من المرجح أن تعقد يوم الجمعة أولى جلسات الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، بشأن اللامركزية الادارية الموسعة، حيث كلف "الوطني الحر" النائب آلان عون والمستشار السياسي للنائب جبران باسيل انطوان قسطنطين تمثيله في هذا الحوار، بينما سمى "حزب الله"النائب علي فياض ورئيس المركز الاستشاري عبد الحليم فضل الله.


وسيتناول الحوار اقتراح القانون الذي أعدته لجنة من الخبراء برئاسة وزير الداخلية الأسبق زياد بارود، في عهد الرئيس الأسبق ميشال سليمان، علما أن اللجنة بدأت اجتماعاتها في العام 2012 في حين جرى تقديم المشروع في العام 2014.   لقد تبنى "التيار الوطني الحر" مشروع بارود حول اللامركزية الموسعة، حيث وجد فيه ضالته، في تطبيق اللامركزية المالية واعتماد تقسيمات إدارية تلائم المسيحيين وتنسجم مع فهم وتطلعات التيار البرتقالي في حماية ما يسمى بالمصالح المسيحية، إلا أن عيب هذا المشروع رغم الجهد والحرفية اللذين بذلا لإنجازه، بأنه لا يلتزم بالاطر التي وضعها إتفاق الطائف ، إذ أن هذا الاتفاق، بحسب مصدر سياسي بارز، وازن بين نظام اللاحصرية الادارية الذي يؤكد حضور الدولة في الأطراف، وبين اللامركزية الادارية بوصفها نظاما إداريا لا يؤدي إلى إضعاف الدولة المركزية في الوقت الذي يتيح نقل الصلاحيات الانمائية المحلية إلى هيئات منتخبة هي مجالس الاقضية.   يمعن مشروع بارود، بحسب المصدر نفسه، في التوسع في تطبيق اللامركزية الادارية ومن هذه الناحية هو ينسجم مع تطلعات القوى المسيحية من دون أن يراعي الحساسيات والهواجس لدى المسلمين. فعلى سبيل المثال هو يلغي رئاسة القائمقام لمجلس القضاء التي نص عليها "إتفاق الطائف"، كما يعيد ترسيم تقسيمات الاقضية على النحو الذي يكرس الفرز الطائفي كما في حالة تأسيس قضاء مسيحي مستقل من القرى المسيحية في محافظة بعلبك الهرمل، وفصل القبيات كقضاء مستقل عن عكار، علما أن اتفاق الطائف يؤكد على التقسيمات التي تؤدي إلى الانصهار الوطني، وليس إلى الفرز الطائفي، فضلا عن انه يحاول تمرير اللامركزية المالية بصورة مقنعة في تثقيله لمعيار الجباية المالية وتخفيضه إلى أدنى مستوى لمعياري المساحة وتعداد السكان، و يذهب بعيدا في منح صلاحيات واسعة لمجالس الاقضية، بحيث تكون قادرة على إنجاز أي مشروع استثماري أو تنموي مثل إنشاء السدود ، أو اعتبار الشرطة قوة عامة مسلحة لديها صلاحية حفظ الأمن وتأسيس الصناديق التي لديها صلاحية منح القروض وتلقي الهبات الخارجية والقيام بمشاريع خصخصة مع القطاع الخاص.   في الواقع، لا يمكن نكران الإيجابيات الكثيرة التي ينطوي عليها مشروع الوزير بارود ولا تماسك بنيته التشريعية، لكنه في المقابل وبحسب المصدر نفسه، أوغل بعيدا في تجاوز الحساسيات الاسلامية- المسيحية وتجاوزه للقواعد الدقيقة التي قام عليها اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية والتي كانت إحدى موضوعات الصراع فبها النزوع الإسلامي لوحدة الدولة ومركزيتها في مقابل النزوع المسيحي للامركزية بمستوييها المالي والإداري.
بناء على كل ذلك، من المتوقع أن لا يكون الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر سهلا حول اللامركزية الإدارية والمالية، إذ أنه ورغم موافقة حزب الله المبدئية على اللامركزية الإدارية الموسعة، إلا أنه لا يستطيع الخروج عن الثوابت التي استند إليها موقف الطوائف الإسلامية منذ إتفاق الطائف ولغاية الان في مقابل طروحات النائب جبران باسيل المتشددة والتي عبّر عنها صراحة في خطب عديدة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوطنی الحر حزب الله

إقرأ أيضاً:

النواب يبدأ بمناقشة الموازنة بعد إقرارها من اللجنة المالية

صراحة نيوز-بدء مجلس النواب، الاثنين، مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026، عقب إقراره من اللجنة المالية.

وانطلق مقرر اللجنة المالية النائب محمد البستنجي في استعراض تفاصيل اجتماعات لجنته الخاصة بمناقشة مشروع قانون الموازنة، إضافة إلى خطاب وزير المالية عبد الحكيم الشبلي، مقدّماً كلمته أمام المجلس.

وذكر البستنجي أنه وبينما كان النواب يتابعون خطاب الموازنة، كانوا أيضاً يرصدون لقاءات جلالة الملك عبد الله الثاني مع قادة الدول الآسيوية، وما تحمله من تأكيد على الموقع الجغرافي الاستراتيجي للأردن وميزة اتفاقيات التجارة الحرة التي تمنح الصادرات الأردنية وصولاً واسعاً إلى الأسواق الأميركية والأوروبية، بما يعزز فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي.

