صراحة نيوز- حسن محمد الزبن

ما بين الزلزال في تركيا والزلزال في المغرب وجهة نظر واستراتيجية عمل استباقية يجب أن نأخذ بها في الأردن، خاصة أن خبراء الجيولوجيا والمتخصصين في علم الزلازل يقولون إن الأردن ليس بمنأى عن تعرضه لزلزال قوي أو مدمر لا قدر الله، وقد تصل قوته إلى أكثر من 7,5 درجات على مقياس رختر كل 800 عام، وبالعودة إلى تاريخ آخر زلزال تعرضت له المنطقة باعتباره مدمرا كان عام 1033م، أقصى شمال الأردن، وحسب الخبراء أن بين زلزال وزلزال آخر وكمتوسط للفترة الزمنية بين زلزالين مدمرين أن المدة هي 100عام، وفي رأي آخر مئتي عام، وهذا ما أكده العالم الكندي أستاذ علوم الأرض والمحيطات في جامعة فيكتوريا الكندية الدكتور “إدوين نيس” عندما حدث الزلزال المدمر في تركيا والذي شهدنا مأساته التي أفجعتنا وآلمتنا.


ونعيد للذاكرة ما عاشه من سبقونا للزلزال الذي حدث في 11/7/1927م، بجوار قرية داميا بالقرب من نهر الأردن، ما يدلل أن المنطقة ليس بعيدة عن خطر زلزالي قادم، وهذا ما تؤكده الدراسات والبيانات التاريخية المسجلة منذ إنشاء شبكات الرصد الزلزالي في المنطقة لما تعرضت له التراكيب التكتونية التي تشكل حدود صفيحة سيناء- فلسطين، بمعنى أنه حدث خللا وتغيرا في التراكيب الجيولوجية والطبوغرافية في المناطق المحيطة بالأردن، ويمكن أن تؤثر عليه، هذا عدا عن صدع البحر الميت التحويلي الذي نشأ خلال العقدين الماضيين، خاصة أننا ليس بعيدين عن مصادر النشاط التكتوني في المنطقة المتصل بخليج العقبة بالإضافة إلى الجزء الواقع جنوب قبرص من صدع الأناضول، ويتكون للعلم أيضا من أجزاء رئيسة من بينها الأغوار ووادي عربة ووادي الأردن، مع أهمية إدراك انتقال الضغوط الزلزالية لمسافات طويلة ومسافات طويلة جدا إلى الجنوب والشمال تصل إلى عشرات أو مئات الكيلو مترات.
ولا ننسى أن الأردن منطقة نشطة زلزاليا لكنه حسب الخبراء معتدل إذا ما قورن مع باقي دول الجوار لاعتبارات أن الصفائح التكتونية تتحرك بمعدل نصف سم في السنة مقارنة مع غير الأردن من مناطق أخرى، وهذا ما يطمئن أن حدوث الزلزال إذا ما حدث لا قدر الله يحتاج إلى وقت طويل لحدوثه في المنطقة، ونتساءل هل يمكن أن يحدث زلزال في السنوات القريبة في الأردن؟ وحسب رأي بعض الخبراء في علم الجيولوجيا أنه من المستحيل أن يكون هناك زلزال مدمر في الأردن، وإن حدث فلن يكون بقوة الزلزال الذي حدث في تركيا، فالزلزال الذي يحدث عادة ما يؤدي يؤدي إلى هزة أرضية كبيرة، وبما أن منطقة البحر الأحمر تعتبر من المناطق الأقل عرضة للزلزال، وحسب ما هو معروف أن هذه الهزات الأرضية تستمر للعديد من الأسابيع أو الأشهر، ومن المتوقع أن تقع الكثير من الهزات في العديد من الدول في العالم، لكنه بالنسبة للأردن أمر بعيد بناء على الحيثيات الجيولوجية التي يتم رصدها تباعا.
ورغم هذه التطمينات إلا أنه علينا من خلال المؤسسات المعنية الرسمية والتي تتواجد فيها أقسام لجان السلامة للمباني، والتي يجب أن تتوفر أيضا لجان مماثلة في المجالس المركزية في المحافظات والمجالس المحلية إلى أن تتبنى تحضير البيانات اللازمة عن وضع المباني التي انتهى عمرها الافتراضي في كافة مناطق الأردن، وبيان درجة الخطورة من عدمها لكل مبنى بشكل فردي مع علمنا أن هذا يتطلب جهدا ووقتا، لكن لا يمنع أن نستبق الأمر قبل أن نجد أنفسنا كمن يقع في مصيبة ونراه مكتوف الأيدي لا يعرف من أين يبدأ في حل مشكلته، فأتمتة هذه المعلومات عن المباني في نظام رقمي محمي تكون نسخة منه في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات قد تساعد كثيرا في حال حدوث الزلازل أو الهزات الأرضية أو حالا الانهيار للمباني كما حدث في مبنى جبل اللويبدة.
ومن هذا المنطلق على الجامعات والمعاهد الأردنية ومدارس وزارة التربية والتعليم تخصيص جزء من حصص النشاط لتعريف الطلبة بقواعد التصرف وقت حدوث الزلازل والتي في نهجها تتمحور حول الاحتماء… آلتغطية … الثبات، والتي معروف أنها تطبق من قبل المشرفين والعاملين في ادارة الكوارث والأزمات على مدار 48 ساعة عقب حدوث الزلزال تفاديا للتبعات من هزات ارتدادية وغيرها.
وعلى الدولة توجيه سياساتها وخططها بالتوسع في تدريب كوادر مساندة لفرق الإنقاذ الوطني وفرق الدفاع المدني وغيرها الموجودة حاليا، والسعي حثيثا لتأمين أفضل التقنيات والآليات وأحدثها لخدمة طواقم الانقاذ، وتكون تحت تصرفهم في الملمات الصعبة، لأن أحداث الهزات أو الزلازل غير المتوقعة تختلف عن وقوع أو انهيار مبنى في حارة أو حي سكني يمكن السيطرة عليه في وقت قياسي بحكم خبرة ومهارة كوادر الإنقاذ الوطني، ورجال الدفاع المدني.
حمى الله أهل المغرب أبناء العروبة ونترحم ونتأسى على من قضى منهم في أحداث الزلزال الذي أفجعنا كشعب أردني محب وصديق للمغرب وأهله.
وحمى الله الأردن،،،

