سودانايل:
2025-05-23@08:05:04 GMT

“في ذكرى السودان”

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

والبشير في آخر أيامه على رأس النظام -إذ ليس لديه هو أي نظام بل كان جزء منه- كان كثور أعمى في سفينة!

البشير حاول أن يُفكّر في طريقة تحميه داخلياً و خارجياً منذ فترة طويلة-تحديداً منذ إنفصاله عن شيخه الترابي و إنقسام حراكهم الإسلامي-، خبرته الداخلية في “شق الصف” داخل الأحزاب و الحركات المعارضة له -بل داخل حزب النظام الذي جاء به ذاته- أغرته أنه قادر على حماية نفسه و عرشه باللعب على الحبال كلها!

داخلياً خلق البشير جيشاً مواز للقوات المسلحة بل و فتح له من خزائن الدولة و أغدق عليه في الصرف حتى فات تسليح و قدرات الجيش الحكومي نفسها و في غرور منه أطلق عليها “الدعم السريع” بصلاحيات تحرك غير مقيدة نظامياً لا إداريا كتحركات الجيش!

البشير كان و ظل يُفاخر بتلك المليشيات و أمر برلمانه و بتشريع ما يلزم لجعلها قوات معترف بها “شرعيا”!

البشير كان يخاف من رجولة قوات الشعب المسلحة التي هو يعرفها جيداً في نفس الوقت كان يخشى من أجهزة النظام الذي هو مجرّد عضو عسكري فيه و إن كان رئيس الجمهورية! ظهور تلك المليشيات جعل في السودان الدولة ثلاثة “فرق” مسلحة مقاتلة: الجيش و الأمن و الدعم السريع.



و بينما كان صلاح قوش يطور قوة جهازه -الأمن- في فترات قيادته له و البشير خوفا منه يُرضِعُ الدعم السريع كان النظام كله ببشيره يُحطِّم “عمداً” في خطة مدروسة جيش السودان؛ قوات الشعب المسلحة!

و عندما إشتعلت الثورة و سبقتها ثورات متفرقة كان الواضح للجميع مقدار التشوه و الضعف و العجز الذي أصاب جيش السودان و قيادته و أركان حربه في جميع أفرعه و وحداته. الشعب كان يستنجد بقواته المسلحة بينما كانت قيادات الجيش العليا في تردّد من أمرها أهي قوات لحماية الوطن و الشعب أم هي حامية للأنظمة؟!

حتى عندما حاول النظام التضحية برأسه البشير ليعيش هو كان أداء من يتزعمون تلك التضحية فاشل و مشهد أولئك الجنرالات و هم يُعلِنون بيانهم الأول و يؤدون القسم أمام بعضهم البعض مسرحية فاضحة مُخزية!

في غمرة و خضم كل تلك الأحداث و الثورة في أشدها و ألقِهَا كان “جنرال الخلا” حميدتي -من صنعه البشير حارس له مع كل تلك المليشيات الخاضعة بأمره- يُلقِي سَمعه و يَلتزم أوامر أنظمة من دول صديقة و مجاورة. حميدتي و قواته كانت ورقة البشير و “كرته” الرابحة بين الأنظمة العربية بدفعها بمظلة الجيش السوداني و تحت إسمه مليشيات مأجورة مرتزقة في حروبٍ السودانُ -الدولة و الشعب- لا ناقة له فيها و لا جمل!

كرت البشير هذا جذب الأنظار إليه دولياً و إقليمياً و أفريقياً و عربياً! فتلك المليشيات تُكافح الهجرة غير الشرعية و المتاجرة بالبشر و تخوض حروب الوكالة و تتحرك بسهولة لا قيود من أي نوع عليها “تذكروا شعارها”.

سقط البشير و تشرد النظام الذي جاء به مابين كتائب ظل و قيادات ظلام و أشباح و جثامين بالية مازالت تحاول الصراع للبقاء من خلف المجلس العسكري الصوري التابع لها.

حميدتي الآن “يُوَرنَشْ"

و المسخُ الذي يصنعهُ البشير بيديه و تُبَاركُهُ لَهُ الحركة الإسلامية و الكيزان و يُشرِّعُهُ له برلمان حزبه المؤتمر الوطني ينقلبُ عليه و يَفترسُ ينهَشُ السودان كله!
و تحالفُ عربي (ما) قيادة فيه تكيدُ للسودان حِقدَاً دَفيناً مِن عُقدَةِ قدِيمَة (مَا)؛ تنتهزُ الفُرصَة لحظة إشتِعَال الثورَة و تُدَبِّرُ فلي ليل الغدر أمراً للسودان و جيشه و شعبه (مَا)!
يُحَاولون استخدام المسخ الذي صنعهُ البشير لنفسه لأنفسهم هم؛ ويصعدُ أدرَاج السُلطة في السودان ذاك النكرة و مليشياته من الملاقيط المرتزقة حميدتي و يا أسفاً – أسفاً و أسفاً و أسفاً- فصعُود المسخ تم على أكتاف و حساب ماضي و حاضر و مستقبل جيش السودان قوات الشعب المسلحة!

