كلمة وزير الأوقاف في مداخلة بالجلسة العلمية الخامسة
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن هذه الجلسة متميزة، حيث تناول المجتمعون الأمس الشق الديني، ويتناول المجتمعون في جلسات اليوم الشق التقني والفني، مؤكدًا أنه يجب أن نعمل معًا وأن نتكامل، فقديما كانت هناك فجوة واستطعنا إلى حد كبير أن نذيب هذه الفجوة، فقد كان بعض علماء الدين ممن لم يستوعبوا الأبعاد الثقافية ينظرون إلى غيرهم على أنهم ليسوا في درجة حرصهم على الدين، وبفضل الله استطعنا من خلال العمل مع المؤسسات الثقافية إلى إذابة هذه الفكرة، فلأول مرة تم إصدار 180 إصدارًا بالتعاون مع وزارة الثقافة، ضمن إصدارات سلسلة (رؤية) للفكر المستنير، بما يؤكد الثقة المتبادلة بين الوزارتين.
وأكد وزير الأوقاف أن كل ما جاء من آيات أو أحاديث في شأن العلم جاء في مطلق العلم النافع قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة"، فالعلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه، والمراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم ، وشئون دنياهم ، في العلوم الشرعية أو العربية، أو علم الطب، أو الصيدلة، أو الفيزياء، أو الكيمياء، أو الفلك، أو الهندسة، أو الميكانيكا أو الطاقة، وسائر العلوم والمعارف، فالأمر متسع لكل علم نافع .
مؤكدًا أن قضايا التقنيات الحديثة من فروض الكفايات التي إن قام بها بعض الناس سقط الإثم عن الباقين وإن لم يقم بها أحد أثم الجميع، فكل من أراد أن يخدم دينه فليخدمه من خلال تخصصه ومجاله، وأن المتخصصين حينما ينتقدون أي عمل في مجال تخصصهم فإن هذا النقد مقبول وله مصداقيته.
التعاون مع المؤسسات المتخصصةوأكد وزير الأوقاف أن الوزارة قد سلكت بالتدريب منهجًا مختلفًا من خلال التعاون مع المؤسسات المتخصصة، حيث تم التعاون مع وزارة الاتصالات من خلال التدريب بمركز الحاسب الآلي بأكاديمية الأوقاف الدولية تحت إشراف مباشر من وزارة الاتصالات، كما يشرف على مركز اللغات أساتذة اللغات، وتم توقيع بروتوكولات مع 24 جامعة لتدريب الأئمة في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام واللغة العربية، مقدمًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لاهتمامه البالغ بالأئمة ماديًّا وعلميًّا، فقد اهتمت وزارة الأوقاف بالدورات التدريبية لأئمتها وواعظاتها، حيث تستضيف الجهة الأئمة مع تحمل وزارة الأوقاف نفقات التدريب.
وأضاف وزير الأوقاف أن أخطر شيء هو التسرع في إصدار الأحكام واتهام الآخرين في دينهم وأخلاقهم، مختتمًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "كان رجلانِ في بني إسرائيلَ مُتآخِينِ، فكان أحدُهما يذنب، والآخرُ مجتهدٌ في العبادة، فكان لا يزال المجتهدُ يرى الآخرَ على الذنبِ فيقول : أَقصِرْ . فوجده يومًا على ذنبٍ فقال له : أقصِر . فقال : خلِّني وربي أبعثتَ عليَّ رقيبًا ؟ فقال : واللهِ ! لا يغفر اللهُ لك - أو لا يدخلُك اللهُ الجنةَ ! - فقبض أرواحَهما، فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال لهذا المجتهدِ : كنتَ بي عالما، أو كنتَ على ما في يدي قادرًا ؟ وقال للمذنب : اذهبْ فادخلِ الجنةَ برحمتي، وقال للآخرِ : اذهبوا به إلى النارِ"، فالجنة والنار ليست ملكاً لأحد من الخلق فالأمر بيد الله وحده مؤكداً أن دور علماء الدين البلاغ لا الهداية ولا الحساب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف مختار جمعة صلى الله عليه وسلم من خلال
إقرأ أيضاً:
شقيقة وزير تكتب: لا أخوض مع الخائضين، لكنها كلمة حق في وجه الجور
لا أخوض مع الخائضين،
لكنها كلمة حق في وجه الجور.
بقلم: أميرة عمر بخيت
بدءًا:
الحرية لنا ولغيرنا، والديمقراطية تعني أن لكل فرد الحق في اختيار مواقفه ومساره نحو الغاية الكبرى: الوطن.
العدل والعدالة أولى بها أقوالنا، وأفعالنا، وخلافاتنا الفكرية، مهما كانت: سياسية، دينية أو ثقافية.
و الدول لا تُبنى بالأكاذيب، ولا تُدار بالافتراء، ولا تنهض عبر رمي من يخالفنا الرأي بقاذورات القلب المريض وأحقاد النفوس السقيمة.
