عبد الوهاب: خفض الفيدرالي للفائدة أصبح شبه محسوم… وسوق العمل يضغط بقوة
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
قبل ساعات من اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يومي الثلاثاء والأربعاء، رجّح الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، أن يتجه المجلس إلى خفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، في خطوة يهدف من خلالها إلى حماية الاقتصاد الأميركي من مخاطر تباطؤ سوق العمل.
وأوضح عبد الوهاب أن أغلبية التقديرات الاقتصادية العالمية—وفق استطلاعات رأي حديثة أعدتها بنوك استثمار دولية ومراكز تحليل مالية—تشير إلى أن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض إضافي للفائدة خلال عام 2026، بدءًا من الربع الأول من العام، وذلك ضمن سياسة تيسير تدريجي تستهدف دعم التوظيف واستعادة زخم النمو.
سوق العمل… العامل الأكثر تأثيرًا على قرار الفائدة
وأشار عبد الوهاب إلى أن نتائج الاستطلاعات الاقتصادية الحديثة تعكس تحولًا واضحًا في أولويات الفيدرالي؛ إذ يرى معظم الخبراء أن التهديد الأكبر للاقتصاد الأميركي في الوقت الراهن هو ضعف سوق العمل وليس التضخم.
وقال: "عدد من الشركات الأميركية الكبرى أعلن خلال الأشهر الماضية عن موجات تسريح، مما يعكس ضغوطًا على سوق العمل. ورغم بقاء طلبات إعانة البطالة عند مستويات منخفضة نسبيًا، فإن مؤشرات التوظيف بدأت تعطي إشارات تباطؤ تستدعي تحركًا داعمًا من جانب الفيدرالي."
تباين داخل الفيدرالي… والاتجاه يميل إلى التيسير
وأكد عبد الوهاب أن هناك انقسامًا متزايدًا داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار الفائدة، لكن المؤشرات الحالية تميل لصالح التيسير، خاصة في ظل تباطؤ النمو وتراجع وتيرة التضخم مقارنة بفترة الذروة.
وأضاف: "في حال خفض الفائدة هذا الأسبوع، فمن المتوقع أن يؤكد جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي على نهج أكثر مرونة، مع احتمال الإشارة إلى توقف مؤقت في حال تطلبت البيانات ذلك. الهدف في النهاية هو الحفاظ على توازن دقيق بين دعم الاقتصاد وعدم السماح بعودة الضغوط التضخمية."
غياب بيانات التضخم يضيف مزيدًا من الضبابية
وأشار عبد الوهاب إلى أن تأخر نشر بيانات التضخم الأميركية بعد الإغلاق الحكومي الممتد خلال أكتوبر ونوفمبر يجعل مهمة الفيدرالي أكثر تعقيدًا. وأضاف:
"آخر البيانات الرسمية المتاحة تشير إلى وصول التضخم إلى 3% في سبتمبر، لكن عدم توفر بيانات محدثة يدفع الفيدرالي للاعتماد على مؤشرات ناقصة، وهو ما يزيد من درجة الحذر في أي خطوة قادمة."
تأثيرات محتملة على الأسواق العالمية
وشدد عبد الوهاب على أن قرار خفض الفائدة لن يقتصر تأثيره على السوق الأميركي فقط، بل سيمتد إلى الأسواق العالمية، موضحًا أن أبرز الانعكاسات المتوقعة تشمل:
تحسن شهية المخاطرة في أسواق الأسهم.
تراجع منحنيات العائد في أسواق السندات.
ضغوط على الدولار الأميركي لصالح العملات الرئيسية.
تحركات متباينة في أسعار الذهب وفق لهجة تصريحات باول.
تحسن أوضاع التمويل في الأسواق الناشئة.
الخلاصة: خفض الفائدة الأقرب… لكن تصريح باول هو الحدث الأهم
واستطرد عبد الوهاب: "المعطيات المتاحة تدعم بقوة خفض الفائدة بربع نقطة، لكن التأثير الأكبر لن يكون للقرار نفسه، بل للتوجيهات المستقبلية التي سيعلنها جيروم باول، فإذا لمح إلى مزيد من الخفض خلال 2026، فسنشهد إعادة تسعير واسعة في الأسواق، مع انتقال الأولوية من محاربة التضخم إلى حماية سوق العمل."
