أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن التفريط بمنجزات الثورة السورية سيجعل كلفة المرحلة المقبلة مضاعفة مقارنة بما تحملته سوريا وشعبها خلال الأعوام الأربعة عشر الماضية.

وقال الشرع اليوم الأحد، خلال مشاركته في فعالية شعبية أقيمت بفندق الشام في العاصمة دمشق بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتحرير: "إذا فرطنا الآن بإنجازات الثورة فسندفع أثمانا مضاعفة عما دفعناه في 14 عامًا".

وأشار الشرع في كلمته إلى أن "الفاتورة التي دفعت كانت ضخمة، إذ تعرض نصف الشعب للتهجير"، لافتا إلى أن "النصر الذي تحقق خلال أحد عشر يوما شكل الحلقة الأخيرة من المشهد السوري".

وأضاف: "الفاتورة كانت ثقيلة فالشعب تم ضربه بالكيميائي وتعرض للاعتقال وعذب بالسجون"، مشيرا إلى ما تعرض له السوريون خلال السنوات الماضية.

يذكر أن الشرع عاد اليوم الأحد إلى دمشق، بعد زيارة أجراها إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في منتدى الدوحة 2025، ورافقه كل من الوزير الشيباني ووزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي.

وفي كلمة ألقاها خلال منتدى الدوحة، جدد الشرع، التأكيد على أن سوريا تسير في المسار الصحيح، وأن جميع الخطوات التي تم اتخاذها كانت في صالح المصلحة العامة، مما حول البلاد من منطقة مصدرة للأزمات إلى نموذج للاستقرار.

وأشار إلى أن النظام السابق أورث الدولة نزاعات كثيرة، وأن الحكومة الحالية اتخذت إجراءات ساعدت على تهدئة الأوضاع، رغم الإشكالات التي واجهتها، مع محاسبة المتسببين فيها.

وأضاف الشرع أن سوريا تعيش الآن في أفضل ظروفها، وتتجه نحو بيئة اقتصادية ناهضة تدعم الاستقرار، كما أن الأمور تتقدم في اتجاه رفع العقوبات الدولية عنها.

ويحتفل السوريون في 8 ديسمبر الجاري بذكرى مرور عام على التحرير وسقوط نظام بشار الأسد، حيث تشهد المدن السورية نشاطا ملحوظا للفعاليات الشعبية والثقافية، إلى جانب تنظيم عروض واحتفالات رسمية تجسد معاني الصمود وترسخ القيم الوطنية المرتبطة بهذه الذكرى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المصلحة العامة الثورة السورية وزير التعليم العالي والبحث العلمي العقوبات الدولية

إقرأ أيضاً:

الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟

#سواليف

يصعب اليوم تخيل عالم #الحواسيب دون ذلك الرفيق الصامت الذي يلازم أيدينا، ينقل نوايانا إلى الشاشة بنقرة أو سحبة بسيطة في دقة متناهية.

إنها #الفأرة، ذلك الجهاز المتواضع الذي حول التفاعل مع الآلة من مهمة معقدة محصورة بالمختصين إلى حركة بسيطة في متناول الجميع. لم تكن رحلتها من فكرة ثورية في رأس مخترع إلى قطعة أساسية على ملايين المكاتب مضمونة أو مباشرة، بل هي قصة إبداع ورؤية مستقبلية وصبر طويل.

في أوائل ستينيات القرن الماضي، كان الحاسوب عملاقا غامضا يتواصل معه المستخدمون عبر لغة غريبة من الأوامر النصية. كان على الشخص أن يكون مبرمجا ليأمر الآلة بتنفيذ ما يريد.

مقالات ذات صلة “الجرف الكوني” ملاحظة متكررة لمرصد جيمس ويب تحير العلماء 2025/12/09

في هذا الجو، تخيل المهندس الأمريكي #دوغلاس_إنجلبارت مستقبلا مختلفا تماما، يتعاون فيه البشر والحواسيب بطريقة طبيعية، بصرية، وبديهية. سعى إلى كسر الحاجز بين الإنسان والآلة، وولدت من هذا الحلم فكرة جهاز تتبع حركة اليد.

في اليوم التاسع من ديسمبر عام 1964، تحول الحلم إلى قطعة خشب ملموسة. جنبا إلى جنب مع زميله بيل إنجلش، أنتج إنجلبارت أول نموذج عامل لما نسميه اليوم الفأرة. لم تكن أنيقة، بل كانت صندوقا خشبيا مستطيلا متواضعا، به عجلتان متعامدتان في أسفله، واحدة لتتبع الحركة الأفقية، والأخرى للرأسية.

في أعلى الصندوق، زر واحد فقط. كان كابلها المتدلي هو ما أوحى فيما بعد بتسميتها “فأرة” بشكل غير رسمي، إذ ذكر العاملون في المختبر بأنها تشبه هذا القارض بجسمه وذيله الطويل.

