أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن مشاركة مصر في قمة العشرين في النسخة الحالية، تأتي في ضوء الأزمات العالمية التي يشهدها العالم، والتي أصبح لا يمكن حلها إلا من خلال التكاتف في ضوء حالة من الاستقطاب الحادة بين القوى الدولية، وأصبحت القارة الأفريقية هي الأهم في المنظومة الدولية في الفترة الأخيرة، على اعتبار أنه لم يتم استغلال الثروات الطبيعية الكبيرة داخل القارة الأفريقية.

 

رئاسة الجمهورية: عقد قمة العشرين يأتي في ظل تحديات غير مسبوقة (فيديو) البرديسي: مشاركة السيسي ومصر كضيف شرف في قمة العشرين له دلالة كبيرة مجموعة العشرين تمتلك قوة كبيرة دولية 

وأضاف "فارس"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "التاسعة" المذاع من خلال قناة "الأولى" اليوم الجمعة، أن حالة الاستقطاب جعلت وجود الاتحاد الأفريقي كعضو مهم في مجموعة العشرين، يشير إلى أن الفترة القادمة هي فترة القارة الأفريقية، وظهر ذلك حينما ترأست مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتم توقيع الإطار التنفيذي لاتفاقية التجارة القارية الحرة التي تخدم أكثر من 1.3 مليار نسمة بحجم استثمارات 3.4 تريليون دولار، وهو ما ينعكس على رؤية استراتيجية حقيقية لتوسيع وتنويع الشراكات الاستراتيجية بما يحقق الفائدة على كل الدول، وليس فقط على مجموعة العشرين أو ما يخص القارة الأفريقية. 

وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أن انضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين سيؤدي إلى انضمام 52 دولة أفريقية إلى المجموعة، لأنه سيكون سوق كبير بالنسبة لهذه الدول. 

واستكمل، أن مجموعة العشرين هي المجموعة الأقوى على المستوى الاقتصادي أو السياسي، إذ أنها تشكل أكثر من 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي فضلا عن 75% من حجم التجارة الدولية، فضلا عن وجود أكثر من 60% من سكان العالم في هذه المجموعة. 

ولفت إلى أن القارة الأفريقية بما لها من ثقل اقتصادي كبير، وبداية تحرر حقيقية من خلال العمل على الاستفادة داخل القارة الأفريقية، وبعيدا عن اتفاقيات الإذعان التي تخدم طرف على حساب آخر، والفترة المقبلة ستشهد رؤية استراتيجية سيتم صياغتها من خلال رئاسة مصر للنيباد، وستبحث عن إيجاد تنمية مستدامة للقارة الأفريقية، خاصة أنه إذا تم العمل على بنية تحتية قوية في القارة الأفريقية. 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قمة العشرين حامد فارس الازمات العالمية قناة التاسعة قناة الأولى القارة الأفریقیة مجموعة العشرین أکثر من من خلال

إقرأ أيضاً:

العالم بين القوانين الدولية وقانون الغاب

يمتلك العالم الكثير من القنوات والقوانين الشرعية التي توافقت عليها الدول، وذلك عبر منظمات أممية ودولية متعددة، بهدف التعامل بشكل حضاري وإنساني مع كافة الأزمات والقضايا الدولية وفقاً لطبيعتها وتنوعها، وبما يلزم الدول بالاستجابة لتلك القوانين، ومنها الاستجابة الإنسانية تجاه تقديم المساعدات للشعوب المنكوبة خلال الكوارث الطبيعية، و النزاعات القائمة بين الدول، وبرغم امتلاكه لتلك المقومات، فإن العالم بمؤسساته الأممية ومحاكمه الدولية لم يعد قادراً علي القيام بدوره المنوط له، وذلك بسبب عدم استجابة الدول وتنفيذها للقرارات الأممية الصادرة، أو بسبب وجود بعض الدول الكبرى الخارجة عن القوانين والأعراف الدولية، منها علي سبيل المثال دولة إسرائيل التي -رغم عدم شرعيتها أصلا كدولة-لا تمتثل لتنفيذ القرارات الأممية والإنسانية، ويرجع ذلك إلي وجود دول عظمى كأمريكا وبعض دول الغرب خلفها، إذ تشجعها تلك الدول علي مخالفة ورفض القوانين والمنظمات الدولية،

وتلك الدول تهدد الدول الأخرى باستخدامها للقوة وانتهاكها للقوانين الدولية وفرضها عقوبات علي الدول والهيئات الدولية التي تعترض علي تصرفاتها، واستخدامهم لحق النقض "الفيتو" لرفض كل القوانين المشروعة الصادرة من الهيئات الدولية كمجلس الأمن، والأخطر من ذلك استخدام تلك الدول القوة لتهديد الدول الأخرى والتدخل في شئونها، ما يجعل دولة كاسرائيل ترتكب كل ما هو غير مشروع في دول المنطقة، وعلي غرار ما يحدث من حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير دون رحمة وتوقف، وهي نفس الجرائم الوحشية التي تحدث في الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن، وغيرها من االدول.