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: خفض الفائدة عبد الوهاب سوق العمل
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع محليا بنحو 5 جنيهات وسط ترقّب قرارات الفيدرالي الأمريكي
سجّل سعر الذهب ارتفاعًا محدودًا خلال تعاملات، اليوم الأربعاء، بالأسواق المحلية، وسط حالة ترقّب واسعة لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، بحسب ما ذكره تقرير منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن سعر الذهب ارتفع بنحو 5 جنيهات، حيث وصل عيار 21 إلى 5620 جنيهًا، أما عيار 24 نحو 6423 جنيهًا، فيما بلغ عيار 18 نحو 4817 جنيهًا، وبلغ سعر الجنيه الذهب عند 44.960 جنيهًا.
وعلى المستوى العالمي، تراجعت الأوقية بنحو 17 دولارًا بعدما بلغ 4195 دولارًا، وذلك قبل إعلان الفيدرالي الأمريكي قراره حول معدل الفائدة.
ومن المنتظر أن يُعلن الاحتياطي الفيدرالي خفضًا ثالثًا لأسعار الفائدة خلال اجتماع اليوم بمقدار 25 نقطة أساس، وستبلغ مستويات الفائدة بين 3.50% و3.75%.
كما تتجه الأنظار نحو المؤتمر الصحفي لجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بجانب تحديثات «الرسم البياني النقطي» والتوقعات الاقتصادية التي ستمنح الأسواق رؤية أوضح لمسار السياسة النقدية خلال السنة القادمة.
وظهر الدولار الأمريكي مستقرا قبل صدور قرار الفيدرالي، إذ بلغ الدولار فوق مستوى 99.00، بينما صعدت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.20%، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر الماضي.
وخفّض الفيدرالي سعر الفائدة مرتين هذا العام في سبتمبر وأكتوبر ضمن ما سمّاه المسؤولون «خفضًا لإدارة المخاطر» بهدف دعم الاقتصاد في ظل إشارات على تباطؤ سوق العمل.
وتُظهر توقعات سبتمبر الأخيرة للجنة السوق المفتوحة أن الفيدرالي من المحتمل أن يلجأ لتخفيض واحد فقط في كل من 2026 و2027، دون تغيير كبير في 2028، مع بقاء سعر الفائدة طويل الأجل عند 3.0%.
ووفقا أداة CME FedWatch، تُرجّح الأسواق العالمية بنسبة 90% اتخاذ قرار خفض بمقدار ربع نقطة اليوم مع احتمالات متواضعة لخفض جديد في يناير (20%)، ترتفع إلى 33% في مارس و37% في أبريل.
انقسام داخل الفيدرالي.. وترقّب لاختيار رئيس جديد للمجلسوأشار جيروم باول في أكتوبر الماضي إلى وجود «أصوات متزايدة» داخل اللجنة تدعو للتريّث قبل اتخاذ أي خطوات جديدة، كما ظهر انقسام واضح بين صناع السياسات، أن هناك فريق يحذر من مخاطر التضخم، وآخر يعرب عن قلقه من تباطؤ سوق العمل.
ويتوقع المتداولون مراقبة انقسام الأصوات داخل اللجنة بعناية شديدة، للوقوف على الاتجاه العام للسياسة النقدية مع اقتراب عام 2026.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "فايننشال" تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لإجراء الجولة الأخيرة من مقابلات اختيار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الجديد، مع ترشيح كيفن هاسيت مدير المجلس الاقتصادي الوطني كأبرز المرشحين لخلافة باول مع انتهاء ولايته في مايو.
اقرأ أيضا
الإحصاء: الصادرات ترتفع 28.2% وتدفع لتراجع العجز التجاري إلى 3.3 مليار دولار
وزير الاستثمار: صادرات مصر من الغذاء والزراعة بلغت 11 مليار دولار خلال 2024
عاجل | سعر الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025.. آخر تحديث