رهان أوزبكستان: الغطاء النباتي لقاع بحر آرال
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
بينما اختفى بحر آرال تقريباً خلال بضعة عقود، تنفذ أوزبكستان سلسلة من المبادرات لتحسين البيئة وتشجيع التنمية المحلية من خلال التركيز على إعادة الغطاء النباتي.
يعد اختفاء بحر آرال أحد أسوأ الكوارث البيئية التي من صنع الإنسان. تقود أوزبكستان، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، عدداً من المبادرات لإعادة تأهيل هذه المنطقة المنكوبة.
تحسين البيئة في المنطقة
من مدينة موينك نذهب إلى "أرالكوم"، وهي صحراء ولدت من جفاف بحر آرال. يتم العمل على إنشاء غابة هناك كجزء من برنامج الدولة الذي بدأه الرئيس الأوزبكي في عام 2018. وتم بالفعل زراعة مليون و730 هكتاراً بشجيرات مقاومة للملوحة والجفاف. الهدف هو تحسين البيئة في المنطقة.
يوضح زينوفي نوفيتسكي، كبير أمناء برنامج الدولة لإعادة تشجير تربة بحر الآرال الجافة: "النباتات تمسك التربة بجذورها، وتحتفظ بالملح والرمل. هذه النباتات تنبعث منها الأوكسجين وتمتص ثاني أوكسيد الكربون، وهو ما له تأثير إيجابي أيضاً".
فيديو: أوزبكستان تتطلع إلى نهضة جديدة مستوحاة من تراثها الثقافي الغنيسنوياً، تثير العواصف الرملية أكثر من 100 مليون طن من الغبار والأملاح السامة من القاع الجاف لبحر آرال. ويعمل نبات الساكسول الأسود، وهو النبات الرئيسي للمشروع، بمثابة درع طبيعي.
يقول زينوفي نوفيتسكي: "يعمل الساكسول كعائق ميكانيكي. يمكن للساكسول من هذا النوع أن يحمل طناً من الرمل والملح السام. وبدونه، كان من الممكن أن يرتفع كل هذا في الهواء ولمسافات طويلة."
اختفاء بحر الآرال
اختفى بحر آرال في غضون بضعة عقود فقط بسبب سوء استخدام أنظمة الري خلال الحقبة السوفيتية وتغير المناخ. وكان لذلك تأثير كبير على المناخ المحلي وعلى جميع جوانب الحياة في المنطقة. في الماضي، كانت هذه المنطقة تركز على صيد الأسماك، لكن خلال نصف قرن، لم يبق سوى 10% من البحر ويستمر منسوب المياه في الانخفاض.
كان بحر آرال، الذي كان رابع أكبر بحيرة في العالم، غنياً بأنواع مختلفة من الأسماك. ما تبقى منه الآن يمكن مقارنته بالبحر الميت. وفي بحر آرال الغربي المتضائل، يكون تركيز الملح مرتفعاً جداً مما أدى إلى اختفاء الأسماك. يقع شاطئ البحيرة الآن على بعد 150 كيلومترااً من مدينة موينك الساحلية السابقة.
أوزبكستان: كيف ساهمت الإصلاحات الاقتصادية في جذب رؤوس الأموال والمستثمرين الأجانبزراعة الأشجار من أجل البيئة
"حديقتي في بحر آرال"، أحد المشاريع التي تهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة. تقع هذه الواحة الخضراء التي تضم العديد من أنواع النباتات على بعد دقائق قليلة بالسيارة من موينك. ومن خلال الإنترنت، يمكن لأي شخص شراء شجرة لزراعتها هنا. وتحظى هذه المبادرة بدعم العديد من المنظمات الدولية: الهدف هو زراعة مليون شجرة.
باختيتجان خبيبولاييف، رئيس مركز الابتكار الدولي لحوض بحر آرال، يقول: "مهمتنا هي استعادة النظام البيئي في هذه المنطقة بحيث يمكن إنشاء مثل هذه الواحات في مناطق أخرى. والهدف هو المساعدة في مكافحة انتشار الرمال المالحة ومنع تآكل التربة."
سيتم بناء ثلاث محطات للأرصاد الجوية في منطقة موينك كجزء من مشروع بقيمة 1.6 مليون دولار للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). وهي تعمل بشكل وثيق مع أوزبكستان والعلماء الدوليين لاختبار التقنيات المبتكرة في المنطقة.
ميكايلا ميريديث، مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية/أوزبكستان، تقول: "سيتم استخدام البيانات الصادرة عن محطات الأرصاد الجوية هذه من قبل المزارعين المحليين لزراعة محاصيلهم على أفضل وجه، وكذلك من قبل المجتمع العلمي والحكومات لمواجهة التحديات البيئية في منطقة بحر آرال."
وبإلهام من أوزبكستان، تم إنشاء صندوق استئماني للأمم المتحدة لبحر آرال في عام 2018. وقد تم حتى الآن جمع 16 مليون دولار. وأوزبكستان والاتحاد الأوروبي هما أكبر المانحين. والهدف هو توحيد الجهود في استراتيجية مشتركة لمنطقة بحر الآرال.