لم يكن الصندوق الخشبي مجرد جهاز غريب، بل كان نافذة على فلسفة جديدة. أراد إنجلبارت واجهة رسومية، وطريقة للإشارة والنقر بدل الكتابة. وجاءت لحظة الانطلاق الكبرى في عرضه الشهير عام 1968، الذي أطلق عليه لاحقا “أم كل العروض التوضيحية”.

أمام جمهور مذهول، استخدم إنجلبارت فأرته لتقديم مفاهيم ستبدو مستقبلية لعقود، نافذة رسومية، تحرير نصوص بالنقر والسحب، روابط تشعبية تنقل المستخدم بين النصوص، وحتى مكالمة فيديو مشاركة مع زميل بعيد.

كان هذا العرض أول ظهور علني لوعد الحوسبة الشخصية الحديثة، وكانت الفأرة هي العصا السحرية التي قادت هذه العملية الثورية. مع ذلك، وبعد كل هذا البريق، سقط الاختراع في صمت طويل.

العالم لم يكن جاهزا بعد. ظلت الحواسيب كبيرة وباهظة، وافتقرت إلى الواجهات الرسومية التي تجعل للفأرة معنى. لقد سبق إنجلبارت عصره بعقدين كاملين. بقي اختراعه حبيس مراكز الأبحاث والمختبرات المتطورة، حتى جاءت الثمانينيات ومعهما ثورة الحواسيب الشخصية.

عندما أطلقت شركة أبل جهازها الشهير “ماكنتوش” في عام 1984، مزودا بواجهة مستخدم رسومية بديهية، كانت الفأرة هي مفتاح الدخول إلى هذا العالم الجديد. عندها فقط، انتقلت الفأرة من كونها اختراعا عبقريا إلى ظاهرة ثقافية وتجارية. أصبحت فجأة في كل مكان، وبدأت رحلة تطورها السريع، تحولت العجلتان الميكانيكيتان إلى كرة، ثم اختفت الكرة تماما لتحل محلها أدوات بصرية قادرة على العمل على أي سطح. تقلص الحجم، تعددت الأزرار، ظهرت العجلة الوسيطة التي سهّلت التصفح، ثم قطعت الأسلاك لتتحرر لاسلكيا. تحسنت الدقة والراحة والشكل، لكن المبدأ الرئيس الذي وضعه ذلك الصندوق الخشبي، تحويل حركة اليد في الفضاء ثنائي الأبعاد إلى حركة للمؤشر على الشاشة، بقي على حاله.

الآن، بينما نمسك بأيدينا فأرات ملساء مصنوعة من البلاستيك أو المعدن، تكمن مفارقة عظيمة. الفأرة التي نشأت من رغبة في استكشاف الفضاء، حيث مولت وكالة ناسا أبحاثها المبكرة، وجدت نفسها غير مناسبة لانعدام الجاذبية في المركبات الفضائية. بدلا من أن تسافر إلى الفضاء البعيد، تمسكت بالأرض وربطت البشر بعضهم ببعض عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.

مخترعها الرائد، دوغلاس إنجلبارت، لم يجنِ ثروة منها، إذ أن حقوق براءة الاختراع كانت ملكا لمعهد ستانفورد البحثي الذي عمل فيه. لكن إرثه لا يقدر بثمن. الفأرة لم تكن مجرد أداة، بل كانت حجر الزاوية في فلسفة جعلت التكنولوجيا في متناول الجميع، وساهمت في تقريب الحوسبة من أي شخص بغض النظر عن خبرته التقنية.

إنها قصة ذلك الصندوق الخشبي البسيط الذي لم ينعزل في متحف التاريخ فحسب، بل تحول إلى امتداد حيوي لأيدينا وعقولنا، يترجم أفكارنا إلى فعل على الشاشة، ويذكرنا بأن أعظم الابتكارات هي تلك التي تختفي في بساطتها لتصبح جزءا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية.

مقالات مشابهة

  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • روبيو يشيد بالخطوات التي اتخذتها حكومة الشرع في سوريا
  • بالفيديو : الرئيس أحمد الشرع وزوجته يذرفون الدموع عند سماعهم لقصص معاناة الشباب السوري خلال حكم الأسد
  • الجيش السوري يهتف لغزة خلال عرض عسكري بذكرى انتصار الثورة (شاهد)
  • الرئيس السوري: علاقاتنا مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات مثالية
  • الشرع: حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء في تاريخ سوريا
  • ‏الرئيس السوري أحمد الشرع: علاقة سوريا مع دولة الإمارات والسعودية وقطر وتركيا "مثالية"
  • الاتحاد الأوروبي يجدد رفض التدخلات العسكرية ويدعم مسار الانتقال في سوريا
  • قطعة من ستار الكعبة إلى الجامع الأموي.. الرئيس السوري يكشف عن هدية ولي العهد
  • قطعة من ستار الكعبة إلى الجامع الأموي.. الرئيس السوري يكشف عن هدية ولي العهد - عاجل