كما يمتلك العالم أيضاً باستخدام الجهود الدبلوماسية فيما بينه لحل الأزمات والنزاعات، وعلي غرار ما يتعرض له العالم الآن من اضطرابات عسكرية، سياسية، حدودية، ومائية، ناهيك عن تداعيات لتغير المناخي، وتعرض العالم الآن للعديد من الأمراض، الآفات، ومشكلات الأمن الغذائي، ورغم ذلك فإن الدول الكبرى تتدخل باستخدام نفوذها لإفشال الحلول الدبلوماسية للمشاكل والأزمات المتفاقمة من الدول الأخرى، وانسحابها من المنظمات الدولية ومخالفة القوانين والاتفاقات المبرمة وبما يهدد الأمن والسلم الدوليين برغم وجود الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإنسانية والحقوقية والبيئية، ما يتسبب في النهاية في إفشال التعاون الدبلوماسي بين الدول، وبعدم تحقيق السلام والأمن لهذا العالم.

كما يملك العالم أيضاً سلاح القيادات والزعامات الدولية وبخاصة عند الدول الكبرى، إلا أن تلك الدول ومنها دول مجلس الأمن دائمي العضوية هم من يعرقل القوانين التي تصدر من أجل صالح الدول، بل وتستخدم تلك الدول قوتها ونفوذها للضعط علي الدول الأخرى من أجل مصالحها، وبما يجعل العالم الذي نعيشه الآن يمتثل لقانون الغاب، هذا القانون الذي صنعته تلك الدول، والدليل علي ذلك فشل العالم في حل القضية الفلسطينية، وفشله في ردع إسرائيل وإجبارها علي وقف إطلاق النار، أو وقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة، أو حتى بتمكن دول الغرب ومنها بريطانيا من ردع إسرائيل ومحاكمتها علي ارتكاب تلك الجرائم، وتعرض إسرائيل لسفينة الحرية "مادلين" التي كانت قد أبحرت رافعة العلم البريطاني، حاملة الكثير من المساعدات الإنسانية، لكسر الحصار، والتخفيف عن أبناء غزة، وفشل العالم أيضاً في إجبار الدول الكبرى علي ردعها وتوقفهم عن مساعدة إسرائيل بالسلاح ومواصلة ارتكاب الجرائم والاستيطان في دول المنطقة، ومن الأمثلة التي تدل أيضاً علي فشل العالم وصمته عن قانون الغاب بسبب عجزه الحرب الدموية بين روسيا وأوكرانيا، الحرب الدموية في السودان، اليمن، ليبيا، ميانمار، وفي الكثير من الدول حول العالم، وغيرها من الأزمات السياسية والحدودية في دول العالم، ويرجع السبب الكبير في ذلك لاستخدام دول مثل أمريكا لقولتها ونفوذها لدرجة تهديدها باحتلال الدول واستحلال وانتهاك ثرواتها، والخروج علي الاتفاقات الدولية كاتفاقيات المناخ، التجارة، الصحة، الهجرة، وغيرها من النزاعات والأزمات، ما يجعل العالم الذي نعيشه الآن برغم ما يمتلكه من تكنولوجيا وما يصل إليه من تطور، يعيش أكبر أزماته ونزاعاته المزمنة، وبما يشجع علي كثرة الحروب والتوترات في العالم، ما يثبت بأن هذا العالم الغير آمن يُطبق عليه قانون الغاب.

مقالات مشابهة

  • أدنى معدلات البطالة في مجموعة العشرين
  • العالم بين القوانين الدولية وقانون الغاب
  • لماذا يحتاج الطلاب إلى الدعم النفسي في الامتحانات؟ أستاذ علم نفس تربوي يوضح
  • الهلال ينافس في أغلى مجموعة بكأس العالم للأندية
  • تصفيات مونديال 2026.. المنتخب القطري يختتم المرحلة الثالثة بمواجهة مضيفه الأوزبكي غدا
  • الاقتصاد والأمن يتصدران قمة مجموعة السبع في كندا
  • استشاري علاقات زوجية: الأم تصنع الفارق والقدرات وحدها لا تكفي.. فيديو
  • «العمل الدولية» تدعو لمجتمعات أكثر عدلاً
  • منتخب النشامى يستأنف تدريباته في عمان استعداداً لمباراة العراق
  • كانسيلو أكثر من مثّل أندية مشاركة في كأس العالم للأندية بعد ارتدائه قمصان ستة فرق