صحيفة البلاد:
2025-12-12@08:38:40 GMT

التنمر الإلكتروني .. المعركة ليست معركتي

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

التنمر الإلكتروني .. المعركة ليست معركتي

إشتكى قريبٌ لي ذات مرة ، من تعرُّضه لتنمُّر وهجومٍ قاسٍ عبر الإنترنت بسبب تعليق رياضي على إحدى المباريات ضد أحد الفريقيْن المتنافسيْن. ويبدو أن رأيه لم يكن محل قبول لدى أفراد الفريق الآخر، الذين بدأوا بالهجوم عليه عبر تويتر بألفاظ بذيئة حدّ القذف في الأعراض .

قريبي هذا شعر بضغط نفسي شديد بسبب بذاءة الألفاظ، ما حدا به لإغلاق هاتفه طوال اليوم.

وتجنّب الدخول إلى تويتر لمدة أسبوعين حتى تتوقف تلك الإعتداءات. وبعد أن أصبحت تكنولوجيا الإتصالات جزءاً لا يتجزأ من الحياة العصرية ،ارتفع معدل انتشار التنمُّر بسبب الإستخدام واسع النطاق لوسائل التواصل الإجتماعي ،وأصبح هذا النوع من المضايقات لا يستثني أحدًا ويمكن أن يؤثر سلبًا على سمعة وصحة الأفراد العقلية.

إلى ذلك ، يتفق معظم المتخصصين في مجال الإعلام،على أن التنمُّر عبر الإنترنت أصبح ممكناً باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة ومنصّات التراسل والألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية.

وتجمع آراؤهم على أن التنمُّر الإلكتروني هو استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بقصد إيذاء شخص ما ، وتشويه سمعته ونشر الأكاذيب عنه أو بنشر وإرسال رسائل أو صور محرجة أومقاطع فيديو مسيئة باسم مرسلها أو من خلال حسابات وهمية، علماً بأن التنمُّر الإلكتروني لايأتي كله من قبل أُناس يعرفون المتلقي ، بل غالباً ما يتم الإرسال من شخص غريب مجهول الهويّة، وقد يكون المتنمِّر الإلكتروني شخصًا معروفاً ، في حين أنه قد يكون من المغري رفض تعليقات الأفراد المجهولين عبر الإنترنت، فمن المهم الإعتراف بتأثير كلماتهم، خاصةً عند تضّخيمها عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

وتزداد صعوبة تجنّب التنمُّر الإلكتروني عبر الإنترنت بسبب انتشار وسائل التواصل الإجتماعي والمنصّات مجهولة الهويّة، فأي شخص معرّض لأن يكون أحد ضحايا التنمُّر الإلكتروني.
وفي حين يكون من الصعب تجاهل مثل هذه الأحداث أو تجاوزها ، فمن الأهمية بمكان معرفة كيفية التصرف من أجل أن يحمي الفرد منا نفسه وسمعته.
ومن حق المرء أن يتساءل : لماذا يجب عليّ أن أكترث لما يقوله شخص مجهول الهويّة غير معروف الإسم والشكل من وراء الكمبيوتر.؟

ندرك جميعًا أنه ليست لدينا السيطرة على محتوى الردود من أولئك الذين يتفاعلون معنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فمنا من يختار تجاهل الردود المسيئة تمامًا والإستمرار كأن لم تكن، ومنا من تضعه مثل هذه التصرفات تحت ضغط نفسي ، ومن المهم أن تتذكر أننا لسنا مطالبين بقبول أي نوع من المضايقات عبر الإنترنت، علماً بأن التعامل مع التنمُّر عبر الإنترنت ، يتطلب إستراتيجيات لحماية الذات والسمعة ، وهناك طرق عدة يمكن إستخدامها حتى لا يقع الفرد منا ضحية للتنمُّر، ومنها عدم التفاعل مع المتنمِّرين والمشاركة في النقاشات الساخنة سياسية كانت أم رياضية،وتجاهل كل الردود البذيئة واضعين نصب أعيننا شعار: “اعتزل كل ما يؤذيك”.

كما أنصح وبشدّة أخذ فترات راحة من وسائل التواصل الإجتماعي عند الضرورة قد تستمر أياماً أو أسابيع حسب الرغبة.
إن تجنّب المناقشات الساخنة والإمتناع عن التعامل مع المتنمّرين، يمكن أن يمنع المضايقات بشكل إستباقي ، فيما يؤكد تجاهل التعليقات المسيئة والالتزام بمقولة “اقطع ما يؤذيك”، أهمية الحفاظ على الذات.
إن أبسط خيار -وأفضّله شخصيًا وأنصح به-، هو حظر الأشخاص الذين يسبّبون لنا الصداع.
عندما أتعرّض للتنمُّر عبرالإنترنت ، أقنع نفسي باستمرار أن كل من يسيء إليّ قد يكون مراهقًا أو طالبًا في مدرسة متوسطة يجلس في غرفة نومه الخاصة، أو شخص بإحدى دول الكاريبي يتخذ من التنمُّر علي الأشخاص وسيلة تسلية.
كيف يمكنني ترك شخص مثل هذا يفسد يومي؟
دائما ما أُذكّر نفسي بأنني أنا المسيّطر على الأحداث ولا أسمح لكائن من كان أن يستدرجني إلى معركة ليست معركتي.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الإجتماعی عبر الإنترنت ر الإلکترونی

إقرأ أيضاً:

حظر مفاجئ لوسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين في أستراليا

أعلنت الحكومة الأسترالية حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى مثل تيك توك، إكس، فيسبوك، إنستجرام، يوتيوب، سناب شات، وثريدز، على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما، حيث لا يسمح لهم بإنشاء حسابات جديدة، في حين تم تعطيل الحسابات الموجودة.

