مسؤولة في صحة صنعاء: عودة الأمراض القاتلة بسبب عدم تطعيم الأطفال
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
بعد قرابة عام من الصمت الحكومي القاتل تجاه الأوبئة والأمراض الستة القاتلة لأطفال اليمن في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وبالتزامن مع عودتها وارتفاع أعداد ضحاياها، ذكرت مسؤولة في وزارة الصحة الخاضعة لذات المليشيا في سياق حوار أجرته قناة "اليمن اليوم" التي تُبث من العاصمة المختطفة صنعاء، وقوف الحوثيين وراء إصابة ووفاة عشرات الآلاف من أطفال اليمن بالأوبئة بسبب حملات التحريض ضد اللقاحات.
عاودت الأمراض والأوبئة الفيروسية التفشي خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، نتيجة انهيار المنظومة الصحية ومنع المليشيا اللقاحات في مناطق سيطرتها.
أكدت غادة شوقي الهبوب مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع بوزارة الصحة الخاضعة للحوثيين، أن "الامراض التي عاودت الانتشار هي الحصبة وشلل الاطفال النوع الثاني، وليس البري والسعال الديكي الدفتيريا"، مُرجعة الأسباب إلى عدم "تطعيم الاطفال ضد هذه الامراض والأوبئة"، مؤكدة أن أسباب ذلك مردها "الشائعات الموجهة ضد التطعيم، وانخفاض التغطية وكذلك مستوى التطعيم عند الاطفال المصابين".
ومطلع العام الجاري، نظمت سلطات المليشيا بصنعاء، ندوة بعنوان "خطورة اللقاحات على البشرية" بحضور عديد من قياداتها، على رأسهم رئيس حكومة الحوثي عبدالعزيز بن حبتور ووزير الصحة، الذي قال إن اللقاحات وجرعات التحصين "سموم ومؤامرة يهودية وفكرة شيطانية تهدف إلى قتل ملايين البشر".
وقال، في الندوة ذاتها، طه المتوكل وزير الصحة بحكومة صنعاء (غير المعترف بها)، إن وزارته تعتبر "اللقاح ليس إلزامياً بالمطلق"، وإن "من يصر عليه ويطالب به نمنحه إياه على أن يتحمل المسؤولية".
وجددت "الهبوب"، التأكيد على أن انتشار الشائعات بشأن خطر اللقاحات، والتي حظيت بمساندة كبيرة من الاعلام والأوقاف، إضافة إلى عدم اتاحة الفرصة لنا للرد عليها، لتوضيح أهمية اللقاح عبر وسائل الاعلام رغم مخاطبة الجهات المعنية بضرورة نشر الوعي باهمية اللقاح، شككت اليمنيين بمأمونية وفاعلية اللقاح، وامتنعوا عن تطعيم اطفالهم.
وتضيف "الهبوب"، وللتأكيد على أهمية وفاعلية اللقاحات، اقيمت ورشة علمية في 17 مارس الماضي، بمحافظة الحديدة حول جودة ومأمونية وفاعلية اللقاح، قدمت خلالها عدّة ابحاث لاطباء يمنيين بينها رسائل ماجستير كلية الطب الصحية بجامعة حضرموت ومركز طب المناطق الحارة، وجميعها اكدت مدى فعالية اللقحات بين الاطفال وإصابة الأطفال غير المطعمين.
وكشفت "الهبوب" ان وكالة سبأ (بنسختها الحوثية)، التي كانت قد نشرت -حينها- اخبار الورشة وتفاصيلها، سارعت بحذفها بعد نصف ساعة فقط. وتساءلت: من حذفها ولمصلحة من.. ولماذا..؟! في إشارة صريحة إلى الحملة التحريضية التي شنتها مليشيا الحوثي ووسائل إعلامها ضد اللقاحات ودعوة المواطنين إلى عدم تطعيم أطفالهم، لأنها صناعات من صنع الغرب "الكفار" وتشكل خطراً.
ولفتت إلى توقف نشاط وصول فرق التحصين إلى جميع المستهدفين، والسبب "لا يوجد توزيع عادل بالمراكز الصحية، وافتقار بعض المناطق للقاحات".
وأفادت بأن نشاط التحصين في المراكز الصحية يغطي 35 الى 40% من السكان فقط، حيث "توقفت فرق التحصين عن الوصول إلى القرى بسبب الشائعات والرفض المجتمعي، ولأننا لم نتمكن من الرد إعلاميا على هذه الشائعات".
وعن انتشار الأمراض والاوبئة، أكدت أن مرض الدفتيريا منتشر أكثر من الحصبة، موضحة أنه يصعب الحصول على امصال حماية الأطفال من مرض الدفتيريا القاتل، والسبب عدم تصنيعه في أغلب بلدان العالم لأن المرض قد اختفى منها، ولكنه في الوقت نفسه عاد مجددا في اليمن.
وأفادت بأن قيمة المصل الواحد حجم "20 سنتا" يصل إلى 150 دولارا، بينما يحتاج الطفل أحيانا ما بين 15 إلى 20 مصلا، بحسب حالة المريض.
وذكرت أنه تم تسجيل 243 حالة وفاة بمرض الحصبة، خلال 33 اسبوعا، جميعها حالات غير مطعمة، في الوقت الذي تؤكد "توفر اللقاحات والتغطية الروتينية في مناطق الحوثي والتي تقدمها اليونسيف والصحة العالمية".
وقالت، تمكنا من التغطية الروتينية للقاحات النصف الاول من العام الماضي تمكنا من 83% والآن التغطية تراجعت إلى 65%.
وذكرت "الهبوب"، أنه قبل الحرب استطاعت اللقاحات تخفيض نسبة حالات الوفاة والإصابة بامراض الطفولة القاتلة بشكل كبير جداً.