إذ فجأة أمسينا لنصبح و تلك المليشيات من الجنجويد تسيطر على السودان كله و تقوم بمهام الجيش و الشرطة و الأمن و هي العدو المجرم الغريب المغتصب القاتل! و الجيش -قياداته العليا على الأقل- تُبَاركُ المَسخ!

حميدتي و عصابته ما كانوا ليُخيفوا أهل السودان أو حتى يعنون لهم وزناً و لا قيمة لكن الذي اكتشفه شعب السودان كان أمراً بشعاً مُفزع! ففي خضم فرحة الناس بالثورة و سُقوط نظام البشير أكتشف السودان أن قواته المسلحة لم يُعد من وجود لها!! فقط مجموعة من كبار الرتب العسكرية و أركان الحرب جلست في كراسي المجلس العسكري بلا ملامح لا رجولة لا كرامة لا شرف لا وطنية و لا هوية! أشباح لبشر ما يدّعون إنتمائهم للسودان و شعبه و جيشه و هم أوَّل من خان الجيش و الشعب و الوطن!

و حميدتي سارح يتلاعب بهم في ظنه أن حكم السودان و شعب السودان أمر هو بسهولة و يسر بالغه! حميدتي هذا النكرة و كل من معه قطاع الطرق و المرتزقة و كل تلك القادات من أنصاف الرجال في الجيش حتما مصيرها من مصير قائدهم البشير. و لا أسفاً على جيش لم يحفظ دم و عرض و كرامة شعبه داخل ساحات قيادته!!

"مُجرّد كتابه قديمه من ٢٠١٩"

وأبشر يا شهيد
محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جیش السودان

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة السيد محمد البشير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار بدمشق: نعمل على استكمال اجراءات ربط خط 400 كيلو فولت الذي سيصل تركيا بسوريا

2025-05-22alineسابق مراسل سانا: وزير الطاقة المهندس محمد البشير ونظيره التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار يوقعان اتفاقية تعاون مشترك لتطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة انظر ايضاًمراسل سانا: وزير الطاقة المهندس محمد البشير ونظيره التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار يوقعان اتفاقية تعاون مشترك لتطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة

آخر الأخبار 2025-05-22مراسل سانا: وزير الطاقة المهندس محمد البشير ونظيره التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار يوقعان اتفاقية تعاون مشترك لتطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة 2025-05-22ارتفاع في أسعار الذهب بالسوق المحلية 2025-05-22وزير الإعلام يلقي محاضرة في جامعة أوكسفورد حول تحديات الإعلام في سوريا  2025-05-22استشهاد 3 متطوعين من فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني جراء انفجار لغم بريف حماة 2025-05-22سوريا تشارك في مؤتمر الاتحاد الدولي لرفع الأثقال 2025-05-22إصابة شابين جراء حادث على طريق دمشق – حلب 2025-05-22وزير الطاقة يناقش مع نظيره التركي سبل تعزيز التعاون الثنائي 2025-05-22مباحثات سورية هولندية في جنيف لتطوير الواقع الصحي بسوريا 2025-05-22وزير الثقافة خلال لقاء مع الفنان السوري العالمي جهاد عبدو: نعمل على إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالسينما 2025-05-22وزير الصحة يبحث مع نظيره السوداني سبل تعزيز التعاون الصحي

صور من سورية منوعات الذكاء الاصطناعي بين ضرورة التطور التكنولوجي والخوف من تشويه الحقائق 2025-05-22 دراسة علمية تكتشف علاجاً واعداً لاستعادة البصر 2025-05-14فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • تصريح ناري وتهديد مباشر من احمد علي بـ “ذكرى الوحدة” هو الأقوى له منذ سنوات
  • وهل يعود “قطار الغرب” التائه في الأرجاء؟!
  • القوات المسلحة تستهدف مطار “بن غوريون” في منطقة يافا المحتلة
  • وزير الطاقة السيد محمد البشير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار بدمشق: نعمل على استكمال اجراءات ربط خط 400 كيلو فولت الذي سيصل تركيا بسوريا
  • ???? مجرم الحرب الجبان الرعديد الذي ادمن العريد “قجة”
  • البدادوة يُطالب بمستشفى حكومي بديل في عمّان وكتلة الوسطية تتحرك رسميًا لدعم “البشير”
  • الرئيس اليمني يدعو لتوحيد الخطاب وتجديد العهد في ذكرى الوحدة: “نريدها وحدة دولة لا مليشيا”
  • شاهد.. الممثلة المصرية الشهيرة “راندا البحيري” تنشر صور جميلة للعاصمة السودانية وتبارك وتهنئ الشعب بتحرير الجيش للخرطوم (الف مبرك لكل اخواتي السودانيين)
  • موقع أمريكي: التهديد الذي يشكّله “اليمنيون” على عمق إسرائيل حقيقي
  • وزارة الخارجية التركية تدعو اليونان إلى إحياء ذكرى جرائمها بدءًا من مجزرة “تريبوليتسا” عام 1821م