التحركات الميدانية في الحوز: بين مقاربة التنمية المستدامة واتهامات الاستغلال السياسي
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
بقلم: شعيب متوكل
بعد مرور عامين على الزلزال الذي هزّ منطقة الحوز وخلف خسائر بشرية ومادية جسيمة، عادت الأضواء مجددًا إلى المنطقة، ليس بسبب كارثة جديدة، وإنما بفعل زيارات ميدانية مفاجئة قامت بها أحزاب سياسية، جمعيات مدنية، وشخصيات معروفة في المشهد العام. هذه التحركات، التي جاءت بعد فترة من الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية من طرف السكان المتضررين، تثير تساؤلات حول دوافعها وتوقيتها.
خلال العامين الماضيين، شهدت عدة مناطق متضررة من الزلزال وقفات احتجاجية متكررة، طالب فيها السكان بالإسراع في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية، دون أن تلقى تفاعلاً ملموسًا من أغلب الجهات السياسية، باستثناء بعض المداخلات المحدودة تحت قبة البرلمان. هذا الغياب فسّره البعض بالتقصير، فيما رأى آخرون أن طبيعة المرحلة فرضت أولويات وإكراهات حالت دون استجابة شاملة.
ومع عودة الوفود إلى المنطقة في الأيام الأخيرة، تتباين الآراء بين من يرى فيها تفاعلًا إيجابيًا حتى وإن جاء متأخرًا، وبين من يخشى أن يكون مرتبطًا بتحضيرات انتخابية أو حسابات ظرفية. ورغم أن بعض المبادرات تحمل طابعًا تنمويًا أو إنسانيًا، إلا أن توقيتها يظل محل نقاش في أوساط المتتبعين وتفوح منه رائحة العنبر السياسي.
كما أن السكان المحليون، الذين ذاقوا مرارة الزلزال وتبعاته، وذاقو مرارة الصدود عنهم في وقت الحاجة. لم يخفوا شكوكهم إزاء هذه التحركات المفاجئة، متسائلين عن سبب الغياب الطويل للمسؤولين.
من جانبهم، يؤكد عدد من الفاعلين المحليين على أهمية أي تدخل يساهم في تحسين أوضاع المتضررين، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة اعتماد مقاربة مستدامة، تتجاوز منطق المناسبات أو التحركات الموسمية. كما يشددون على ضرورة التنسيق بين مختلف الجهات المعنية لضمان عدالة الإنصاف وفعالية الإنجاز.
في النهاية، تظل هذه الزيارات، مهما كانت خلفياتها، فرصة لإعادة تسليط الضوء على معاناة استمرت طويلاً، وربما تشكل بداية لتصحيح مسار التفاعل مع الأزمات. غير أن نجاح أي تدخل يظل رهينًا بمدى استمراريته، وابتعاده عن منطق التوظيف السياسي، لصالح مصلحة المواطن أولاً وأخيرًا.
ما يحدث اليوم بالحوز يعكس أزمة ثقة بين المواطن والمؤسسات، ويؤكد الحاجة إلى مقاربة تنموية عادلة تتجاوز منطق الاستغلال الظرفي وتضع مصلحة الساكنة فوق الحسابات السياسية.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
بيان عربي مشترك يطالب بحماية الأطفال من كافة أشكال الاستغلال وصون حقوقهم
طالبت جامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربية، والمجلس العربي للطفولة جميع الأطراف المعنية للتحرك السريع لحماية الأطفال من كافة أشكال الاستغلال وصون حقوقهم، التي أقرتها المواثيق والاتفاقيات الدولية، وخصت الأطفال العاملين الذين حرموا من طفولتهم وبراءتهم، وتعرضوا للأذى في صحتهم الجسدية والنفسية، وفقدوا أبسط حقوقهم في التعليم والنمو والعيش بكرامة وإنسانية وعدالة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم عن المنظمات العربية الثلاث بمناسبة اليوم العالميّ لمكافحة عمل الأطفال، الذي أقرته منظمة العمل الدولية عام (2002)، ويصادف الثاني عشر من شهر يونيو من كل عام.
وأوضح البيان أن اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال يأتي هذا العام بينما لا يزال الهدف العالمي المتمثل في القضاء على عمل الأطفال بجميع أشكاله مع حلول عام (2025) بعيد المنال، مشيرًا إلى أن آخر التقديرات العالمية الصادرة عام (2021)، كشفت أن عدد الأطفال المنخرطين في سوق العمل بلغ (160) مليون طفل، من بينهم (63) مليونًا من الإناث و(97) مليونًا من الذكور، ويعود هذا التراجع إلى سلسلة من الأزمات العالمية المتتالية، أبرزها جائحة (كوفيد-19)، وتغير المناخ، والنزاعات والحروب، والتقدم التكنولوجي المتسارع، وتزايد التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية.
أخبار قد تهمك نيابةً عن سمو وزير الخارجية.. نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدورته الـ 163 23 أبريل 2025 - 7:38 مساءً جامعة الدول العربية تدعو لإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة وعادلة لضمان أمن المياه 2 مارس 2025 - 8:04 مساءًوأفاد بأن القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المزمع عقدها في نوفمبر المقبل بدولة قطر، ستسهم في تسليط الضوء على آليات توفير العمل اللائق ومكافحة الفقر، الذي يعد السبب الرئيس لعمل الأطفال، ومن المتوقع أن ترفع نتائجها إلى المؤتمر العالمي السادس للقضاء على تشغيل الأطفال في عام (2026) بالمغرب، لتعزيز التآزر بين الجهود الوطنية والإقليمية والدولية.
وأكدت المنظمات الثلاث الاستعداد الكامل لمواصلة العمل المشترك لمكافحة عمل الأطفال، ودعم التحركات الدولية والمبادرات الأممية ذات الصلة، مشيرة إلى إطلاق دراسة “عمل الأطفال في الدول العربية” عام (2019)، والحرص على نشر الوعي، وتعزيز المعرفة بواقع هذه القضية وتداعياتها.
وأبانت أنه في هذه المناسبة “لا يمكن الحديث عن حقوق الطفل، وأطفال غزة يعيشون المأساة الإنسانية بأبشع صورها، في انتهاك حقهم في الحياة حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى استشهاد نحو (18) ألف طفل، وحرمان الآلاف من أبسط مقومات العيش، فما يحدث في غزة يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لحماية أطفال فلسطين وضمان حقوقهم في الصحة والتعليم والحياة الآمنة والكريمة”.