صحيفة البلاد:
2025-12-13@05:14:36 GMT

الإسلام .. الإختيار والطمأنينة

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

الإسلام .. الإختيار والطمأنينة

أراني منهمكاً في قراءة ( remembering ) مذكرات المغنية الأيرلندية شنيد اوكنار Sinead O’connor والتي انتقلت الى رحمة الله في لندن قبل أقل من شهرين بعد إسلامها بخمس سنوات وهذا أحد أسباب حرصي على مذكراتها التي نشرتها قبل وفاتها بعامين حتى أني حاولت سماع بعض تسجيلاتها وقراءة الكلمات التي أجادت كتابتها لأغانيها ليس إعجاباً بأعمالها وطريقتها في الغناء ولكن رغبةً في التعرف على هذه السيدة التي عاشت حياة قاسية عجيبة في ظل أسرتها بسبب سلوك والدتها المريضة والتي ماتت تاركة شنيد تتقاذفها أمواج وعواصف كادت أن تفتك بها وهي في سن الرابعة عشرة وأقرب مفتاح لشخصية شنيد يمكن أن يكون ( الشجاعة ) دونما اعتبار للعواقب ودليل ذلك تمزيقها لصورة البابا أمام الجمهور في إحدى حفلاتها المزدحمة عام 1992 إحتجاجاً على الكنيسة على قضية التحرُّش بالأطفال في شجاعة أنكرها عليها البعض خوفاً على مسيرتها الفنية، وشهرتها التي بلغت أوجها ، وكذلك قصّها لشعرها إحتجاجاً على سلوك مخرج الفيلم الذي طلب منها الظهور أكثر أنوثة في الدور الذي أُختيرت له.

من أسباب محاولتي التعرف على هذه الشخصية كان أولا موضوع إسلامها الذي قالت إنها اختارته بعد أن جربت كل شيء ووجدت في الإسلام ضالتها وطمأنينتها بعد حياة القلق والتمزق النفسي التي عانتها في طفولتها حتى انتحارإبنها، قائلةً : (إن تجربتي الطيبة الشخصية مع الأيرلنديين وخاصة العائلة التي عشت معها وتعاملت كأحد أفرادها وذكرياتي في دبلن التي درست فيها قبل أربعين عاماً وأسماء الشوارع التي وردت في صفحات هذه المذكرات والتي كنا نجوبها مشياً على الأقدام أو راكبين حافلات المواصلات العامة للمدرسة أو السوق أو المسرح وأجملها كانت رحلاتنا بالحافلة إلى شاطئ منطقة Bray حيث كنا نمضي عطلة نهاية الأسبوع أحياناً هناك ونعود مساءً ونقضي الطريق في مرح وضحك مع السائق أو الكمساري الذي حاول في إحدى المرات تقليد العرب في كلامهم ومستغرباً من مخارج الحروف العربية ،وأذكر حديثنا في الحافلة مع أحد العائدين من قوات حفظ السلام الدولية في لبنان).

و أتذكر كذلك أن جاء رمضان وأخبرت سيدة البيت بعدم تجهيز الإفطار لي صباحاً فاستغربت وكان الإعلام في ذلك الوقت يتحدث عن إضراب سجناء الجيش للجمهوري الأيرلندي الشن فين ( IRA ) فقالت في هلع : هل جننتِ ؟ كأنها تظن أنني سأبدأ إضرابا تأثراً بما أراه كل مساء في التلفزيون أو تعاطفاً مع الشن فين( IRA ) .
كان الأيرلنديون شعباً مفطوراً على طيبة القلب وكانت أياماً جميلة أعادتها إليّ شنيد اوكنار-يرحمها الله- في مذكراتها والتي أيقظت بعضاً من ذكرياتي.

sal1h@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

حوار الوفد مع العشماوي عن وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام

وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام! ذكر الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف فى حواره مع الوفد وقال سيد الطائفة، الإمام الجنيد البغدادي رضي الله عنه: "الحكايات جند من جنود الله، يقوِّي بها قلوب المريدين!".

وقال سيدنا الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: "الحكايات عن العلماء والصالحين؛ أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم!".

إن الرؤى والكرامات عبارة عن حكايات، يحكيها المرء عن نفسه، أو يحكيها غيره عنه، وهي أوقع في النفوس من العلم المجرد، ومن الوعظ المباشر؛ ولهذا قال الجنيد: "إنها تقوِّي قلوب المريدين!".

أي: تثبِّت اعتقادهم، وتقوِّي يقينهم!

