العربية:
2025-06-10@21:12:58 GMT

المعارك تشتد في أم درمان.. والسكان ينزحون

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

المعارك تشتد في أم درمان.. والسكان ينزحون

‍‍‍‍‍‍

مجدداً احتدم القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم التي ترزح تحت هول الصراع الدامي منذ 5 أشهر.

فقد أفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم الأربعاء، أن مدينة أم درمان شهدت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

مادة اعلانيةنزوح كبير

وأوضح أن هناك عمليات نزوح لأعداد كبيرة من السودانيين بسبب شدة المعارك في المدينة.

وكانت وتيرة القتال تصاعدت، أمس الثلاثاء أيضا، على جبهات رئيسية في مدن العاصمة الثلاث، وشمل سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، وسلاح المهندسين جنوب أم درمان.

فيما أكد شهود عيان أن قوات الدعم السريع عاودت صباح أمس، الهجوم على منطقة سلاح المدرعات من الجهة الجنوبية الغربية.

قطع طرق الإمداد

وتصاعدت وتيرة المعارك بين القوتين العسكريتين منذ مطلع أغسطس الماضي، في وسط مدينة أم درمان بهدف السيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي تستخدمه الدعم السريع كخط إمداد لقواتها والتحرك عبر مدن العاصمة الثلاث.

فيما تمثل معسكرات الشجرة وسلاح المهندسين وسلاح الإشارة الثقل الأكبر لتواجد قوات الجيش في العاصمة، إلى جانب القيادة العامة بشرق الخرطوم ومنطقة كرري العسكرية بشمال أم درمان.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.

من الخرطوم (رويترز)

يذكر أن الحرب اندلعت بين الجيش والدعم السريع بالسودان في 15 أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.

وأسفر القتال حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح 4,6 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

كما أدت الحرب إلى تدهور وضع القطاع الصحي في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة وعانى لعقود من نزاعات مسلحة وحروب أهلية.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News السودانيين أم_درمان السودان العربية

المصدر: العربية

كلمات دلالية: السودانيين أم درمان السودان العربية الدعم السریع أم درمان

إقرأ أيضاً:

القصة برواية “قحت” عن المليشيا

صباح السبت، منتصف أبريل 2023، وبعد ليل رمضاني طويل، نهض سكان ولاية الخرطوم على أصوات الأسلحة تؤز آذانهم، أغلبهم لم يكن قد سمع من قبل أصوات الراجمات والمدافع الثنائية والطائرات الحربية. أداروا مؤشرات راديو أم درمان لمعرفة مايحدث، فوجدوه صامتاً، والتمسوا معرفة ما يحدث عبر تلفزيون السودان، فوجدوه بلا إرسال، فطفقوا يديرون أجهزة الرموت كنترول بحثاً عن أخبار بلادهم في القنوات الفضائية، فعثروا على “الخبر”.. إنها الحرب، التي طالما تمنوا عدم حدوثها، تندلع بقوة فوق رؤسهم، لا بل في طول البلاد وعرضها، فحاميات الجيش السوداني في ولاية الخرطوم، وفي كل مدن وعواصم الولايات تتعرض لهجوم كثيف متزامن بواسطة “شركائهم” في “قوات الدعم السريع” بغية السيطرة عليها !!

بالتوازي مع الهجوم العسكري المباشر، والمحاولات المستميتة للسيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة، وعلى مقارالأسلحة الرئيسية في المدرعات والذخيرة والإشارة و وادي سيدنا، وغيرها، كانت تدور “معركة” أخرى لم يقف الناس على كثير من تفاصيلها حتى الآن، وهي ما نحاول أن نقص قصتها هنا باقتضاب شديد، برواية “أبطالها” الحقيقيين !!

وأنت تمسح النوم من عينيك، يطرق بابك طارق، وأحياناً يدخل بلا استئذان، ويسأل مباشرة: أين فلان؟ ثم لا ينتظر إجابة، يدخل مباشرة إلى الغرف شاهراً سلاحه وطالباً من رب الأسرة أو ابنها أن يرمى ما في يديه من متعلقات ويرفعهما إلى الأعلى ويصعد إلى ظهر البوكس أو اللاندكروزر الذي يقف بجانب باب منزله، ثم يترك بقية أفراد الأسرة في حيرة من أمرهم، وإن أبديت أي نوع من الاحتجاج أو المقاومة، فأنت إما أن تتعرض للضرب والتنكيل ويُقذف بك على ظهر السيارة كما الخراف، أو أن تترك مضرجاً في دمائك أمام أطفالك !!

ليس هذا هو النمط السائد في سلوك أحد “طرفي النزاع” خلال الساعات الأولى من اندلاع الحرب، بل هو النمط الذي ساد لعام كامل أو يزيد من “أحد الطرفين” .. لا يهم أن تكون من “الكيزان” أو “الفلول” ، لكي يحدث لك ما حدث، يكفي أن تكون قد خدمت يوماً ما في أي من الأجهزة النظامية من جيش أو شرطة أو أمن، أو أن تكون محتفظاً في بيتك بصورة للفريق إبراهيم عبود أو للمشير جعفر نميري أو سوار الذهب أو عمر البشير، أو لأي من رموز عائلتك ممن خدموا في الجيش أو الشرطة أو حتى في شرطة “الدفاع المدني”، فأنت حينها مصنف ضمن منسوبي “دولة 56” وتستحق أن تُساق إلى معسكرات الاحتجاز الجماعي، مختفياً قسرياً، ولا يعلم أحد من أسرتك عنك شيئاً، ولا المنظمات أو النقابات “الوطنية” ولا الدولية التي تقول إنها تدافع عن حقوق الإنسان !!