وأشار إلى أن الرؤية الملكية للتحديث الاقتصادي وتحديث القطاع العام التي أُنجزت نهاية 2022 بدأت تُترجم اليوم إلى برامج تنفيذية واضحة، توحّد جهود مؤسسات الدولة نحو تحقيق أهداف التنمية، ما انعكس على تطوير البنى التحتية والتشريعات واتضاح المسار الاقتصادي.

وأضاف أن مفهوم إدارة المالية العامة تغيّر من التركيز على حصيلة الخزينة فقط إلى الاهتمام بجودة الحياة، وتقوية شبكة الأمان الاجتماعي، وتوجيه البرامج التدريبية المرتبطة بالتشغيل، إضافة إلى تعزيز الريادة والابتكار بقيادة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.

وبيّن أن البرامج الحرفية والتقنية وفتح نوافذ التمويل الميسّر دعمت توفير فرص العمل، وتوسعت في تمكين المرأة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتكون نقطة انطلاق نحو نمو أكبر.

وأوضح أن السياسات الاقتصادية الحكومية باتت قادرة على التأثير المباشر في القطاعات الإنتاجية، الأمر الذي يعزز مساهمتها في الاقتصاد الوطني، مدعومة بإيمان جلالة الملك بقدرة الأردنيين على تحويل التحديات إلى فرص.

ولفت إلى أن العلاقات الدولية للأردن شهدت نقلة نوعية بقيادة الملك، تُوّجت بتفاهمات جديدة مع الاتحاد الأوروبي، تشمل تعاوناً سياسياً واقتصادياً وتجاريًا، مع عقد أول قمة مشتركة في 2026، إضافة إلى برنامج مساعدات يمتد بين 2026 – 2028.

وبعد انتهاء المداخلات، يشرع النواب بالتصويت على بنود الموازنة العامة فصلاً فصلاً، استناداً لأحكام الدستور والنظام الداخلي، كما يتم التصويت على توصيات اللجنة المالية المرفقة بتقريرها.

وكانت اللجنة المالية النيابية برئاسة نمر السليحات قد أقرت الأحد مشروع الموازنة بعد 104 اجتماعات شملت جميع الوزارات والدوائر والوحدات الحكومية.

وقال السليحات إن اللجنة أجرت دراسة معمقة تناولت تحليل بنود الإنفاق، وقياس أثر النفقات، ودراسة المؤشرات الاقتصادية، إضافة إلى مراجعة تأثير 230 قراراً حكومياً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، وملفات شبكات الأمان الاجتماعي.

ونوّه السليحات إلى أبرز توصيات اللجنة، والتي شملت ما يلي:

– رفع رواتب العاملين في القطاعين العسكري والمدني والمتقاعدين بما يعادل التضخم التراكمي.
– إعادة دراسة ضريبة المبيعات بما يراعي مستويات الدخل.
– خفض كلف خدمة الدين العام والاعتماد على التمويل منخفض الفائدة، مع توقع تراجع الفائدة نصف نقطة في 2025.
– عدم فرض ضرائب جديدة أو رفع شرائح ضريبية.
– ضبط صرف مخصصات الطوارئ البالغة 60 مليون دينار.
– ربط نمو النفقات الجارية للشركات الحكومية بنسبة لا تتجاوز 25% من نمو إيراداتها.
– إنشاء صندوق استثماري للمتقاعدين والعاملين لتمويل مشاريع كبرى مثل مشروع “عمرة”.
– رصد مخصصات كافية للرديات الضريبية.
– تمديد حوافز التداول العقاري وإعفاء الشقق حتى 150م² بالكامل.
– إلزام البنوك بعكس خفض الفائدة على القروض بالسرعة ذاتها التي تعكس فيها الارتفاعات.
– استمرار برامج البنك المركزي التمويلية.

كما شملت التوصيات مجالات متعددة مثل ديوان المحاسبة، السياحة، المياه والزراعة، التربية والتعليم، العمل، الاقتصاد الرقمي، الصناعة والتجارة، إلى جانب الاستثمار، إضافة إلى توصيات خاصة برفع مخصصات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتمديد إعفاء رسوم الأبنية، ومنح مفتي عام المملكة امتيازات القضاة الشرعيين.

مقالات مشابهة

  • نص موضوع خطبة الجمعة 12 ديسمبر 2025.. «التطرف ليس في التدين فقط»
  • وزير المالية يبدأ الحوار المجتمعي حول الحزمة الثانية للتسهيلات الضريبية من اتحاد الغرف التجارية
  • كأس العرب| المنتخب الوطني يبدأ تحضيراته للقاء فلسطين في ربع النهائي
  • مجلس حكماء المسلمين يحتفي بالمرأة ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب 2025
  • البعثة الأممية تدعم مشاركة النساء برسم أولويات «الحوار الوطني»
  • الحوار.. وإنزال الفلسفة إلى الاجتماع
  • التَّعليم الديني وحتميَّة الحوار الإسلامي الإسلامي.. في ندوةٍ فكريَّةٍ بجناح مجلس حكماء المسلمين
  • الاتحاد الأوروبي: لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا دون الحوار الوطني والمصالحة
  • النواب يبدأ بمناقشة الموازنة بعد إقرارها من اللجنة المالية
  • السوداني:حصر سلاح الفصائل الحشدوية يحتاج الى حوار سياسي !!