ولهذا لا تعجب إذا وجدتَ تراجِم علماء الإسلام - في كتب التراجِم والتواريخ والطبقات - محشوَّة بذكر الرؤى والكرامات، فهي من أهم عناصر الترجمة؛ لدلالتها على فضله وصلاحه، بل يذكرها علماء الحديث في تراجِم الرواة، كالدليل على عدالتهم!

ونحن نتساءل: من أين عرف المؤرخون والمترجِمون هذه الرؤى والكرامات؟!

والجواب الضروري لهذا السؤال؛ أن الرائي حكاها عن نفسه أو عن غيره؛ لأنه لا سبيل إلى معرفة الرؤيا المنامية إلا من الرائي!

فلماذا حكاها إذن؟! أليس هذا تزكية للنفس؟!

والجواب: أن لهم في حكايتها مقاصد لا تخفى على بصير، وهي تختلف باختلافهم، فمنهم من يحكيها دفعًا للتهمة عن نفسه، أو ترغيبا للناس في الأخذ عنه، أو في فعل الخيرات وترك المنكرات، أو لغرس محبة الصالحين في قلوبهم، وتقوية الجانب الروحي عندهم. وغير ذلك من المقاصد الصالحة!

أما الرؤيا الصالحة نفسها فهي جزء من النبوة، كما صرح به المعصوم - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في [صحيحه]، وسماها (مبشرات)، فبين بذلك بعض وظائفها، وهي أنها تبشر صاحبها بأنه على خير!

والقول في الكرامات كالقول في الرؤى والمنامات، غير أن الكرامة قد يشاهدها كثير من الناس، فتكون حكايتها من الناس لا من صاحبها!

ويكفي لكي تعلم مكانة الرؤيا أن الله تعالى ذكرها في غير موضع من القرآن، محتفيا بها، سواء وقعت لأنبياء أو لغيرهم!

كما احتفى بها أهل الحديث، فترجم البخاري في صحيحه كتابًا، وسماه كتاب [التعبير]، وأورد فيه كثيرا من المرائي!

وصنف الحافط ابن أبي الدنيا كتاب [المنامات]، وأورد فيه كثيرا من الرؤى المنامية!

وذكر الفقيه ابن أبي جمرة في مقدمة [شرحه على البخاري] عشرات الرؤى المنامية، التي ساقها للاستبشار بها، وللدلالة على فضل كتابه!

ووقفت على رؤيا للقرطبي حكاها عن نفسه، في [شرحه على صحيح مسلم]، في موضع لا يحضرني ذكره الآن!

هذا جانب من احتفاء القرآن والسنة وأهل العلم بهما، بمسألة الرؤى والمنامات!

على أنه لا ينبغي أن نبني عليها أحكاما شرعية، ولا أن تتوقف حياتنا عندها، وإن كان يستحب العمل بما وافق الشريعة منها، وقد ذكر ابن القيم في كتابه [الروح] عمل بعض السلف بالرؤى المنامية الصادقة!

وأما الكرامات فليس أدل على احتفاء القرآن بها؛ من ذكرها في مواضع مختلفة، كما وقع لسيدتنا مريم، ولأهل الكهف، ولصاحب موسى!

وترجم لها الإمام النووي في [رياض الصالحين] بباب [كرامات الأولياء]، وصنف الشيخ يوسف النبهاني كتابًا ضخما سماه [جامع كرامات الأولياء]!

ومما يدل على أهميتها؛ ذكرها في كتب العقائد الإسلامية، لاتصالها بمعجزات الأنبياء، بل قالوا: "كل ما كان معجزة لنبي؛ جاز أن يكون كرامة لولي، إلا ما اختص به الأنبياء!".

وأنشد الشيخ اللقاني في منظومته المباركة [جوهرة التوحيد]:

وأثبتنْ للأوليا الكرامةْ

ومن نفاها فانبذنْ كلامهْ!

هذه سطور كتبتها - على عجَل - جوابًا على سؤال مَن سأل: لماذا تذكر الرؤى المنامية الصالحة التي رأيتَها أو رؤيت لك؟!

مقالات مشابهة

  • حوار الوفد مع العشماوي عن وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام
  • تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (6-11)
  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه
  • د. إيمان شاهين تكتب: اتيكيت التعامل بين الأزواج في الإسلام
  • اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺘصدى ﻟﻠﺒﺸﻌﺔ
  • «قتل الجماعة للواحد»
  • هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟
  • اعتداء على مسجدين في هانوفر وسط تصاعد جرائم معاداة الإسلام في ألمانيا
  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025