وتعد هذه الحظر الأول من نوعه في العالم، مما يجعلها محط أنظار العديد من الدول الأخرى التي تراقب عن كثب تطورات هذه الخطوة.

رقابة الإنترنت تشتد.. أستراليا تدرج منصة شهيرة ضمن قائمة المنصات المحظورةلماذا تقرر الحكومة الأسترالية فرض الحظر؟

أرجعت الحكومة الأسترالية الحظر إلى هدف تقليل التأثيرات السلبية لتصاميم وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع الشباب على قضاء المزيد من الوقت على شاشاتهم، وتعرضهم لمحتوى قد يؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية.

وقد أظهرت دراسة أجرتها الحكومة في أوائل 2025 أن 96% من الأطفال بين 10 و15 عاما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وأن 7 من كل 10 منهم تعرضوا لمحتوى ضار يشمل مواد عنف وتحريض على الانتحار، بالإضافة إلى سلوكيات تحرش من بالغين أو أطفال أكبر سنا.

أستراليا تحظر وسائل التواصل الاجتماعي عن القاصرين تحت 16 عاماما هي المنصات المشمولة في الحظر؟

يشمل الحظر عشرة منصات رئيسية فيسبوك، إنستجرام، سناب شات، ثريدز، تيك توك، إكس، يوتيوب، ريديت، إلى جانب منصات البث مثل Kick وTwitch.

تقيم الحكومة المنصات بنء على ثلاثة معايير أساسية:

- إذا كانت المنصة تهدف بشكل رئيسي إلى تمكين التفاعل الاجتماعي بين المستخدمين.

- إذا كانت تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع الآخرين.

- إذا كانت تسمح للمستخدمين بنشر محتوى.

وبذلك، تم استبعاد خدمات مثل يوتيوب كيدز، جوجل كلاس روم، وواتساب من الحظر لعدم استيفائها هذه المعايير.

كيف سيتم تنفيذ الحظر؟

لن يتعرض الأطفال أو أولياء أمورهم لعقوبات على انتهاك الحظر، بل سيتحمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية، حيث تواجه غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (حوالي 32 مليون دولار أمريكي) في حال حدوث مخالفات جسيمة أو متكررة.

الشركات مطالبة باتخاذ "خطوات معقولة" للحفاظ على الأطفال بعيدا عن منصاتها، باستخدام تقنيات متعددة للتأكد من الأعمار مثل بطاقات الهوية الحكومية، أو تقنيات التعرف على الوجه والصوت.

هل ستحقق الحظر نجاحا؟

يثار القلق حول تقنيات التحقق من العمر، إذ قد تؤدي إلى حظر بالغين بشكل غير دقيق أو فشل في كشف القاصرين، كما أن هناك تساؤلات حول فعالية الغرامات الكبيرة في تحفيز الشركات على الامتثال.

وعلى الرغم من أن الحظر قد يخلق بيئة غير متسقة على منصات متعددة، إلا أن بعض النقاد يرون أن الحظر لا يشمل مواقع الألعاب أو الدردشة التي يمكن أن تشكل تهديدات مماثلة للأطفال.

ردود فعل منصات التواصل الاجتماعي

شركات مثل “ميتا” (التي تمتلك فيسبوك وإنستجرام وثريدز) بدأت بالفعل بإغلاق حسابات القاصرين منذ 4 ديسمبر. كما أعلنت سناب شات ويوتيوب أنهما سيعتمدان تقنيات تحقق من الهوية مثل الحسابات البنكية أو الصور الشخصية.

لكن تيك توك وسناب قد أعلنا عن معارضتهم للقرار، مع تعبير بعض الشركات عن قلقها من تأثير الحظر على خصوصية الأطفال وقدرتهم على التواصل الاجتماعي.

كيف تعاملت الدول الأخرى مع تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال؟

بدأت دول أخرى تتبنى خطوات مشابهة، حيث أعلنت الدنمارك عن خطط لحظر وسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين تحت 15 عاما، بينما تقوم النرويج بدراسة اقتراح مماثل.
وفي فرنسا، أوصت لجنة برلمانية بحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 15 عاما.

وفي المملكة المتحدة، تم تطبيق قوانين أمان جديدة في يوليو 2025 لفرض غرامات على الشركات التي تفشل في حماية الأطفال من المحتوى الضار.

في حين يتابع العالم عن كثب نتائج هذه التجربة في أستراليا، يتوقع أن يتزايد استخدام شبكات VPN لتجاوز القيود، وهو ما حدث في المملكة المتحدة بعد فرض قواعد مشابهة.

طباعة شارك حظر وسائل التواصل الاجتماعي أستراليا القاصرين تحت 16 عامًا

مقالات مشابهة

  • سابقة عالمية.. أستراليا تحظر مواقع التواصل لمن دون 16 عاما
  • بدء العمل على الموسم الثاني من ورد وشوكولاتة: في رواية أحدهم
  • حظر مفاجئ لوسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين في أستراليا
  • إدارة الأزمات إعلاميًا
  • أميركا تبدأ بفحص حسابات السياح على وسائل التواصل .. لمدة 5 سنوات
  • تعميم لكافة الأنشطة التجارية.. استخدموا وسائل الدفع الإلكتروني
  • إكس تلتزم رسميًا بالحظر الأسترالي وتباشر إزالة حسابات من هم دون 16 عامًا
  • مراهقون: الحد الأدنى لحظر مواقع التواصل يجب أن يكون 14 عامًا
  • حظر السوشيال ميديا على الأطفال رد فعل مبالغ أم تربية ذكية.. إليك كيفية حمايتهم؟
  • رقابة الإنترنت تشتد.. حجب الأطفال دون سن 16 عامًا من وسائل التواصل.. فهل تستطيع منع طفلك؟