الإصلاح لا يأتي أبدًا عبر السقوط الأخلاقي المحض.
ومن أراد الخير لوطنه حقًا، فليبدأ بأخلاقه، وليتعلم أدب الخلاف، وحُسن الموعظة، وسعة الصدر.
ثم،
كأي مواطن سوداني، وكأي فرد من هذا الشعب العظيم الصابر، فإن للبروفيسور – شقيقي الحبيب معز عمر بخيت – كامل الحق في اختيار وسيلته وتوقيته لخدمة وطنه وشعبه.
وأنا على يقين تام، وثقة لا يعتريها شك، بأن نواياه خالصة في بذل علمه، وتسخير خبراته، ووقته وجهده، في خدمة المواطن السوداني؛ ذلك الإنسان الذي أنهكته الأمراض، وأعجزته التحديات، وتكاد تنوء به الهموم. هذا المواطن لن تداويه أو ترفع عبء معاناته بوستات سخيفة وكتابات مبتذلة. لن يكون سوء الأدب أبداً سبيلًا للتغيير، ولا عونًا لمن أنهكهم المرض، ولا بديلًا عن الفعل الصادق الذي يُحدث فرقًا، ويوفّر الدواء ويخفف المعاناة.
هذا الشعب العظيم اشتهر بحسن الخلق و الأدب الجم و نقاء القلب والاحترام وتحري الصدق فمن أين اتى هؤلاء !
د. معز عمر بخيت، اختار العودة إلى وطنه، ليقدّم ما يستطيع من دواء وعلاج، وفي الخاطر أن يرد بعضًا من جميل أرضٍ وهبت وما استبقت شيئاً من خير في القلب والروح والجسد.
قرر أن يعود طائعًا وقد اختار الوفاء في توقيت عصيب، وبلادنا تمر بأكثر مراحلها التاريخية تعقيدًا ؛ حروب وصراعات، وأمراض تفترس المواطن، وخدمات صحية شبه منهارة.
أي إنسان شريف، محب لوطنه، وفيه ذرة من إنسانية حقة، سيجتهد بما يستطيع لرفع المعاناة عن أهله وبني وطنه: بماله، أو جهده، أو علمه، أو وقته وله خيار الكيفية والتوقيت.
أما الشتائم، وبث السموم، وانتهاك الأعراض، والافتراء على الناس، فلن يشفي مريضًا، ولن يوفر دواءً، ولن يوقف حربًا، ولن يبني وطن.
وزارة الصحة وزارة خدمية، وزارة تعاني الأسوأ في ظروف غير إنسانية، والمواطن البسيط يتهاوى بين فكي الحرب والمرض. بروفسير معز قبل التكليف الشاق والتحدي المضني وقرر أن يخوض معركته برؤية خاصة وخطط مدروسة ليساهم مع زملائه في علاج المرضى بإذن الله، وليصلح بعون الله ما استطاع من المستشفيات، وليبذل جهده لتخفيف العبء عن زملائه الأطباء، وجميع الكوادر الصحية التي تبذل الآن قصارى جهدها وأرواحها ليحيا الآخرون فبالله عليكم، كيف تحكمون؟
هو لا يملك عصا موسى، لكنه يحمل نية صادقة، وخبرة إدارية عظيمة في إنشاء المؤسسات الطبية والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة، فادعموه بدعواتكم، وأعينوه ما استطعتم، فللمجتهد إن أصاب أجران، وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد،
وما الأعمال إلا بالنيات، والعبرة بالخواتيم.
أسأل الله بصدق أن يوفقك يا معز، وينجحك في مقاصدك النبيلة، وأن تتمكن، أنت وكل صادق وشريف، من تقديم الأفضل لهذا الوطن العظيم، وللمواطن السوداني، ذلك الإنسان الذي يستحق الحياة والعيش الكريم.
وأتمنى أن تُسهم فعليًا، ونحن معك بما نستطيع، في بداية فتحٍ مبين لعهدٍ طيب تنتهي فيه المآسي السودانية، والحروب، والصراعات.
اللهم افتح لنا وللسودان بابًا من الخير، نغلق به أبواب الحروب والمآسي والظلم والأمراض.
أما أنت أيها المواطن السوداني البسيط، فلك:
حبنا،
وانتماؤنا،
وعلمنا،
وجهدنا
وكل ما استطعنا اليه سبيلا ????
وختامًا،
كل الاحترام والتقدير لكل الكوادر الطبية والصحية العاملة في هذا الوقت، ولكل المتطوعين، لما يبذلونه من جهد في هذا الظرف الصعب.
ويا إخوانا، رجاءً، خليكم ناس كويسين عشان ربنا يفرّجها علينا وعلى أهلنا المرضى المساكين والمستضعفين!
وآخر القول وأوّله:
“إن الناس لم يُعطَوا شيئًا خيرًا من خُلُقٍ حسن.”