واوضحت، في عام 2006، وفي أول حملة وطنية لتطعيم الاطفال من مرض الحصبة، أُستهدف 10 ملايين طفل، بعد تسجيل نحو 23 إلى 25 ألف حالة اصابة بالمرض، ناهيك عن الحالات التي لم تبلغ للجهات الصحية. وفي عام 2007، وبعد حملة التطعيم انخفض عدد حالات الإصابة إلى 8 حالات، دونما تسجيل ولو حالة وفاة وحيدة.
احصائيات
وذكرت مصادر طبية، أن عدد الحالات المكتشفة بمرض السل القاتل بلغت خلال العام الماضي 2022م عشرة آلاف و411 حالة مقارنة بـ8 آلاف حالة قبل الحرب. وان زيادة عدد الوفيات بمرض السل من 6 لكل 100 ألف شخص إلى 9 لكل 100 ألف شخص من السكان.
وحسب المصادر فإن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي شهدت تفشي وانتشار أكثر من 26 مرضا ووباء من ضمنها امراض الأطفال القاتلة.
ووفقا للمصادر فإن عدد المصابين بالملاريا بلغ أكثر من مليون حالة توفي منها 19 حالة، بينما التهاب الكبد الفيروسي B و C أكثر من 20 ألف حالة توفي منها حالتان.
إجماع دولي
وكشف تقرير أممي حديث، عن تفشي مرض الحصبة في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري، تأثرا بتوقف حملات التحصين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، جراء التحريض الحوثي المكثف ضد اللقاحات.
وارجع التقرير الأممي المسؤولية إلى حملات التضليل المكثفة التي نفذتها "جماعة الحوثي" ضد اللقاحات، وإيقاف حملات التطعيم الدورية، وتحريض السكان عبر وسائل الإعلام والمساجد على رفض تطعيم أطفالهم، بحجة أنها «مؤامرة غربية»، وهي الأسباب التي أكدتها منظمة الصحة العالمية في بيان متزامن بشأن ذات الجائحة الوبائية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في التقرير، إن اليمن "يشهد تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك الحصبة".
وأضاف: "منذ بداية العام 2023 وحتى 22 يونيو، تم الإبلاغ عما مجموعه 25,935 حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، منها 1,406 حالات مؤكدة مختبريا و259 حالة وفاة في جميع المحافظات".
وذكر التقرير أن هذا الرقم يمثل أكثر من 96% من إجمالي الحالات المبلغ عنها عام 2022، وأن 88% من الأطفال الذين تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابتهم بالحصبة لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاح، بينما كان من الممكن منع هذا الوضع لو تلقى هؤلاء الأطفال جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح الحصبة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی ضد اللقاحات فی مناطق أکثر من
إقرأ أيضاً:
إعلام العدو الصهيوني يعترف: لا مخرج من ضربات اليمن إلا بوقف العدوان على غزة
يمانيون../
في اعتراف جديد يعكس حجم المأزق الذي يواجهه كيان العدو الصهيوني أمام تصاعد الردع اليمني، أكدت صحيفة “غلوبس” العبرية أن الطريق الوحيد لوقف هجمات القوات المسلحة اليمنية على عمق الأراضي المحتلة يكمن في إنهاء العدوان على قطاع غزة، مشيرة إلى فشل الاستهدافات الصهيونية المتكررة لليمن في كبح تأثير صنعاء أو تقويض حضورها المتصاعد.
ونقلت الصحيفة عن العميد المتقاعد في جيش الاحتلال “شموئيل إلماس” قوله إن الغارات الجوية الإسرائيلية، وآخرها الضربة الواسعة على ميناءي الحديدة والصليف، لم تُحدث أي أثر استراتيجي على القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، بل ساهمت – على العكس – في تعزيز حضورها السياسي والشعبي ورفع حالة التماسك الداخلي.
وأشار إلماس إلى أن الضربة التي نفذتها 15 طائرة صهيونية وأسقطت خلالها 35 قذيفة بعد اجتياز أكثر من 2000 كيلومتر، رُوّج لها كإنجاز عسكري، لكنها في الحقيقة تفتقر إلى البصيرة الاستراتيجية. وأضاف: “صانعو القرار في تل أبيب يكررون الخطأ ذاته الذي وقعت فيه الرياض وأبو ظبي، حين ظنوا أن كثافة القصف الجوي ستُسقط صنعاء، غير أن الواقع أثبت العكس تماماً”.
وأكد أن الهجمات الصهيونية على اليمن تُسهم في زيادة شعبية قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتعزز من موقعه في بيئة يمنية مفككة في ظاهرها، لكنها تتوحد عند مواجهة العدوان والاستكبار، لافتاً إلى أن خيار التصعيد ضد صنعاء أصبح خياراً عبثياً يخدم معنويات اليمنيين أكثر مما يُحقق أهداف الاحتلال.
وتابع: “الحكومة الصهيونية باتت أمام مفترق طرق حرج: فإما أن توقف العدوان على غزة لتُهدئ الجبهات المتعددة وفي مقدمتها الجبهة اليمنية؛ وإما أن تستمر في نهج التصعيد الذي لم يجلب لها سوى المزيد من الخسائر والتآكل في هيبة الردع”.
يُذكر أن هذا الاعتراف ليس الأول من نوعه، فقد سبق لأوساط أمنية وعسكرية في كيان الاحتلال أن أقرت بعجز القوة العسكرية عن وقف الضربات اليمنية، مؤكدة أن إنهاء العدوان على غزة هو المخرج الوحيد من سطوة صواريخ ومسيرات صنعاء التي باتت تعصف بعمق “تل أبيب” وتربك حسابات قادتها.