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام عربي ودولي اخبار الاردن الوفيات اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام عربي ودولي اخبار الاردن الوفيات اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

وفد الأعيان يعزّز الحضور الأردني في بروكسل: أمن المنطقة واللاجئون في صدارة المباحثات

صراحة نيوز- اختتم وفد من أعضاء مجلس الأعيان، زيارة رسمية إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، عقد خلالها سلسلة لقاءات مع مسؤولين في البرلمان الأوروبي، بهدف تعزيز التعاون البرلماني والدبلوماسي، وناقش عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وجاءت زيارة وفد الأعيان إلى جانب وفد من أعضاء مجلس النواب، للمشاركة في الاجتماع البرلماني الأردني الأوروبي الثاني عشر الذي عقد في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، وفق ما ورد في بيان لمجلس الأعيان.

وخلال الزيارة، استعرض الوفد، المكون من الأعيان المهندس محمد النجار، ومحمود فريحات، والدكتور موفق الضمور، جهود الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، والتعامل مع التحديات الإقليمية المتصاعدة، لا سيما تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأشاروا إلى أن الأردن يستقبل عددا كبيرا من اللاجئين رغم محدودية موارده وإمكاناته، وأن استمرار الأزمات الإقليمية يفرض ضغوطا متزايدة على البنية التحتية والخدمات الأساسية في المملكة، ما يتطلب دعما دوليا متواصلا لتمكينه من القيام بدوره الإنساني والسياسي.

وناقش الوفد أيضا ملفات التعاون البرلماني وتطوير آليات التشاور مع البرلمان الأوروبي، إضافة إلى تعزيز الشراكات في مجالات الأمن والطاقة والمياه والاقتصاد، والاستفادة من برامج الدعم.

وأشاد الجانب الأوروبي بالدور المحوري للأردن في المنطقة، وبجهوده الإنسانية تجاه اللاجئين، مؤكدا الحرص على تطوير التعاون وزيادة التنسيق في مختلف المجالات.

وأكد أهمية مواصلة الحوار مع المؤسسات الأوروبية، وتعزيز الحضور البرلماني الأردني في المحافل الدولية، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز علاقات الأردن مع شركائه.

وثمن أعضاء الوفد دعم البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي المتواصل للأردن، داعين إلى تعزيز ذلك الدعم في مختلف المجالات، دعما لجهود الأردن وزيادة قدراته على مواجهة أعباء الأزمات الإقليمية المتتالية، ومشددين على أهمية بناء المزيد من جسور الشراكة وتوسيع آفاق التعاون.

وقد قدر الوفد الجهود المبذولة من دول الاتحاد الأوروبي الداعية للسلام، ودعمها لمواقف جلالة الملك ومساعيه الدائمة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: “المنطقة من الأردن إلى المتوسط ستبقى بيد إسرائيل”
  • نتنياهو: المنطقة من الأردن إلى المتوسط ستبقى بيد إسرائيل
  • ما الذي يحتاجه المنتخب المصري لعبور الأردن في كأس العرب؟..تفاصيل
  • جامعتا إربد الأهلية وجدارا تعززان التعليم والابتكار عبر فعاليات دولية ومحلية
  • رئيس جامعة العاصمة: الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعليم
  • عالم زلازل تركي يحذر: الهدوء الحالي وهم والكارثة قادمة
  • رئيس الوزراء اللبناني: حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة
  • وفد الأعيان يعزّز الحضور الأردني في بروكسل: أمن المنطقة واللاجئون في صدارة المباحثات
  • عطية : العلاقات الأردنية الأوروبية تعمل بتوجيه مباشر من جلالة الملك
  • ما الدعاء الذي لا يرد يوم الجمعة؟.. آية تقيك المصائب وتنصرك