب إلى الحكاية، لافتاً إلى تعدد الأصوات السردية ضمنه، حيث نسجت الكاتبة خيوطه ونشرت ضوء الكلمة على الأرواح المتعبة من خلال حكاية حب، وأبدعت في الرمزية للواقع المؤلم.
الكاتب محمد الحفري أوضح أن الرواية اعتمدت في سرد أحداثها على قلة الشخصيات وعدم التوغل في أحداث وتفصيلات الحرب، فاختارت التلميح وابتعدت عن التقنيات الحديثة في كتابة النص.
ولفت الأديب والناشر محمد الطاهر إلى أن الرواية محاولة لكسر روتين النص الاعتيادي عن واقع أليم في جحيم الحرب العتيدة، وتضيف إلى روايات الحرب في سورية تجربة من نوع خاص.
تقع الرواية في حوالي 100 صفحة من القطع المتوسط وهي صادرة عن دار توتول للطباعة والنشر.
يشار إلى أن الكاتبة جهينة شبوع من مواليد 1973 بقرية ربلة بريف حمص، وحائزة على شهادتي ترجمة لغة إنكليزية ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة البعث.
رشا محرز
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
العثور على ترنيمة بابلية عمرها 2100 عام تبوح بأسرار مثيرة عن الحضارة القديمة
الثورة نت/..
عثر علماء على ترنيمة تاريخية تعود إلى الحضارة البابلية القديمة بعد اختفائها لأكثر من 2100 عام.
وهذه القصيدة الدينية التي كانت تنشد تمجيدا للإله مردوخ (أو مردوك)، الإله الحامي لمدينة بابل، تقدم وصفا شعريا أخاذا لمظاهر الحياة في تلك المدينة الأسطورية، حيث تتحدث عن أنهارها الجارية، وبواباتها المزينة بالجواهر، وكهنتها الطاهرين.
وعثر على أجزاء من هذه الترنيمة محفورة على ألواح طينية في أنقاض مدينة سيبار الأثرية التي تقع على بعد نحو 65 كيلومترا شمال بابل.
واستخدم فريق بحثي من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة تجميع 30 قطعة من هذه الألواح المتناثرة، وهي عملية كانت ستستغرق عقودا إذا ما تمت بالطرق التقليدية.
ويبلغ طول النص الأصلي للترنيمة نحو 250 سطرا. وتمكن العلماء حتى الآن من فك رموز وترجمة نحو ثلث هذا النص المكتوب بالخط المسماري. وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه يقدم رؤى جديدة وغير مسبوقة عن التفاصيل الحياتية والثقافية في بابل القديمة، حيث يصف البروفيسور إنريكي خيمينيز، قائد الفريق البحثي، النص بأنه “يتمتع بجودة أدبية استثنائية وببنية مترابطة بدقة”.
وتبدأ الترنيمة بتمجيد عظيم للإله مردوخ، الذي يوصف بأنه “مهندس الكون”، ثم تنتقل إلى تمجيد مدينة بابل نفسها، حيث تصورها كجنة غنية تفيض بالخيرات، وتشبهها بالبحر في عطائها، وبحديقة الفواكه في ازدهارها، وبالأمواج في تدفق خيراتها.
كما تقدم الترنيمة وصفا حيا لنهر الفرات والسهول الخصبة المحيطة به حيث ترعى المواشي.
لكن الأهم من ذلك أن النص يكشف عن منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع البابلي، حيث تبرز قيم مثل احترام الغرباء وحماية الضعفاء في المجتمع.
وتمدح الترنيمة الكهنة الذين لا يذلون الأجانب، ويحررون الأسرى، ويرعون الأيتام.
كما تقدم تفاصيل نادرة عن دور المرأة في المجتمع البابلي، حيث تكشف عن وجود كاهنات يعملن كقابلات لمساعدة النساء في الولادة، وهو دور لم يكن معروفا من قبل في المصادر التاريخية الأخرى.
وتشير الدلائل إلى أن هذه الترنيمة حظيت بمكانة خاصة في الثقافة البابلية، حيث ظلت تدرس في المدارس البابلية لما يقرب من ألف عام، منذ حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد وحتى القرن الأول قبل الميلاد. وهذا يعني أن الأجيال المتعاقبة من الطلاب البابليين استمروا في نسخها ودراستها حتى بعد سقوط الإمبراطورية البابلية.
وتقع أطلال بابل التي تعد اليوم أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، على بعد نحو 85 كيلومترا جنوب العاصمة العراقية بغداد، وما تزال شاهدة على مجد حضارة عمرها آلاف السنين.
ومن بين أبرز ما ورد في الترنيمة المذهلة، مقطع شعري يصف نهر الفرات، شريان الحياة الذي قامت على ضفافه بابل:
“الفرات هو نهرها صنيع الإله الحكيم نوديمود —
يروي الضفاف، ويسقي السهول،
يصب مياهه إلى البحيرة والبحر،
تزدهر حقوله بالزهر والعشب،
تتلألأ في مروجه أعشاب الربيع وسنابل الشعير،
متكدسة في وسطه أكوام حبوب الجعة،
المواشي والأغنام تجلس على المراعي الخضراء،
الفيض والغنى — ما هو حق للناس —
تتضاعف، وتتوافر وتتهافى بغزارة”.
ويقدر العلماء أن الترنيمة كتبت في الفترة بين 1500-1300 قبل الميلاد، ما يجعلها واحدة من أقدم الأعمال الأدبية الطويلة في تاريخ بابل. وعلى الرغم من أنها أحدث من ملحمة غلغامش الشهيرة، إلا أنها كانت تدرس وتنقل جنبا إلى جنب معها لقرون طويلة. ومن المثير للاهتمام أن الباحثين يعتقدون أن هذه الترنيمة هي عمل مؤلف واحد، على عكس ملحمة غلغامش التي تم تجميعها على مر العصور.
وما يزال اسم مؤلف هذه التحفة الأدبية مجهولا حتى الآن، لكن البروفيسور إنريكي خيمينيث الذي قاد هذا البحث، أعرب عن تفاؤله بإمكانية اكتشاف هويته في المستقبل.