كل الذين تم اقتيادهم من بيوتهم – وقد بلغت أعداهم الآلاف – ليسوا طرفاً في الحرب التي اندلعت بسبب فشل محاولة أخذ السلطة عنوة، وفرض الاتفاق الإطاري بالقوة الجبرية، لكنهم أصبحوا – بقدرة قادر – أحد “طرفي” النزاع وفق المنطق الذي سعى لتسويقه مناصرو الإتفاق الإطاري، ونفذته المليشيا من أول يوم، والمنطق الذي ظلوا يحاولون به تبرير حشر الآلاف الأبرياء في تلك المعتقلات السرية هو أن هؤلاء “من المحتمل” أن يكون لهم دور في حشد الجهود الشعبية لمقاومة فرض الإتفاق الإطاري بالقوة.

هناك، في تلك المخابئ التي انتشرت في ولاية الخرطوم، وفي عدد من مدن السودان الأخرى، فملأت معسكرات هيئة العمليات التي كانت قد آلت إلى “الدعم السريع” ، وعدداً من المباني في أحياء الخرطوم الراقية، وعدداً من المدارس، تم اقتياد الآلاف من السودانيين واحتجازهم، وتعرضوا لأسوأ أنواع المعاملة بواسطة القوى التي تقول إنها تريد أن تجلب لهم الديمقراطية وترفع عن كاهلهم ميراث التهميش، فبقوا الشهر وراء الشهر والعام وراء العام، بلا علاج ولا زاد وحرموا حتى الماء الذي يشربون، يتعرضون للاستجواب والسباب ولكن لا أمل لهم في محاكمات، حتى لو كانت عرفية.

لم تتبن جهة حقوقية أو نقابية، محلية أو دولية، قضيتهم وتسير بها بين الركبان، ولا حتى بالقدر الذي سبق وأن لقيته قضايا تتعلق بملابس النساء، وظل ما يصل إلى الرأي العام من قصصهم، هو ما يتم من مساومات مع ذويهم لإطلاق سراحهم، فيكتب الله عمراً جديداً، لمن يكون قد تم اختطافه واحتجازه بمظنة الابتزاز، أما إن كان السبب هو أنك “متهم” بكونك يمكن أن تكون “جاسوساً” يعمل لصالح الجيش، فأنت ستكون في غيابة الجب!!

في سجن سوبا أو “سجون” الرياض والطائف وصالحة وفي ود مدني ورفاعة ، وفي غيرها من المدن التي دخلتها المليشيا، لقي الآلاف من السودانيين ربهم، بسبب الجوع والعطش والمرض والإهمال المتعمد ، وبسبب القهر، فأحيلوا إلى مقابر جماعية، أو تُركوا لتأكلهم الهوام، ولم يُبلغ ذووهم بذلك، وحينما أكملت القوات المسلحة والقوات المساندة لها السيطرة على محليات الخرطوم، بدأ حجم المأساة يتكشف.

حين دخلت القوات المسلحة إلى حامية جبل أولياء، شاهدنا عبر وسائل الإعلام، هياكل عظمية يكسوها جلد بشر، وعرفنا ممن أمكنه الحديث منهم، أن هؤلاء ممن كانوا في “سجون الدعم السريع”، وأن رفاقاً لهم لقوا ربهم، على النحو الذي أشرنا إليه، وحين تمت استعادة منطقة صالحة في أم درمان، تبين أن أكثر من ستمائة ممن اختطفوا وجرى احتجازهم كانوا هناك، لكن لم ينج منهم إلا السدس، فقد لقي المئات ربهم بسبب حرب لم يكونوا طرفاً فيها !!

تتكشف كل يوم الجرائم التي ظلت تُرتكب بواسطة مليشيا الدعم السريع، من خطف وإخفاء قسري، وتعذيب وقتل واغتصاب، للآلاف من المدنيين، وحين نتايع السرديات والمنطق الذي جرى ويجري تسويقه لتفسير تلك الجرائم، نجده في الأصل “منطق قحتي” يجري على ألسنة المتحدثين باسم الدعم السريع وباسم القوى السياسية التي أغوتهم وزينت لهم مشروع الانقضاض على السلطة، وهو منطق مؤداه أن عشرات الآلاف من السودانيين، الذين سيقوا إلى معسكرات الاحتجاز الجماعي، لا يستحقون الحياة، دعك أن يستحقوا “الديمقراطية والحكم المدني”، وهم – شاءوا أم أبوا – أحد “طرفي” النزاع !!

العبيد أحمد مروح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان
  • القصة برواية “قحت” عن المليشيا
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
  • ليبيا..تجدد المعارك بين الميليشيات بعد انهيار الهدنة
  • تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
  • السودان .. برمجة قاسية للكهرباء في أم درمان مع ارتفاع درجات الحرارة
  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر