"البطش" يتحدث عن عملية نفق جلبوع في ذكراها الثانية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش، اليوم الأربعاء، إن عملية نفق جلبوع لانتزاع الحرية جاءت امتدادا لعملية كسر القيد عام 1987 م في قطاع غزة من سجن غزة المركزي، مشيرًا إلى أن الشيء المشترك في العمليتين أن دماء شهداء معركة الشجاعية في 6 من أكتوبر أشعل انتفاضة الحجارة عام 1987م، التي أفضت إلى طرد الاحتلال من القطاع.
جاء ذلك في كلمة للبطش، خلال مهرجان الذكرى الثانية لعملية "نفق جلبوع لانتزاع الحرية" بغزة.
وأضاف، "في صباح السادس 6 من سبتمبر للعام 2021، تمكن ستة أسرى فلسطينيون من كسر قواعد العمل الأمني ومعه كسر هيبة الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع، "عندما أخرجت ارض بيسان بعض اثقالها بستة من فرسان شعبنا، وابطال مقاومتنا عندما انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع عبر نفق اسطوري سيتحدث عنه التاريخ العالمي كمعجزة لشعب فلسطين المقاوم للاحتلال".
وزاد، "عملية نفق الحرية أضافت الى تاريخ الأمم الحرة صفحة جديدة من صفحات المجد كتبها ابطالنا الستة وهم" محمود العرضة +زكريا الزبيدي +محمد العارضة +ايهم كممجي +يعقوب قادري +مناضل إنفيعات".
وأشار البطش إلى أن "سجن جلبوع الذي حطمه أبطالنا لمن لا يعرف أُعد خصيصا لقادة المقاومة وقد بناه الاحتلال بعد استشارات هندسية وأمنية لتجارب السجون بمشاركة، وبإشراف خبراء إيرلنديين وافتتح في العام 2004 بالقرب من سجن شطة في منطقة بيسان.
وأردف قائلا: "لقد اعد البطل محمود العارضة عاشق الحرية التي نذر نفسه وروحه في سبيل اعادتها لشعبه خطة كسر القيد وانتزاع الحرية ولو لساعات ليطوف خلالها في ارض بيسان ومرج ابن عامر والناصرة".
وأضاف البطش، "أشعلت علمية نفق جلبوع لانتزاع الحرية الثورة في الضفة الغربية من بوابة جنين البطولة والفداء /جنين الكتيبة والثبات رغم كل محاولات الكسر والاقتلاع / كتيبة الاحرار التي أسسها الشهيد البار والحر /جميل العموري ورفيقه عبد الله الحصري والتحق بها المئات من ابطال جنين اليوم".
وأكد أن بنادق سرايا القدس وكتائبها بالضفة هي لتحرير الضفة إلى جانب كتائب الأقصى في حركة فتح وكتائب القسام في حماس ، وأبوعلي مصطفى والالوية والمجاهدين وكل اذرع المقاومة العاملة في الضفة الغربية، ومعهم الشباب الثائر الذي يشق طريقه جماهيريا لتحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال".
ولفت إلى أن الأسرى يتعرضون اليوم لممارسات عنصرية من قبل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير لأبشع أنواع التمييز العنصري والإجراءات الانتقامية.
وختم البطش حديثه موجهًا تحياته إلى رموز المقاومة من أبناء الحركة الاسيرة وهم "الشيخ المجاهد/ بسام السعدي البطل القائد /رائد السعدي -أنس جرادات-ثابت مرداوي- زيد بسيسو-محمد أبو طبيخ-محمود العارضة-علي الصفوري -محمد المرداوي -اسراء -محمد عبيد - سعيد طوباسي-سامح الشوبكي- مهند الشيخ إبراهيم-- عبد الجبار الشمالي-ماهر الهشلمون-أنور عليان-عرفات الزير-عبد عبيد - حمزة الحج محمد---والقادة الاسرى / مروان البرغوثي--عبد الله البرغوثي -- احمد سعدات – محمد الملح / نائل البرغوثي /الى رموز الصبر والوفاء الأخت ام الابطال /عطاف جرادات – اسراء الجعابيص".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
غواية التفرد ونمط الحرية
عائض الأحمد
في زمنٍ تتصدر فيه الفردانية المشهد، ويُروَّج للتفرد كعلامة على التميّز والعبقرية، يسهل الوقوع في وهم الذات المتضخمة. يرفع البعض راية "الحرية" و"الاختلاف" دون وعيٍ حقيقي بما تعنيه، ودون إدراك أن التفرد بلا جذور يتحوّل إلى تيه، وأن التحرر بلا وعي يُفضي إلى عزلةٍ باردة.
يظنّ أنه محور الأحداث، ومهوى الأنظار، يحيّي الجموع في صحراء قاحلة لا ماء ولا حياة فيها، يتخيّل الصفوف تنشقّ لاستقباله، والأضواء تُسلّط عليه، والرؤوس تدور إعجابًا. بينما هو، في الحقيقة، مجرد عابرٍ في مشهدٍ لم يُكتَب له أن يكون فيه بطلًا.
لقد خدعته فكرته عن نفسه. ظنّ أن التفرد بطولة، وأن كسر التقاليد بطولة أعظم. ارتدى الغرابة، وتبنّى أفكارًا لا يفهمها، فقط ليبدو حرًّا. نادى بالتحرر من كل قيد: من الدين، ومن العائلة، ومن الهوية، ومن الحب، ومن الالتزام... لكنه لم يُدرك أن التحرر دون بوصلة ليس حرية، بل ضياعٌ مقنّع.
كان يبحث عن ذاته، ففقدها. اختار أن يصطدم، لا أن يفهم. تبنّى الشذوذ عن السائد كمعيارٍ للقيمة، لا عن إيمان، بل عن رغبةٍ في إثبات ذاته عبر النفي لا البناء.
الحرية الحقيقية لا تحتاج إلى استعراض، إنها هادئة، عميقة، تعرف متى تُعلن، ومتى تصمت. أما غواية التفرد لأجل التفرد، فلا تقود إلا إلى عزلةٍ صاخبة، ضجيجها أكثر من معناها، لا حكمة فيها، بل سخرية من حولها.
الحرية الحقيقية لا تحتاج إلى استعراض، إنها هادئة، عميقة، تعرف متى تُعلن عن نفسها، ومتى تلوذ بالصمت. أما غواية التفرد من أجل التفرد، فلا تقود إلا إلى عزلةٍ صاخبة، ضجيجها أكثر من معناها، لا حكمة فيها، بل سخرية من حولها.
> وهكذا... لا يعود السؤال: "من أنا؟" بل: "لمَ كنتُ كذلك؟"
إن أعظم الحريات ليست تلك التي تُغضب الجميع، بل التي تُرضي ضميرك أولًا. ليس التفرد قطيعة، ولا الاختلاف مخالفة، بل هو أن تكون كما أنت، بلا ادّعاء ولا قناع، بعيدًا عن مجازفات ساحقة تخلعك عن أفكارك، تُغذّيها سطوة إعلامية مبتذلة، لا تزيد عن كونها مشاهد درامية، تُروى لأجل الفرجة، لا الفهم.
حينما تملك خيارك، فإن التمرّد عليه يدنيك إلى منازل السفه، ويسلبك حق "الأنا"، وتظهر آثاره مستفزّة بلونها القاتم وردائها المتسخ.
لها: الشروع في حبك شَرعٌ قائم، وإن كنتُ متّهَما، فسأمضي في قضيتي.
شيء من ذاته: راقب نفسك، قيّم اختياراتك، وامضِ بطريقتك دون ضجيج. فإن لم تجد من يتلقاك، فالمكان ليس لك وحدك... ولا أحد ينجو من التمرّد إذا فقد وجهته. نقد: الوقت ينفد، سِمَة الحياة ومعيارها، فلِمَ الغضب؟
رابط مختصر