شاهد: كيف يوفر التعليم خارج جدران المدرسة فرصة لتطوير مواهب الطلاب في أوزبكستان؟أوكتام عبد الرحمنوف، رئيس الأمانة الفنية لصندوق الأمم المتحدة الائتماني متعدد الشركاء للأمن البشري لمنطقة بحر الآرال: "أتاح الصندوق تنفيذ العديد من المشاريع، في مجالات الرعاية الصحية، وإمداد السكان بمياه الشرب، والزراعة، وكذلك الاستخدام الفعال للموارد المائية، والحدائق..."
مساعدة السكان المحليين
ويتم دعم السكان المحليين بالتقنيات الزراعية الموفرة للمياه. ومع هذا النظام المائي، تستطيع أيجان بوريباييفا زراعة العلف لأغنامها وتوفير المياه، تقول: "التربة مالحة ومن الصعب زراعتها. في نظام الزراعة المائية ينمو القمح بشكل جيد ويمكن أن يوفر المساحة".
حلول مشاكل منطقة بحر الآرال يمكن أن تكون رائدة في التعامل مع عواقب تغير المناخ في جميع أنحاء العالم.
لا شك أن الحلول التي تم التوصل إليها لمساعدة منطقة بحر آرال يمكن أن تساعد العالم بأسره على مواجهة القضايا الرئيسية المتعلقة بتغير المناخ.
شارك في هذا المقال مواضيع إضافية الإمارات تنشئ هيئة لتنظيم "الألعاب التجارية" واليانصيب.. هل ستسمح بكازينوهات القمار قريباً؟ ميتروفيتش: الدوري السعودي للمحترفين سيصبح "أحد أفضل الدوريات في العالم" تنمية مستدامة جفاف أوزبكستان زراعة تغير المناخ الاحتباس الحراري والتغير المناخيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تنمية مستدامة جفاف أوزبكستان زراعة تغير المناخ الاحتباس الحراري والتغير المناخي فرنسا السعودية فيضانات سيول أمطار كرة القدم عبد الفتاح البرهان الرياض الشرق الأوسط أزمة إسبانيا سياحة فرنسا السعودية فيضانات سيول أمطار كرة القدم عبد الفتاح البرهان فی المنطقة منطقة بحر
إقرأ أيضاً:
مصر تتعاون مع أوزبكستان فى مجالات إنتاج التقاوي المحسنة عالية الانتاجية
التقى علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، و"منصور بيك كيليتشيف" سفير جمهورية أوزبكستان بالقاهرة، لبحث تعزيز التعاون المشترك في القطاع الزراعي بين البلدين.
وأكد وزير الزراعة في بداية اللقاء على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر واوزبكستان، في العديد من المجالات، وعلى كافة المستويات، مشيرا إلى استعداد وزارة الزراعة في مصر، لتقديم كافة سبل الدعم والخبرات في سبيل إنجاح التعاون المشترك بما يحقق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في البلدين.
وأشار فاروق إلى إمكانية أن يشمل التعاون المشترك بين البلدين البحث العلمي الزراعي وتطبيقاته، في ضوء امتلاك مصر العديد من الخبرات والتجارب الهامة في هذا المجال، ومواكبة التكنولوجيات الزراعية الحديثة، وكذا توقيع مذكرات التفاهم في مجال الزراعة والحجر الزراعي، والتي تم الإعداد لها خلال الثلاث اعوام السابقة.
ومن جهته أعرب السفير الأوزبكي عن حرص بلاده لتعزيز التعاون المشترك في العديد من المجالات وعلى رأسها الزراعة، نظرا لما توليه القيادة السياسية في البلدين من اهتمام بعلاقات التعاون الاقتصادي خاصةً في قطاع الزراعة والأمن الغذائي وتكثيف الجهود لتعظيم علاقات التعاون الزراعي بين البلدين.
ولفت إلى رغبة بلاده للاستفادة من الخبرات المصرية في مجال تكنولوجيا زراعة القطن، فضلا عن التعاون في المجالات البحثية لإنتاج التقاوي المحسنة عالية الانتاجية لعدد من المحاصيل على رأسها: البطاطس، خاصة وأن هناك عدد من الشركات الأوزبكية ترغب في استيراد أصناف من البطاطس المصرية، لتجربة زراعتها تحت الظروف البيئية بأوزباكستان ، بالإضافة إلي إمكانية تبادل الخبرات في مجال زراعة بنجر السكر وتصنيعه وانتاج الأسمدة خاصة اليوريا، فضلا عن الإطلاع علي التجارب المصرية الناجحة في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية، وتطوير وتحديث نظم الري، واستخدام المياه الجوفية لزراعة الاراضي الصحراوية.
ورحب وزير الزراعة بزيارة فريق من الخبراء والمختصين من دولة اوزبكستان للاطلاع على التجارب المصرية الناجحة في العديد من الانشطة المرتبطة بالقطاع الزراعي، للاستفادة من تلك التجارب ونقلها إلى بلادهم، في سبيل تعزيز التعاون المشترك.